حوار
سلوم
حداد:الدراما السورية ارتقت بذائقة الجمهور و«أنسنة» الفن
دمشق ـ نهى سلوم
مبدع من
جيل العمالقة يمتلك حضوراً مختلفاً وموهبة متفردة، قدم خلال مسيرته الفنية
العديد من الأدوار التي لا تزال مطبوعة في ذاكرة المشاهدين، فمن قسوة الزير
سالم، إلى شاعرية نزار قباني، ثم جبروت العقيد ناظم، وصبر الريس جميل،
مسيرة فنية حافلة جعلت منه واحداً من أعمدة الدراما التلفزيونية السورية،
وجعلته يتربع على عرش نجومية الصف الأول، إنه النجم السوري سلوم حداد ...
التقاه «الحواس الخمس» وكان الحوار التالي..
تتميز
إطلالتك الرمضانية لهذا العام بالتباين بين الشخصيات التي تؤديها، فماذا عن
جديدك الفني ولنبدأ مع مسلسل «الحوت»؟ يطرح مسلسل «الحوت» مجموعة من
القضايا المتعلقة بالوطن وحب الوطن والشهادة عبر دراما اجتماعية شعبية تدور
أحداثها على الساحل السوري في العشرينات من القرن الماضي وهذه مرحلة مفصلية
في التاريخ الحديث يدخل العمل في عمق وروح هذه البيئة ضمن أدوات هامة
كالخيال والمتعة ليروي مجموعة حكايا مستمدة من الموروث الشعبي لهذه البيئة
الغنية، إنه صراع الخير والشر، و«جميل الصافي» ريس صيادين البحر هو رمز
للإنسان المحب لوطنه والمتفاني في خدمة أهله، الذي كرس نفوذه لخدمة ومساعدة
الناس .
تحظى
أعمال البيئة بمتابعة وحضور قويين، فإلى أي درجة هذه الأعمال صادقة في
الدخول إلى عمق تلك الحقبة الزمنية ؟ لا يزال العمل في أيام عرضه الأولى
ومع ذلك حقق حضورا ومتابعة جيدة هذه النوعية من الأعمال هي الأقرب للمشاهد
العربي لما تحمله من قيم ومفاهيم أصبحنا نفتقدها في حياتنا المعاصرة
فالمسلسل يلامس الكثير من التفاصيل الإنسانية ويدخل في عمق الصراع البشري،
كما أن العمل يشمل كافة المقومات التي تؤهله ليطرح نفسه بطريقة فنية عالية
المستوى.
·
عدت إلى الدراما الاجتماعية في مسلسل «ليس
سرابا » ما الجديد الذي يطرحه هذا العمل؟
هذه
التجربة فيها كم كبير من الحب، إنها تتناول فسيفساء المجتمع السوري وتتحدث
عن العلاقات العاطفية من أديان مختلفة والهوة التي يعيشها المثقف مع
مجتمعه، حيث الانسجام مفقود والتناقض بين أقوال المثقف وأفعاله، المثقفين
هم جزء من المجتمع لهم حراكهم الثقافي والاجتماعي المؤثر، على الدراما طرق
كافة الأبواب والبحث دائماً عن كل جديد، ومهمة الفن أنسنة هذه التجربة
الثقافية ووضعها في الدراما، لن نبقى أسيرين حقبة زمنية معينة أو حتى موضة
مسلسلات تروج في مرحلة ما، بل رسالة الفن الحقيقية هي أن ترتقي ومهمة الفن
أن يرتقي بذائقة الناس ويلامس همومهم ويفتح أفاق ويدخل في سراديب جديدة لم
يسبق لها إن فتحت.
·
أثبتت حضوراً وتميزاً في معظم الأدوار التي
قمت بها وفي مختلف أشكال الدراما ، أين تجد نفسك أكثر وأي الأدوار أكثر
إرهاقاً ؟
الأكثر
إرهاقا هي الأدوار الأكثر إنسانية، فإن تظهر إنسانيك في هذا الزمن هي
المهمة الأصعب، وكلما كنت أكثر إنسانية والتصاقا بالواقع كلما كنت قدمت
نفسك، وهنا التحدي الحقيقي، فهذه الإعمال تقدمنا على حقيقتنا ومن خلالها
نضع إصبعنا على الجرح، ونحاول معالجته بمنتهى الصدق والأمانة ويجب أن لا
ننسى أن رسالتنا التي نحملها رسالة إنسانية وهذه هي مسؤولية الفن الحقيقية.
·
ملامحك الجادة والقاسية كادت أن تكرس حضورك
ضمن قالب معين، كيف استطعت كسر هذه النمطية وحافظت دائماً على تجدد أدائك ؟
القصة
ببساطة تكمن في الاجتهاد والبحث عن الجديد والولوج في أعماق المهنة بمحبة
والبحث عن المعنى الإنساني للشخصية التي أؤديها حتى أجد مفاتيح جديدة للعب
كل دور على حدة، فالنمطية فخ وقع به كل من تعامل مع هذه المهنة بخفة وتعال،
فالنجاح كلمة تصنع بالتعب والسهر والتطور يحتاج إلى تاريخ وتراكم كمي
وزمني، وإذا نظرت إلى مجمل الأدوار التي أديتها سترين حتما تغيرات وتفاصيل
متنوعة في كل عمل.
·
كيف تنظر إلى واقع الدراما السورية، وبرأيك
ما شروط استمرار تطورها وتفوقها ؟
يجب ان
ترعى الدراما السورية مؤسسات سواء خاصة أو حكومية ـ وان أعول على المؤسسات
الحكومية ـ فالدولة هي الأقدر على رعاية الدراما التي أثارت الإعجاب حول
العالم على الرغم من بساطة الإمكانات المتوفرة.
ويبقى
استمرار تطور وتفوق الدراما السورية رهن الشرط السياسي والاجتماعي والفني
والاقتصادي، فوجود مخرج مبدع ومجاميع جيدة وإنتاج موفق مع اختيار دقيق
للموضوع، فبالتأكيد سيكون هناك عمل مهم، ولكن هناك بعض الأعمال تسيء لمسيرة
الدراما السورية، أرجو أن يكون هناك رقابة فنية على جودة النص لكي نقدم
أعمال تتمتع بسوية فنية عالية وتمس قضايا مجتمعنا وتحاكي همومنا بصدق
وواقعية.
الاسم:
سلوم حداد
تاريخ
الولادة: 1953
مكان
الولادة: حلب
تاريخ
العضوية: 11/ 8 / 1980
السكن:
دمشق
الحياة
العائلية: متزوج
عدد
الأولاد: 2
البدايات:
الفن التشكيلي
البيان الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
كواليس
علي
التميمي: اعتزالي قوبل بالرفض
الشارقة ـ
جميلة إسماعيل
علي
التميمي شاعر وفنان من الجيل الأول في الإمارات، شجعه على الظهور الإعلامي
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين قصد استوديو تلفزيون أبوظبي
الملون عام 75 19، حيث كان يعرض مسلسل محلي مدته دقيقتان، والتقى أبطال
المسلسل سعيد بن عفصان، وسعيد المزروعي، وعلي التميمي نفسه.
وأعجب
الوالد الراحل بأداء التميمي وذكائه الفذ، وحكمته في الحياة. وخرج الشيخ
زايد بعد ذلك من الأستوديو مشجعاً إياه على الإبداع المستمر، وكان التشجيع
موصولاً بتكليفه التميمي إجراء لقاءات مع المواطنين الشواب عبر برنامج
«مجالس الشعراء» الذي عرضته قناة أبوظبي خلال تلك الفترة. وبأمر من الشيخ
زايد رحمه الله، شارك التميمي عام 76 19بفيلم «في رحم البادية». وكان تخصص
التميمي واضحاً في تقديم البرامج التراثية، والتمثيل في الأفلام والمسلسلات
التي تعكس البيئة والمجتمع الإماراتيين. «الحواس الخمس» التقت التميمي في
منزله الكائن بإحدى مناطق إمارة الشارقة.. وكانت أجواء الزيارة مزيجاً من
حفاوة الكرم الإماراتي الأصيل.
·
ما سبب غيابك عن الظهور في الدراما المحلية
هذا العام؟
الذي أريد
توضيحه من خلال هذا السؤال، أنني لم أبتعد عن الظهور، ربما تكمن مشكلتي في
تحيزي الكبير للظهور في الأعمال التي تبرز التراث الإماراتي، وتثير عبق
الماضي. وإن وجدت هذه الأعمال فإن المؤلفين أو المنتجين أو حتى القنوات
التلفزيونية يطلبون مني مشاركتهم في أعمالهم. والذي أريد إضافته من خلال
هذا السؤال أيضاً أني اعتذرت عن عدم المشاركة بالتمثيل في مسلسلات عدة تعرض
في رمضان هذه السنة.
·
ولم كان هذا الاعتذار؟
لأنني كنت
أحضر لمسرحيات عدة، فالمسرحية الأولى كانت عن الشرطة المجتمعية، وعرضت هذا
العام في السابع من مايو الماضي، ورعاها وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن
زايد وزير الداخلية. وبعدها مسرحية كانت عن آفة المخدرات وتوضيح أخطارها
ونتائجها الوخيمة على الجميع، وعرضت في مركز الوحدة بأبوظبي.
وبعدها
أيضاً مسرحية «تراث الأجيال» التي عرضت في أرض المعارض ضمن برنامج «صيفنا
مميز» بأبوظبي. وأنهيت جميع أعمالي المسرحية قبل أسبوع من بدء شهر رمضان
المبارك. ومن الصعب أن أحشر نفسي في أعمال مسرحية وتلفزيونية في الوقت
ذاته، تخرج بالشكل الذي لا يرضيني، ولا يرضي جمهوري.
·
أليس هناك من ظهور إعلامي لك في رمضان هذا
العام؟
أقدم هذا
العام مسابقة رمضانية ضمن مسلسل يومي يعرض على قناة «حواس» في الساعة
التاسعة والنصف مساءً. كما يعرض أيضاً على قناة ميوزيك تمام الساعة 7 و11
مساءً و3 صباحاً و12 ظهراً، كما تعرضها كل من قناتي «صانعو القرار»
و«أوتار». وتتبع المسابقة التي أقدمها مسلسل «بيني وبينكم» وهو من تأليف
الكاتبة والإعلامية نورة علي وهي متعمقة في كتابة التراث الإماراتي بكل
مجالاته. ويبرز هذا المسلسل المشكلات الاجتماعية التي تحدث في الدولة،
والتي نهدف إلى حلها بأسلوب سلس وشفاف. ومن أبطال المسلسل أحمد عبدالرزاق
وفاطمة جاسم.
·
وما طبيعة المسابقة الرمضانية التي تعرضها؟
تعرض
المسابقة التسجيلية ضمن 3 دقائق، أطرح فيها أسئلة ثقافية تختص بدولة
الإمارات العربية المتحدة. وتلقى المسابقة ولله الحمد إقبالاً كبيراً تثبته
الرسائل النصية التي تصل للمسابقة مجيبة على سؤال المسابقة.
·
وما جديد الشاعر والفنان علي التميمي؟
جديدي
يتمثل في تحضيري مسلسلاً محلياً بعنوان «دروب المطايا»، وهو يقع في 30
حلقة، وسيعرض في رمضان المقبل. والعمل من إنتاج تلفزيون أبوظبي، بينما
يتولى الفنان سلطان النيادي مهمة المنتج والمشرف العام.
·
نطمع في معرفة المزيد عن المسلسل، فهلا كشفت
عن المكنون؟
يضحك
قائلاً: في هذا المسلسل نعيش الحياة القديمة بروعتها وبساطتها، نحيي روح
الماضي بما فيه من تراث وعادات وتقاليد جميلة وأصيلة. وتصوير المسلسل سيكون
مرهقاً جداً، لأنه سيكون في مناطق متعددة في الدولة، منها في ليوا،
والمنطقة الغربية، وغياثي، والعين، وغيرها من المناطق الأخرى. ومن أبطال
المسلسل رزيقة طارش، وسلطان النيادي، وأحمد الأنصاري، وأحمد الجسمي، وموسى
البقيشي وغيرهم.
·
وماذا عن أنشطتك المسرحية بعد رمضان؟
عندي بعد
الشهر الفضيل مسرحية جديدة للشرطة، وأحضر قريباً لبرنامج عن البادية من
المقرر تقديمه على شاشة قناة سما دبي تقديمه. كما عرضت علي أعمال كثيرة
ولكنني اعتذرت أيضاً لأنني أفضل المشاركة في الأعمال التراثية البحتة.
·
ماذا تتابع من برامج أو مسلسلات في رمضان؟
أتابع «حظ
يا نصيب» فهو مسلسل محلي تراثي بحت يتعمق في الحياة القديمة بشكل جميل،
وأتابع أحياناً المسلسل الناجح «حاير طاير». وبشكل عام فإن بعض المسلسلات
الحديثة ابتعدت عن التراث، وباتت تعرض قضايا عصرية من دون التطرق إلى
معالجتها الأمر الذي يشجع شبابنا على التقليد، فلابد من طرح القضايا في
الدراما المحلية مع ضرورة معالجتها.
·
هل تجد نفسك في التلفزيون أم على المسرح
أكثر؟
أعتبر
المسرح هو أبو الفنون، وفيه تظهر هيبة الممثل وحماسة الجمهور معاً. ويكون
الفنان الممثل على عفويته بالتمثيل على المسرح، حيث يخرج من النص أحياناً
أو ربما يزيد. ولكن يستحيل الخروج من النص في الأفلام أو المسلسلات حيث
يقوم المونتاج بعملية الإزالة والحفظ وغيرها. والظاهر للعيان أن الترويج
يكثر للمسلسلات. وبشكل أعم فأنا اتسم بالعفوية في التمثيل سواء كان ذلك على
المسرح أو في التلفزيون، ولا أعرف التصنع أبداً، وأفتخر أيضاً بمشاركتي في
أفلام عديدة منها «الرمال العربية» التي كانت عن مبارك بن لندن، ويعرض
حالياً في أوروبا مترجماً للأجنبية.
·
هل تتواصل مع زملائك الفنانين؟
أتواصل
معهم بالهاتف، أو ألتقي بهم في مسرح جمعية دبي للفنون، وفي جمعية المسرحيين
بالشارقة، حيث أسعد بلقاء الإعلامي المثقف إسماعيل عبدالله، والأخ جاسم
عبيد. ولا أنسى الأخت الفنانة رزيقة طارش فقد نشأنا في صغرنا معاً ولا يزال
تواصلنا مستمراً. كما أتواصل مع الفنانة موزة المزروعي، ومريم أحمد القبيسي،
وسميرة أحمد، وسلطان الشاعر الذي أزوره في بيته نظراً لظروفه الصحية
الأليمة، وأطالب المسؤولين ضرورة النظر في وضعه فهو من أعلام الدولة.
·
ذكرت في بداية حديثنا معك برغبتك في
الاعتزال.. فما الأسباب؟
أرغب
اعتزال الفن بالنسبة للتمثيل، على أن يقتصر ظهوري فقط على تقديم البرامج
التراثية. وكثيراً ما تم الرفض لمجرد حديثي عن الاعتزال خاصة من عبداللطيف
القرقاوي مدير تلفزيون دبي الذي يشجعني دائماً على المشاركة في البرامج
والمسلسلات المحلية والتراثية. ومن جانب آخر أود أن تمنح فرص الظهور للشباب
ليتركوا بصمة طيبة على الساحة المحلية.
·
ماذا تقول لجمهورك الذي يفتقد ظهورك في رمضان
هذا العام؟
أقول لهم
«لا تكثر الدوس على الخلان يملونك.. لا أنته ولد لهم ولا أنته طفل يربونك».
لذا لا أود تكرار نفسي على التلفزيون، حتى يشتاق لي الناس أكثر، ومن جانب
آخر إن أردت الظهور فسأظهر حتماً بعمل يعجب الجمهور.
البرامج
التراثية
·
سألنا الفنان والشاعر علي التميمي: بما أنك
شاعر أيضاً ألا تفكر في إعداد وتقديم برامج شعرية؟
أشرفت
سابقاً على برامج إذاعية بثت وعرضت على إذاعة وتلفزيون أبوظبي، منها «قطوف
من التراث» وقدمه عبيد بن صندل، و«واحات التراث «وقدمه بطي المظلوم، و«نبع
من التراث» وقدمه محمد راشد الشامسي، و«نفحات من الماضي» وقدمه سالم بن
عمير. كما كنت أخرج عبر الإذاعة والقناة نفسها 6 مجالس شعرية، وهي مجلس
شعراء أبوظبي، والعين، والإمارات الشمالية، والمنطقة الغربية، وجمعية إحياء
التراث الشعبي، ودبي. ولا أمانع في التقديم إن وجدت المبادرة والترحيب من
القنوات أو الإذاعات المحلية.
إضاءة
لا يخفي
الشاعر والفنان علي التميمي أساتذته في مجال الفن، فهو يؤكد أن التمثيل هبة
وإلهام من الله، وهناك أساتذة لا ينكر فضلهم صقلوا موهبة التمثيل لديه
ومنهم: سعيد النيادي مراقب عام الدراما ومشرف عام في تلفزيون أبوظبي، وأصبح
بعد فترة نائب مدير التلفزيون، فهو يكتب ويخرج المسلسلات المحلية وعلمه
وغيره على التمثيل.
وهناك
أيضاً أحمد منقوش المخرج المعروف في تلفزيون أبوظبي، ولا ينسى معلم الجميع
الراحل محمد الجناحي رحمه الله. فغياب الجناحي عن الوسط التلفزيوني
والمسرحي لا يمكن تعويضه، لأنه فنان عاشق لمهنته النبيلة وضحى بالكثير من
أجل أن يحوز رضا الذات والآخر، وكان لتواضعه وأريحيته دور كبير في التفاف
الفنانين حوله والاستماع لملاحظاته التي تنم عن حس حقيقي بدور الفن في
المجتمع، ودوره في نشر الوعي بين الأجيال المختلفة.
البيان الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
دراما
غاب
نجوم سوريا فتألق مخرجوها في الدراما المصرية
القاهرة ـ (دار الإعلام
العربية)
المتابع
للدراما المصرية في رمضان، يلاحظ تراجعاً ملحوظاً لعدد الفنانين السوريين
المشاركين في هذه الأعمال خلافاً للمتوقع..
ففي حين
كان يعتقد البعض مواصلة المد السوري ليصل إلى أعماق بعيدة في الأعمال
الدرامية خلال هذا الشهر الكريم، فوجئنا بانحسار هذا المد، غير أنه ظهر في
الأفق تيار من المخرجين السوريين يدخل إلى حلبة الصراع بقوة، ويسيطر شيئاً
فشيئاً على مقاليد الدراما المصرية، وذلك بمشاركتهم في أكثر من تسعة
مسلسلات دفعة واحدة. ومن بين هذه الأعمال مسلسل «ناصر» الذي يتناول شخصية
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويقوم ببطولته الممثل المصري مجدي كامل،
ومن إخراج السوري باسل الخطيب، أيضا هناك المخرجة السورية رشا شربتجي فبعد
مشاركتها العام الماضي في إخراج مسلسل «أولاد الليل»، تولت هذا العام إخراج
مسلسل «شرف فتح الباب» بطولة يحيى الفخراني.
إلى جانب
ذلك الظهور المميز للمخرج محمد عزيزية فظهوره هذا العام جاء مقترناً
بالنجمة يسرا في مسلسل «في أيدٍ أمينة »، ومسلسل «طيارة ورق» للمخرج زهير
قنوع، ومسلسلات أخرى أخرجها سوريون حضروا بقوة هذا العام. ومن المتوقع
زيادة عددهم خلال الأعوام المقبلة، نظرا للإمكانات العالية التي يتمتعون
بها، وإثباتهم لجدارتهم في الإخراج الدرامي، بالإضافة إلى تميزهم عن
المخرجين المصريين بعدم المغالاة في مطالبهم المادية، وغير ذلك الكثير..
انطلاقاً من هذه الجزئية تحديداً، توجهنا إلى المهتمين بالدراما
التلفزيونية، خاصة الرمضانية لمعرفة الأسباب الخفية وراء تواجد هذا الكم من
مخرجي سوريا مقابل اختفاء فنانيها من الممثلين، وهل هذا في صالح المخرجين
المصريين أم ضدهم.. وفي النهاية، هل أضاف المخرج السوري شيئا لدراما رمضان،
أم أنه لم يقدم ما يعزز هذا التواجد؟
مؤشر
للوحدة: الكاتب والسيناريست أسامه أنور عكاشة علق قائلاً: «إن انتشار
وتواجد المخرجين السوريين في الدراما المصرية في صالح الثقافة العربية
والوحدة الثقافية والفنية، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نجح العرب في تحقيق
وحدة وطنية من خلاله وهو «الفن».. فلاشك أن وجود هؤلاء المخرجين قد أثمر عن
وجود عدد كبير من الأعمال الجيدة سواء في سوريا أم في مصر، وأعتقد أن
أعمالهم في سوريا هي التي جذبت إليهم انتباه المنتج المصري الذي قرر
الاستعانة بهم». ويوضح عكاشة قائلاً:» إن ذلك لا يعد تقليلاً من شأن المخرج
المصري، بل على العكس من ذلك تماماً، فهو تبادل للخبرات والثقافات، وأتمنى
أن نجد مخرجين من كل الجنسيات العربية يتشاركون في عمل مسلسلات في جميع دول
العالم العربي، حتى يساعد هذا في توحد ثقافتنا العربية.
خلط
الأوراق
أما
المخرج أحمد صقر فيقول: «لا أعرف السبب الحقيقي وراء كل هذه الضجة والخلط
بين الأوراق، لماذا أصبحنا الآن نفرق بين الأشقاء العرب.. هذا سوري الجنسية
وذاك لبناني، فهذا الكلام غير منطقي بالمرة، وأنا عن نفسي أرى أن من يفصل
بين فنان سوري أو لبناني أو مصري هو إنسان جاهل، ولا يصح أن نطلق عليه لقب
فنان، لأننا اعتدنا منذ القدم على استقبال الفنانين العرب في أعمالنا كافة،
وقد تعلمت هذا من الأجيال القديمة، بحيث أصبحت استعين بممثلين عرب في
أعمالي كافة، لأن هناك أدواراً لا يمكن أن يقوم بها ممثل آخر سوى السوري
مثلا أو المغربي، وفي حالة الاستعانة بممثلين مصريين لهذه الأدوار، فلن
تأتي بالمطلوب منها، وأكون أنا المخطئ حينئذ، لأنني بهذا لن أكون مخرجاً.
من جهته
يقول الناقد والسيناريست سمير الجمل: «أولاً، غياب الفنانين السوريين عن
الدراما المصرية الرمضانية هذا العام جاء لخوف عدد كبير منهم المغامرة بأي
عمل بغرض التواجد، ففضلوا الغياب هذا العام حتى يعثروا على النص الجيد بعد
موجة النقد الشديدة التي واجهوها العام الماضي».
وتابع
قائلاً:» لسنا ضد وجود فنانين من سوريا لأنهم يقدموا فناً جيداً جداً،
والدليل على ذلك تواجد أكثر من مخرج سوري لهذا العام في عدد من المسلسلات،
وقد تم الاستعانة بهم لما تشهده الدراما السورية من نجاح وتفوق في الفترة
الأخيرة، وأصبحت المسلسلات التي يقدمونها سواء كانت اجتماعية أم دينية
منتشرة على العديد من المحطات الفضائية المختلفة التي تحرص على عرضها،
وبالتالي رأى المنتجون أن هذه فرصة من أجل التغيير والتفكير جدياً في تطبيق
التجربة السورية في إخراج المسلسلات المصرية، وأعتقد أن تلك التجربة في
طريقها للنجاح بنسبة كبيرة جداً، وهذا يظهر مع كل حلقة تقدم هذه الأيام».
إمكانات
تكنيكية
المنتج
جمال العدل منتج مسلسل «في أيدٍ أمينة» استعان للعام الثاني على التوالي
بالمخرج محمد عزيزيه لإخراج المسلسل بعد تعاونهما العام الماضي في مسلسل
«قضيه رأي عام» الذي أثار جدلاً كبيراً، فأكد أن قراره بالتعاون مع عزيزية
مجددا أتى لالتزامه بمواعيد التصوير وعدم المغالاة الشديدة في الأجر، مثل
معظم المخرجين المصريين الذين رفعوا أجورهم إلى مبالغ تخطت المليون جنيه من
دون أي أسباب تذكر.
وأضاف
قائلاً: «لا شك في أن المخرج السوري يتمتع بإمكانات تكنيكية جيدة، ويمتلك
مهارات إخراجية عالية غير متوفرة في معظم المخرجين المصريين، بالإضافة إلى
الطريقة التقليدية التي يعتمد عليها المخرج المصري، وهي أنه يقوم بتصوير
المسلسل بثلاث كاميرات وهذه الطريقة تعتبر قديمة وتقليدية وتحد من أبعاد
الصورة خلافاً للمخرج السوري الذي يستخدم كاميرا تصوير واحدة التي تتيح
أبعاداً أفضل للصورة وواضحة تماماً».
وختم
بالقول: «إذا سألني أحدهم ما إذا أضافوا شيئاً، أرى أنهم أضافوا أشياء
كثيرة منها كما قلت موضوع الكاميرا الواحدة المستخدمة في عملية التصوير،
وأيضا بعض التقنيات الأخرى الخاصة بالطبيعة الإخراجية».
غياب
النجوم
من جانبه
علق المخرج الأردني محمد عزيزية على غياب النجوم السوريين دفعة واحدة،
مرجعا ذلك إلى موجة النقد الشديدة الموجهة لهم، وهو ما جعلهم يفكرون ألف
مرة قبل الدخول إلى تصوير أي عمل في مصر، ليختاروا نصاً درامياً قوياً
يستطيعون المنافسة به خلال شهر رمضان، كي لا يتعرضوا إلى مثل هذا الهجوم
مره أخرى.
فلو كان
العمل قويا وجيدا لن ينال أي هجوم، والدليل على ذلك مسلسل «الملك فاروق»
الذي جسد شخصيته العام الماضي السوري تيم حسن، حيث لاقى المسلسل موجة من
النقد الشديد للاستعانة بممثل غير مصري لتجسيد شخصية فاروق، وبعد أن عرض
المسلسل لم يستطع أحد التحدث عن العمل، إلا بكل خير نظراً للنجاح الكبير
الذي حققه بشهادة النقاد والمخرجين».
وأشار
عزيزية إلى أن «غياب هؤلاء النجوم فرصة للبحث والتحضير لعمل جيد على غرار
الأعمال التي قدموها في السابق، وحتى تخرج بشكل يجعل الجمهور يتذكر هذه
الأعمال مرة أخرى ولا ينساها بمجرد انتهاء شهر رمضان».
سوريون
اختفوا
في رمضان
من هذا العام اختفى عدد كبير من نجوم سوريا الذين تألقوا في أعوام سابقة
مثل تيم حسن الذي جسد شخصية الملك فاروق العام الماضي وحقق المسلسل نجاحاً
كبيراً، وجعل منه نجماً راهن عليه المنتجون في أن يكون نجم المسلسلات في
الأعوام المقبلة، لكن تيم لم يشارك هذا العام لانشغاله بأولى بطولاته
السينمائية في مصر وهو فيلم «ميكانو».
كما يقوم
أيضا بتقديم برنامج على شاشة قناة الٍقك في شهر رمضان، وكان تيم قد علق على
هذا الغياب مبررا إياه بأن جميع الأعمال الدرامية التي عرضت عليه بعد
«الملك فاروق» كانت غير جيدة، وأنها من الممكن أن تهدم النجومية التي حققها
من خلاله، ففضل التأني في الاختيار والعودة بمسلسل قوي. على المنوال ذاته،
يأتي جمال سليمان كأحد النجوم الذين غابوا عن الدراما المصرية أيضا نظراً
للانتقادات الحادة التي وجهت له العام الماضي عن مسلسله «أولاد الليل» الذي
جسد فيه شخصية تاجر بورسعيدي، ولم يحقق المسلسل النجاح المطلوب، وغاب
سليمان أيضاً لانشغاله بالتحضير لأولى بطولاته السينمائية مع ليلى علوي في
فيلم «سحر الشوق».
أما أيمن
زيدان الذي قام العام الماضي ببطولة مسلسل «عيون ورماد» فشارك هذا العام
بدور صغير في مسلسل» نسيم الروح» من بطولة مصطفى شعبان ونيللي كريم، فبعدما
واجه مسلسله السابق حظاً سيئاً، رأى المنتجون أنه لا يستطيع القيام ببطولة
مسلسل كامل وشارك هذا العام بدور صغير.
ومن نجوم
سوريا الذين اختفوا أيضا عن شاشة رمضان جومانة مراد التي شاركت العام
الماضي في مسلسل «ساعة عصاري» فقد تغيبت لانشغالها بتصوير دورها في الجزء
الثالث من مسلسل «باب الحارة» الذي لاقى نجاحاً كبيراً ليس في سوريا وحدها،
ولكن وصل هذا النجاح إلى القاهرة، وفضلت التركيز في هذا العمل حتى يحقق لها
نجاحاً مضموناً عن المشاركة في أعمال أخرى غير مضمونة العواقب.
البيان الإماراتية في 22
سبتمبر 2008
|