مهرجان برلين السينمائي
تحديات الصناعة
السينمائية في ظل الأزمة العالمية
ترجمة: ناجي العرفاوي
اختتمت الدورة التاسعة والخمسون من مهرجان برلين السينمائي الدولي مع
الاعلان عن الافلام المتوجة علما ان لجنة المهرجان اختارت 26 فيلما
سينمائيا
للمشاركة في المسابقة الرئيسية فيما ترأس تيلدا سويندون لجنة
التحكيم.
يعتبر
مهرجان برلين السينمائي الدولي في المانيا ثاني أهم المهرجانات العالمية
بعد مهرجان
كان السينمائي الدولي في فرنسا. فقد تأسس سنة .1951
يسجل مهرجان برلين أيضا أعلى نسبة حضور من بين جميع المهرجانات
السينمائية
الدولية الأخرى، علما أن المهرجان يشهد عرض ما يناهز 400 فيلم في مختلف
فروعه غير
ان لجنة المهرجان تختار قرابة العشرين من أجل المشاركة في المسابقة
الرئيسية
والمنافسة على أهم الجوائز المرصودة وفي مقدمتها جائزة "الدب
الذهبي" لمهرجان
"برلين السينمائي".
سوق الفيلم الأوروبي:
على هامش المهرجان يقام أيضا سوق
الفيلم الاوروبي وهو يستقطب المخرجين والمنتجين والموزعين
ومندوبي الشركات
الانتاجية والاعلانية، بالاضافة الى المخرجين الشبان من مختلف دول العالم
والذين
مازالوا يتلمسون طريقهم في عالم الفن السابع.. يحضر المهرجان وسوق الفيلم
الاوروبي
اكثر من 20 ألفا من المحترفين المرتبطين بالصناعة السينمائية
العالمية، من أكثر من 120
دولة في العالم فيما يتولى أكثر من 4200 صحفي التغطية الاعلامية لهذا الحدث
السينمائي السنوي العالمي. وهكذا فقد نجح هذا المهرجان العريق في الجمع ما
بين الفن
والنجومية والتجارة والاضواء الاعلامية.
مدرسة المواهب:
يشهد المهرجان أيضا
سنويا اقامة عدة فعاليات موازية لعل أهمها "مدرسة المواهب"
Belinale Talent Campas
وهو عبارة عن منتدى أو جامعة للمخرجين الشبان
الذين تتوفر فيهم الموهبة ومايزالون
يبحثون عن طريق النجاح واكتساب الخبرة من خلال الاحتكاك بعمالقة الاخراج
السينمائي
في العالم.. في كل سنة تدرج لجنة تنظيم المهرجان ما لا يقل عن 350 مشاركا
في "مدرسة
المواهب" من مختلف انحاء العالم وهي تشتمل على سلسلة من الورش التي يقودها
كبار
الخبراء العارفين بأسرار الصناعة السينمائية من أمثال بارك
تشان ووك وستيفن فريزر
ودنين هوبر ووالتر مورتش وشارلوت رامبلنج وردلي سكوت وويم وندز.
المسابقة
الرئيسة:
لقد ادرجت عديد الافلام السينمائية في المسابقة الرئيسة لهذا العام
للمراهنة على أهم الجوائز. من هذه الافلام تذكر على سبيل المثال:
*
فيلم: عزيزي"
Cheri
للمخرج ستيفن فريرز (المملكة المتحدة).
*
فيلم
Alle Anderen (ألمانيا)
اخراج مارين آد.
*
فيلم: "ايلي"
About Elly -
اخراج أصغر فرهدي (ايران).
*
فيلم "دموع سعيدة"
- Happy Tears -
اخراج ميتشيل لنشتاين (أمريكا).
*
فيلم
"كاتلين فارجا"
- Katalin Vaega -
اخراج بيتر ستريكلاند (رومانيا - بريطانيا -
المجر).
*
فيلم: الجندي الصغير:
Little Soldier
اخراج أنيت اولسن
- (الدنمارك).
*
فيلم: "مسحورة الى الابد"
- Forever Enthralled.
اخراج تشين كايج
(الصين).
*
فيلم: الرسالة
- The Messenger -
اخراج أورين موفرمان.
(أمريكا).
*
فيلم: "نهر لندن"
London River -
اخراج رشيد بوشارب (انتاج جزائري
فرنسي بريطاني مشترك).
*
فيلم:
Mammoth -
اخراج لوكاس مودليمون. (السويد
-
المانيا - دنمارك).
*
فيلم:
My One and Only -
اخراج ريتشارد لونكرين
- (أمريكا).
*
فيلم: الغضب
- Rage -
اخراج سالي بوتر (بريطانيا
-
أمريكا).
فيلم: "ريكي"
- Ricky -
اخراج فرنسوا اورون. (فرنسا
-
ايطاليا).
فيلم: تاتاراك
- Tatarak -
اخراج اندريه وجدا. (بولندا).
*
السينما
في مهب الأزمة المالية العالمية:
تنظم هذه الدورة من مهرجان برلين السينمائي في
خضم أزمة مالية عالمية خانقة حتى رجل السياسة الالماني ويز
شولز من حزب الخضر قد
علق قائلا: "ان الناس اصبحوا يخافون من الازمة المالية اكثر من خوفهم من
تنظيم
القاعدة.
يعرف المخرج الالماني توم تاكوار بفيلم
- Run LoLa Run -
الذي تدور
أحداثه حول سرقة أحد المصارف. استبق هذا المخرج الازمة المالية وهو يشارك
بعمل
سينمائي من افلام الرعب بعنوان: The International.
هذه المرة، يصبح البنك بدوره
هو اللص الذي يحتال على الزبائن.. يصور الفيلم هذا المصرف على
انه منظمة اجرامية
ترتكب السرقات واعمال القتل والابتزاز. يلعب دور البطولة في هذا الفيلم
النجم
البريطاني كلايف أوين الذي تألق من قبل في فيلم
Insiole Man.
هل ستخرج الصناعة
السينمائية من هذه الازمة المالية الحادة بأخف الاضرار؟.
أما هل ان الصناعة
السينمائية ستخرج مستفيدة من الازمة بما ان الافلام توفر للمشاهد الذي
تطارده
الهواجس والمشاكل اليومية مهربا من الواقع الى الخيال؟.
كيف ستكون الانعكاسات
البعيدة المدى للركود الاقتصادي العالمي على الصناعة السينمائية؟
مالذي يجب ان
يتغير في هذه الصناعة؟
تلك هي الاسئلة التي ستردد على كل لسان في مهرجان
برلين.
لقد كانت الصناعة السينمائية الى وقت غير بعيد تحقق أعلى الايرادات في
سنة 2008 بلغت مداخيل الشباك في الولايات المتحدة الامريكية وحدها أكثر من
عشرة
مليارات دولارا، بزيادة في الارباح بلغت 2% مقارنة بنسبة .2007
حققت عدة دول
اخرى مثل كندا وايطاليا ايضا طفرة في الارباح فيما زادت نسبة
الاشغال في دور العرض
السينمائي في فرنسا بأكثر من 6%. في مقابل زيادة بخمسة في
المائة في بريطانيا التي
تعصف بها الآن الازمة المالية العالمية. أما في المانيا فإن هذه النسبة قد
بلغت 2%
في سنة .2008
يقول توماس فيدل من شركة يو.اف. آي السينمائية:
"قد تخرج
الصناعة السينمائية أكبر مستفيد من الازمة الحالية ذلك انها توفر مهرجانا
للمشاهد
من الواقع المرير".
قد لا يكون الامر كذلك وتعود الازمة المالية على السينما
العالمية بعواقب وخيمة.. فلدى اندلاع الازمة المالية سنة 1929 لجأ الناس
فعلا الى
السينما وحققت هوليود سنة 1930 أعلى نسبة حضور في تاريخها حتى
الآن. لقد كانت
هوليود تنفس عن الناس الذين كانوا يشعرون باليأس والمرارة وتبيعهم الاحلام.
لم
تتواصل تلك الطفرة..
في سنة 1931 اصبح الامريكيون يقللون من نفقاتهم لتنهار
ايرادات الاستوديوهات السينمائية بأكثر من 25% الامر الذي اضطر الكثير من
دور العرض
السينمائي الى اغلاق ابوابها بعد افلاسها.
لم تعد اغلب هذه الاستديوهات الى
تحقيق الارباح الا بعد مرور قرابة السنة.. تظهر التقارير ان
نسبة الاقبال على دور
السينما في العالم قد بدأت فعلا تتراجع.
في هذا الوقت اصبحت لغة المال هي
الطاغية. أكثر من أي وقت مضى. في ظل الازمة المالية العالمية،
اصبح المنتجون
والمخرجون يضحون بالقصص والسيناريوهات ذات المضامين المحلية التي تحكي
الخصائص
الثقافية والحضارية لهذه الدولة أو تلك.
لقد بات التركيز فقط على سيناريوهات
الافلام ذات الابعاد العالمية التي تستقطب كل مناطق العالم.
أما شركات البيع
والتوزيع فهي لا ترغب الا في تمثيل اعمال سينمائية قابلة للبيع في مختلف
بلدان
العالم وهم يعتبرون ان الاعمال السينمائية المحلية لم تعد تمثل سلعة قابلة
للرواج.
لعل ما يؤكد هذا التوجه الحالي في السينما العالمية ان مهرجان برلين
سنة 2009
قد خير العرض الافتتاحي تقديم فيلم "الدولي"
The Internationa
الذي انجزه
المخرج الالماني توم تاكوير ولعب دور البطولة فيه النجم البريطاني كلايف
اوين
والنجمة الاسترالية نعومي واتس والنجم الدنماركي اولريخ تومسون هذا الفيلم
انتج
بتمويل من الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا علما ان مشاهده
قد صورت في برلين
وميلانو واسطنبول ونيويورك.
هذا الفيلم يجسد تيارا جديدا قد يؤذن بموت الصناعات
السينمائية المحلية.. للحصول على أكبر قدر من الايرادات يجب على كل فيلم ان
يحقق
نتائج جيدة على مستوى مبيعات الشباك أو يبيع حقوقه التلفزيونية
في العديد من
البلدان. لذلك فان المنتجين اصبحوا اليوم يشجعون المخرجين على ادراج مشاهد
مصورة في
أكثر من دولة وذلك بهدف ملاءمة مختلف الاسواق.
في الاعوام القليلة الماضية، كان
انتشار تيار العولمة يعني ادراج المزيد من الاسواق على
القائمة، وخاصة تلك الموجودة
في جنوب شرق آسيا والشرق الاوسط.
*
لكن ما هي الحيل المستخدمة للترويج
العالمي؟
من بين هذه الحيل والالاعيب الترويجية اشراك ممثلين من عديد البلدان
في
الفيلم الواحد. أما الحيلة الترويجية الثانية فهي تتمثل في تصوير مشاهد
الفيلم في
اكثر من دولة. ذلك ما فعله المخرج الالماني توم تاكوير في فيلمه "الدولي"
The International
إذ انه صور مشاهد فيلمه في المانيا والولايات المتحدة
الامريكية
وايطاليا وتركيا.
وكمثال آخر على هذا التوجه فإن المخرجين البريطانيين الاثنين
اللذين يشاركان في مهرجان برلين وينافسان على جائزة الدب الذهبي قد صورا
افلامهما
خارج بريطانيا!
أما الفيلم الجديد الذي اخرجته سالي بوتر بعنوان "الغضب" Rage
فهو يتطرق الى صناعة الموضة العصرية في نيويورك.
أما فيلم
- Cheri -
الذي اخرجه
ستيفن فريرز ولعبت دور البطولة فيه النجمة ميشيل بفايفر وبريتس كايشي
وروبرت فراند
فإن أحداثه تدور في فرنسا في مطلع القرن العشرين.
أما الفيلم الوحيد الذي صورت
مشاهده في بريطانيا فهو
London River
وقد اخرجه الجزائري رشيد بوشارب. تدور أحداث
فيلم
London River
حول رجل فرنسي مسلم يلتقي بريطانيا عقب تفجيرات 7 يوليو ..2007
في مترو الانفاق في لندن.
أما المخرج السويدي لوكاس موديسون فهو يشارك بأول فيلم
له بعنوان Mammoth
وبتمويل من ألمانيا والسويد والدنمارك. يلعب الممثل المكسيكي
جاييل جارسيا دور احد سكان نيويورك ومتزوج من ميشيل وليامن وقد
تم تصوير مشاهد
كثيرة في الفيلم بتايلند.
هناك افلام اخرى مرشحة لنيل الجوائز في مهرجان برلين
السينمائي وقد تم تصويرها خارج بلدانها الاصلية.
*
فيلم:
In Bruge - (بليجكا).
*
فيلم:
Slumdog Millionaire - (الهند).
*
فيلم:
Mamma Mia - (اليونان).
*
فيلم:
Man On Wire - (نيويورك).
اضافة الى فيلم
Hunger
هو فيلم
بريطاني لكن لا علاقة له بالحياة في بريطانيا.
)اندبندنت(
أخبار
الخليج البحرينية في 16
فبراير 2009
|