يختار الأدوار
المركبة
والصعبة
جمال سليمان:
أتدخل في
النصوص أو أعتذر بهدوء
دمشق - شافع مزيك
يقتنع جمال سليمان بأن الشر والخير موجودان دائماً في شخصية واحدة، وعندما
تكون الشخصيات متمتعة بالطيبة أو بالشر فقط لا يصل العمل الدرامي إلى
التكامل، ولذلك اختار أدوار الموسم الحالي حسب هذا الاقتناع. وبعد إبداء
ارتياحه لدوره السينمائي في فيلم “حليم” وتعبه الشديد في التمثيل باللهجة
المصرية، يكشف جمال عن لجوئه لتعديل أدواره في مسلسلات كثيرة ليس بهدف
الإطالة وإعطاء الدور مظهراً بطولياً، ولكن ليتحقق التكامل للعمل، بينما
الاعتذار يكون وسيلة أخرى لتجنب الوقوع في مطبات النصوص الضعيفة، كما يشير
في الحوار التالي.
·
هل يرتكز اهتمامك على الأدوار
التاريخية لأنها تترك أثراً واسعاً وتحقق لك بطولات مطلقة؟
- أكثر ما يهمني أن يكون الدور متكاملاً من جميع النواحي سواء كان
اجتماعياً أو تاريخياً. ورغم أن كل المسلسلات التاريخية تركت أثراً واضحاً
وبارزاً في مسيرتي الفنية، فأنا أعتبر أن الأدوار الاجتماعية حققت النتائج
ذاتها.
·
هل نصل إلى هذه الاستنتاجات
حينما نقارن بين أدوارك الاجتماعية والتاريخية المعروضة حالياً؟
- المقارنة يجب أن تمتد للماضي وتمر على الفترة الحالية. وإذا قارنا دور
“مطر” في مسلسل “ذكريات الزمن القادم” مع دور مسلسل “صقر قريش” أو “ربيع
قرطبة” أو الأدوار التاريخية الأولى، نجد أن المقارنة تشير إلى أهمية
النوعين في مسيرتي من ناحية، وضمن الدراما السورية بشكل عام.
·
وعندما نقارن بين أدوار العام
الجاري هل نصل إلى هذه النتيجة؟
- أعتقد أن دوري في مسلسل “ملوك الطوائف” أشار إلى أهميته وتأثيره، كما أن
دور مهندس الديكور في مسلسل “عصي الدمع” يتوازى في الأهمية من ناحية
التأثير والارتكاز المهم للأحداث مع دور ملوك الطوائف، رغم الاختلاف الواسع
بين النوع التاريخي والاجتماعي.
·
كيف تختار أدوارك من النوعين؟
- يهمني دائماً أن يكون الدور مركباً وبعيداً عن التسلسل ضمن أحداث تظهر
الشخصية من خلال سلوك محدد، والشخصيات التي تتمتع بالجوانب الإيجابية على
مدى العمل الفني، أو بالجوانب السلبية، لا تناسبني على الإطلاق ولا أراها
فاعلة في الأحداث، لأنني مقتنع بافتقاد الشخصية الدرامية للخير المطلق أو
للسلوك الشرير الدائم. والدراما الجيدة تقدّم الشخصيات المتغيرة في
توجهاتها باستمرار.
·
لم تتغير شخصيتك الإيجابية في
مسلسل “الخيط الأبيض”، كيف تبرر توجهها المحدد؟
- هذا المسلسل يختلف عن غيره كثيراً، وإذا أردت أن تستعيد الأدوار المركّبة
والشخصيات المتغيرة في سلوكياتها بالإمكان استعادة أكثر ما قدّمته في
السنوات السابقة، أما عن “الخيط الأبيض” فهو يعتمد على شخصية إيجابية تواجه
شخصيات سلبية وشريرة وتدخل معها في صراع حاد، مثلما تواجه شخصيات أخرى
تسيطر على الرقابة الإعلامية بذهنية خاطئة، ما يحقق هدف المسلسل الذي يتلخص
بالتأكيد في أهمية الإعلام الحر في ظل تنافس القنوات التلفزيونية.
·
هل صحيح أنك شاركت المخرج في
تعديل دورك؟
- لم أعدّل دوري لأسباب سخيفة تتعلق بجعله واسع المساحة، أو لأبدو عنصراً
درامياً متفوقاً، ولكني عدّلته ليكون مناسباً للشخصية الأساسية التي يطرحها
النص ويشير إلى نجوميتها في مجال الإعلام ويعتمد على هذه المميزات ليجعلها
شخصية شعبية يناصرها الناس في فترات انهزامها أمام القوى الأخرى، واسهمت مع
المخرج هيثم حقي في تعديل النص بشكل عام عندما أوجدنا للشخصية الأساسية
التي قدّمتها صفات مغايرة تمكنها من إقناع الجمهور بنجوميتها، وهذا حدث بعد
موافقة المؤلف الأديب نهاد سيريس.
·
لماذا تتكاثر الاتهامات حولك
بأنك تعدّل أدوارك دائماً؟
- الاتهامات غير صحيحة، وأنا ممثل أسعى للإنجاز السريع، وحينما أقرأ النص
ولا أجد ضمنه خللاً في الطرح أو ثغرات في البنية الدرامية، أحفظ الدور
بسرعة وأنتقل إلى أمام الكاميرا مباشرةً. أنا قرأت عدة نصوص في السابق ولم
أطلب تعديل كلمة واحدة، وقرأت عدة نصوص أيضاً ووجدت أنها مبنية على أرض
درامية هشة، فأوضحت وجهة نظري بسرعة، وربما هذا ما سبّب لي الاتهامات.
·
كيف تتصرف حين تلمس ضعف النص؟
- ألجأ إلى التعديل، كما حدث مع نص مسلسل “الخيط الأبيض”، أو أعتذر بهدوء
وأنسحب فوراً من العمل.
·
ولكن أكثر أعمالك مع مخرجين كبار
لا يوافقون على إيصال نص ضعيف إلى الشاشة؟
- فعلاً أنا أعمل منذ عدة سنوات في أكثر مسلسلات هيثم حقي، كما أعمل مع
حاتم علي في أكثر أعماله، لذلك نتناقش حول ثغرات النصوص ونحاول ترميمها
ليكون العمل قريباً من التكامل.
·
تكرر تعاونك هذا العام مع حاتم
علي في مسلسلين، هل تشعر بالرضا التام؟
- الرضا التام أشعر به عندما أعرف بأنه وضعني في مكاني المناسب، وهذا حدث
بالفعل في مسلسلي “ملوك الطوائف” و”عصي الدمع”.
·
إلى أي مدى اقتنعت بقدرتك على
إظهار الرومانسية في مسلسل “عصي الدمع”؟
- أظهر الجانب العقلاني في أكثر المواقف، وأظهر المرح في جوانب أخرى، لكني
أجاري رومانسية خطيبتي المحامية بعد شعوري بالحب الحقيقي.
·
عند المتابعة الدقيقة يتضح أن
الخلاف بينكما لم يكن مبرراً؟
- النص يرصد المشاعر المتبدلة حسب التغيرات والصعوبات والمفاجآت اللامتوقعة،
لذلك أعتقد أنه مبرر جداً، والخلاف لم ينتج عن ارتباك العلاقة العاطفية،
ولكن تحددت أسبابه بالظروف العامة.
·
لماذا قبلت بدور ابن زيدون في
مسلسل “ملوك الطوائف” وهو دور جانبي؟
- كل أدوار المسلسل جانبية ومحورية في وقت واحد لأنه لا يرصد سيرة ذاتية
كما في مسلسل “صقر قريش” مثلاً أو “ربيع قرطبة”، ويتطرق لأحداث حقبة
أندلسية واسعة.
·
هل أرضتك التجربة السينمائية في
فيلم “حليم”؟
- من الطبيعي أن أشعر بالسعادة البالغة لأني أشارك في تقديم سيرة عبدالحليم
حافظ إلى الجمهور العربي، وأشارك الراحل أحمد زكي في الفيلم الذي حلم
طويلاً بتقديمه قبل رحيله.
·
ما نقصده بالسؤال رضاك عن ظهورك
في دور غير أساسي؟
- كل أدوار الفيلم غير أساسية لأن كل الشخصيات التي توجد في عمل فني،
سينمائي أو تلفزيوني، عن سيرة ذاتية لا تأخذ مساحة واسعة في الأحداث، لكن
شخصية الصحافي التي جسدتها في فيلم “حليم” كانت مؤثرة في الأحداث بوجودها
إلى جانب الشخصية الأساسية التي يقدم الفيلم سيرتها الذاتية، وأقصد شخصية
عبدالحليم بالطبع.
·
كيف أجدت التمثيل باللهجة
المصرية؟
- اللهجة المصرية موجودة في ذاكرتنا من خلال المتابعة الدائمة للدراما
المصرية وللأفلام القديمة والجديدة أيضاً، لكني لا أنكر أنني شعرت بالتعب
الشديد واحتجت لوقت طويل لأجيد اللهجة التي سأمثّل بها للمرّة الأولى في
حياتي، واكتشفت بسرعة أن إجادة التمثيل بلهجة معينة شيء والتحدث بهذه
اللهجة شيء آخر، ففي التمثيل تصبح كل كلمة وسيلة تعبير محددة جداً بعكس
الحوار العادي الذي كنت أستعمله بانطلاق ومتعة مع الشعب المصري خلال فترة
وجودي في القاهرة.
الخليج الإماراتية
في 4 نوفمبر
أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة
لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم
المخرج فيلماً متقناً في
حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي،
ولكن هذا لا
يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.
|