كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

‏2005‏ السينمائي

عام الاحتكارات ورؤوس الأموال العربية‏..‏ والأحزان ؟‏!‏

علا الشافعي

حصاد عام 2005 السينمائي

   
 
 
 
 

لم يكن عام‏2005‏ عاما سينمائيا عاديا‏..‏ بل نستطيع أن نطلق عليه عام الأحداث والأحزان والاحتكارات وتدفق رؤوس الأموال العربية إلي السوق السينمائي المصري‏,‏ وظهور الشركات صاحبة الإنتاجات الضخمة‏,‏ كما أنه من أكثر الأعوام السينمائية التي شهدت تنوعا في الإنتاج السينمائي‏..‏ بعيدا عن الكوميديا حيث تنوعت ما بين الكوميديا السياسية والاجتماعية والأفلام الغنائية والأكشن والإثارة‏.‏ عام‏2005‏ من أكثر الأعوام حزنا كما راق للكثيرين من النقاد والمتابعين أن يصفوه خاصة وأنه شهد رحيل النجم أحمد زكي بعد معاناة طويلة مع المرض‏..‏ وزكي أبكي برحيله الملايين من عشاقه في جميع أرجاء الوطن العربي ومن بعده الفنانة ليلي فوزي والفنان عبدالله محمود والمخرج أحمد توفيق‏.‏وبعيدا عن الأحزان شهد هذا العام العديد من التغييرات في شكل السوق السينمائي حيث ظهرت شركات جديدة مثل الباتروس‏..‏ لصاحبها رجل الأعمال كامل أبو علي‏,‏ وشركة جود نيوز والتي يرأس مجلس إدارتها الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب والشركة تميزت عن كل الشركات الإنتاجية في السوق بتبنيها للإنتاجات الضخمة مثل عمارة يعقوبيان والذي طبعت منه‏180‏ نسخة ستعرض في مصر والدول العربية والأوروبية وأمريكا وفيلم حليم الذي سخرت لإنتاجه إمكانيات تكنولوجيا هائلة والعملان سيعرضان في‏2006‏ كما تستعد نفس الشركة لتقديم عمل ضخم عن محمد علي باشا ليس ذلك فقط‏.‏ فعماد الدين أديب يهتم بتدعيم وإرساء التعاون العربي ـ المصري‏..‏ حيث استعان بنجوم سوريين في فيلم حليم سلاف فواخرجي وجمال سليمان وكذلك المخرج السوري حاتم علي الذي يعمل علي فيلم محمد علي‏.‏

كما أن العام نستطيع أن نطلق عليه بحق عام الاحتكارات الكبري سواء للنجوم الذين تصارعت شركات الإنتاج عليهم‏..‏ وتعاملوا مع النجوم بنظام لعب القمار الكروت الرابحة والخاسرة فها هو محمد هنيدي وبعد تعاون فني ـ مسرحي ـ سينمائي طويل بينه وبين وائل عبدالله صاحب شركة الأوسكار تعرض لخيانة كبري حيث تم رفع فيلمه من أكثر من دار عرض علي الرغم من تحقيقه للهولد أوفر‏..‏ الحد الأدني لاستمرار الفيلم في دار العرض‏,‏ وذلك لصالح أفلام أخري ولنجوم آخرين علي الرغم أن الشركة المنتجة واحدة إلا أن لعبة الكروت الرابحة والرهان علي البعض‏..‏ لذلك فضل هنيدي الانسحاب بهدوء شديد دون إثارة مشاكل وقام بالتوقيع مع إسعاد يونس الشركة العربية والتي نجحت أيضا في ضم كل من كريم عبدالعزيز وأحمد الفيشاوي‏,‏ أما شركة الفن السابع والتي شكلت من اتحاد شركات أوسكار ـ الماسة ـ أفلام النصر فقد وقعت عقودا احتكارية لكل من محمد سعد وأحمد السقا وأحمد عز ومحمد رجب ومصطفي شعبان وآخرين‏.‏ في حين نجح كامل أبو علي ومعه وليد صبري ـ كوزموس ـ في التوقيع مع هاني رمزي وأحمد حلمي وأحمد آدم‏,‏ ومن ناحية رؤوس الأموال دخلت روتانا لصاحبها الأمير الوليد بن طلال مجال الإنتاج السينمائي بداية من الباطن حيث قامت بتمويل منتجين ليقدموا أفلاما متوسطة التكلفة تعرض في السوق‏,‏ ثم تختص بها قنواتها الفضائية‏,‏ ولكن بدأت روتانا تفكر بشكل أكثر عملية حيث ستقوم بالإنتاج بنفسها وباكورة إنتاجها فيلم دم الغزال نفس الأمر بالنسبة لشركة‏art‏ لصاحبها الشيخ صالح كامل والذي عاود نشاطه بقوة من خلال إنتاج الأفلام حيث شكل لجنة لاختيار السيناريوهات الجيدة ليقوم بتنفيذها وأسند المسئولية كاملة لابنته هديل‏.‏ وهناك كلام جدي يتردد في الوسط حول زيادة نشاطات الوليد الإبراهيمي في مصر في الفترة القادمة وكذلك رجل الأعمال الكويتي الخرافي والذي يؤكد الكثيرون أنه ينتج من خلال شركة نخيل التي يرأسها يوسف الديب والمسألة لا تتوقف فقط علي رؤوس الأموال الخليجية ولكن هناك أيضا وليد الكردي رجل الأعمال الأردني وصهر الملك عبدالله وهو صاحب شركة دولار فيلم والتي بدأت أولي إنتاجاها بفيلم الحاسة السابعة كما اتجهت أيضا لمجال الموسيقي وإنتاج الكاسيت وهي تستعد في المرحلة المقبلة لتقديم العديد من المشروعات كما تقوم بالعديد من الاتصالات بكل نجوم مصر بدءا من الفنان عادل إمام وانتهاء بالنجوم الشباب أملا في الحصول علي توقيعاتهم علي مشروعات سينمائية وهكذا تحول السوق السينمائي المصري إلي ملعب كبير لرؤوس الأموال العربية سواء في مجال الإنتاج أم بناء دور العرض في المولات الكبري التي يملكها رجال أعمال عرب‏.‏

وآخر ما شهده السوق السينمائي في مجال الصفقات هي قيام محمد حسن رمزي بشراء مجموعة سينمات آل العدل لصالح الشيخ صالح كامل‏.‏ وكما أن السوق السينمائي شهد تحولا كبيرا في المنتجين المسيطرين والذين سيعملون بالتأكيد علي فرض ذوق معين من السينما والأفكار‏..‏ شهدت الإنتاجات السينمائية تنوعا ما بين الأفلام الكوميدية السياسية التي آثارت جدلا ما بين مؤيد ومعارض مثل معهلش إحنا بنتبهدل عن الأزمة العراقية‏,‏ السفارة في العمارة قضية التطبيع وكذلك اتجه الكثير من المطربين إلي السينما حيث شهد العام أكثر من‏10‏ تجارب سينمائية قام ببطولتها مطربون شعبيون ونجوم وآخرون في بداية المشوار مثل محمد فؤاد ومصطفي قمر وحكيم ومصطفي كامل وتامر حسني‏,‏ كما كانت عودة المخرج محمد خان إلي سوق السنيما بفيلمه بنات وسط البلد بعد انقطاع دام لسنوات آخر فيلم قدمه السادات بمثابة الحدث الذي تم الاحتفاء به‏,‏ ونستطيع بصدق أن نطلق علي عام‏2005‏ عام التنوع السينمائي‏,‏ عودة الكوميديا الاجتماعية من خلال فيلمين لأشرف عبدالباقي أريد خلعا وخالي من الكوليسترول‏.‏

و إذا كانت السينما شهدت حالة رواج فأيضا شهدت حالة مداهمات من الضرائب لمكاتب المنتجين بدءا من محمد العدل وجمال العدل والسبكي ووائل عبد الله وغيرهم يتضح أن كثيرا من النجوم عليهم ملايين الجنيهات للضرائب‏.‏

منهم يسرا هنيدي السقا حنان ترك منه شلبي مني زكي محمد سعد وأغلبهم قاموا بالتسوية وآخرون لجأوا إلي التقسيط‏.*‏

رحيــل

كان عام‏2005‏ من أكثر الأعوام كسادا وحزنا حيث افتقد الوسط السينمائي شخصيات من أهم الشخصيات التي أثرت السينما المصرية بعدد كبير من الأعمال الناجحة كان من أهمهم النجم الأسمر أحمد زكي وعدد من النجوم هم ليلي فوزي وعبدالله محمود والمخرج أحمد توفيق وكان آخر ضحايا العام المخرج السوري مصطفي العقاد الذي توفي في حادث مريع‏.‏

خناقات النجوم

شهدت أفلام عام‏2005‏ العديد من المشكلات سواء كانت هذه المشكلات بين النجوم وبعضهم البعض داخل العمل أم بين النجوم وجهة الإنتاج في الفيلم‏..‏

‏*‏ فيلم أحلام عمرنا مني زكي ومصطفي شعبان السبب اتهام مني لمصطفي بقيامه بتصوير كواليس الفيلم بالكاميرا الخاصة به ليكون هو البطل الأساسي للعمل ثم قام بتوزيعه علي الفضائيات‏.‏

‏*‏ فيلم حمادة يلعب مؤلف الفيلم مجدي الكوتش مع الجهة المنتجة للفيلم السبب هو اتهام مجدي لاتحاد شركة أوسكار والنصر والماسة بتجاهلهم للفيلم وعدم توفيرهم للدعاية الخاصة به‏.‏

‏*‏ فيلم خريف آدم بين هشام عبدالحميد ومخرج الفيلم محمد كامل القليوبي‏..‏ السبب إصرار هشام علي التحكم في أفيشات الفيلم بشكل يجعله هو الأكثر ظهورا علي الأفيش مما أضر بالفيلم‏.‏

‏*‏ فيلم بحبك وبموت فيك بين منتج الفيلم عبدالواحد العشري ومخرجه سيد عيسوي‏.‏

‏*‏ فيلم الحاسة السابعة بين أبطال الفيلم ومخرجه والجهة المنتجة بسبب توزيع الفيلم في عدد قليل من دور العرض وعدم توفير دعاية مناسبة له‏.‏

‏*‏ فيلم بوحة بين مخرج الفيلم رامي إمام وبطله محمد سعد السبب إصرار سعد علي التدخل في مهام المخرج‏.‏

‏*‏ فيلم غاوي حب بين بطل الفيلم محمد فؤاد ومخرجه أحمد البدري السبب تدخل فؤاد في اختيار مواقع التصوير وأسلوب إخراج الفيلم‏.‏

‏*‏ الحياة منتهي اللذة بين بطلة الفيلم منة شلبي ومخرجته منال الصيفي السبب ظهور منة علي أفيش الفيلم بشكل لا يتناسب مع رصيدها الفني في الوقت الذي ظهرت فيه زينة بمساحة أكبر‏.‏

الأهرام العربي في

24.12.2005

 
 

بانوراما ثقافة وفنون عام 2005 (سورية):

الانفتاح والتغيير والتجديد شعارات ما يزال يلوكها الاعلام وانتعاش في مهرجانات المحافظات وتكرار في الثيمات الدرامية.. وروح مفاجئة في الموسم التشكيلي واسمائه!

أنور بدر

دمشق ـ القدس العربي اذا كانت الاشكالية الأساسية في الحياة السورية تتعلق بما صدر عن تقريري ميليس وردود الأفعال حولهما، فان الاشكالية الأساسية في نشاط المثقفين السوريين تتعلق بهيمنة المؤسسات الرسمية علي الحياة الثقافية للمجتمع، وعجز هذه المؤسسات عن التطور والتغيير، رغم أهمية ذلك التطور والتغيير كضرورة داخلية وكمطلب خارجي بآن معاً.

ويبدو نموذج اتحاد الكتاب العرب الذي بدأ كرابطة للكتّاب الماركسيين واليساريين في سورية عام 1951، وحلّ مطلع عام 1959 لهذا السبب من قبل النظام الأمني لدولة الوحدة بين سورية ومصر، الا أن اعادة تأسيسه عام 1967 والتي انطلقت من مكتب عبد الكريم الجندي مدير الدعاية والأخبار في القيادة البعثية لتلك الفترة، أوثقت عراه كمنظمة ملحقة بالقيادة السياسية للدولة، في اطار صيغة الاتحادات المهنية والفنية التي ظهرت آنذاك، وهو ما ألغي دور الاتحاد كمنظمة نقابية تهتم بالكتاب والكتّاب أنفسهم، وتحوله الي منظمة سياسية لتأطير هؤلاء الكتّاب وراء الخطاب الرسمي للنظام.

اذا كان الكتّاب العرب في سورية قد فرحوا بازاحة ثقل القيادة الدكتاتورية لاتحادهم ممثلة بالرئيس الأبدي له السيد علي عقلة عرسان، الا أننا نكتشف، وبسرعة، أن هذا الاجراء الذي جاء كتوجه من القيادة القطرية لحزب البعث في مؤتمرها الأخير، لم يعكس مخاضات ديمقراطية داخل الاتحاد، وبالتالي كانت النتيجة أن الأعضاء البعثيين في الاتحاد وضعوا أسماء القائمة الجديدة في جلسة سبقت الانتخابات الرسمية، وهكذا تم استبدال الدكتور حسين جمعة بالدكتور علي عقلة عرسان دون أن ينعكس هذا الاجراء في بنية الاتحاد أو في وظيفته أو في توجهاته أو في آلية عمله وهو أضعف الايمان، مع أن محاولة جادة ظهرت لأول مرة في تلك الانتخابات وهي ظهور قائمة مستقلة، لها شرف المحاولة والجرأة، وان فشلت في خرق السقف السلطوي للعملية الانتخابية وللبنية النقابية.

وان كنا نؤكد أن المسألة ليست في تحديد الأسماء، بل في حرية العمل، والتي تمضي من آلية التنسيب وحقوق العضوية الي تمثل الوظيفة الرقابية والقمعية علي الكتاب، وصولاً الي قمع الكتاّب وفصلهم من الاتحاد لأسباب غير مهنية. لنكتشف في النهاية أن خيرة كتابنا أمثال أدونيس وهاني الراهب وسعد الله ونوس، وقد رحل بعضهم عن الدنيا، وهم خارج هذا الاتحاد.

أما الرقابة علي الكتاب فهي تمتد من الرقابة علي المخطوطات واجازتها للطباعة أو عدم اجازتها، وهذه الوظيفة- بكل أسف- تتقاسمها كل من وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب، فنأوا بأنفسهم عن الابداع وحرية الفكر وارتضوا انحطاط الرقابة والرقيب، وهذه لعمري وظيفة لا تليق بمثقف أو كاتب حر. فكيف عندما تمتد سلطة الرقابة الي الكتاب القادم الينا من خارج سورية، حتي أثناء معرض دمشق الدولي للكتاب. مع العلم أن هذه الرقابة لا تتوقف مع سيل التفاهات والخرافات والشعوذات المطبوعة باسم الفلك أو التراث أو الدين، بل تتوقف مع كل حالة لها علاقة بالحرية وبكرامة الانسان وحقوقه.

وبينما تغدو الثقافة في عالم الانترنيت سلعة متمردة علي القيود والحدود، فانها في عالمنا العربي ما تزال تخضع للكثير من الضوابط والنواظم التي تحدّ من حركة الكتاب وتحدّ من حركة الترجمة، وهي تضاف بذلك الي الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتي الدينية التي تأخذ كلها لبوس الرقابة حيناً، ولبوس الفتوي والتحريم حيناً آخر. حتي غدونا أمة لا تقرأ، بعدما كنا أمة نفتخر بأن رسالتها بدأت بعبارة أقرأ.

فاذا كان معدل نشر الكتاب العربي، الي حركة النشر في العالم قد تراجع، عموماً، من 1.1 بالمئة سنة 1960، الي 0.7 بالمئة سنة 2005، فان الاحصائية الأخيرة لعدد الكتب المطبوعة في سورية تشير الي تراجع من 1478 كتاباً سنة 2003 الي 1124 كتاباً سنة 2005، فاذا أخذنا بعين الاعتبار تدني عدد النسخ المطبوعة من كل كتاب الي 500 نسخة في الكثير من الحالات، وما دون ذلك في بعض الأحيان، فاننا نتساءل: هل من باب تشجيع القراءة في سورية أن نفرض 8 بالمئة ضريبة أرباح علي دور النشر أسوة بأرباح السلع الأخري؟!

وبالعودة الي احصائية وزارة الثقافة الأخيرة نجد أن في سورية 410 دور للنشر، أكثر من 85 بالمئة منها تتركز في العاصمة دمشق، بينما تتوزع قرابة 15 بالمئة علي باقي المحافظات السورية، فاذا وزعنا 1124 كتاباً طُبعت هذا العام علي عدد دور النشر في سورية لكانت الحصيلة هي 2.74 كتاباً لكل دار نشر، أي أقل من ثلاث كتب، فكيف اذا علمنا أن وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب باعتبارهما الطابعان الأساسيان للكتّاب في سورية ـ بغض النظر عن سويته ـ يطبعان قرابة نصف العدد الاجمالي، اذاً سنكتشف ان دورا عديدة لم تطبع ولا كتاب هذا العام، والعدد الكبير منها لم يطبع الا أرقاماً زهيدة دون عدد أصابع اليد الواحدة!

مع ذلك كان معرض دمشق الدولي للكتاب حافلاً بالكثير من العناوين، والتي بلغ تعدادها قرابة 40 ألفاً، جاءت من 410 دار نشر مشاركة، مثلت 20 دولة عربية وأجنبية، وقد اكتظت بهم الأجنحة المخصصة في مكتبة الأسد، بعد أن عاد المعرض الي مقره الأساسي فيها، لكن النشاطات الموازية ـ باستثناء أمسية محمود درويش ـ كانت دون المستوي بشكل عام ـ وشحيحة قياساً بالمعارض المجاورة في بيروت أو القاهرة أو سواها... كذلك حفلات توقيع الكتب التي ازدحم روادها علي ديوان محمود درويش الأخير كزهر اللوز أو ابعد فقط.

ہ ہ ہ

وزارة الثقافة تبدو منذ سنوات خارج حقل اهتماماتها، اذ يصّر الدكتور محمود السيد علي ضبط النفقات، فيما نعلم كلنا أن النشاط الثقافي نشاط غير ربحي بالأساس، وكل دول العالم عبر الهيئات غير الرسمية أو فعاليات المجتمع المدني والفعاليات الاقتصادية تعمل علي دعم النشاطات الثقافية المختلفة، واذا كانت هذه الفعاليات قد بدأت تتلمس أخيراً طريقها الي ثقافة السبونسر، فان الوزارة تراجعت عن دورها الرئيس في تبني كل الأنشطة الثقافية الي الحد الأدني، بعدما كانت احتكاراً سلطوياً لها، مع بقاء طبيعة الهيمنة علي حساب الوظيفة الثقافية والقيمة الابداعية، فنجد أن وزارة الثقافة يتبع لها 450 مركزا ثقافيا، لاتكاد تقدم مجتمعة ما يقدمه أحد المركز الثقافية الأجنبية في سورية كالمركز الثقافي الفرنسي أو معهد غوته أو المركز الروسي، واذا رأينا مركزا ثقافيا ناشطا فعلينا أن ندرك سلفا أهمية العامل الشخصي لمدير المركز، كما حصل سابقا في مراكز مصياف وسلمية، وكما يحصل الآن في مديرية ثقافة الرقة بادارة حمود الموسي.

أما مديرية المطبوعات في وزارة الثقافة فلم تستطع بعد أن تتخلص من ارث سنوات مضت راكمت فيها ما ينوف عن مئتي عنوان رديء بانتظار الطباعة. ولو راجعنا سجل المطبوعات في الوزارة لعام 2005، لاكتشفنا قائمة تضم 113 كتاباً، صدر منها حتي تاريخ 15/12/2005 فقط 89 كتاباًُ، مع تدني واضح لحصة مديرية التأليف والترجمة في الوزارة اذ بلغت 15عنواناً فقط، مع 10 عناوين للسلسلة الشهرية آفاق ثقافية، فيما توزعت العناوين الأخري علي مديريات ومؤسسات الوزارة الأخري. فنجد 23 عنواناً ضمن سلسلة الفن السابع التي تصدرها المؤسسة العامة للسينما، و14 مجموعة قصصية للأطفال، تصدرها مديرية ثقافة الطفل في الوزارة، كما أن الوزير دفع بخمسة عناوين شخصية له ضمن مطبوعات الوزارة، وآخر لحميه عبد اللطيف اليونس. والباقي كان من تراكمات سابقة لمديرية التأليف والترجمة، قسم منها غير جدير بالطباعة والقراءة، مثال مجموعة جمانة طه القصصية صمت أزرق غامق والتي لم يوافق أي من قراء المطبوعات علي طباعته، الا أنه طُبع.

مع ذلك نقول، أن في مديرية التأليف والترجمة خطط لتقديم اصدارات متميزة في الأدب والفكر والفن، لعل أهمها: سلسلة روايات عالمية المترجمة، وسلسلة دراسات تاريخية و قضايا راهنة و قضايا وحوارات النهضة بالاضافة الي آفاق ثقافية . لكن الكثير من العناوين ضمن هذه الاصدارات وخارجها، لم تجد طريقها علي مديرية المطبوعات بسبب التداخلات الادارية التي تفرض كتاباً ما في اللحظة الأخيرة، مع أن طاقة مديرية المطبوعات والنشر في الوزارة هي طاقة محدودة.

ربما يكون من أهم الاقتراحات في مديرية التأليف والترجمة، التي أخذت طريقها الي الاصدار، ما رأيناه في سلسلة جديدة باسم الأعمال الكاملة لأعلام في الأدب والفكر في سورية وقد صدر منها هذا العام كتابان، الأول يضم الأعمال الكاملة للقاص أديب النحوي. والآخر يضم الأعمال الكاملة للأديب سعيد حورانية، ولا تزال الأعمال الكاملة لكل من سنية صالح، صباح محي الدين، علي الناصر، فرنسيس مراش، رفيق رزق سلوم، شكيب الجابري، تنتظر فرصتها في الطباعة العام القادم، بالاضافة لأعمال ايتالو كالفينو المترجمة.

الا أن اشكالية القراءة لا تقف عند حدود العناوين المطبوعة، بل نلاحظ أن الوزارة لا تطبع أكثر من ألف نسخة من كل عنوان، باستثناء قصص الأطفال وبعض الاصدارات النوعية التي تبلغ ألف وخمسمائة نسخة، بينما تبلغ عدد نسخ سلسلة الفن السابع التي تصدرها المؤسسة العامة للسينما فقط سقف الـ 3000 نسخة لكل عدد منها.

ومن يتابع الندوات والمؤتمرات المخصصة لمحو الأمية في سورية، وحتي القرارات وقوانين التعليم الالزامي ودورات محو الأمية لن يصدق أن نسبة الأمية لدينا ما تزال تبلغ 19% وفق التقرير الاحصائي لعام 2004، وهي من أعلي المعدلات في العالم العربي. وبالمقابل نجد أن الجهد الأساسي للوزارة لم يقارب هذه الاشكالية، رغم جديتها، بل ذهب علي تكريس ثقافة المهرجانات والمناسبات، وظهر مصطلح جديد هو الثقافة السياحية حيث بدأنا نلمس تنافساً بين بعض المحافظات والبلدات السياحية علي اقامة مهرجانات خاصة بها، تُصر كلها علي أن تكون ثقافية فنية ، لكن المنافسة الحقيقية بين هذه المهرجانات لا تتعدي أسماء بعض الفرق الفنية المستضافة أو بعض نجوم الطرب الشبابي، مع منافسة أخري علي تحديد مستوي الرعاية للمهرجان ما بين محافظ أو وزير.

فلم تكتف محافظة السويداء، وهي أصغر محافظة في سورية، بمهرجان بصري، بل ظهر مهرجان آخر في شهبا بالاضافة لمهرجان أو مسابقة المزرعة الأدبية. وفي محافظة صغيرة أخري كطرطوس يستمر مهرجان سعد الله ونوس مع مهرجان السنديان الذي يقام في قرية الملاجة، مسقط رأس الشاعر محمد عمران، اضافة لمهرجان الزيتون الأدبي والفني الرابع، ومهرجان عمريت الثاني للثقافة والفنون، كما أقُرّ في هذا العام مهرجانان جديدان في هذه المحافظة: الأول في بلدة حمين، والثاني في قرية الصفصافة.

ونكتشف في حمص واللاذقية وفي حماة وباقي المحافظات الشرقية أسماء أخري لمهرجانات عدة، الا أن العاصمة دمشق تحتفظ لنفسها بنصيب الاسد في عدد المهرجانات السنوية التي تقيمها، وهذه المهرجانات لا تشمل المهرجانات المسرحية للمحافظات والبلديات الناشطة ولا أسابيع التسوق التي تروج لنفسها بشيء من الثقافة والطرب، الا أننا نلاحظ أن هذا العدد الضخم من المهرجانات السنوية لا يعني تقدماً في سوية الابداع والفن أو الثقافة، خاصة بعدما رفعت الوزارة وصايتها عن الكثير من المهرجانات التي سبق وأطلقتها في تلك المحافظات والمدن، قبل عقد أو عقدين من الزمن، لتحيلها عبئاً علي كاهل المحافظة أو الادارة المحلية، مما يعني غياب الدعم المالي والاستعاضة عنه بتمويل محلي من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية لكل محافظة. لكن مع غياب ثقافة السبونسر وقوانين الاعفاء الضريبي التي تشجع علي ذلك، بدا واضحاً تراجع سوية الفعاليات الثقافية والفنية في مهرجان المحبة أو مهرجان بصري، مقابل طغيان كمي كبير لنشاطات فنية وثقافية لا تستطيع أن ترفع علي كاهلها عبء مهرجان حقيقي.

وأحد أوجه هذه الاشكالية في المهرجانات الأهلية التي ترفض الارتباط بأسابيع التسوق السياحي أو الأيديولوجي، كمهرجان السنديان، وفي الوقت نفسه يحول قانون الجمعيات المعمول به في سورية دون تحولها الي منظمة أو جمعية أهلية لرعاية هذا المهرجان أو ذاك.

ہہہ

ومع ذلك لا يمكننا الا أن نعترف بتميز مهرجان دمشق السينمائي الذي تابعناه في دورته ال 14، والذي تضمن اضافة للمسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة حوالي 22 تظاهرة سينمائية، توزع فيها قرابة 500 فيلم ما بين مهرجان المهرجانات، السينما الصينية ماضياً وحاضراً، تاريخ السينما المغربية، تظاهرة سينما المرأة أو تظاهرة الممثلات الثلاث، سمر سامي، نبيلة عبيد، أودري هيبورن، الحداثة والتجديد في السينما الفرنسية، تاريخ السينما السورية، تكريم المخرج السوري محمد شاهين، تكريم الممثل المصري الراحل محمود مرسي، أفلام المخرج الايطالي مايكل أنغلو أنطونيوني، أفلام استديو موسفيلم (اتجاهات ورؤي)، الأفلام الحائزة علي أوسكار أفضل فيلم أجنبي، أفلام المخرج الفرنسي جان رينوار، تظاهرة المخرج الياباني أكيرا ساوا، الوجه الآخر للسينما الأوروبية، سينما الاثارة والتشويق، سينما رعاة البقر، السينما المصرية 2004 ـ 2005، سوق الفيلم التجاري. وكل هذه الأفلام عرضت لأول مرة بسوية مقبولة من الصالات، نتيجة وضع صالات دار الأوبرا الثلاث في سياق عروض المهرجان، وخاصة أفلام المسابقة الطويلة التي عرضت في الصالة الرئيسية لدار الأوبرا، والتي تتسع لقرابة 1600 مشاهد، كما أعيد عرضها في سينما الشام في اليوم التالي وذلك لاتاحة الفرصة أمام جمهور أوسع لمشاهدتها.

لكن الملاحظة التي صدمت الكثير من المتابعين تجلت في غياب جمهور السينما في سورية، هذا الجمهور الذي حضر حفل الافتتاح بفقراته الفنية والخطابات والتكريم، لكنه غاب عن عرض فيلم الافتتاح الطفل البلجيكي، وهو الحائز علي السعفة الذهبية لمهرجان كان 2005، كذلك عروض الاعادة في فندق الشام وهي مأجورة، لم يتابع بعضها أكثر من عدد أصابع اليدين.

الا أن الاشكالية الحقيقية وقعت فيها لجنة تحكيم الأفلام الطويلة حين قررت منح الجوائز الثلاث لانتاجات السينما الفقيرة في العالم الثالث، فحصل الأرجنتيني سماء صغيرة علي الذهبية، والتركي جرح قلب علي الفضية واكتفت سورية كبلد مضيف بالجائزة البرونزية عن فيلم علاقات عامة للمخرج سمير ذكري، وحتي جائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت للفيلم الايراني شجرة الصفصاف للمخرج مجيد مجيدي.

هذا التوجه وان كان يعيدنا الي طبيعة مهرجان دمشق السينمائي في بداياته كمهرجان للسينما العربية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية، الا أنه يتعارض كلية مع التوجه نحو عالمية هذا المهرجان، وامكانيات تدويله،والذي يفترض شروطاً دونها الكثير من الفواتير، أهمها الخروج من اطار الأيديولوجيا ومفهوم السينما الفقيرة والسينما الغنية، خاصة وأن اتحاد المنتجين السينمائيين الدولي سيتولي هو الاشراف علي المهرجان في حال تدويله.

الا أننا وبعيداً عن اشكاليات المهرجان، نسجل للسينما السورية مشاركتها لأول مرة بثلاث أفلام طويلة هي علاقات عامة لسمير ذكري، و تحت السقف لنضال الدبس، و عشاق لحاتم علي، وهذا الأخير انتاج خاص لشركة سورية الدولية. كما عرض في المهرجان أول فيلم كرتون سوري باسم خيط الحياة .

غير أن خسارة السينما السورية بالمقابل كانت خسارة كبيرة بفقدانها المخرج العالمي من أصل سوري مصطفي العقاد، الذي ذهب مع ابنته ضحية التفجيرات الارهابية في عمان، وهو من أخرج فيلمي الرسالة و عمر المختار وسواهما من الأفلام العالمية، وكانت مناسبة لتكريمه في هذا المهرجان بعد ان عز عليه التكريم وهو حيّ، وكانت مناسبة لعرض بعض أعماله والتي تعرض لأول مرة في سورية.

ہ ہ ہ

واذا كنا أشرنا الي استخدام صالات دار الأوبرا الثلاث ضمن فعاليات مهرجان دمشق السينمائي، فان الاشكالية البيروقراطية حالت دون استمتاع المشاهدين بهذه الفرصة، اذ عمدت ادارة الدار الي طرد جمهور المشاهدين خارج المبني فيما بين العروض، وهو وقت قد يطول لساعتين، مع أن أبهاء الدار تتسع لهؤلاء المشاهدين الذين لم يقووا علي تحمل برد الطقس التشريني. كذلك فان الملاحظة تكبر حول ابقاء قاعات العرض هذه خارج فعاليات مهرجان دمشق المسرحي للعام المنصرم، مع أن هذه الدار أول ما وضعت حجر الأساس لها قبل أربعة عقود تقريباً، كانت مشروعاً لبناء المسرح القومي في سورية، ثم تحولت التسمية الي دار الأوبرا فدار الأسد للثقافة والفنون، ووضعت لها ادارة مستقلة بعيدة عن مديرية المسارح والموسيقي، بل كانت في تعارض معها لردح من الزمن.

ولم تلبث الدار أن دخلت في علاقات رعاية مع المؤسسة العربية للاعلان وفعّاليات القطاع الخاص في سورية فاستقدمت منصور الرحباني في عرض حكم الرعيان ، كما استقدمت من مصر عمرو دياب ، وقدمت الي ذلك الكثير من الأمسيات الموسيقية والحفلات الفنية، لعازفين وفنانين عالميين، كما قدمت عرض ميوزيكال آخر حكاية لرعد خلف الذي أطلق طاقات ابداعية وأصوات جميلة من داخل المعهد العالي للموسيقي، والذي كفت يد نبيل اللو عن عمادته بعدما انتقلت الي الأستاذ أثيل حمدان. وهي أحد مظاهر التغيير التي توهمنا بها، لكنها لم تعط أُكلها أيضاً، اذا كان هنالك من أكل. خاصة وأن دار الأوبرا التي عملت علي استقدام فرق عالمية، عزّت علي نفسها بما أسست من فرق موسيقية توزع فيها أساتذة وطلاب المعهد العالي للموسيقي، فقررت حل هذه الفرق لأسباب مادية، مع أن الدار حصلت علي منحة يابانية بقيمة 444 ألف دولار أمريكي، بهدف الحصول علي آلات موسيقية وتطوير نشاطات دار الأوبرا، وهذا المبلغ يوفر علي الدار أو وزارة الثقافة ما يمكن أن يكون مكافآت رمزية لعشرات بل مئات الموسيقيين الذين كانوا يطالبون بانصافهم مادياً بما يتناسب مع جهودهم في التدريب والعمل المتواصل، فخاب ظنهم، رغم الاحتفاليات الرائعة التي قدمتها هذه الفرق والمشاركات المحلية والدولية التي كانت مثار افتخارنا لعامين تقريباً، ثم قمنا برجم أبناءنا، أو أننا أكلنا أصنام التمر بعدما عبدناها زمناً.

والفرق المحلولة هي الفرقة الوطنية للموسيقي العربية، وفرقة أساتذة المعهد العالي للموسيقي، والتخت الشرقي النسائي، ثم حُلت، لاحقاً، الفرقة السيمفونية الوطنية. وأقل ما يقال في هذا الاجراء أنه يشكل ظلماً لهذه الفرق وللموسيقيين وخريجي المعهد، كما يشكل ظلماً للدار نفسها وللحركة الفنية في سورية.

والملاحظة السريعة أن المعهد العالي للموسيقي قدم أصواتاً متميزة ك سيلفي سليمان وليندا بيطار وغيرهما، الا أن أياً من الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون لم تستطع الاستفادة من هذه الطاقات وتسويقها، ولعل ذلك يعود لغياب شركات الانتاج الفني القادرة علي المنافسة والتسويق في هذا الحقل.

ولعل هذا يقودنا للحديث عن أزمة الأغنية السورية التي شكل مهرجان الأغنية أحد أوجه استعصاءأتها، اذ فشل في اطلاق نجوم حقيقيين، أو مجرد الارتقاء بالأغنية السورية، رغم مرور عشر دورات علي بدئه، لذلك قررت الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ووزارة الاعلام اطلاق الدورة الحادية عشرة للمهرجان عبر برنامج اذاعي تلفزيوني يستفيد من برامج مشابهة ك سوبر ستار الأغنية العربية، الا أن العام انتهي ما بين تصفيات المحافظات والفئات الطربية، دون أن نحظي بنتيجة حتي الآن، وأنا لا اعتقد أن مهمة البرنامج تكمن فقط في اكتشاف الأصوات الجميلة، بل في القدرة علي تسويقها وتنجيمها، وهو ما عجزت عنه المؤسسات الرسمية لدينا. بل ربما ساهمنا بوأدها معنوياً أو مادياً، كما حصل مع الفنانة ربا الجمال التي رحلت بل اغتيلت وهي تسجل بعض أغانيها الجديدة للتلفزيون.

وعندما نتحدث عن عجز المؤسسات الرسمية فنحن نتحدث عن عجز التلفزيون السوري وعجز نقابة الفنانين وعجز الاعلام عن الاحتفاء بالأصوات الجميلة ورعايتها أو الارتقاء بها، فيما مديرية المسارح والموسيقا ما تزال غارقة باشكالات ادارية، تمخضت مؤخراً عن اقالة مديرها زهير رمضان لصالح نائبه جهاد الزعبي، دون أن نلمس حتي الآن فروقاً ذات معني في أداء المديرية، بل نستطيع القول أنها كانت لعام انقضي في اجازة تشبه البيات الشتوي، بعدما استعادت، قبل عام، مهرجانها الذي توقف لسنوات، لكنها استعادة شكلية فقط، لم تنجح في تفعيل المسرح داخل سورية، أو علي مستوي المديرية، وبانتظار العام القادم لنري امكانية استمرار المهرجان من عدمه، اكتفت المديرية بالقليل من وظائفها الفيزيولوجية. كمهرجان بصري الذي انكفأ الي حدودٍ دنيا من التألق، بعدما تقرر أن تشرف عليه، العام القادم، محافظة السويداء. كما شاركت المديرية ببعض العروض التي كان أبرزها عرض فوضي لعبد المنعم عمايري والذي نال لقب أفضل عرض في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، دون أن يحظي بذات التقدير لدي عرضه في دمشق، مع أن الرئيس السوري زار العرض في ثاني مفاجأة فنية له، اذ سبق له وزار فرقة همام الحوت للمهندسين المتحدين في أحد عروضها في مدينة حلب، كما حضر مع السيدة عقيلته عرض قيام... جلوس... سكوت للمخرج زهير عبد الكريم عن نص الشاعر محمد الماغوط، وهي المسرحية التي خرجت من ابداع الماغوط لتدخل في حقل التدجين السياسي والتعليق علي تحقيق ميليس في قضية اغتيال الحريري. وهي مسرح قطاع خاص يتكئ علي كوميديا المقولات سياسية ليدخل في منافسة مع همام الحوت، الذي انتقل من ليلة سقوط بغداد الي عفواً أمريكا ، ومع أن هذا المسرح يحتفظ بجمهور ودعم حكومي، لكنه ما زال غير مقنع لشرائح المثقفين في سورية، وهو عاجز عن المنافسة حتي مع عروض التخرج التي يقدمها طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث قدم الفنان غسان مسعود عرض مذكرات رجل نعرفه جيداً عن نص للكاتب الروسي الشهير الكساندر استروفسكي، فيما اشتغل فايز قزق مع طلابه عرض شكسبير حلم ليلة صيف ، والذي قدمه لأول مرة في الهواء الطلق بحديقة تشرين، حيث كان الفعل الدرامي هو الأساس وليس السرد، بما فيه تصوير الأحلام. اضافة لعرض جهاد سعد بعنوان هجرة أنتيغون والذي تميز أيضاً في لوحة المشهد المسرحي السوري.

كما نستطيع أن نرصد نجاح احتفالية مديرية ثقافة الطفل، والتي تتوزع بين معرض لكتاب الطفل، وبين لوحات غنائية راقصة، وبين عروض مسرحية وسينمائية فعلي صعيد المسرح شاهدنا عرض مسرحية عرائس لعدنان سلوم، وعرض خيال الظل لذكي كورديللو، ومسرحية بحيرة البجع لنضال سيجري.

وأخيراً نشير ضمن العروض الخاصة، التي تميزت عن لغة الهجاء السياسي، لعرض فرقة موال للفنانة مها الصالح، بعنوان شجرة الدر عن نص للمسرحي التونسي عز الدين المدني، والذي عرض في مهرجان المتخيل في باريس باسم دار ثقافات العالم ، التي يشرف عليها المسرحي السوري شريف خزندار. كما سافرت هذه المسرحية في عدة عروض ومهرجانات عربية.

الملاحظة البارزة بخصوص المسرح في سورية، هي تقدم العروض الراقصة مع تراجع العروض الدرامية، فتابعنا لفرقة رماد عرضها الجديد تمرد العقل ، ولفرقة انانا عرضها جوليا دومنا ، اضافة لعرض الخيل والهيل لفرقة أورنينا. لكنها عروض لم تستقر علي هوية بصرية حركية، ولا زالت تعاني من سيطرة مؤسس الفرقة، باعتباره كريوغراف علي حساب تغييب المخرج والدراماتير والتأليف الموسيقي أيضاً.

الاضاءة التي انتظرناها في المسرح السوري كانت عرض جواد الأسدي حمّام بغدادي من بطولة فايز قزق ونضال سيجري، والتي بدأت عروضها علي خشبة مسرح الحمراء اعتباراً من 22/12/2005.

ہ ہ ہ

بعيداً عن مديرية المسارح والموسيقي، كانت الدراما السورية تتألق لسنوات بدعم رسمي كبير لها، لكن باقبال أكبر من شركات الانتاج والتوزيع، باعتبارها سلعة تجارية، الا أن هذا السبب جعلها تحت وطأة ومتطلبات شركات الانتاج الخليجية أولاً، وتحت وطأة شركات التوزيع، وهو ما جعل الدراما السورية بمقاييس التوزيع خاسرة، رغم نجاحاتها، مقارنة بالدراما المصرية مثلاً، التي يعترف صانعوها بترديها.

أحد وجوه أزمة الدراما السورية هو ارتهانها، شبه المطلق، لشبكات التوزيع، وارتهانها أيضاً للتوقيت الرمضاني، الذي يضطرها للمنافسة فيما بينها وفيما بين الانتاجات الدرامية العربية أيضاً، وفي هذا الحصر ظلم للكثير من الأعمال المتميزة. كما تعاني الدراما السورية من التكرار، فتارة تسيطر الموجة التاريخية، وتارة تهب علينا رياح اللوحات الكوميدية الناقدة، لكننا عموماً لا نمتلك رؤية أو خطة انتاجية، لذلك نشاهد عملين عن صلاح الدين في وقت واحد، كما نتابع ذات المشاكل الاجتماعية المعاصرة في أكثر من عمل.

مع ذلك أنتجت الدراما السورية في الدورة السابقة حوالي 25 عملاً درامياً، بينها سبعة أعمال من انتاج التلفزيون السوري، وقد تراجعت في مجموعها الأعمال التاريخية ككم، لكنها تميزت كنوع، فرأينا الظاهر بيبرس لمحمد عزيزية، وملوك الطوائف لحاتم علي، وقد أثارا الكثير من علامات الاستفهام والتقدير لدي مقارنتهما بالأعمال المشابهة في الدراما المصرية.

أما في اللوحات الكوميدية الناقدة، فقد غاب لأول مرة، منذ سنوات، ياسر العظمة ومراياه، التي أسست لهذا النوع الدرامي، لكنّ أشباه المرايا والأعمال الناقدة التي خرجت من عباءتها كانت كثيرة، فرأينا بقعة ضوء، وع المكشوف، وكل شي ماشي، وحلت علينا لوحات جديدة باسم عربيات و كليب وحكاية ، لكن استطلاعات الرأي التي أجريت عقب الدورة الرمضانية، لم تعط لأي من هذه اللوحات أو الأعمال التاريخية امكانية الحصول علي ترتيب بين أفضل الأعمال أو حتي أفضل الممثلين. اذ تنازعت هذه القائمة أعمال الدراما المعاصرة فجاء حاجز الصمت للمخرج يوسف روق أولاً، ثم أشواك ناعمة لرشا شربتجي ثانياً و بكرا أحلي لمحمد الشيخ نجيب ثالثاً، واحتفظ مسلسل باسل الخطيب بالشام أهلي بالمرتبة الرابعة، ونال بطله تيم حسن لقب أفضل ممثل، رغم الاشكاليات القانونية مع أسرة الراحل نزار قباني. أما في البطولات النسائية فقد حلت الفنانة سلاف فواخرجي أولاً ثم نادين تلتها مني واصف ونادين تحسين بيك.

الا أننا وبعيداً عن استطلاعات الرأي نسجل للدراما السورية تقديمها لأسمين مهمين في عالم التمثيل هما نادين تحسين بيك، ومحمد عمر أوسو في أول أدواره. كما أكدت علي حضور اسمين مهمين في هذه الدورة، ككاتبي سيناريو، هما محمد عمر أوسو في بكرا أحلي وغسان ذكريا في الشمس تشرق من جديد وهما باكورة أعمالهما.

ومن الأعمال التي لفتت الانتباه في هذه الدورة كان مسلسل الحور العين لنجدت أنزور والذي يتحدث فيه عن الارهاب والاسلام، ومسلسل الغدر للمخرج بسام سعد عن سيناريو عبد المجيد حيدر المقتبس عن رواية بائعة الخبز، وكذلك مسلسل عصي الدمع لحاتم علي، و رجال ونساء من اخراج فهد ميري. بينما لم تتقدم أعمال أيمن زيدان الكوميدية زوج الست أو أنا وبناتي .

ونذكر بهذه المناسبة أن الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون شكلت لجنة لتقييم الأعمال الدرامية المنجزة مابين الأعوام 2000 ـ 2005 برئاسة المخرج محمد ملص وعضوية قمر الزمان علوش وجورج خوري وريم حنا، أكدت بنتيجة التقييم أن القليل من الأعمال جيد، وأن الغالبية العظمي وسط وما دون الوسط.. الا أن هذه النتيجة لم تقنع أحدا من أصحاب ألأعمال المنجزة، وظهرت النزعة الشخصية في تقبل التقييم أو التقويم.

ہ ہ ہ

واذا كانت الدراما السورية لم تستطع أن تقدم اختراقاً نوعياً في انتاجها، فان هذا الاختراق جاء في حقل التشكيل السوري، وعلي أكثر من صعيد، بدءاً من صدور النظام الداخلي لنقابة الفنون التشكيلية، وليس انتهاء بالغاليريات والمعارض التي غدت ظاهرة متميزة في الحياة الثقافية السورية، بعد أن كنا لسنوات خلت لا نعرف في دمشق الا صالة الشعب للفنون الجميلة وبعض المعارض في المراكز الثقافية العربية.

ومما يلفت الانتباه هو كثافة هذه المعارض التي غزت بيوتات دمشق القديمة، كشكل من أشكال الاستثمار السياحي والثقافي بآن معاً، وهي الآن بالعشرات، مما يلبي احتياجات الأعداد المتزايدة من الفنانين الذين يدخلون سوق التشكيل بابداعهم الخاص أو عبر بوابات كلية الفنون الجميلة، ومعهد الفنون التطبيقية وسواهما من المعاهد والمراكز التشكيلية، ناهيك عن استضافة بعض المعارض لفنانين أو فنون عالمية. كما رأينا في معرض التشكيل الياباني، ومعارض التصوير التي قدمها معهد غوته ، الألماني بشكل خاص.

الا أن زيارة سريعة للمعرض السنوي الذي تقيمه نقابة الفنانين التشكيليين في سورية تؤكد أن الكثير من الأسماء القديمة لم تستطع أن تقدم شيئاً جديداً، بينما الأسماء الشابة لا زالت تبحث عن التقليد أو الهوية الضائعة في زحمة المدارس المعاصرة للفنون البصرية، مع أن الكثير من أساتذة التشكيل في سورية يرجعون ضعف مستوي المعرض السنوي الذي افتتح في العشرين من الشهر الجاري في خان اسعد باشا الي أن الفنانين يراهنون علي التزام وزارة الثقافة بشراء أعمالهم، لذلك هم لا يقدمون الأفضل لديهم.

لكن سوية المعرض السنوي الذي ضمّ ما يقارب الألف لوحة فنية تتوزع مابين الحروفية والتصوير الضوئي والزخرفة والأرابيسك اضافة للمنحوتات، تؤكد بالنسبة لنا حقيقة أن الاختراق التشكيلي الذي حصل هذا العام ينبع أساساً من المعارض الاستعادية لأسماء تألقت عبر عقود من الزمن خارج سورية، فمن معرض مروان قصاب باشي العائد من ألمانيا الي معرض يوسف عبد لكي العائد من فرنسا، ومن المعرض الحروفي لمنير الشعراني العائد بعد ثلاثة عقود من الغياب، الي معرض التصوير الضوئي الذي أقيم تكريماً للفنان عبد اللطيف الصمودي الذي رحل بصمت في الخليج العربي، ومن المعرض الاستعادي للفنان ناظم الجعفري الذي ابتعد عن الأضواء بقرار ذاتي، الي معرض الفنان فصيح كيسو القادم من استراليا.

مجموعة من الفنانين السوريين غابوا أو غيبوا لأسباب متباينة، وعادوا الينا بحميمية انسانية ورؤي ابداعية اجتمعت كلها في هذا العام، الذي تميز أيضاً ولأول مرة بالملتقيات النحتية أو السمبوزيوم، من سمبوزيوم ج الدولي الذي أشرف عليه الفنان مصطفي علي في جبال اللاذقية، الي ملتقيات نحتية ناجحة لطلبة الفنون التطبيقية في منطقة مصياف، وفي مهرجان السنديان بالملاجة، لكن الملتقي الأهم لمعهد الفنون التطبيقية كان في اسبانيا، والذي أقيم بمناسبة مرور 1200 عام علي دخول صقر قريش عبد الرحمن الداخل الي الأندلس، وضم الملتقي كلاً من أكثم عبد الحميد مدير المعهد وعماد الدين كسحوت رئيس قسم النحت، اضافة الي كنانة لكود وسمر سليمان وعبير وردة وهمام السيد وعلي زينو وجميعهم من خريجي المعهد.

وهكذا كان التشكيل، هذا العام، متميزاً عن باقي مفردات الثقافة السورية المتنوعة.

ہ ہ ہ

الفقرة الأخيرة من حصادنا الثقافي في سورية لعام 2005 تركناها لموضوع الاعلام، اذ أنه يشكل حاملاً للثقافة ومؤشر حركتها، خاصة في مجتمعات تفتقد الوسائط الأخري، كالمنتديات ومظاهر المجتمع المدني المستقلة، لكن اشكالية الاعلام في سورية هي في كونه المعبر عن طموحات التغيير حتي في الخطاب الرسمي. لكنه ضحية عجز المؤسسات البيروقراطية عن احراز أي تغيير، الا ما يتعلق منها بالتنقلات الادارية، والتي يتم فيها، غالباً، تدوير ذات الأسماء التي تتوزع مربع الكلمات المتقاطعة، حتي أن الجميع فوجيء بعودة الأستاذ فايز الصايغ الي ادارة الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون بعدما خرج منها بفضيحة اعلامية وتحقيق أمني ليس أقل أهمية.

مع أن تجربة الاعلام السوري مع التنقلات الادارية، منذ رفع شعار التغيير والاصلاح، لم تثمر شيئاً ذا بال، رغم كثافة هذه التنقلات التي تذكرنا بلعبة الكراسي، مع أن بعضاً ممن صدقوا شعار التغيير والاصلاح ذهبوا ضحية ايمانهم. بدءأً من ابراهيم ياخور الي محمود سلامة، ومن الاعلامي نضال زغبور الي قائد الجيش الشعبي الروائي محمد ابراهيم العلي، وآخرهم مدير الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون المهندس معن حيدر.

وفي احدي المقابلات القليلة معه تحدث عن ترهل الكادر وغياب البنية التحتية وآليات العمل السليمة، وحين سئل عن حضور المذيعة السورية علي التلفزيون علق بسلبية بليغة قائلاً أما الشق الثقافي وهو المضمون فأتحفظ في الاجابة ولا أريد التحدث عنه .

ومع ذلك يكاد وزير الاعلام السوري، يحاضر بنا بشكل يومي، عن تطور العمل الاعلامي متجاهلاً أن لا شيء يتطور بغياب آلية ديمقراطية تحمي الاعلام الحر، وهو يتجاهل أن مشروعه للدمج بين مؤسسات الثورة وتشرين وتوزيع المطبوعات لم يسفر الا عن تعيين مدير عام جديد للمؤسسة الوليدة عن الدمج، رغم صدور قانون بهذا الشأن رقم 16 لعام 2005.

كذلك الحديث عن الاعلام الخاص والذي أثمر عن صدور قرابة 150 ترخيصا جلّها كان لمطبوعات اعلانية ورياضية أو ما يعرف بخلطة المنوعات التي تضع ترويسة ثقافية اجتماعية فنية . اذ لم يصدر أي ترخيص لمطبوعة سياسية باستثناء مجلة وحيدة وسبعة صحف لأحزاب الجبهة التقدمية.

حتي الاعلان عن الترخيص لـ15 محطة فضائية تبث من المنطقة الحرة الاعلامية في سورية، ما زال ينتظر قانون عمل هذه المنطقة، وتحديد النواظم الادارية لها، ولم نشاهد حتي الآن غير فضائية سما الشام للثنائي محمد حمشو وعلي جمالو والتي يكاد بثها يرتبط بوظيفة دعائية، في اطار الحدث السياسي الذي تعيشه البلاد، أكثر مما يرتبط برؤية وبرنامج اعلامي متكامل، حتي أنها تبث من خيمة اعتصام باسم أهل الشام ، مع عربة بث متنقلة مستعارة من التلفزيون السوري، فأي اعلام ينتظرنا من سما الشام؟

فاذا تركنا وزير الاعلام وخطابه التغييري، نكتشف أن اتحاد الصحافيين ما زال ينتظر ثمرة المؤتمر القطري الأخير، الذي أوصي بعدم التجديد لسدنة النقابات والاتحادات النقابية التي استقر بعضهم فيها حتي تأسنّ ولم يتأنسن، كما حصل مع رئيس اتحاد الكتاب العرب، علي عقلة عرسان الذي غادر مؤخراً، وينتظر الصحافيون الآن دورهم في توديع رئيس لهم لا يستطيع أحداً منهم تحديد علاقته بالصحافة.

ومع ذلك فالاتحاد منظمة ملحقة بالقيادة السياسية، ويضم خليطاً من موظفي المؤسسات الاعلامية ومسؤوليها مع المحررين، لذلك يطالب الصحافيون بفصل نقابة المحررين عن نقابة الصحافيين أولاً، وأن يتسع صدر النقابة للصحافيين العاملين في المؤسسات الاعلامية الخاصة التي نالت ترخيصاً رسمياً، وأن يتسع صدرها كذلك للمراسلين الصحافيين الذين دفع بهم اقصاء صابر فلحوط الي تشكيل اتحاد خاص بهم.

المسألة الأخيرة التي يمكن ان نشير اليها بعجالة تتعلق بقانون المطبوعات رقم 50 الذي صدر بتاريخ 2001 من حيث أننا اكتشفنا أنه يتشابه مع قانون المطبوعات رقم 53 لعام 1949 من حيث أحكامه العامة مع التشديد في العقوبات الرادعة والغرامات المالية، وقد وعدنا السيد فلحوط بقانون جديد للمطبوعات لكن انقضي العام الخامس ولم نشهده بعد، رغم تغير الكثير من المعطيات الداخلية والخارجية بآن معاً. ورغم تغير شعارات النظام وتوجهاته الاصلاحية، والتي ما زالت تحتاج الي الديمقراطية حتي يمكن لنا ان نأمل بالاصلاح والتغيير، باعتباره ضرورة داخلية ومطلب خارجي مازالت تحول دونه استعصاءات شتي يجب تجاوزها.

القدس العربي في

24.12.2005

 
 

المشهد السينمائي لعام 2005 (1)

أفلام غنائية ورومانسية والهجوم على «باب الشمس» وإدانة «السفارة في العمارة»

كتب عماد النويري

حصاد 2005 السينمائي تمثل في 30 فيلما عرضت في دور العرض المصرية والعربية تكلفت حوالى 70 مليون جنيه، وتنوعت هذه الأفلام بين مقبول وجيد وممتاز بناء على آراء الجمهور والنقاد، وقد حقق بعض هذه الأفلام إيرادات عالية والبعض الآخر حصل على جوائز وتكريمات مختلفة من مهرجانات وجمعيات سينمائية.

«باب الشمس».. وتقدير عالمي

المخرج يسري نصرالله قدم «باب الشمس» باعتباره الفيلم الأضخم إنتاجا في السينما المصرية والعربية وتدور حوادث الفيلم لتصور 50 عاما من الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وقد شاركت في انتاج الفيلم جهات غير عربية مثل قناة ايه ار تي الفرنسية الالمانية التي أنشئت بدعم من الاتحاد الأوروبي بالإضافة الى الممول الأكبر للفيلم امبيير بلزان صاحب شركة يونيون بيكتشر الذى انهى حياته بالانتحار. وقد اثار الفيلم جدلا فكريا وكان موضعا للهجوم من قبل المنظمات الصهيونية ومن قبل المفكرين والفلاسفة المقربين من الحركة الصهيونية، وقد اعتبرته صحيفة التايم الفيلم بين اهم عشرة افلام قدمتها السينما العالمية لعام 2005. وهو تقدير لم يسبق لفيلم عربى ان حصل عليه.

فيلم «باب الشمس» مقتبس عن رواية «باب الشمس» للكاتب اللبنانى الياس خورى وتم تصوير الفيلم بين سوريا ولبنان والسيناريو والحوار ليسري نصرالله والياس خورى ومحمد سويد.

«السفارة في العمارة».. تطبيع وإدانة

الصراع العربي ـ الاسرائيلي لم يتواجد فقط في فيلم نصرالله وانما كان حاضرا في جانبه التطبيعي في فيلم عادل امام «السفارة في العمارة» قصة يوسف معاطي واخراج عمرو عرفة وقد رأى البعض ـ كنت واحدا منهم ـ ان رسالة الفيلم لم تكن واضحة وطرح قضية التطبيع في الفيلم تم بشكل ساذج، وقد اشاد البعض الآخر بالفيلم واعتبره من اذكى الافلام التى تم نسجها بحرفية لخدمة الهدف السياسي.

وقد ادان كتاب ومثقفون سخرية الفيلم على لسان البطل من قصيدة الشاعر الراحل امل دنقل «لا تصالح» التى تعارض التطبيع، وقال البيان ان الموقعين يؤكدون رفضهم لسخرية الفيلم من عمل فني كبير رفع راية رفض التطبيع مع العدو التاريخي الصهيوني، في الوقت الذي يحقق فيه هذا العدو نجاحا في مشروعه الصهيوني لتحقيق طموحاته التوسعية. وكان عادل أمام قد ظهر في الفيلم في جلسة حشيش (مخدرات) واستبدل كلمات القصيدة بمفردات من واقع الجلسة. ومن ناحية أخرى اعترض بعض رموز اليسار على سخرية الفيلم أيضا من الشعارات التي يرفعها اليسار في مواجهة التطبيع، إضافة الى تصويره الساخر لاسرة يسارية كل همها هو السكر والعربدة.

«خريف آدم».. جوائز وتكريم

وضمن الأفلام التي شدت الانتباه خلال عام 2005 فيلم «خريف آدم» من بطولة هشام عبدالحميد وقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز وشهادات التكريم من مهرجانات دولية مختلفة. تدور أحداث الفيلم في صعيد مصر لتغطي الفترة ما بين 48 ـ 68، وهي فترة مليئة بالتغيرات والحروب في مصر والعالم العربي. والفيلم من بطولة سوسن بدر وجيهان فاضل واحمد عزمي ومن إخراج محمد كامل القليوبية.

«ملاكي إسكندرية».. إيقاع وتميز

حقق فيلم «ملاكي اسكندرية» الكثير من النجاح على المستوى النقدي وعلى المستوى الجماهيري وقد هوجم الفيلم لأنه مقتبس عن فيلم أجنبي، وبالرغم من ذلك تميز مستوى الفيلم من حيث اختيار مواقع التصوير وإيقاع المونتاج المتناسب مع حركة الأحداث، بالإضافة الى تميز الأداء التمثيلي لأبطاله غادة عادل واحمد عز.

«الباحثات عن الحرية».. وطروحات جريئة

«الباحثات عن الحرية» كان من الأفلام التي أثارت حولها ضجة كبيرة خلال عام 2005 والفيلم من إخراج إيناس الدغيدي عن قصة للكاتبة هدى الزين بعنوان «غابة الشوك»، وقد اتهمت المخرجة بأنها تستغل مشاكل المرأة العربية لتقدم مشاهد الجنس، وقد أقام أحد المحامين دعوى مستعجلة أمام القضاء الإداري طالب فيها بوقف عرض الفيلم لانه يخالف العادات والتقاليد المصرية ويتضمن مشاهد اباحية تدعو الى الانحلال الخلقي واعتبر بعض النقاد ان مخرجة الفيلم جريئة لأن الفيلم يطرح واقع المراة العربية التي تعيش في الغربة من خلال 3 حكايات لشابات عربيات واجهن مشاكل عائلية ونفسية فهربن الى فرنسا. جدير بالذكر ان الفيلم حصل على جائزة افضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2004.

«حرب اطاليا».. ومشهدية مختلفة

خلال عام 2005 تم عرض فيلم «حرب اطاليا» كنموذج لافلام الاكشن العربية التي برع في تقديمها الفنان احمد السقا واسم الفيلم مأخوذ من لعبة قديمة تقوم على إشعال فتيل مرتبط بمجموعة من العاب المفرقعات تنفجر الواحدة تلو الأخرى وينطبق ذلك على إحدى قضايا الفساد فتنكشف باقي القضايا واحدة تلو الأخرى. وقد تم تصوير العديد من مشاهد الفيلم في ايطاليا والفيلم من إخراج احمد صالح وقصة حازم الحديدي وبطولة نيللي كريم وخالد ابو النجا وخالد صالح والمذيعة اللبنانية رزان مغربي، وقد تميز الفيلم برؤية مخرج حاول جاهدا تقديم مشهدية جديدة على الفيلم المصري من حيث تشكيلية اللقطة وحركة الممثل مع اختيار زوايا تصوير متفردة وجريئة. لكن يعيب الفيلم محاولته تقليد أفلام الاكشن الغربية في الأزياء وفي بعض القصص الفرعية التى صاحبت الخط الرئيسي للسيناريو.

«بنات وسط البلد» وعودة خان

بعد طول انتظار قدم محمد خان فيلمه «بنات وسط البلد» من بطولة منة شلبي وهند صبري وقد مثل الفيلم مصر في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الأخير وقدم خالد يوسف فيلمه «انت عمري» كنموذج لأفلام الرومانسية التي أصبحت مفتقدة في السينما المصرية والسينما العربية بشكل عام والفيلم من بطولة نيللي كريم وهاني سلامة ومنة شلبي ومن إخراج خالد يوسف.

«معلش إحنا بنتبهدل».. وقضية الإرهاب

في دائرة الأفلام السياسية، او تلك الأفلام التي ادعت ان لها صله بالسياسية، تمكن الاشارة الى فيلم «معلش احنا بنتبهدل» الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي هزلي لتصور حرب العراق الاخيرة، وهنا زادت جرعة السياسة وانفتح الفيلم على مناقشة الكثير من القضايا الكبيرة التي تشغل المجتمعات العربية بل العالمية، وعلى رأس هذه القضايا قضية «الإرهاب». ولأول مرة يجسد الفيلم شخصيتي الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس العراقي السابق صدام حسين على الشاشة، كما يوجه اتهاما صريحا للرئيس الأميركي بفبركة اتهام المسلمين بأنهم خلف الإرهاب العالمي. كما يصور الفيلم ويجسد لأول مرة تفاصيل ما يجرى في سجن أبو غريب الشهير في العراق من عمليات تعذيب وانتهاك لأعراض المعتقلين بلباسهم البرتقالى الشهير من قبل مجندات مشاة البحرية. إذ يصور الفيلم بشكل هزلي مشهد جندية أميركية تخلع ملابسها وتسعى لانتهاك عرض القرموطي الذي يقوم بدورة الممثل أحمد ادم.

غناء.. ومشاركات عربية

كانت احدى الظواهر اللافتة للانتباة خلال موسم 2005 مشاركة العديد من المطربين في بطولة الافلام، شاهدنا محمد فؤاد في «غاوي حب» ومحمد عطية في «خصوصي»، ويوري مرقدي في «منتهى اللذة»، ومدحت صالح في «علمني الحب»، ومصطفى قمر في «حريم كريم»، وتامر حسني في «سيد العاطفي»، وحكيم في «على سبايسى» وحمادة هلال في «عيال حبيبة».

وخلا ل عام 2005 تم رصد مشاركة العديد من الممثلات والمذيعات العرب في الافلام المصرية فقد شاركت الفنانة الاردنية رانيا الكردي في فيلم «الحاسة السابعة»، والمذيعة اللبنانية رزان المغربي في فيلم «حرب اطاليا»، والفنانة المغربية سناء موزيان واللبنانية نيكول برودويل في «الباحثات عن الحرية»، والفنانة نور في «ملاكي اسكندرية» و«سيد العاطفي»، والتونسية هند صبري في «بنات وسط البلد»، والمطرب اللبناني يوري مرقدي في «منتهى اللذة»، ونادرة عمران ومحتسب عارف وهشام عباس (فلسطين) وريم التركي (تونس) وعروة نيرا (سوريا) في «باب الشمس».

القبس الكويتية في

27.12.2005

 
 

بانوراما ثقافة وفنون عام 2005 (بريطانيا):

نوبل لهارولد بنتر ناقد حروب الامبريالية واستعادة صورة افريقيا واحتفاء بفريدا كاهلو سيادة الرواية وانتصار الفانتازيا علي الفيلم التاريخي.. وصورة ايجابية عن الدين من ريدلي سكوت

ابراهيم درويش 

لندن ـ القدس العربي في كل عام وعند قراءة المشهد الثقافي في بريطانيا يتوقف المرء عند الاحداث العامة والشخصية، وفي الغالب ما تتم قراءة المشهد عبر رؤية فردية، لان تحديد معالم المشهد صعبة نوعا ما، ليس لتعدد الاصوات الثقافية والتظاهرات الفنية والادبية ولكن لتنوع النشاط الثقافي، وعليه فالقراءة لمشهد عام 2005 هي عبارة عن رحلة شخصية ابتدأت في بداية شباط (فبراير) 2005 بصدور رواية ايان ماكيوان السبت التي كانت في ارضية احداثها وقائع التحضير لحرب العراق والمظاهرة المليونية التي عبرت شوارع لندن في 15 شباط (فبراير) 2003 اي قبل شهر من اعلان الغزو الامريكي ـ البريطاني علي العراق، واستمرت الرحلة بمحاولة متابعة النتاج الثقافي وما تصدره دور النشر في بريطانيا وامريكا وتقديم عمل جديد كل اسبوع، وقد قدمنا خلال العام الحالي الذي سيودعنا معظم الاعمال التي نشرت للاسماء الادبية المعروفة او التي يحتفي بها الاعلام، فالحديث عن اسم معروف، وعن اعمال معروفة هو امر نسبي نوعا ما وقطعا هناك الكثير من الاعمال التي تصدر علي هامش التيار الرئيسي في الادب البريطاني وتنطوي علي قيمة ادبية عالية.

يمكن تلخيص العناوين الادبية المهمة في بريطانيا اما من خلال طبيعة الجوائز الممنوحة او عبر تتبع الاصدارات العامة وبناء عليه سيتم الحديث عن العناوين الرئيسية التي نشرت، مع الاخذ بعين الاعتبار ان متابعة اختيارات الكتاب والمثقفين قد تأتي بعناوين ليست مشهورة او مطروقة وتم عرضها في نشريات ادبية معينة.

ومن هنا فالقراءة للمشهد الادبي البريطاني هي في النهاية عن الذائقة الادبية للمتتبع اكثر منها رصدا مخلصا لكل الاحداث التي قد تكون عملا كبيرا وغير ضرورية في النهاية. فاختياراتنا للقارئ العربي تأخذ في عين الاعتبار الكثير من الامور، منها علاقة الكتاب او الكاتب باهتمامات القارئ العربي واهمية الكتاب او قيمة موضوعه، رغم انه لا يوجد كتاب مهم او غير مهم كمعيار لان كل الكتب تبغي الافادة، حتي تلك التي تعمد للتشويه والاهانة. ولعل اهم عناوين المشهد الثقافي البريطاني كانت التظاهرات الفنية التي اقامها متحف تيت للفن الحديث، واهم تظاهراته كان المعرض الشامل الذي اقيم لاعمال الفنانة المكسيكية فريدا كاهلوا وهو المعرض الذي قدم اعمالا جديدة لم يشهدها المشاهد البريطاني منذ وفاة هذه الفنانة التي لا تزال تثير الاهتمام اما من خلال حياتها الشخصية ومعاناتها مع المرض والحب او من خلال اعمالها الفنية. كذلك حظي صدور الجزء الجديد من سلسلة مغامرات هاري بوتر باحتفاء خاص، وكذلك الفيلم الجديد الذي قام علي احد اعمال السلسلة والذي بدأ عرضه في الشهر الحادي عشر مع ان الكاتب المشهور سي اس لويس استطاع اخذ زمام المبادرة من هاري بوتر في الفيلم الذي قام علي ثلاثيته نارنيا . كان انتاج العام الروائي ثراً وجيداً هذا العام حيث شاركت كل الاسماء المعروفة في تقديم اعمال جديدة، مع ان جائزة بوكر قدمت لكاتب ايرلندي هو جون بانفيلد علي الرغم من الاسماء المطروحة والمهمة ايضا، بالنسبة للاعمال السينمائية كان فيلم ريدلي سكوت من الافلام المهمة التي حظيت بتعليقات جيدة في بريطانيا وامريكا من جهة وفي العالم العربي، فلاول مرة يقدم مخرج سينمائي العرب والاسلام في فيلم متوازن نوعا ما. ولكن كان هناك خاسرون في موسم العام السينمائية لعل اهمهم اوليفر ستون الذي لم ينجح فيلمه الكسندر في تحقيق اية نجاحات في شباك التذاكر ولا حتي في نيل رضا النقاد.

اما المسرح فقد كانت المسرحية التي قدمتها رويال كورت عن راشيل كوري من الاعمال المهمة. لم يختف الموضوع العراقي ولا الاعمال ذات الطابع الدرامي التي استفادت من الحرب علي الارهاب التي اعلنها جورج بوش، الرئيس الامريكي وسيكون العراق موضوعا للعديد من الافلام في موسم العام القادم 2006.

الرواية:

من اهم الاعمال الروائية التي قدمت هذا العام كان عمل رجل بطيء للكاتب الجنوب افريقي جي ام كويتزي الذي قلنا انه عمل يحتفي بالكيفية التي يتمرد فيها البطل علي السارد وهو عمل يكمل مظاهر التجربة الروائية عند الكاتب الجنوب افريقي الانطوائي. ايان ماكيوان في عمله السبت عن يوم في حياة طبيب اعصاب يتعرض لحادث بسيط ويكشف عن شخصية هشة وعلاقات عائلية متفككة، وتجري الاحداث في يوم بارد في لندن، حيث كانت من بعيد تسمع اصوات المتظاهرين والمحتجين علي قرار غزو العراق او التحضير له. وهو من الاعمال الاولي التي تدخل موضوع العراق في مجال السرد الروائي الابداعي. سلمان رشدي في عمله الذي كرسه لكشمير شاليمار: المهرج حافظ علي نوع من سحره السردي الا ان العمل الذي يحاول استعراض التاريخ في هذا البلد المتفجر بفعل اخطاء التاريخ الاستعماري، وعبر التاريخ الذي يبدو فيه السرد جميلا يحاول رشدي ادانة العنف الاسلامي المتطرف هنا، مما افقد العمل جماليته النصية وجماليات المكان وعلاقات الحب، ويبدو ان رشدي كان يطمح لان يعالج الكثير من القضايا مما ادي الي التفكك. رشدي نفسه انضم الي الصف الطويل من الكتاب الذين صاروا يطالبون بتجديد الاسلام، حيث وجد الفرصة لكي يصفي حساباته مع عدد من الشخصيات التي انتقدته عندما اصدر روايته المعروفة آيات شيطانية واصدار آية الله الخميني فتوي باهدار دمه نظرا لان الكاتب رشدي شتم الاسلام، في القصة المعروفة.

باولو كويهلو قدم عملا جديدا الظاهر حيث اقامه علي خلفية العراق والكاتب البرازيلي الذي سحر الناس في عمله المشهور الكيميائي فشل في هذا العمل بتقديم اي من السحر، فالبطل هنا لم ينجح في العثور علي الحقيقة كما نجج بطل عمله الاول الكيميائي ومع ذلك يظل كويهلو من الاصوات الشعبية المميزة في مجال السرد الروائي حيث يقرأ في الانكليزية مترجما.

في مجال التجريب والتمازج بين الواقعية والذاكرة والصورة قدم امبرتو ايكو ايضا عمله اللهيب الغامض للملكة لاونا عن رجل يفقد وعيه ويحاول استعادته عبر قراءة مذكراته المدرسية وقصص الاطفال والمغامرات التي احتفظ بها في بيته الريفي، وايكو المشهور في مجال علم اللغة والسيمولوجي مغرم دائما بعالم الكتب القديمة وهذا العمل في مركزه ناشر الكتب النادرة الذي فقد ذاكرته. حظي عمل زيدي سميث عن الجمال الذي هو اعادة سرد واقعي ومعاصر لرواية كتبها الروائي الانكليزي المشهور جي ام فورستر هوارد اند بحفاوة نقدية ورشح العمل لجائزة بوكر الادبية الرفيعة.

طارق علي قدم عملا تاريخيا ضمن ما يطلق عليه سداسية الاسلام عن الجغرافي المسلم الادريسي والايام الاخيرة للعرب في صقلية سلطان باليرمو . دوريس ليسنغ ونادين غورديمر واصلتا الكتابة حيث قدمت الاخيرة عملا احصل علي حياة وهو العمل الذي لم احظ بقراءته بعد.

طبعا جي كي روالينغ كانت صرعة الصيف حيث ابقت جمهورها ينتظر ويتكهن بحثا عن معلومات عن الجزء السادس من سلسلة المغامرات السحرية هاري بوتر، والتي حملت عنوان هاري بوتر: الامير ذو الدم الفاسد والتي قتلت فيها شخصية محورية من شخصيات العمل، دومبلدور، ومسألة قتله لا تزال مفتوحة للنقاش وفيما اذا كان القاتل بروفسور سنيب ام لا.

ولكن بداية رحيل الابطال عن العمل تؤذن بان الكاتبة ربما سئمت من الابطال وهذا ما توقعه البطل الرئيسي في افلام هاري بوتر، حيث قال ان روالينغ ربما تخلصت منه في الحلقات القادمة.

نور الدين فرح، قدم عملا جديدا روابط/ صلات عن مقديشو المدينة المقسمة، والتي تعيش حالة من الانقسام وسيطرة الميليشيا وهو عمل لم يرق لاعماله الاخري خاصة سردين .

الكاتبة السودانية ليلي ابو العلا قدمت عملا جديدا وجميلا هو منارة/ مئذنة عن حياة فتاة سودانية تضطرها الظروف للعمل كخادمة تقع في حب احد ابناء العائلة. وحكاية ابو العلا لها ارهاصات عن الحياة في السودان وتقلباتها السياسية وشروط المنفي التي فرضت علي العائلة التي كانت في مركز السلطة فغير الانقلاب حظوتها. المنارة / المئذنة من الاعمال الجميلة التي نشرت هذا العام. عبدالرزاق غورنا، عاد هذا العام في عمل جديد عن ساحل افريقيا هجران عن الحب والفقد في كينيا وتنزانيا وهو عمل جديد لاول كاتب تنزاني يوثق تاريخ بلاده وساحل شرق افريقيا بالانكليزية، حيث يواصل التقاليد هذه بعد عمله الهام الجنة الذي رشح في حينه لجائزة بوكر الادبية المعروفة.

وما دام الحديث عن افريقيا، فقد كان صدور مجموعة قصصية حررها الامريكي تشارلس لارسون بمثــابة المشــاركة المرحب بها وجاءت تحت عنوان تحت ســــماوات افريقية ، حيث قدمت اعمال الرواد في الكتـابة الادبية الافريقية. ومن الاعمال الجمــيلة التي ترجمت للانكليزية رواية الكـاتب الكوبي ابيليو استيفيز قصور بعيدة عن هافانا، العاصمة.

السينما

انهي المخرج جورج لوكاش مشروعه الطويل حول حرب النجوم حيث قدم الحلقة الاخيرة من العمل والذي حمل اكثر من رسالة سياسية عن نهاية الامبراطورية وتمرد الشر فيها والخيانة، عندما يتحول احد ابطال المحاربين الجداي الي الصف المعادي ويقتل كل ابناء الجداي ويرحل الابطال الي المنفي في انتظار اللحظة المناسبة للاخذ بالثأر وجاء عنوان الحلقة الاخيرة حرب النجوم: انتقام السيث . والفيلم يحمل كل الحيل اللوكاشية التي بدأها المخرج الامريكي قبل عقدين من الزمان، مليء بالاثارة والحيل الالكترونية، مع ان عشاق سلسلته قد يجدون في الاعمال الاخري اثارة اكثر من الاثارة التي توفرت في هذا العمل الاخير.

اوليفر ستون قدم عملا طويلا جدا عن البطل والمحارب المقدوني المعروف الاسكندر الكبير وادي دور البطولة فيه كولن فاريل، الفيلم طويل، دماء كثيرة تسيل فيه، الكسندر فيه بطل لا يعرف حدا لطموحه ويبحث عن المستحيل، في ارضية الفيلم رسالة عن الطموح الامبريالي ونهايته ورغم هذه الرسالة الا ان ستون لم ينجح في اقناع المشاهدين ولا النقاد. واداء فاريل هو ما اثار اهتمام النقاد، حيث قدم الكسندر وهو يتحدث الانكليزية بلهجة ايرلندية. كان العام هو عام افلام الفانتازيا، حتي مدينة الاثم الذي اخرجه الفيلم فرانك ميللر وروبرت رديريغوز قدم فيلما ذو طابع اسود، بالابيض والاسود واعتمد شكل الكوميك ، عاد ايضا هذا العام فيلم باتمان: البداية ، طبعا كان هناك فيلم مملكة السماء الذي قدمه ريدلي سكوت، بفريق من الممثلين العرب والاجانب، وصورت معظم مشاهده في المغرب، وهو رؤية تاريخية متوازنة نوعا ما، مع ان عدداً من النقاد والمثقفين العرب انتقدوه بل وذهب اخرون للبحث عن اجندة سرية للمخرج الذي قدم اعمالا مختلفة مثل سقوط بلاكهوك عن مقتل جنود المارينز في العاصمة الصومالية مقديشو. علي صعيد التظاهرات السينمائية، شهد معهد الفيلم البريطاني تظاهرة احتفال بالسينما السوداء وتكريماً للمخرج السنغالي المعروف عصماني صنبين حيث عرض فيلمه مولادي عن عادة الختان الفرعوني في المجتمعات الافريقية، وتحدث عجوز السينما الافريقية واحد روادها عن فكرة افريقيا والثقافة، كما قلل من اهمية المبادرة البريطانية للتخلص من الفقر التي قادها نجوم بوب معروفون ودعمها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. كذلك جرت تظاهرة للسينما الفلسطينية في جامعة سواس مدرسة الدراسات الافريقية والشرقية ـ حيث عرض فيها عدد من الافلام كان منها فيلم خاص للمخرج الايطالي سافيريو كوستانزو.

السيرة الذاتية

ما يلفت الانتباه ان كتب السير الذاتية التي صدرت هذا العام هي ضخامتها وسأشير هنا الي عملين او ثلاثة اعمال، تجاوزت صفحاتها عن الالف، الاول عن حياة الزعيم الصيني ماوتسي تونغ وهو العمل الذي حمل عنوانا فرعيا عن الحياة المجهولة او التفاصيل المجهولة لحياة الزعيم الصيني المعروف، وهدف الكاتبة يونع تشانغ وزوجها الانكليزي جون هاليدي هو اثبات ان ماو كان زعيما فاشلا، كان مهووسا في السلطة وامسك بزمامها من خلال عمليات التطهير التي قام بها ضد رفاق الحزب، وكان بلا عواطف، وفشل في تحقيق حلم اقامة الصين العظمي. وحظي الكتاب بنوع من الحفاوة النقدية الا ان الباحثين في ما يعرف بعلم الصينيات القوا بالكثير من ظلال الشك علي اطروحة تشانغ التي قالوا انها انتقائية وفشلت في تأكيد العديد من الحقائق. الكتاب الاخر ذو الحجم الكبير هو كتاب الصحافي روبرت فيسك حروب الحضارة العظمي الذي رسم فيه عبر سيرته كصحافي اقام في الشرق الاوسط لاكثر من ثلاثين عاما وشهد حروبا وصراعات في المنطقة عن سيناريو اعادة احتلال الشرق الاوسط وجاء الكتاب في اكثر من الف صفحة، فيه الكثير من التفاصيل والصور خاصة لقاءات الكاتب ـ الصحافي مع صناع السياسة وانطباعاته عنهم، وتسجيله للغزو الامريكي لافغانستان والعراق والغزو السوفييتي لكابول ولقائه مع اسامة بن لادن زعيم القاعدة. والاخير حظي بعدد من الدراسات الجديدة كان آخرها ترجمة انكليزية لبياناته ومنشوراته رسائل للعالم . كما كان صدور كتاب عن الليدي هيستر، الارستقراطية البريطانية التي عاشت في جبل لبنان وعايشت ظروفه وقلاقله في اثناء الفترة العثمانية، وعرفت بطباعها الغريبة جهدا جيدا من الكاتبة لورنا ديب. اما عن سير المدن والاماكن، فهي كثيرة، حيث صدر عن دار غارنيت دليل سياحي عن استنبول، وصدرت طبعة بالانكليزية لعمل اورهان باموك، الكاتب التركي المعروف عن استبنول، وهو عمل يدخل في سيرة المدينة العثمانية وصورتها كما تركها المؤرخون المحليون لها او الزائرون الاجانب، مع جانب من الذكريات الخاصة للكاتب عن مدينته الاليفة، حيث يخلط بين التاريخ العائلي والتاريخ الخاص للمدينة التي كانت عاصمة للدولة العلية.

الشعر والنقد

في مجال الاعمال الشعرية، لم تكن هناك متابعة جيدة لهما، فقد اطلعت علي مجموعة الناقد والشاعر توم بولين، الطريق الي انفر وهي رحلة في ترجمة لاعمال عدد من الشعراء الاوروبيين وغير الاوروبيين، ومجموعة جديدة للشاعر الامريكي المثير للجدل، تشارلس بوكوفسكي ، ومجموعة لاليس وولكر مع ان الشعر حاضر ويومي. وفي مجال النقد والكتابة النقدية، كان كتاب تيري ايغلتون الارهاب المقدس مساهمة لفهم فكرة الانتحار والموت في الادب مع البحث عن فلسفته في اطار ديني. كتاب البرتو مانغويل مفكرة قراءة طريف في موضوعه يربط بين القراءة كفعل والذاكرة عن المكان كمساحة لها، اضافة لتحليل ابعاد هذه القراءة. وكان بودي لو استطعت قراءة عمل عن بول باولز، المثقف الامريكي الذي عاش في المغرب، وكتاب عن سيرة المسرحي المعروف بيتر بروك.

الفن والتظاهرات الفنية

كان العام هو عام فريدا كاهلو الفنانة المكسيكية المعروفة، وهو اول معرض استعادي شامل يقام لها في متحف الفن الحديث تيت في لندن، كما شهدت الاكاديمية الملكية ثلاث معارض مهمة، الاول الاتراك رحلة الف عام من التاريخ، كما لم يكد العام ينتهي الا واقامت الاكاديمية معرضا عن الفرس والمعرض الحالي هو عن الصينين. واقام متحف الحرب في لندن معرض صور نادرة عن لورنس العرب مع صدور سيرة جديدة للمغامر البريطاني في العالم العربي والتي صدرت عن دار تيمز وهدسون.

العرب بالانكليزية

مع اننا اشرنا الي رواية ليلي ابو العلا، الكاتبة السودانية، حيث تكتب بالانكليزية، الا ان اعمالا عربية اخري حظيت بالترجمة، فهذا العام اتمت الاكاديمية سلمي الخضراء الجيوسي عملا جديدا ضمن جهود ترجمة الادب العربي للانكليزية، وهي موسوعة السرد العربي. كما صدرت ترجمة لكتاب سعاد العامري حماتي وشارون عن يوميات الانتفاضة والاحتلال، وصدرت عن دار فيرسو ترجمة لرواية الكاتب اللبناني المعروف الياس خوري باب الشمس مع احتفال خاص جري له في جامعة سواس كلية الدراسات الشرقية والافريقية.

الجوائز

جائزة بوكر هذا العام كانت من نصيب الكاتب الايرلندي جون بانفيلد عن روايته البحر ، اما جائزة اورانج للرواية فقد فازت بها ليونيل شيرفر عن روايتها نحن بحاجة للحديث عن كيفن ، فيما اعلنت جائزة ويت بريد عن توقفها عن دعم الجائزة بعد اكثر من 34 عاما وذلك لان القليل من القراء من يربط بين الشركة التي تتخصص في مجال الترفيه، وبين الجائزة . اما الجائزة الفنية المثيرة للجدل تيرنر والتي تمنح عادة للاعمال الفنية التجريبية، فكانت من نصيب سيمون ستارلينغ، عن بيت خشبي قرب البحر كابينة ودراجة هوائية. وقد جري هذا العام تكريم المسرح البريطاني واحد رموز مسرح العبث والكاتب ذي المواقف السياسية المعروفة هارولد بنتر، الذي القي كلمة مهمة بداية هذا الشهر عن اهمية الحقيقة للكاتب المسرحي وفي العملية الابداعية، وهاجم فيها بوش وبلير وغزو العراق. وبنتر يعاني من مرض السرطان ولم يسافر الي استوكهولم لاستلام الجائزة، والقي كلمته عبر التلفاز امام لجنة نوبل للاداب.

رحلوا

خسرت السينما العربية والعالمية مخرجا عربيا مشهورا وجد طريقه مبكرا وصنع حلمه في هوليوود في زمن كان التحيز لصورة العربي علي اشده، ونقصد مصطفي العقاد الذي كان يعد فيلما عن صلاح الدين الايوبي وقتل في تفجيرات عمان. كما رحل الروائي الامريكي اليهودي المعروف سول بيلو، والكاتب المسرحي المعروف ارثر ميللر. كما توفي الصوفي والباحث المسلم المعروف، مارتن لينغس، الذي عمل في قسم المخطوطات والكتب الاسلامية في المتحف البريطاني، وعرف بابحاثه عن الصوفية، والادبيات المتعلقة بها.

في بداية العام الحالي، كان لدي طموح هو متابعة ما يصدر في لندن من كتب، وما يعرض في السينما من افلام تخص الذائقة، وكتب تصدر في المجالات التي تجذب اهتمامي، وفي هذا المجال اعترف اني حققت هذا الطموح، كان عام 2005 هو بمثابة مغامرة شخصية في القراءة والمتابعة والكتابة عن هذه النشاطات والفعاليات، وهو في النهاية رحلة كانت مثيرة مليئة بالطموح والتحدي، وما قدم اعلاه هو رؤية شخصية، لا تدعي انها تعطي صورة عن النشاط الثقافي بشكل عام في بريطانيا او لندن، وما هذه الا انطباعات او متابعات شخصية، تعتمد علي الجهد الذاتي وذات طابع صحافي بما فيه من اهتمامات باليومي والراهن.

علي العموم انتهي العام، باعلان تشريع يسمح بالمثليين للزواج، حيث قرر التون جون الزواج من صديقه، كما كان العام هو نهاية للبرامج ذات الطابع الواقعي، فيما عادت للتلفزيون، البرامج الترفيهية مثل تعال نرقص ، فيما شهدت الدراما تحولا خاصة في ما يعرف الان بالدراما الوثائقية التي تخلط السرد الوثائقي باعادة تركيب المشاهد التاريخية دراميا، كما في فيلم المصريون عن رحلة العالم الفرنسي شامبليون في تفكيك اللغة المصرية القديمة ومعركته مع الكنيسة. وهناك عودة الرومان وتاريخهم روما مع ان السلسلة الدرامية لم تعجب مؤرخي الفترة هذه لانها صورت روما بالدولة التي تحتفل بالسكر والنساء والمجون.

القدس العربي في

27.12.2005

 
 

السينما الهوليوودية والأوروبية في 2005

تنافس ينتهي بهرب الجمهور من العروض

حسين قطايا

تنافست في السنوات الخمس الأخيرة الماضية السينمات الأوروبية وفي طليعتها الفرنسية والإنجليزية مع السينما الأميركية حول الأسواق في الداخل الأوروبي أو في أنحاء أخرى ما عدا الولايات المتحدة نفسها. لأنه لا أحد يستطيع منافسة هوليوود في الداخل الأميركي.

فالصناعة السينمائية الأميركية الضخمة برأسمالها وامتلاكها لشركات التوزيع الكبير، جذبت البعض من مخرجي الدول الأوروبية الكبار إلى هوليوود كي يستطيعوا نشر أعمالهم في الأسواق العالمية التي تهيمن عليها بقوة شركات توزيع هوليوود.

والتنافس بين أوروبا وأميركا في السينما امتد لنصف قرن، لكنه شهد في العقد الأخير حدة حقيقية، أوقفه هذه السنة تراجع مداخيل شباك التذاكر في أميركا وأوروبا عموماً.

مما أفزع كل من هو عامل في هذا القطاع، خصوصاً بعد إحصاءات ودراسات كثيرة أفضت إلى أن هذا التراجع سيستمر في التصاعد خلال السنوات المقبلة لأسباب كثيرة. أولها قوة الشاشات الفضائية الصغيرة في مسلسلاتها الدرامية وبرامجها المتنوعة على خطف الجمهور.

وثانيها ضجر هذا الجمهور أحياناً بالعنف، وتفرد البطل «الهوليوودي» الذي يهزم الجيوش والدول والعصابات وحده، كما كانت أفلام «الوسترن» الأميركية تترك الكاوبوي متفرداً بسرعة القتل والقفز من دون أن تسقط على الأقل عن رأسه قبعته.

على عادتها أنتجت الولايات المتحدة في هذه السنة ثلث الانتاجات العالمية، بمستويات وتنويعات مختلفة التفاوت نسبياً. فيها الجيد القليل والمتوسط المقبول، والمكرر الرديء من أفلام الحركة والاكشن الفارغة من أي مضمون يثير قضية أو فكرة، أو شيء من هذا القبيل. والأفلام الأوروبية كانت هذه السنة أفضل نسبياً من حيث النوع إلى جانب بعض الهوليوودية الممتازة.

مثل فيلم «كراش» الذي قدمه كاتب السيناريو بول هاجيس، في أول إخراج له، تدور أحداثه حول العنصرية في لعبة متوازيات وتناقضات يحملها المجتمع الأميركي بكل تركيبته «الكوزمبوليتية» التي لا تفلح في وجهة نظر مؤلف ومخرج الفيلم أن تصهر هذه الثقافة في بوتقة واحدة.

يليه فيلم «مملكة السماء» للمخرج البريطاني ريدلي سكوت الذي ينصف صورة العربي المسلم لأول مرة في السينما الأميركية، بعدما تعودنا على تبشيع صورتنا على كل المستويات في هذه السينما.

وقدم الكاتب الأميركي العربي الأصل جاك شاهين كتاباً حول صورة العربي في سينما هوليوود، راجع فيه تاريخ التعاطي على الشاشة الفضية مع العربي بتأليفه إرهابياً متخلفاً لا يحمل للعالم إلا الشر.

بالطبع واجه سكوت انتقادات كثيرة على شريطه من الأوساط الغربية في أوروبا وأميركا، ولم يجد بالطبع دعماً من العالم العربي والإسلامي، فما زلنا نحن نتلقى الصورة والفكرة ولو كانت تدور حولنا أو تطالنا.

أفلام كثيرة على هذا المنوال أنتجت في العام (2005) في الغرب، منها الإنتاج الفرنسي الأميركي المشترك «ديسكريت ب 13»، الذي يقلد ويكرر الأفلام المستقبلية الهوليوودية التي بدأت في مطلع السبعينات، كأن تتحول مدينة نيويورك إلى سجن كبير لا تجرؤ الشرطة على دخوله، واللاقانون هو قانون وحيد، كما هو هذا الفيلم منطقة بـ 13 الباريسية،.

حيث عالم الجريمة والعنف يسودان، وبعيداً عن قدرة الشرطة الولوج إليه، ولم يتوان أصحاب الفيلم عن تكملة عناصر «إنجاح» إنتاجهم بحشر اسم عربي مسلم «طه» لاستكمال عدة النصب وتحميل صورة المسلم والعربي عموماً اسم الإرهاب.

فهذا الشخص «طه» يحوز على قنبلة نووية، فتقرر الشرطة استعادتها قبل أن يستخدمها هذا الإرهابي، فتوكل المهمة إلى داميان، يجسد الدور سيريل رافايللي، وللقيام بالمهمة يستعين الشرطي بمجرم على عداء مع «طه»، فينتصران عليه بقرار منتج الفيلم لوك بوسون، الذي يكرر بتجاربه السينمائية التجارية على الدوام، من دون أي اعتبار للفن السابع أو أي فن آخر.

وساعده على تقديم هذا الشريط الرديء والعنف المجاني المخرج الفرنسي بيار موديل، الذي ركب فيلمه من مشهديات أفلام أميركية فنجح في سرقته، ولكن التقليد والسرقة واتهام الآخرين دون وجه حق، جريمة يستحق عليها العقاب الأخلاقي على الأقل، يتساوى رداءة مع هذا الشريط فيلم «تريبل اكس» الذي لطش مشهديات فيلمه من سلسلة جيمس بوند. أخرجه لي ياما موراي.

وقدم المخرج بيلي راي فيلمه «شاتيرد غلاس»، عن قصة حقيقية لصحافي فاسد من بطولة مايدن كريتنين، في شخصية ستيفن جلاس الذي عمل في مجلة «ريبابلك» وزور تقاريره وتحقيقاته التي كان يخترعها من لا شيء.

فتكتشفه مؤسسة إعلامية منافسة، عرف المخرج خلالها كيف يدير شريطه بأسلوب السينما الوثائقية في تحريك الكاميرا وممثليه، مما خدم روحية الفيلم، الذي من الضرورة أن يشاهده كل من يعمل في عالم الإعلام والصحافة.

كيانو ريفز الممثل الأميركي الذي ولد في بلد عربي سقط في وحل فيلمه «قسطنطين»، الموهوب برؤية الشياطين الذين يتجسدون بأشكال بشر. مما يسبب له مصاعب ومتاعب في الحياة، فيقرر الانتحار وينجح لكنه يعاد إلى الحياة من جديد لمقاتلة العفاريت حتى يستطيع أن يحصل على مكان مميز في الفردوس.

وعلى مدى ساعتين ودقيقتين تستمر الشياطين في الطيران، تارة تطارد قسطنطين وتارة يطاردها، يقتلون أكثر معارفه في مشاهد عنف مبالغ فيها كثيراً، ومقززة، مجانية أحياناً، تبدو مصنوعة لأجل إظهار هذا القدر من الرعب المتعمد والاستعراضي، الذي استخدمه المخرج فرنسي لورنس بتضخيم لا طائل تحته.

فأطلق العنان لمخيلته على أرضية سيناريو كتباه فرانك كابيللا وكفن بردوين، باقتباس عن القصص المرسومة «حلب ليزر» التي انتشرت في الولايات المتحدة في ستينيات القرن العشرين يذكر أن الفيلم تعرض في الصالات المحلية لقرار الرقابة في منع عرضه، ثم سمح له بالعودة، في ظل شكاوى المشاهدين.

*أفلام تنافس على الجوائز

«فندق رواندا» من إنتاجات العام الماضي وعرض في العام الحالي، ولم يحصل حتى الآن على أي جائزة، تذكر مع أنه فيلم جيد أخرجه تيري جورج محملاً الاستعمار الأوروبي مسؤولية المجازر المرعبة التي وقعت في رواندا من بطولة دو شاندل.

من الأفلام المرشحة لنيل الجوائز فيلم «تاجر البندقية» القصة المسرحية الشهيرة الشكسبيرية، من إخراج مايكل رادفورد، وبطولة النجم الساحر ال باتشينو، يليه ستيفن سبيلبيرغ في فيلمه لهذا العام «حرب العوالم» و«ميونيخ» الأول فيلم مركب بين الخيال العلمي والواقع، عرف كيف ينفذ المخرج منه إلى أبعاد اجتماعية وإنسانية.

والثانية بدأ عرضه منذ أيام في الصالات العالمية حول العملية الفدائية التي وقعت أثناء الألعاب الأولمبية في ميونيخ في العام 1973 من قبل الفلسطينيين على الفريق الإسرائيلي المشارك في الدورة الرياضية تلك. الفيلم يتعرض لانتقادات متباينة البعض يرى أنه يحمل وجهة النظر الفلسطينية، وبعضهم يرى العكس.

ومن الأفلام الأوروبية الجيدة شريط المخرج جون هاي «الحقيقة عن الحب» وسيناريو بيتر بلوري بطولة الأميركية جنيفر لوف هيويت يليه فيلم المخرج الفرنسي جان جنيه في «زهرة العنق في وحل الحرب» الذي اقتبسه عن رواية صدرت قبل عقدين من الزمن من تأليف يباتيان جاربسيو، حول حياة شابة تتمرد على الواقع والقدر اللذين هما هنا الحرب وبشاعتها فتستعين بخيال فانتازي .

بتذكرات لماضي العلاقات الإنسانية في باريس منتصف القرن الماضي، الذي كثيراً ما اتصف بالرومانسية فترفض ماتيلد تصديق موت حبيبها في جبهة الحرب العالمية الثانية، فتقرر أن تبحث عنه وأن تبعث فيه الحياة من جديد. الفيلم خليط بين التراجيديا والشعر، لعبت دور البطولة فيه أودري توتو.

على المستوى ذاته من العبقرية والروعة قدم المخرج البوسني أمير كوستريسكا فيلمه «الحياة معجزة» الذي يتساوى مع سلسلة أفلامه قوة في «تحت الأرض» .

و«زمن الضمير» و«قطة سوداء قطة بيضاء» و«عندما كان الآباء في العمل» الحائز على جائزة السعفة الذهبية يظهر في عمله الجديد الأبعاد المتخفية خلف الحرب التي وقعت في بلده يوغسلافيا من خلال عائلة صربية يرفض الأب فيها منطق القتال والصراع ويواجهها كوستريكا بأسلوب ساخر .

وبكوميديا لا أستطيع تسميتها «سوداء» أو «بيضاء» أو أي صفة أخرى، فهي كوميديا إنسانية تضعنا أمام أسئلة من حجم كبير بطولة ويل سميث وإيفا منديز الممثلة التي ما زالت تبحث عن مساحة تثبت فيها نفسها تلتهما ساندرا بولاك في إنتاج وتمثيل «مس كونجينالتي» من ضمن سلسلة لهذا الفيلم الذي أخرجه جون أسكين.

أهم أفلام الكوميديا المقدمة هذا العام «احزر من» المستعار من فيلم مشابه قدم منذ نصف قرن لاقى نجاحاً آنذاك كما هو هذا الفيلم الذي سجل أعلى مداخيل على شباك التذاكر متفوقاً على «عودة بيتمان» و«حرب النجوم» للمخرج جورج لوكاس في نهاية السلسلة بالفيلم رقم سبعة.

أخرج «احزر من» كيفن رودني. وبمستوى ليس أقل وجاء «ويدينغ كراشرز» الذي مزج مخرجه ديفيد روبكن بين المسرح والسينما بنجاح كما هو أيضاً «مسز أند مستر سميث» من إخراج دوغ ليمان وتمثيل أنجيلينا جولي وبراد بيت. الكوميديا ذات البعد الاجتماعي قدماها بإطار مغامراتي مثير.

مستويات متدنية كذلك هو الأداء التمثيلي فلم تبرز الحسناء كريتا لوكن الآتية إلى السينما من عالم «عرض الأزياء» وحدها إلياويت أدت دورها بدقة وبحرفية تعبيرية، ولكن حجم دورها لم يسمح لها بإنقاذ مطبات الفيلم الكثيرة.

الأفلام الكوميدية الأميركية كانت هذه السنة ذات نكهة مختلفة بسبب تجديد مفاهيم الكوميديا فبرزت عدة أفلام من بينها «ميت ذا فوكرز» اخراج ثلاثة مخرجين معاً هم جاي رواش، جون بول، وماركو شانابيل. وبطولة روبيرت دونيرو في أول كوميديا له.

وفيلم «موعد الزفاف» انتاج اميركي بريطاني مشترك اخراج كلاري كيلنر. ويعتبر جيدا يقابله فيلم «هيش» تناقلتها شعوب أوروبا الشمالية منذ القرون الوسطى عبر بحر الشمال والنرويج وحتى نهر الراين في الجنوب الألماني، حول الكنز الملعون الذي سرقة تنين «خافيز» من آلهة السراب والخيال.

وقدمت هذه القصة في عشرات المسلسلات التلفزيونية في ستينات وسبعينات القرن الماضي وحققت نجاحاً ملحوظاً آنذاك مما اغرى شركات الانتاج لتحويلها إلى شريط سينمائي، فعهد إلى دياني دوني وبيتر مورود لكتابة السيناريو، ولم ينجحا بإضفاء أي مستوى ملحمي يتطلبه العمل من وحي الروحية الأسطورية التي تتمتع بها الحكاية.

فجاء السيناريو ضعيفاً مفككاً ويفتقر إلى بناء سينوغرافي، دفعت بالمخرج التلفزيوني الألماني اولي ايديل إلى ان يتخبط بادارة ممثليه في مناخ للشريط عموما فاقداً لأي حس فني. وكما السيناريو والإخراج هبطا إلى مستوى كبير حول قدرة الإنسان ان يعود إلى بساطة مفقودة تمنعه من ان يقتل أخاه.

في انتاج استرالي أوروبي مشترك قدم المخرج جان ساردي فيلمه «لوف براذر» عن سيناريو من تأليفه حول عائلة إيطالية تهاجر إلى استراليا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعيداً عن القارة الأوروبية المدمرة.

وفي المكان الذي يدعو الإنسان المهاجر لان ينسى ثقافته ونمط عيشه المتعود عليهما، يندفع بطلا الفيلم إلى التمسك أكثر بانتمائهما فيقعان في حب امرأة من بلدهما من دون ان يرايانها حقيقة، شريط مؤثر وغني بالتفاصيل التي يتكمل شروط ابداعه.

«خاتم نوبيلنغ» حكاية أسطورية بالانتقال إلى الأفلام الأميركية الروائية التي حصدت جوائز الأوسكار والغولدن كلوب على حد سواء، وكانت تستحق في إطار من المنافسة القوية بين «ملاح» مارتن سكورسيزي و«طفلة بمليون دولار» و«راي» عن حياة المغني الأميركي الأسود راي تشارلز من أعمال تايلور ماكفورد.

وحصل عنه جيمي فوكس على أوسكار أفضل ممثل بمقابل هيلاري سوانك أفضل ممثلة عن طفلة بمليون دولار، الذي حصد أربع جوائز أوسكار بما فيها أفضل إخراج وأفضل ممثل مساعد لمورغان فريمان. وخرج مارتن سكورسيزي خالي الوفاض.

وهو الذي عمل في السينما ومازال على مدى ثلاثين عاماً ولم ينل أياً من الأوسكارات، فبدأ «ملاحه» غير قادر على الطيران، وحدها حصلت لأول مرة الاسترالية كيت بلانثيت على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة. وفاز فيلم «مارادنيترو» للمخرج الأسباني اليخندرو امينابار بأوسكار أفضل فيلم اجنبي.

* كيدمان وشون بن مرشحان للأوسكار

عملت نيكول كيدمان هذا العام في فيلمين على التوالي الأول «بيرث» التي جسدت فيها منحى تعبيرياً مع أن السيناريو عالج موضوعه المهم بسطحية واضحة. ولكن أداء كيدمان المرتفع على الدوام أنقد الشريط من هفوات السيناريو الكثيرة.

وجعلها ان تكون من المرشحات الأبرز لأوسكار أفضل ممثلة في العام المقبل، أخرج «بيرث» جوناثان غلايزر، الشريط الثاني لكيدمان هو «المترجمة» الى جانب شون بن الممثل الذي يتوجه بسرعة نحو أوسكاره الثاني في أدائه في فيلم «اغتيال ريتشارد نيكسون» من اخراج نيلس موللر، وذكرنا عنه في حينه أنه يرتفع بأدائه إلى مستوى مارلون براندو وجيمس دين.

البيان الإماراتية في

29.12.2005

 
 

حصيلة الربع الأخير من أفلام هذا العام:

لا سينما عربية ولا من يحزنون!

منير عبد المجيد * 

إن أردت الإنصراف عن الأفلام الأمريكية الحاضرة بكثرة، وأردت إقتفاء أثر التحف الصغيرة الآتية من آسيا، اوروبا، أمريكا اللاتينية... لا بل أفريقيا أيضاً، فما عليك إلا أن تنتظر المهرجان السينمائي القادم. والفارق الزمني بين مهرجان وآخر ليس كبيراً البتّة.

ففي الربع الأخير من هذا العام، شهدنا رزمة من تلك المهرجانات.

واحد للأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة في مدينة أودنسه، مسقط رأس هانس كريستيان أندرسن.

مهرجان سلام (التسمية هكذا أيضاً باللغة الدانماركية ـ Salam) في مدينة أورهوس (ثاني أكبر مدينة في البلاد). وفي هذا المهرجان تُعرض مجموعة من الأعمال القادمة من الدول النامية وموجهّة علي نحو خاص إلي طلاب المرحلة الثانوية.

مهرجان أفلام بوستر. والجديد المبتكر فيه، هو تخصيصه للأفلام الموجهّة إلي الأطفال والشبان. ولم لا؟ إذا ما تبيّن أن هذه الشريحة تشكّل أكثر من نصف روّاد الصالات. وخصوصية هكذا مهرجان تساهم في رفع مستوي العروض. هذه واقعة لا يلبسها الشّك، ويعرفها منظمو المهرجان.

مهرجان لأفلام المثليين والمثليات كان هناك أيضاً. مجموعة من الأفلام العالمية التي تعالج مشاكل هؤلاء، بجدية أحياناً، وبورنوغرافية صرفة أحياناً اخري.

الشاعر العراقي المقيم هنا منعم الفقير رجل لا يعرف التعب. وبتنظيمه اللقاء الثقافي الدانماركي ـ العراقي، وضمن فعاليات جمعية السنونو الثقافية (مقرّها كوبنهاغن ومنعم هو المدير الحالي)، أتيحت لنا فرصة نادرة لمشاهدة الشريط العراقي زمان من إخراج عامر علوان وإنتاج آرته الفرنسية وعشتار العراقية.

فيلم دافئ تجري أحداثه في الأهوار العراقية. نجمة (تؤدي الدور شذي سالم) تعاني من مرض ما، وزمان (زوجها بأداء مؤثر من سامي قفطان) يجوب البلاد طولاً وعرضاً بحثاً عن الدواء الذي وُصف لها، في عراق مغبر وحزين.

عامر علوان مخرج عراقي يقيم في فرنسا. وهذا كما يبدو أول أعماله السينمائية. مع الأسف، لا أعرف عنه أكثر من هذا، وكل محاولاتي في إيجاد المزيد عنه باءت بالفشل. لكن أعرف أن الفيلم انتهي العمل فيه قبل أيام قليلة من الإجتياح الأمريكي، وقد صُوّر بجهاز فيديو رقمي، بسبب الحظر علي تصدير المعدات والشرائط الخام في زمن الحصار. رغم ذلك قامت الرقابة العراقية بحجز 5 كاسيتات فيديو، لم يُعثر علي أي أثر لها فيما بعد.

أمّا أهم المهرجانات فكان مهرجان كوبنهاغن للأفلام التسجيلية والوثائقية (CPH:DOX). عشرة أيام ليست كافية لمشاهدة 140 شريطا في دور السينما. لذا فقد زّودتني إدارة المهرجان بمجموعة كبيرة من الأفلام المنسوخة علي أقراص الـ DVD، لتسنح لي رؤية ما أشاء وفي الوقت الذي أرغبه في صالة منزلي. ترف التكنولوجيا الحديثة! هذا ما خطر في ذهني، لكني لن أخفي أحداً سراً، انني مازلت من دعاة مشاهدة الأفلام في دور العرض العتمة.

مرّة اخري لاحظت غياب السينما العربية عن هذا المهرجان، إن استثنينا سخاء منعم الفقير بالعرض اليتيم لزمان في إحدي الصالات التجريبية الصغيرة.

لكن، وهذا لن يكون مفاجأة لأحد، زخر مهرجان كوبنهاغن للأفلام التسجيلية والوثائقية بأعمال تدور عن الإسلام، الإرهاب، الجاليات العربية في الغرب، وزيارة إلي دمشق واخري إلي بيروت.

المجزرة، من إخراج مونيكا بيرغمان، لقمان سليم وهيرمان تايسن، وإنتاج بريطاني، لبناني وفرنسي. ريبورتاج مرعب من خلال مقابلة مع ستة من القتلة الذين شاركوا في مجزرتي صبرا وشاتيلا (1982). أيام الحرب ضد الفلسطينيين كانت حلوة هكذا يصف أحدهم الأيام التي سبقت المجزرة، بينما اعتبرها آخر حرباً همجية.

إحدي أبشع المجازر في العصور الحديثة قُزّمت إلي حجم ستة زعران كانوا يتناولون المخدرات بأشكالها، حولهم الزعماء إلي رجال ميليشيات معتَبَرين بإرسالهم إلي الدورات التدريبية في لبنان وإسرائيل.

ذات الفكرة طُرحت بنجاح أكبر في شريط تشريح الشّر الدانماركي من إخراج اوفه نيهولم، الذي عمل علي إنجاز هذا الفيلم عشر سنوات.

لمدة تستغرق ساعة ونصف يترك الكاميرا لقتلة آخرين، عجوز نازي كان يشرف علي قتل الاسري، وحفنة من المقنعين الصربيين الذين أعدموا ما أعدموه من البوسنيين والألبان في اقليم كوزوفو. لا أخجل مما فعلت. أنتم لا تعرفون الألبان، انهم ليسوا بشراً، إنهم خراء، بدائيون، قذرون، بشعون.. انهم كذبة يقولها أحد المقنعين مفتخراً، وهو سيعيد الكرّة لو أتيحت له الفرصة مرّة اخري.

خطاب سينمائي كبير من نيهولم، الذي بدا كباحث أبدي عن الدافع الذي يجعل الإنسان يتصرف كالبهيمة.

لماذا نحارب؟ سؤال كان يُطرح أثناء الحرب العالمية الثانية في سلسلة من أفلام البروباغندا التسجيلية الأمريكية (من اخراج فرانك كابرا). حينذاك أجاب الأمريكان: دفاعاً عن الحرية بطبيعة الحال. حتي إلقاء القنابل الذرية علي هيروشيما وناغازاكي كان فعلاً دفاعياً عن الحرية. هذا الشعار قائم مازال (رسمياً علي الأقل)، إلا أن الأمريكان في الشارع لا ردّ أو جواب لديهم. يجب أن نرمي قنابلنا علي أحد ما أجاب أحدهم تعليقاً علي إنهيار البرجين التؤامين في نيويورك.

فيلم يوجين جاريكي الذي يحمل نفس العنوان (لماذا نحارب؟) عمل ديناميكي، يفضح آلة الحرب الأمريكية دون صراخ، كما يفعل زميله مايكل مور. شريط يدخل عمق الإحتلال الأمريكي للعراق كعنوان محاولاً كشف القوي السياسية والإقتصادية والايديولوجية التي تدفع أمريكا مرة تلو الاخري إلي البحث عن عدوّ جديد.

Big Brother in the Middle East هو عنوان شريط سارا فوس (إنتاج هولندي). المخرجة تابعت التحضيرات الأولي في بيروت، بلقاء شبان وشابات من كافة الدول العربية بغية إطلاق النسخة العربية من برنامج التلفزة، الذي يسمّي بـ Reality TV ـ تلفزة الحقيقة ، والذي وظفت قناة الـ MBC الكثير من الأموال والجهود في سبيل إطلاقه في بناء شُيد لهذا الغرض في إحدي الدول الخليجية.

والمعروف أن القوي المحافظة عملت علي إيقاف وإلغاء البرنامج بعد اسبوع من بثه علي الهواء.

لا أخفيكم انني وقفت مشدوهاً تجاه تحقيق هذا البرنامج. فكرت مرة: لا بأس، العالم بأسره تبني هذه الفكرة التي أرستها الشركة الهولندية اينديمول، فلماذا لا تحاول التلفزة العربية أيضاً؟، وسرعان ما ناقضت نفسي وأردت إلغاءها، ليس كونها نُعتت بالثقافة الإمبريالية، أو مخالفتها ما يجري في دماغ بعض الأصوليين، بل بكل بساطة لتفاهتها وابتذالها. وللتذكير أقول أن البرنامج يدور حول مجموعة مختارة من الجنسين تُعتقل (إن صحت التسمية) في بناء تتم مراقبته ليل نهار وتبث التلفزة ما يجري هناك، حتي في الحمامات ومخادع هؤلاء. وواحداً بعد الآخر يتم طردهم من البيت، والأخير يربح مبلغاً قد يبلغ المليون دولار أمريكي.

ختاماً، أذكر أن مهرجان كوبنهاغن للأفلام التسجيلية والوثائقية، وخلال ثلاث سنوات فقط، أصبح رابع أكبر مهرجان في اوروبا، يسبقه أمستردام (الأكبر في العالم أيضاً)، ثم Vision du Reel السويسري وأخيراً لايبزغ. هذا التطور (كل شيء يشير إلي استمراره) سيخوله خلال بضع سنوات إحتلال المرتبة الثانية، كونه يقارب في حجمه الآن المهرجانين الثاني والثالث.

وأهميته الاوروبية بدت أوضح الآن، بعد إتخاذ قناة ديسكفري نقل سوق Discovery Campus إلي مهرجان كوبنهاغن بعد سنتين. والمعروف أن هذه السوق هي الأكبر، حيث تباع وتشتري معظم الأفلام التسجيلية والوثائقية.

* ناقد من سورية يقيم في الدانمارك

القدس العربي في

29.12.2005

 
 

نجوم تلألأت في سماء الحركة الفنية وأخري فقدناها خلال عـــام‏2005‏

كتب‏:‏جمال نافع وعلاء الزمر

شهدت الساحة الفنية في مصر خلال عام‏2005‏ احداثا كثيرة ما بين سعيدة وحزينة حيث تلألأت بعض النجوم وفقدنا نجوما أخرين وقبل أن يبدأ العام بساعات رصدنا أهمها فكانت من أهم الملامح‏:‏

‏*‏ شهدت نقابة الممثلين صراع الأجيال حيث تنافس علي منصب النقيب فيها يوسف شعبان ود‏.‏أشرف زكي وحسم أشرف زكي الانتخابات بفارق تجاوز الـ‏700‏ صوت لصالحه في مفاجأة من العيار الثقيل وفي مجلس النقابة دخل المجلس للمرة الأولي الفنانون هشام سليم ورياض الخولي ومحمد رياض واشرف عبدالباقي

‏*‏ انتخابات نقابة السينمائيين علي منصب النقيب والتي تنافس فيها ممدوح الليثي والمخرج علي بدرخان وانتهت بفوز الليثي في انتخابات النقابة بفارق كبير‏.‏

‏31‏ فيلما مصريا

‏*‏ يقول منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما‏:‏ حدث تقدم كبير في مجال السينما من حيث الكم والكيف في الأفلام حيث عرض‏31‏ فيلما كان أولها فيلم أبوعلي للمخرج الشاب أحمد نادر جلال‏,‏ وآخرها فيلم ليلة سقوط بغداد إخراج محمد أمين‏,‏ وهذه الأفلام حققت إيرادا بلغ‏175‏ مليون جنيه بزيادة قدرها‏60‏ مليونا عن العام الماضي‏.‏

بطولات شابة

‏*‏ من خلال الـ‏31‏ فيلما قدمت السينما‏7‏ أبطال من الشباب هم‏:‏ ماجد الكدواني جاي في السريع وأحمد عز ملاكي إسكندرية وأحمد الفيشاوي الحاسة السابعة والمطرب محمد عطية درس خصوصي وفتحي عبدالوهاب فرحان ملازم أول وأحمد رزق حمادة يلعب وأحمد عيد ليلة سقوط بغداد كما شهدت سينما‏2005‏ عودة المخرج الكبير محمد خان في فيلم بنات وسط البلد وأحمد آدم في معلش احنا بنتبهدل‏.‏

‏*‏ شهدت سينما‏2005‏ تنافسا كبيرا من نجوم الطرب حيث قدم‏7‏ مطربين أفلاما خلال عام‏2005‏ وهم‏:‏ مدحت صالح علمني الحب ومصطفي قمر حريم كريم وحمادة هلال عيال حبيبة وحكيم علي سبايسي وتامر حسني سيد العاطفي وفارس بحبك وبموت فيك ومحمد فؤاد غاوي حب‏.‏بينما اعتزل محمد الحلو الغناء‏.‏

تصوير‏12‏ فيلما سينمائيا للعام الجديد

‏*‏ يوجد‏12‏ فيلما سينمائيا بدأ تصويرها عام‏2005‏ ومن المقرر عرضها في عام‏2006‏ وهي‏:‏ ملك وكتابة‏,‏ ودم الغزال‏,‏ وويجا‏,‏ وحليم‏,‏ وعمارة يعقوبيان‏,‏ وظرف طاريء‏,‏ ولخمة راس‏,‏ وحاحا وتفاحة‏,‏ وقص ولزق وزي الهوا والغواص والدنيا ريشه في هوا وكلام في الحب‏.‏

تكريم محلي ودولي

‏*‏ خلال عام‏2005‏ تم تكريم عدد من نجوم السينما من خلال المهرجانات الدولية حيث كرم مهرجان دبي النجم عادل إمام في دورته الثانية كما كرمت النجمة رغدة في مهرجان القيروان بتونس وكرم النجم نورالشريف في أمريكا بحصوله علي الدكتوراه الفخرية‏,‏ كما كرمت ماجدة في فيينا‏,‏ وكرم مهرجان فينسيا المخرج العالمي يوسف شاهين والنجمة يسرا‏,‏ كما حصلت النجمة ليلي علوي ومحمود حميدة علي اوسكار السينما المصرية عن فيلم بحب السيما وحصلت المخرجة إيناس الدغيدي علي تمثال الكريستال من الشيخ صباح الأحمد الصباح رئيس وزراء الكويت‏.‏ كما كرمت الفنانة مادلين طبر في أسبانيا‏.‏

نجوم رحلوا

‏*‏ وشهد‏2005‏ أحداثا حزينة منها رحيل الفنان الأسمر أحمد زكي بعد رحلة طويلة مع المرض استمرت شهورا ما بين العلاج في باريس وألمانيا‏,‏ وكانت النهاية في مصر كما رحل في نفس العام الفنان القدير محمود مرسي وجميلة الشاشة الفنانة ليلي فوزي والنجم الشاب عبدالله محمود وممدوح وافي بنفس مرض الفنان أحمد زكي كما رحل عن عالمنا الفنان الشعبي الأصيل محمد رشدي والمنولوجست سيد الملاح والمخرج الكبير أحمد توفيق والمخرج حسن الصيفي‏,‏ كما رحل الأديب الكبير الفريد فرج بعد رحلة طويلة مع المرض ومن ناحية أخري شهدت الساحة الفنية إصابة الفنانين الكبيرين يونس شلبي وسيد زيان بوعكة صحية مازالا يعانيان منها ولم تستقر حالتهما حتي الآن‏.‏

الأهرام اليومي في

30.12.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)