قراءة في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي وجوائزه!!
دعم الدولة
ورجال الأعمال..ضرورة للهروب من كماشة دبي ومراكش
جائزة التمثيل ل "أيستر" المجرية.. ونيللي كريم حققت
المفاجأة!!
مخرج التراب
اليوناني..استعان بأرشيف التليفزيون المصري
كتب: نادر أحمد
أكدت الدورة الثامنة والعشرون لمهرجان القاهرة السينمائي ان مهرجاننا
الدولي قد وقع بالفعل بين فكي كماشة مهرجان دبي.. ومهرجان مراكش
السينمائيين.. وأنه لا مفر من جميع الأجهزة المسئولة في الدولة والمنوطة في
دعم المهرجان ألا تتنصل من مهمتها الوطنية والقومية من أجل اسم مصر في
المنطقة والعالم وبعد أن بات مهرجاننا السينمائي من بين أهم المهرجانات
السينمائية علي خريطة السينما العالمية.
وحتي لو تم تغيير موعد مهرجاني دبي ومراكش.. فان موعدهما لن يبتعدا سوي
أيام قليلة.. فأحدهما قد ينعقد قبل مهرجاننا.. والآخر قد يقام بعد انتهاء
وختام دورتنا السينمائية. وبدون دعم الدولة وكبار الشخصيات ورجال الأعمال
فلن نجد نجوما يقبلون علي مهرجان القاهرة لأنه لايوجد نجم سينمائي عالمي
محترم يرضي علي نفسه حضور مهرجانين متتاليين.. وإزاء ذلك قد يفضل النجم
حضور مهرجان دبي أو مراكش عن حضور مهرجان القاهرة خاصة إذا كانت هناك
اغراءات ما.. وعندها لن يتبقي لنا سوي أنصاف النجوم أو أرباعها.. والذين
"أفلت" نجوميتهم ويبحثون عن أي أضواء. بالاضافة إلي أن أفضل الأفلام لن
تعرف طريقها لمهرجان القاهرة السينمائي. ويكفينا ما شاهدناه من تفضيل بعض
النجوم في السفر للشرق أو الغرب وعدم حضور يوم عيدهم السينمائي.
ترميم البيت
لكي يحافظ مهرجان القاهرة السينمائي علي شموخه ونجاحه يجب علي "شريف
الشوباشي" رئيس المهرجان إعادة ترميم "البيت" من الداخل وخاصة الذين يحتلون
مواقع هامة أثناء فاعليات المهرجان حيث عاني الجمهور والنقاد والصحفيون من
تغيير برنامج الأفلام يوميا كما تنعقد الندوات فجأة وبدون اعلان.. ويكفي أن
ندوة الفيلم البحريني "الزائر" عقدت في المسرح الصغير بعد عرض أحد الأفلام
الايطالية.. والطريف أن الفيلم البحريني عرض في نفس اليوم بعد انتهاء
الندوة في مكان آخر بمركز الابداع.
الحس الصحفي
أما مترجمو الأفلام الأجنبية يجب أن يعاد النظر في تواجدهم حيث يفتقدون
الحس الصحفي والفني في معرفة الأفلام ونجومها.. ففي فيلم الافتتاح الايطالي
"أذكرني" ذكر في كتالوج المهرجان أن الفيلم للمخرجة والمؤلفة "جابرييل
موكينو" بينما جابرييل رجل وليس امرأة. وتكرر هذا أيضا في الفيلم الفرنسي
"رقبة الزرافة" الفائز بجائزة وشهادة تقدير حيث ذكر في أوراق المهرجان أن
"صافي نيبو" هي مخرجة وكاتبة السيناريو.. وعلي المسرح ظهر أن صافي رجل
بمعني الكلمة.
وبعيدا عن ذلك فقد أجهدت إدارة المهرجان النقاد والصحفيين في متابعة أفلام
المسابقة الدولية حيث تم عرضها جميعا بالسينما الملحقة بالفندق في وقت مبكر
بحفلتي الساعة 9.00 صباحا والساعة 11.30 ظهرا.. ولن تحل المشكلة حتي لو
تقدم موعد العرض ساعة إذ يجب أن تعود تلك الأفلام لمركز الفاعليات الرئيسي
بدار الأوبرا.. حتي يستطيع الصحفيون متابعة جميع الأفلام المخصصة لهم
والمرتبطة بندواتها.
وحول تسرب نتيجة مسابقة المهرجان ووصولها لعدد من الضيوف والاعلاميين..
فأعتقد أن شريف الشوباشي لايرضي أو يوافق علي تلك النقطة السوداء في حق
الدورة الحالية.. إذ كان يجب التنبيه علي لجنة التحكيم بعدم الهمس بها..
وأيضا للعاملين بالمهرجان.
ندوة سرية
أما أغرب ما حدث في المهرجان هو اقامة ندوة لنجم السينما العالمي "بدسبنسر"
أحد المكرمين في حفل الافتتاح في سرية تامة وبدون أي تغطية إعلامية وحضرها
عدد قليل من جمهور المهرجان لايتعدي العشرين شخصا حيث كان هذا العدد مفاجأة
للنجم الكبير والذي اعتقد أن الصالة ستمتليء بالنقاد والصحفيين باعتبار أن
الندوة تعقد خصيصا لهم.
والغريب أن المركز الصحفي لم يشر إلي اقامة تلك الندوة مع أهم شخصية تم
تكريمها.. وكان لابد من استثمارها إعلاميا في زمن يتخاطف جيراننا النجوم
العالميين في مهرجاناتهم.. وهذا يؤكد أن هناك "خللا ما" في بعض أجهزة
المهرجان حيث كان لابد من ابلاغ المركز الصحفي والذي بدوره يبلغ الصحفيين
ورجال الاعلام.. فقد افتقد المهرجان للشخص المكوك وهو ما كان يقوم به
الراحل وجيه تكلا.
الطريف هنا ان ندوة "بدسبنسر" لم تقم أساسا بسبب تكريمه.. بل انها عقدت
للفيلم الايطالي "الغناء خلف الشاشة" والذي عرض في اطار برنامج مهرجان
المهرجانات.. وتم الاشارة في ملف الندوات بأن الحاضرين لندوة الفيلم هو
المنتج لويجي مارشيوان. وبطلته جوانا أشيكاوا. والبطل كارول بيدرسولي..
والذي هو الاسم الحقيقي للممثل العالمي بدسبنسر.. وهي معلومة لم تصل
للقائمين علي الندوات.
وبعيدا عن السلبيات فان المهرجان استطاع أن يحقق بالفعل حضورا بين جماهير
الشارع المصري.. كما كان هناك رد فعل جميل عند الضيوف وخاصة القادمين من
إيطاليا. وتركت الزيارات السياحية انطباعا جيدا حيث وعد الكثير من الفنانين
بعودتهم لمصر مرة أخري. وأشار البعض من المخرجين العالميين بأن هناك فكرة
الانتاج المشترك أو التصوير علي شاطيء النيل خاصة بمدينتي الأقصر وأسوان.
طرائف الأفلام الفائزة
من الطرائف التي واكبت جوائز المهرجان ان جائزة التمثيل التي فازت بها
مناصفة الممثلة المجرية استر باجانيري عن دورها في فيلم "أسرار دفينة"..
كان هو الفيلم الأول في حياتها.. بل انه أول تجربة فنية لها حيث لم تمثل من
قبل أمام أية كاميرا سينمائية أو تليفزيونية أو حتي علي المسرح.. وفي أول
أدوارها علي الشاشة الكبيرة حصلت علي جائزة أحسن ممثلة.
الطريف أيضا ان المخرجة جوجا بوسرميني عندما أرادت اختيار شخصية بطلة
الفيلم بحثت عنها من بين "700 فتاة" من الوجوه الجديدة تقدموا للقيام بهذا
الدور وبطولة الفيلم» لكن المخرجة وقع اختيارها علي استر التي فازت بجائزة
أحسن ممثلة.
وفي نفس الوقت حققت الباليرينا "نيللي كريم" المفاجأة بفوزها بنفس الجائزة
مناصفة عن دورها في فيلم "أنت عمري".. وهي الهاوية في مجال التمثيل والتحقت
به عن طريق المصادفة.. وهي ثاني ممثلة مصرية تفوز بالجائزة في المهرجان بعد
الفنانة ليلي علوي. وهذا الفيلم الثالث لمخرجه خالد يوسف والذي سبق أن حصل
بفيلمه الأول "العاصفة" علي جائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة
السينمائي.
ثلاث لهجات
أما الفيلم المصري "الباحثات عن الحرية" أول فيلم مصري يتحدث بثلاث لهجات
مصرية ولبنانية ومغربية.. وقصصه حقيقية حدثت بشكل ما في فرنسا وقضاياه غير
مطروحة من قبل» وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم عربي.. وهي نفس الجائزة
التي حصلت عليها مخرجته ايناس الدغيدي من قبل عن فيلم "مذكرات مراهقة".
يعتبر عرض الفيلم الايطالي "حراس السحاب" الفائز بجائزة الهرم الذهبي هو
أول عرض عالمي له.. بل ان بطلته الايطالية أنا جاليتا شاهدته لأول مرة من
خلال المهرجان حيث لم تشاهده من قبل.
أما الفيلم اليوناني "تراب" فلم ينافس إلا علي جائزة واحدة فقط وهي جائزة
أحسن ممثل وفاز بها بطله "سوفوكليس بيباس" مناصفة» أما المخرج "ناسوس
بساروس" فقد لجأ للقطات الأرشيفية بالفيلم من خلال "أرشيف التليفزيون
المصري". وأكدت أن فكرة الفيلم جاءت عندما أخرج فيلما تسجيليا آخر في
اليونان وشاهدت إحدي السيدات من خلال لقطة أرشيفية وطلبت منه أن تعرف
معلومات عنها ومن هنا تولدت فكرة الفيلم.
ويعتبر الفيلم الروسي "بارك الله المرأة" أكثر أفلام المسابقة في سوء الحظ
حيث نافس علي عدد كبير من الجوائز وصلت إلي خمسة جوائز هي الاخراج وأحسن
ممثلة والابداع الفني والهرمين الفضي والذهبي.. ولكنه لم يفز إلا بجائزة
الهرم الفضي فقط.
أما الفيلم الفرنسي "عنق الزرافة" الفائز بجائزة أفضل عمل أول وشهادة تقدير
لأصغر ممثلة في المهرجان لويزا بيلي.. فهو الفيلم الوحيد انتاج مشترك بين
فرنسا وبلجيكا.
|