يوميات مهرجان برلين
السينمائي الدولي ... (1)
فيلم الافتتاح عن فرقة “ذو رولينج ستونز”.. عرس السينما الألماني “يعزف”
على أنغام الموسيقا
برلين - محمد رضا
مهرجان برلين السينمائي العتيد في دورته الثامنة والخمسين
يواصل مهامه التي اعتادها مع لمسة موسيقية هذه المرّة.فيلم الافتتاح ليس
سوى العمل السينمائي الجديد لمارتن سكورسيزي: فيلم وثائقي عن فرقة الروك
البريطانية “ذ رولينج ستونز” وعنوانه “ألقي ضوءاً”.وبينما أغاني من نوع
“جمينج جاك فلاش” تصدح وميك جاجر، مغني الفرقة الرئيسي، يمشي على المسرح
كعادته (لا يقف ويغني بل يمشي ويغني) فإن المرء لا يمكن الا أن يرى شبابه
وشباب مارتن سكورسيزي يمشيان بدوريهما على ذلك المسرح.
سكورسيزي (الذي وصل لإطلاق العرض العالمي الأول هنا) يقول
إن الموسيقا جزء من حياته، وهو ليس قولاً قُصد به التزيين، بل حقيقة تتبدّى
واضحة باستعادة أعمال المخرج السابقة التي تمحورت حول الموسيقا والغناء،
بعضها وثائقي مثل “الرقصة الأخيرة” (1978)، “شعور بأني عائد لبيتي”، الذي
حققه سنة 2003 عن موسيقا البلوز، و”منزل بلا وجهة” عن المغني بوب دايلان
(2005) وبعضها روائي، كما الحال مع “نيويورك، نيويورك” (1977).
هنا يقصد أن يقدّم واحدة من أقدم فرق الروك أند رول التي
خرجت من فورة الستينات. “الرولينج ستونز” لم يكن الفريق المهذّب ذا المظهر
النظيف المرتّب الذي كان عليه فريق “البيتلز” مثلاً، لكن هذا الحال كان
مقبولاً من هواة كل موسيقا الروك أند رول وما سُمّي في أمريكا حينها
بموسيقا “الغزو البريطاني” أي عندما أخذت الفرق البريطانية تحتل سلالم
النجاحات التجارية في سوق الأسطوانات. فرق مثل “هرمان هرمتس”، “ذ كينكس”،
“دايف كلارك فايف” وسواها العديد.
في العام 2006 قدم الرولينج ستونز حفلتين في نيويورك
والمخرج المعروف استحوذ الفرصة لتصويرهما والحماس الذي ألهب نحو 2800 من
الحاضرين امتلأت بهم قاعة “بيكون ثيتر” وكان من بينهم بيل كلينتون وزوجته
هيلاري.
بين الحاضرين كذلك 20 مصوراً سينمائياً ودجيتال انتشروا في
كل زاوية ممكنة بتصميم المخرج الذي يمنح الفيلم قدرة على تجسيد اللحظة
المعاشة آنذاك والحماس اللاهب الذي استقبلت تلك اللحظات الطويلة بها.
سكورسيزي أخذ ساعات وساعات مما صوّره كل هؤلاء (بينهم مدير التصوير المعروف
روبرت رتشاردسون ) ودخل به معمعة المونتاج لينجز فيلماً جيّداً وينضم الى
مجموعة أفلام موسيقية تستعيد الماضي أنتجت في الآونة الأخيرة مثل فيلم تود
هاينس (عن حياة بوب دايلان أيضاً) وعنوانه “أنا لست هناك” ومثل فيلم جولي
تايمور “عبر الكون” الذي ألف قصّة عاطفية على أنغام أغاني البيتلز.
الموسيقا ضد الحرب
لكن فيلم مارتن سكورسيزي ليس الوحيد الذي يمنح الدورة
الجديدة لمهرجان برلين السينمائي الدولي إيقاعاً راقصاً وشبابياً. في
البانوراما أول فيلم تقوم المغنية مادونا بإخراجه وعنوانه “تهور وحكمة”
ويعرض في قسم لابانوراما. لا أحد يعرف ما الذي يتوقّعه من مادونا: ساعة
مغنية وساعة هي ممثلة وحين تخفق في التمثيل تتّجه الى الإخراج. لكن هذا
التعجّب لن يمنع أن الحفلات التي ستشهد عرض فيلمها هذا لن تكون ناجحة
ومزدحمة.
الموسيقا والغناء أيضاً في “بورتريه” عن حياة باتي سميث في
“حلم حياة”. باتي هي كاتبة أغاني وشاعرة يحتفي بها المخرج-لأول مرّة أيضاً-
ستيفن سبرينج ويُعرض الفيلم في البانوراما أيضاً. وهناك “كافيه المايسترو”
لمجويل كوهان، فيلم عن أربعة عازفي تانجو من الأرجنتين يعرض أيضاً في قسم
البانوراما. وعلاوة على ذلك هناك فيلمان يتهاديان على أصوات الموسيقا
قادمين من نيودلهي وبومباي. الأول عنوانه
Om Shanti Om،
وهو روائي من بطولة شاه روح خان والثاني تسجيلي بعنوان
SNSY: Deja Vu.
وهذا تسجيلي عن الكونسرت الذي قام به فريق “كرسبي، ستيلز،
ناش ويونج” ضد حرب العراق وآخر بعنوان “جيل” عن أهمية الموسيقا في حياة
الشباب على أساس أنها تحدد هويّاتهم الثقافية والوجدانية حسب ما ورد في
معلومات هذا الفيلم الذي لم يعرض بعد.
لكن بعرض فيلم مارتن سكورسيزي في الافتتاح، يكون المهرجان
استخدم هذا العرض على نحو إعلامي جيّد. ليس فقط أنه الغطاء الكبير لكل
الأفلام الموسيقية الأخرى التي يحتويها “طبق” المهرجان في هذه الدورة، بل
أيضاً من حيث إن اسم سكورسيزي الكبير واسم فريق “ذ رولينج ستونز” الموازي
لحجم اسمه على صعيد الغناء منح الدورة فاعلية شديدة وديناميكية. بقي أن نرى
إذا ما كانت أفلام المهرجان الأخرى ستحافظ على هذه الطاقة او تبددها.
زواج الرأسمالية في فيلم “سيكون هناك دم”
العمل للمخرج المقل بول توماس أندرسون ينصرف فيه الى
الاقتباس لأول مرّة. والرواية التي يقتبسها لفيلمه هذا نُشرت في مطلع
الثلاثينات بقلم الكاتب (اليساري) أبتون سنكلير وتتناول نشأة وصعود رجل
اكتشف حقل نفط ثم انطلق منه لبناء مملكته الصغيرة التي ليس فيها حاشية بل
خدم فقط. بطل الفيلم، كما يؤديه دانيال داي-لويس، كان يبحث عن الفضّة
فاكتشف الذهب الأسود ومع أول خطوة لاستغلال هذا الاكتشاف سقط أحد معارفه
قتيلاً حين وقع في البئر. دانيال (اسمه في الفيلم) رعى طفل الراحل ولاحقاً
ما يبدأ بالتعريف عن الولد كابن له من أم ماتت في ظروف لا يود الحديث عنها.
لكن الحقيقة أنه لم يتزوّج ولم يأبه لا للنساء ولا للرجال ولا لأي شيء آخر.
في الفيلم يكرر أنه يكره الناس ويتحدّث عن أنه لا يطيق المنافسين بل يعمد
الى الإطاحة بهم.
في عداد ما أطاح بهم ليس فقط منافسين بل رجالاً عملوا معه
حوّلهم الى هياكل آدمية منزوعة المشيئة والطموحات وآخرين سعوا الى العمل
عنده فتخلّص منهم لأنه لا يثق بهم. أحد هؤلاء كان ادّعى بأنه نصف شقيقه
الذي لم يره، وهو أكّد هويّته بمجموعة من الوثائق، لكنه لاحقاً ما اعترف
بأنه التقى بنصف شقيقه الحقيقي وكانا صديقين الى أن مات ذاك فأخذ منه
أوراقه بعدما سمع أن دانيال أصبح ثرياً. حين يرفع دانيال المسدس في وجه
الرجل يقول له ذاك صادقاً: “كل ما أريده هو عمل ومأوى”. لكن دانيال لن يثق
به.
ما يجعل الفيلم سينما خالصة ليس الحكاية فقط، بل الصياغة
الفنيّة أيضاً. أوّلاً هناك التصوير الذي يقوم به روبرت إلسويت جامعاً بين
دكانة النفس والبيئة والمكان والواقع والرسالة السياسية في الفيلم، وبين
مواقع التصوير الريفية. إذ يحصد المخرج من مدير تصويره هذه الميزة المهمّة،
فإنه ينطلق أيضاً في أسلوب عمل لا يعرف الكثير من التقطيع. العادة سرت حين
يتم تقديم شخصية جديدة أن تسارع الكاميرا للتعريف بها عن طريق لقطة قريبة
او متوسّطة. لكن بول توماس أندرسون يريد أن يؤخر هذا التعريف الصوري او لا
يقوم به على الإطلاق مفضّلاً (وعن حق بالنسبة لأسلوب العمل بكامله) عدم قطع
اللقطة الى لقطات صغيرة او متنوّعة. مثل هذا المشهد الذي يتم فيه اللقاء
الأول بين دانيال والمدّعي قرابته حيث يتأخر تقديم الشخصية الأخرى الى
ثوانٍ قبل نهاية المشهد.
هذه الصياغة تمنحنا فيلماً منسوجاً بعناية وينتقل بين
الأزمنة التي تتشكّل منها القصّة. الانطلاقة تبدأ في سنة 1898 والأحداث
تستمر حتى العام 1927 مع مشهد نهائي للرجل الذي عاش وحيداً وهو الآن قد
أصبح غارقاً في الثراء لكنه لا يزال وحيداً حتى الموت.
ربع الساعة الأولى صامتة وهي أهم مشاهد تأسيس لفيلم حديث إذ
إن العام ذاته هو العام الذي كانت فيه السينما الصامتة بدأت تصبح واقعاً
جديداً على الحياة الاجتماعية والثقافية في كل مكان. لا تستطيع أن تتمالك
نفسك من الإدراك بأن المزاوجة مقصودة هنا عن طريق هذا التمهيد الصامت، ولا
من الإدراك بأن الفيلم إذ يتوقّف عند العام 1927 فإنه يختار بذلك العام
الذي فقدت فيه السينما صمتها وأخذت تطرق باب النطق لأوّل مرّة.
في الجوهر، هذا فيلم عن الطمع والجشع والرأسمالية التي تكره
الدين لكنها مستعدة لأن تتبنّاه حين يصبح ضرورة للمزيد من التوسع والربح.
دانيال لم يعبأ بالكنيسة التي يديرها شاب إنجليكي متطرّف، لكن حين رأى أن
الطريقة الوحيدة للحفاظ على وجوده والوسيلة الأفضل لربح عاطفة أبناء
المنطقة هي بقبول تغسيله لطرد الشيطان منه، يتقدّم بكل ما لديه من قدرة على
تمثيل اقتناع واندفاع وإيمان مزيّف. الفيلم إذ يُكنى بمخرجه الذي صنع
تجسيداً فنيّاً لكل ذلك، يكنى هنا للممثل دانيال داي- لويس الذي عرف كيف
يمنح هذه الشخصية بعدها ويكوّنها لاعباً دور رجل هو مثل الذئب في العاصفة.
بعضه يريد التواري والوحدة وبعضه الآخر يريد الهجوم على الماشية وسلبها.
أحد ضحاياه في مرحلة لاحقة سيكون الولد الذي تبنّاه إذ سيرسله بعيداً قبل
أن يعاود استقباله بعد سنوات وقد كبر وأصبح أكثر خطراً عليه مما كان في
السابق.
داي- لويس يمثّل جيّداً إنما بأداء صوتي ما أن سمعته حتى
راح كمبيوتر العقل يبحث عن مصدره ووجده: صوت المخرج جون هيوستون حين ظهر
ممثلاً في بضعة أفلام (أشهرها “تشايناتاون”). لكن لا تدع هذه الحقيقة تخفي
الإجادة الكبرى التي أنجزها الممثل والأكبر التي أنجزها المخرج أندرسون.
“أرشيف برلين”
1977
الفيلم: “العملاق”
المخرج: خرستو خرستوف
البلد: بلغاريا
التقييم: ??? من خمسة
قبل أن تتوحّد هذه المدينة، وقبل أن يتم توحيد ألمانيا
بأسرها، كان مهرجان برلين لقاء نموذجياً بين الشرق والغرب الأوروبيين. نقاد
الغرب كانوا يأتون الى هنا وفي بالهم أنه المكان الفريد لمتابعة حركة
السينما في أوروبا الشرقية، خصوصاً تلك التي تحاول الإفلات من عراقيل
الرقابة الحكومية.
فيلم “العملاق” البلغاري كان أحد هذه الأفلام وهو لمخرج لم
أسمع عنه منذ سنوات عديدة اسمه خريستو خريستوف.
الفيلم دراما في غوّاصة بطلها قائدها (ميخائيل مونافوف) رجل
هادئ يعلم أكثر مما يبدي. متدرب على المواجهات العسكرية إذا ما وقعت لكنه
صبور وغير متسرّع والفترة التي تبحر فيها هذه الغواصة أعماق المياه هي فترة
سلام بين الشرق والغرب. لكن في داخله هناك إنسان آخر. إنسان يحب العودة الى
بيته وعائلته وما يمنعه ليس عمله الذي يجعله أكثر وحدة مما هو عليه، بل
أيضاً خسارته زوجته في حادثة سيارة لا يعرف إذا كانت هي بالفعل حادثة او
فعل انتحار كون زوجته وجدت نفسها معزولة هي الأخرى. تحت هذا التأثير
الموجود في الخلفية إنما على نحو بيّن، على القائد أن يواجه معضلة جديدة
بعدما تعطّلت الغواصة في الأعماق وما عاد قادراً على التواصل مع أحد.
ضربة البداية انسحاب عضوين من لجنة التحكيم
أوّل ضربة تلقّاها مهرجان برلين هذا العام هي الانسحاب
المفاجئ، لعضوين من لجنة تحكيم الأفلام الروائية وهما المخرجة الدنماركية
سوزان باير والممثلة الفرنسية ساندرين بونير وذلك “لأسباب خاصّة جداً” كما
أعلن رئيس المهرجان دييتر كوزليك باقتضاب في مؤتمره الصحافي. وفي سياق
حديثه عن الموضوع قال: “لا تستطيع الحصول على ما تريد دائماً”.
ساندرين بونير قالت لأن أسباباً عائلية غير متوقّعة حالت
دون القيام بواجباتها “أمر كنت أتطلّع إليه بسعادة”، لكن بعض المعلومات
الأخرى تفيد بأن الممثلة ستنتقل الى هوليوود خلال أيام قليلة لتبدأ تصوير
فيلم جديد بعد تصويرها فيلماً فرنسياً “ما أنهك قواها” حسب المصادر.
ظروف المخرجة الدنماركية ربما أقل دراماتيكية لكنها تتعلّق
فيما يبدو -وعلى نحو مواز - بالبدء بتصوير فيلم جديد.
لكن على اعتبار أن كوزليك أنهى الحصول على موافقة أعضاء
لجنة التحكيم النهائية قبل أسبوعين فقط من بدء المهرجان، كيف حدث أن باير
وبونير لم يعلماه سلفاً بظروفهما؟ لا أحد يجيب على هذا السؤال.
على أي حال، لم يحرّك الكثير من الغبار بعد ذلك. اللجنة
التي يقودها الآن كوستا-غافراس، المخرج الفرنسي المعروف، ستواصل أعمالها مع
قناعة أنها ستكون كافية ووافية لإدارة المهمّة. والمهرجان انطلق بقوّة بفضل
فيلم الافتتاح “القي ضوءاً” الذي جعل عدداً من الحاضرين الألمان يرقصون في
مقاعدهم ما دفع صحافية هولندية للتعجب قائلة: “هنا في ألمانيا حيث الناس لا
تبدي أي انفعال يُذكر”. على ذلك قال لها زوجها: “ربما لم يكن الراقصون
ألماناً على أي حال”.
دبي وأبوظبي في برلين
فريق إداري كامل من المهرجانين الإماراتيين الكبيرين دبي
وأبوظبي وصلا إلى المهرجان للمشاركة في نشاطاته وأفلامه. مهرجان دبي
السينمائي الدولي الأول بقيادة عبد الحميد جمعة، ومهرجان أبو ظبي بقيادة
محمد خلف المزروعي. البحث عن أفلام وإجراء اتصالات مع أفراد وشركات يأتي في
مقدّمة اهتمام كل من المهرجانين المتنافسين مع العلم أن كليهما ينوي
الانتظار الى حين انطلاق مهرجان “كان” السينمائي الدولي قبل الإعلان عن أي
أخبار او اتفاقات.
السُكّر اللبناني في فرنسا
المهرجانات مجال حيوي لمعرفة أحوال الصناعة، وبرلين لا
يختلف في هذا عن أي مهرجان آخر. ومن دون أن تتكلّف مشقّة دخول سوق السينما
المقام على الهامش تستطيع أن تسمع الكثير وترى أكثر.
خلال حديث بين المنتج الفرنسي جان لبدي وبعض معارفه
الأوروبيين تم في مطعم الفندق الذي يتّخذه المهرجان مقرّاً أكّد المنتج
تأسيسه شركة إنتاج جديدة أنجزت فيلمها الأول وهو “الإنسانة الجميلة”، من
إخراج الفرنسي كرستوف أونوري وعلى وشك الانتهاء من تصوير “المنحطّون”
للمكسيكي أمات إسكالانتي.
ولمن لا يعرفه، جان لبدي ترأس شركة توزيع اسمها “باك”
ونقلها من صغيرة الى كبيرة. إنها الشركة التي وزّعت في فرنسا وبنجاح مبهر
الفيلم اللبناني “كارامل” او “سكّر بنات” لنادين لبكي الذي باع نصف مليون
تذكرة (أعلى نسبة تذاكر بيعت لفيلم عربي في فرنسا) وهو الذي وزّع أيضاً
الفيلم الروماني “4 أشهر، 3 أسابيع ويومان” الذي أخرجه كرستيان مونجو وفاز
بذهبية مهرجان “كان” السينمائي الدولي، وهذا أنجز 350 الف تذكرة في فرنسا
أيضاً.
طارق بن عمّار يتوسّع
المنتج التونسي الأصل العالمي الطموحات أعلن عن أنه بصدد
إنشاء شركة توزيع جديدة تختلف عن تلك القائمة حالياً (نحو 100 في الدول
الأوروبية) بأنها ستضع تحت إبطها كل دول أوروبا وبذلك تكون أوّل شركة توزيع
أوروبية تعمل على هذا النطاق الواسع.
طارق الذي تحدّث إليه هذا الناقد قبل أسبوع وذلك بعد
مغادرته المستشفى حيث أجرى عملية جراحية تسببت في اعتكافه النشاط لعدة
أسابيع، مدعوم من مصرف غولدمان ساكس الألماني وهو عضو مجلس إدارة شركة
“واينستاين كومباني” إحدى أكبر الشركات الأمريكية المستقلّة اليوم.
لكن يجب القول إن السينما العربية غير مطروحة مطلقاً على
أجندة هذا المنتج الذي كان حاول دعم السينما في تونس أيام بورقيبة وحقّق
نجاحاً مبكراً في هذه الغاية الى أن توفي بورقيبة ووجد نفسه في موقع غير
مريح مع السلطات التونسية اللاحقة فآثر تخصيص نشاطاته لكل ما هو غير تونسي.
أما الإنتاجات العربية الأخرى فلم تكن واردة في الحسبان الا لماماً ولم
تنتقل من الورق الى الكاميرا يوماً.
كما صوره المبدعون
السينمائيون من أبنائه
لبنان الجديد حلم لا
يسنده الواقع
محمد رضا
هناك نفس جديد ومفاجئ للسينما اللبنانية ومع أن الآراء
تختلف بشدّة حول فيلم فيليب عرقتنجي “تحت القصف” والى حد ما حول فيلم نادين
لبكي “سكّر بنات” الا أنها تتفق على أنهما يقودان الطريق حالياً إلى مرحلة
جديدة للسينما اللبنانية هل هذا صحيح؟
أكثر من ثلثي النقاد الأمريكيين (بينهم نقاد مجلات وصحف
“تايم” و”نيويورك تايمز” و”لوس أنجلوس تايمز” و”تي في غايد”) أعربوا عن
إعجابهم الشديد بالفيلم الروائي الأول للمخرجة نادين لبكي الذي حمل غرباً
عنوان “كارامل” وشرقاً كلمتي “سكر بنات” الذي بوشر بعرضه منذ أسبوع واحد في
المدن الأمريكية الكبيرة ربما تمهيداً لانتشاره في صالات المدن الأصغر
حجماً.
إذا ما فعل، فسيكون أوّل فيلم لبناني يتم توزيعه في المدن
الأمريكية الرئيسية والمتوسّطة، لكنه لن يكون الفيلم العربي الوحيد إذ حدث
ذلك قبل عامين عندما تم عرض فيلم هاني أبو أسعد “الجنّة الآن” على هذا
النحو.
لكن الترتيب هنا ليس مهمّاً على الإطلاق بل درجة الترحيب
العالية التي استقبل بها الفيلم حيث إن معظم النقاد تحدّث عن “نعومته” و”أنثويّته”
و”كوميديّته” وكونه “يجمع بين الطرافة والواقع” على حد ناقد “ذنيويوركر”.
الحقيقة أن هذا الفيلم هو كل هذه الصفات على نحو أو آخر
وبدرجات متفاوتة. لكن ما ينجلي عنه العمل سريعاً هو أن أنثويّته لا تمنع
الرجال من الاستمتاع به. هذا الفيلم الذي بيع لأكثر من 33 بلداً حول العالم
كوميديا اجتماعية منسوجة بحب شديد لشخصياتها وبعيد عن أن يحكم لها أو
عليها، كل ما يبغيه تقديم شرائحه من الشخصيات من دون أن يحمّلها أعباء
ستدفع بها إلى التميّز، يرمي أيضاً إلى توفير العالم الصغير الكبير لهذه
الشخصيات ولألفتها والاحتفاء بضرورة الحب وانتصاره إذا ما استطاع أن ينفذ
من الشباك والأقفاص التي عادة ما يجد نفسه محاطاً بها. إنه عالم يفتننا
جميعاً، رجالاً ونساء، لأنه واقعي مؤلف من شظايا الحياة وأحلامها.
فيلم نادين حسّاس ومبهج وأنثوي رقيق ويجمع خيوطه من دون جهد
على تعدّدها من خلال حكاية أربع فتيات، ثلاثة منهن مسيحيات، يعملن في صالون
حلاقة نسائي الرابعة (ياسمين المصري) مسلمة وفي عرسها يرقص لها الجميع،
مسيحيين ومسلمين، وتلتقط الكاميرا مشهداً لحمامة بيضاء ترتفع عالياً في
السماء وتطير وترتفع كالآمال التي لا تزال ترفرف في صدور الشعب اللبناني
بأن يأتي يوم تُزال فيه الحواجز النفسية والعاطفية ويتم لجيل جديد شق طريق
حياة أفضل غير مُتاح اليوم.
هذا ما سعت إلى تجسيده المخرجة الفلسطينية العاملة في إطار
السينما اللبنانية “مي المصري” في فيلمها التسجيلي “وقائع بيروت” عندما
صوّرت التئام الشباب اللبناني مباشرة بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق
الحريري. لكن الفرصة تضيع بعد أيام قليلة عندما يبدأ الشباب بالتشرذم
والانقسام عائدين إلى انتماءاتهم الحزبية أو الطائفية المختلفة.
لكن، وفي نهاية المطاف، فإن معظم الأفلام اللبنانية
الجديدة، مثل “فلافل” لميشيل كمّون و”أطلال” لغسّان سلهب و”بوسطة” لفيليب
عرقتنجي” و”اليوم الآخر” لجوانا حاجي توما وخليل جريج، تتعامل وحلم أن تنسى
الشخصيات التي تقوم بالبطولة تلك الحرب وتبدأ التعامل مع وطن جديد. لكنها،
وبسبب ذكاء مخرجيها وإدراكهم، تعلم أن هذا هو الحلم الذي لا يسنده الواقع،
لذلك إذ ترمز إليه نادين لبكي بحمامة تطير، ويرمز إليه غسان سلهب بمصّاص
دماء سيزاول جرائمه لفترة أطول قبل أن تتغيّر الأوضاع، فإن لا أحد لديه
القدرة على خداع نفسه.
والتساؤلات مبثوثة في أفلام أحدث أيضاً أبرزها فيلم شادي
زين الدين و”على الأرض السما”، فيلم صعب لم يعرض تجارياً بعد وصعوبته ناتجة
عن المعالجة الفنية الخاصّة التي اختارها المخرج لفيلمه هذا. إنه لا يحكي
القصّة كسرد متسلسل، بل يتناول عدة قصص تتمحور حول شخصية رجل واحد (رفيق
علي أحمد) يعيش الماضي في الحاضر غير قادر على قلعه من وجوده.
أيضاً “خلص” لبرهان علوية حيث بطليه هما من نتاج الحرب
اللبنانية وكلاهما لا يزال يعيش في ثناياها بعدما أخفق في التأقلم مع مجتمع
جديد يقتات على كل المبادئ التي ساقت إلى الحرب او نتجت عنها.
عثرات الحياة
“سكّر بنات” دراما خفيفة فيها حس كوميدي غير مقصود لذاته،
ما تتعامل معه المخرجة الشابة في هذا الفيلم لا ينطلق من ضمن المتوقّع ضمن
التجارب المشابهة سابقاً، إنه فيلم يصل ناضجاً في أحاسيسه وكتابة شخصياته
وفي الشكل المختار لمعالجته، يمر سلساً مثل جدول ماء صغير لا يتوقّف أو
ينضب، وأنت تعلم أن كل واحدة من شخصيات الفيلم آتية من خلفية وأنها بعد
الفيلم ستعيش حكايات من المنوال ذاته، هذا الإدراك عائد إلى أنها شخصيات
حقيقية محسوسة ومُلاحظة ومُعاشة أنسى كلمة “هامشية” التي استغلّت إلى حد
فقدت حقيقتها، هذا فيلم عن نماذج معيّنة لا أحد منها له نتاج طبقة اجتماعية
بالغة التميّز، أو بوظيفة مرموقة أو بشخصية خارقة لذا كلهم من تربة لبنانية
تشكّل غالبية لا يمكن تهميشها إنها الواقع.
رسالة الفيلم في المعايشة، معايشة كل شخصية مع محيطها
ومعايشة الجميع تحت المظلّة الكبرى، النهاية دعوة صريحة للتلاقي واحتفاء
بقدرة المرأة الشابّة على تجاوز عثرات الحياة والتقاليد في هذا الإطار،
هناك أكثر من حسن نيّة حينما تقدّم نادين نُبَذاً من التقاليد السُنيّة
إنها تحب شخصياتها جميعاً ومن دون استثناء بما في ذلك الشخصيات الواقعة تحت
عبء تقليد هي ليست بوارد بحثه وتحليله، أم نسرين ووالدها ومن تحب وأفراد
آخرون من العائلة، كلّهم يظهرون في مشاهد قليلة، لكن بذات الحب والبهجة
التي تتعامل فيها المخرجة مع بطلتها الرئيسية، وحين يتم الاحتفال بذلك
العرس تكون المشاعر التي تؤلّف الوحدة الوطنية الحقيقية قد وصلت إلى
المشاهد اللبناني على الأقل على نحو يحفّز قبول الآخر وقبول مبدأ أننا كلنا
من تربة واحدة يحق لها أن تكون سعيدة كل ذلك من دون أن يبرح الفيلم موقعه
كدراما اجتماعية خالية من السياسة في شأنها وطرحها المباشر.
تبعات حرب
الفيلم الثاني الذي يعد بالانتشار سريعاً في الغرب هو ثاني
أعمال الروائي فيليب عرقتنجي بعد “بوسطة”. عنوانه “تحت القصف” وموضوعه
الحلقة الأخيرة من الحرب تلك التي جرت بين لبنان و”إسرائيل” في
يوليو/ تموّز العام ،2006 هذا من دون أن يفصل هذه الحرب عن حلقات الصراع
السابقة. فبطل الفيلم، سائق سيارة الأجرة توني، كان من أتباع جيش لحّود،
العميل الذي تعاون مع “إسرائيل” خلال السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية في
لبنان وكان مخلبها فيه.
حين اندلع القتال اللبناني “الإسرائيلي” الأخير كان
من الطبيعي جدّاً انطلاق مخرجين لبنانيين وعرب آخرين لتحقيق أفلام من حياة
وحكايات الناس في المحنة. لكن فيليب عرقتنجي لم يأبه لفيلم وثائقي
كالآخرين، بل انطلق مع ممثلين اثنين ووضعهما في المكان الطبيعي للأحداث
وصوّرهما ثم اعتكف وكتب السيناريو فيما بعد. خطوة صعبة لكنها نجحت هنا إلى
حد كبير ليس فقط من حيث ان المخرج وظّف ديكوراً طبيعياً من الدمار الشامل
الذي حاق بلبنان، بل أيضاً من حيث استنباط لغة سينمائية جديدة إلى حد بعيد
في إطار ما تفرزه السينما العربية من أساليب فنية وتعبيرية.
أسئلة
السيناريو، كونه كُتب لاحقاً، ليس أمامه سوى أن يتّبع خطاً
نحيفاً من الأحداث: امرأة من الجنوب اللبناني أصلاً تعود من الخليج إلى
لبنان على عجل. المشهد الأول للفيلم لأسماء الفنانين والفنيين على لقطة
بعيدة لامرأة (ندى بو فرحات) الجنوبية العائدة للبحث عن ابنها الذي كانت
تركته مع شقيقتها في إحدى بلدات الجنوب المشتعل. نتعرّف إليها وهي تجر
حقيبة أمتعة على رصيف المرفأ لتتوجّه بعد ذلك لمحطة سيارات أجرة. هي تريد
الذهاب إلى الجنوب لكن لا أحد يريد أن يأخذها وسط هذا الوضع الأمني الصعب
باستثناء السائق الجنوبي توني (جورج خبّاز) الذي يشترط مبلغاً كبيراً يغريه
بالمخاطرة.
تطوّر العلاقة بين الاثنين يبقى في صلب اهتمام المشاهد لأن
الفيلم الجيّد لن يترك لقاء كهذا، تحت سقف الوضع، يمر من دون أن يعمل على
تطوير كل شخصية ارتبط مصيرها، لتلك الفترة المشتركة بينهما، تبعاً لتأثير
الآخر فيها. لا ننسى إنها مسلمة وهو مسيحي، ولا ننسى أنها تحت وطأة محنة
البحث عن ابنها الذي كانت تركته عند شقيقتها خلال غيابها، بينما هو غير
ملزم بالمخاطرة بحياته في سبيل الآخر. هذا بالطبع قبل أن تؤثر فيه المحنة
الإنسانية التي يشهدها إلى حد أن دوافعه لم تعد مادية وغريزية بل محض
إنسانية.
الفيلمان “سكر بنات” و”تحت القصف” متباعدان في الأسلوب وفي
الاهتمامات المباشرة، لكنهما عنوانان لسينما ما زالت تطرح الأسئلة عن
المستقبل، هل سيكون سعيداً أو مأسوياً؟ وكما يتساءل المواطن اللبناني هذه
الأيام هل سيكون مستقبلاً سلمياً أو أنه سيجد نفسه قد دخل أتون حرب
جديدة؟
سجل الأفلام ...
"جرأة
حقيقية" لجون واين بعين واحدة
فيلم “جرأة حقيقية” من إخراج هنري هاذاواي وبطولة جون واين
وكيم ديربي وغلن كامبل. إنه عمل تقليدي من حيث موقعه بين أفلام الغرب ومن
حيث أن القصد منه هو تجسيد بطولة الممثل الذي كان لا يزال يركب الفرس
مغامراً ومقاتلاً على الرغم من سنواته السبعين. لكن على تقليديّته تلك، كان
فيلماً مثيراً للاهتمام والنقاش. أولاً من حيث انه كان يميني الاتجاه في
الوقت الذي كانت فيه أفلام الغرب الأخرى، في غالبيّتها، تنقّب عن الحكايات
التي تنتقد هذا الغرب والإنسان الأبيض وما آل إليه استعماره الأرض من دحر
للأمريكيين الأصليين وثقافاتهم وتواريخهم الاجتماعية.
قصة “جرأة نادرة” تنطلق من إصرار فتاة ديربي على استئجار
خدمة روستر واين للنيل من قتلة أبيها وهي عصابة يقودها الشرير ند روبرت
دوفال بعد تمنّع روستر، المحارب ذي العين الواحدة على طريقة موشي دايان،
يوافق لكنه يحاول وشريكه في الرحلة لا بوف كامبل التخلص منها بلا نجاح
الفيلم يتوقف عند كل المحطات التقليدية متعرّضاً لحتمية تطوّر العلاقة بين
الثلاثة منتقلة من رفض الرجل للمرأة إلى قبولها.
لكن الفيلم لا يخلو من النقد بدوره، إنه لا ينقد الغرب
وتاريخ الرجل الأبيض، ولا هو يصوّر العنف الذي ميّزه، بل ينتقد صورة جون
واين التقليدية، الصورة التي يسخر منها الممثل المعروف بدوره.
حقيقة قيام واين بتأدية دور رجل كبر سناً في أفلام لاحقة
تمّت محاولة إعادته إلى سن أصغر بقليل كانت إضافة جديدة لصورته السابقة
استفاد الفيلم منها واستطاع اخراجها من العجز إلى القوّة في الفصل الأخير
من المعارك الذي تقع حين يواجه واين وحده الأشرار الأربعة والجميع على
صهوات جيادهم كما المبارزات الرومانية القديمة اللجام في فمه ومسدسه بيد
وبندقيته بيد والرصاص يلعلع ويسقط الجميع في سلسلة من اللقطات الماهرة
ويُصاب واين لكن ليس قبل أن يقضي على الجميع.
إنه ليس الفيلم الفني ولا هو الفيلم الاجتماعي وعلى الرغم
من سخريته من الصورة المعتادة لجون واين، إلا أنه مصنوع لخدمة جون واين كما
كان دائماً. ما يدعو إلى التأمل هو أن الفترة التي خرج فيها هذا الفيلم
كانت مليئة بأفلام الوسترن التي انتزعت الصورة الحماسية اليمينة واستبدلتها
بأخرى واقعية معادية للمؤسسة التقليدية0في هذا الإطار كان فيلم “جرأة
حقيقية” يدافع عن وجوده ووجود الغرب كما أحبه جيل سابق.
أوراق ناقد
... "
ماتريكس" مرة أخرى
قبل أسبوعين نشرت رسالة الأخ محمد جاسم من الشارقة الذي
سألني فيها عن فيلم لم أعرف ما هو تحديداً قبل أيام وصلتني منه الرسالة
التالية: لم أكن أعتقد أن تقف الترجمة عائقاً في طريقي وهي التي وقفت
عائقاً في طريقي كثيراً حين حاولت فهم الفيلم نفسه وكثير من المقالات
الأجنبية، المهم الفيلم هو
Martix
وما يهمّني هو الجزء الأول وحده، كما أريد أن أسأل عما إذا
كان سيتم تحقيق جزء ثان من
Sin City،
والشكر لك على الرد.
المحرر: ما هو الماتريكس؟
يسأل الممثل كيانو ريز فيرد عليه لورنس فيشبورن قائلاً ما
ملخّصه إن هناك العالم الموازي لعالمنا الذي هو في الحقيقة العالم الحقيقي
الذي نعيش فيه، بعدما قامت قوى صناعية وتقنية شريرة باستحداث العالم الذي
نعيشه وجعلنا نعتقد أنه هو العالم الحقيقي، هذا العالم المتخيّل هو ماتريكس،
وهو كلمة إنجليزية تعني تعداداً جيوماترياً هندسياً أو أي تعداد يتخّذ
شكلاً غيابياً متعدّداً أيضاً.
هذا الفيلم هو مفهوم الخيال العلمي في صفته الأكثر دلالة
خيال جامح يعيد تركيب الأمور متحرّراً من الواقع ومستخدماً مصطلحات ومقاييس
ومبهمات علمية مخترعة أيضاً تقوم بمؤازرة الخيال لجعل الحكاية تبدو كما لو
كانت تستند إلى القيمة العلمية. الفيلم ينظر إلى المستقبل القريب من باب
أنه سيكشف عن أن العالم الذي نعيشه خديعة تمت حياكتها وتلفيقها لأجل سرقة
أرواح وخيارات الإنسان والاستحواذ على أجساده وحرارة تلك الأجساد لأنها
الباعث للطاقة التي يحتاجها الأشرار والأشرار هم آلات نراها، كما لا بد
تذكر، على أشكال متشابهة بملامح ومقاييس بشرية هي نفسها على الرغم من
تعددها.
“نيو كيانو ريز” كان رجلاً مهمّشاً يتم اختياره من قبل
المتمرّدين لإسناد مهمة قتال هؤلاء الأشرار في العام 9912 حين تكون البشرية
قد وصلت إلى كبرى أزمات حياتها، البشر كانوا توصّلوا إلى ابتكار سحابات
داكنة لمنع المخلوقات الشريرة من التمتّع بأشعة الشمس التي تمنحهم القدرة
على الحركة، مثل البطارية للراديو ورد فعل هذه المخلوقات هو الهجوم على
البشر لاستحواذ طاقاتهم عوض تلك الشمسية طبعاً تسبق المواجهات بين نيو
والأشرار تدريبات شاقّة يقوم بها رئيسية قبل ولوجه المعارك المتعددة
والخطرة كما تتطلّبها تلك الأفلام.
هذه هي الحبكة الأساسية للفيلم الأول وما تلا هو استطراد
قائم عليها لكن هذا لا يعني أن هذه الحبكة هي كل شيء، الفيلم يشبه اللعبة
اللغزية من حيث أنه قائم على فتح مجالات متعددة لأكثر من طريقة تعريف او
فهم وهو مرتو بالكثير من الديانات والفلسفات كالبوذية والهندوسية والوجودية
وفيه إشارات أنجيلية أيضاً.
أرجو أن تكون هذه الإجابة شافية ووافية ولا علاقة بين عدم
إلمامك الكافي باللغة الإنجليزية وفهم الفيلم كثيرون جدّاً حول العالم، بمن
فيهم أمريكيون وبريطانيون، لم يفهموا الفيلم واحتاجوا إلى قاموس يقرأونه
وقت العرض لفهم كل ما احتواه من إشارات لكن هذا الغموض وتعدد المفاهيم
والتفسيرات هو ما ساهم في جعله أحد أنجح أفلام الخيال العلمي في التاريخ.
بالنسبة إلى فيلم “سن سيتي” لا يزال في مرحلة التطوير..
فرانك ميلر وروبرت رودريغيز سيخرجاه كما فعلا سابقاً لكن السيناريو في
مرحلة إعادة الكتابة، كذلك فإن بعض الأدوار الأولى ما زالت تبحث عن ممثلين
لها، ويُقال إن جوني دب سيشترك هذه المرّة، لكن هذا ليس مؤكداً، والمؤكد
موافقة جسيكا ألبا وروزاريو دوسون وكلاي أووَن وبرتاني مورفي وميكي رورك
على إعادة تمثيل أدوارهم السابقة في قصّة ما زالت طيّ الكتمان إلى حد بعيد.
م.ر
email: merci4404@earthlink.net
Blog: shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج الإماراتية في 10
فبراير 2008
|