من ابرز الأقسام أو البرامج التي يشتمل عليها مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والعشرين( في الفترة من 30
نوفمبر إلى 10 ديسمبر) برنامج "السينما العربية الجديدة " الذي يعرض
لمجموعة من الافلام العربية الخارجة من مصانع الاحلام الصغيرة في مصر
والعالم العربي, مثل فيلم " زنار النار" للبناني بهيج حجيج و" المنارة "
للجزائري قاسم بن حجاج, و" رقصة الريح " للتونسي الطيب الوحيشي, ويضم
البرنامج 12 فيلما من خمس دول عربية , بالاضافة الي الافلام العربية الاخري,
المشاركة في مسابقة المهرجان الرسمية( 3 افلام ) مثل " الباحثات عن الحرية
" لايناس الدغيدي و" أنت عمري " لخالد يوسف من مصر , وفيلم " الذاكرة
المعتقلة" للمغربي جيلالي فرحاتي, وتمثل هذه الافلام في مجموعها بانوراما
للانتاج العربي السينمائي وتناقضاته ومشكلاته كما تعكس, وهي تنقل الي
الشاشة واقعنا العربي بحروبه وأزماته ومآسيه, تعكس الطريقة التي يتشكل بها
هذا الفن الأثير, في مواجهاته لتناقضات عصرنا, وزمننا, وتطرح عد تساؤلات
مثل : تري هل تتقدم السينما في بلادنا أم تتأخر؟ وهل هي ياتري معزولة عن
السينمات الاخري في العالم وتجاربها, أم أنها مازالت متخلفة, عن زمنها,
وعصرها, بينما تمضي قافلة السينما الي البعيد , وتحقق علي مستوي السينمات
الاسيوية مثلا ازدهارا وتألقا يفقأ العيون, في مهرجانات العالم السينمائية
كما في مهرجان " كان " السينمائي ومهرجان القارات الثلاث في " نانت "
ومهرجان السينما المتوسطية في مونبلييه, وغيرها من المهرجانات المهمة في
العالم ؟ . لكن يبفي السؤال الأهم, الا وهو : تري هل تقترب هذه الافلام او
السينمات العربية- سمها ماشئت- من نبض الواقع المعاش, وهموم المواطن
العادي الفقير المقموع المظلوم الغلبان في بلادنا , ام انها تريد في المحل
الاول أن ترضيه , لأن شباك التذاكر عاوز كده, وهانحن نصنع للجمهور السينما
التي يريد , والتي هي يقينا معبرة عن الانحطاط والفساد , اللذين نعيشهما
علي كافة المستويات في عالمنا العربي, صحيا وتعليميا واخلاقيا وسياسيا
وثقافيا؟ لاتنس من فضلك أن تقرأ اليافطة المكتوبة علي الباب الآن " ممنوع
التفكير ". في فيلم " الباحثات عن الحرية " للمصرية إيناس الدغيدي المشارك
في مسابقة المهرجان, تتأخر السينما المصرية كثيرا عن اللحاق بعصرها وزمنها,
وبخاصة في هذه الفترة الحرجة جدا التي نعيشها ( عندما تكون وظيفة السينما
الاساسية , وهي بنت اللحظة عن جدارة , ان تقربنا اكثلر من انسانيتنا,
والوقوف ضد الظلم , والدفاع عن المظلومين والمقهورين , ومأكثرهم واتعسهم في
ظل العولمة , الحيلولة دون التكريس لثقافة الهامبورغر, واسلوب الحياة علي
الطريقة الامريكية, حتي صارت بلادنا أهلها في العالم الثالث مسخا, وكائنات
هلامية بلا تاريخ او هوية او ذاكرة, ), وتهبط من خلال هذا الفيلم لإيناس
الدغيدي ..
تهبط الي اردأ وأحط مستويات الفن السينمائي, المستوي
الحيواني الغرائزي الذي يقترب كثيرا من افلام البورنو والعري الفاحش
ولاعلاقة لها بالسينما الفن, اذ تكرس ايناس الدغيدي في فيلمها " الباحثات
عن الحرية " المأخوذ عن رواية ضعيفة ومكتوبة باسلوب ركيك لصحافية سورية
مقيمة في باريس وكتب لها السيناريو الناقد السوري د.رفيق الصبان, تكرس
عملها لشتيمة النسوان, واهانهتهم, بل اهانة كل الكائنات الانسانية,اضافة
الي الشجر الحجر والاماكن التاريخية في مدينة النور باريس التي ظهرت في
فيلمها, هناك حيث تقع أحداث قصة الفيلم, وتحكي عن ثلاث نساء, الاولي هي "
سعاد " المغربية و تعمل بائعة في محل ملابس يديره مغربي عجوز,فتهرب الي
باريس حيث تطاردها ذكريات الضرب الذي كانت تتعرض له علي يد شقيقها في
المغرب, وتقبل بان تعيش مثل العبد في شقة اشتراها صاحب المحل لمضاجعتها
فيها, والثانية هي " أمل " اللبنانية التي رحلت الي باريس هربا من دمار
الحرب الاهلية اللبنانية وذكرياتها الدموية, ومازالت ايضا تطاردها وتنغص
عليها عيشتها وتكتشف من خلال عملها كصحفية التمييز العنصري بين الصحفيين ,
مما يدفع احدهم الي الانتحار, وتنسجم كثيرا حين تغتصب في غابة بولونيا(
ولاحظ هنا ان السود هم الاشرار والمجرمين في الفيلم ), وقد صارت " أمل "
سادية لاتجد لذتها الا اذا انهال عليها احدهم ضربا, والثالثة هي " عايدة "
الرسامة المصرية التي تهرب من زوجها وتترك له طفلهما, وتهرب الي باريس لكي
تحقق طموحاتها في أن تصبح فنانة مشهورة يشار اليها بالبنان, لكنهن ياصاحبي
كما جاء في نشرة الفيلم يدركن أن " الحرية ليست في المكان, بل هي داخل
الانسان نفسه. " وهي طبعا مقولة وحكمة فلسفية وجودية عميقة , لن تخرج بها
حتما من فيلم ايناس الدغيدي الذي سبب لنا الصداع والقرف, ولايستحق ان يطلق
عليه فيلما, للاسباب التي سوف نوردها هنا: اولا لأن الموضوع او الثيمة
الاساسية في هذا الفيلم هي ضرب النسوان واهانتهم والكشف عن المتعة السادية
التي يستشعرونها من جراء ذلك ( وهل هذا الامر وحده يكفي لعمل فيلم بتصويره
في السينما ؟ ), اما البحث عن الحرية فهو في الفيلم لايتجسد من خلال الفعل
وتطور احداثه, بل يتحول الي كلام ورغي وحكي فاضي, نستمع اليه علي لسان
بطلات الفيلم, وهذا الكلام لاينبع من ضرورة درامية بسبب تطور الحدث
الرئيسي في الفيلم , بل يأتي في اغلب الاحيان مقحما ومفروضا علي الفيلم من
الخارج , يبدو ترديده مملا وعقيما, ولايكفي في السينما ان يتقابل شخصان
وتروح الكاميرا تصورهما اثناء حديثهما, حتي يكون عندك الفيلم الذي تريد..
فيلم " الباحثات عن الحرية " يفتقد اية ضرورة عضوية تجعلنا
بحاجة اليه, ولذلك بدا لنا كما لو كان كائنا مسخا وقد هبط علينا من حالق,
وهو لايصور قصة بل يحكي عن ويصور كلام وينقل شعارات واقوال وهتافات وصرخات
تمجها وتنبذها السينما الفن, التي هي فنا لل" تلميح " عن جدارة بامكانيات
وعناصر الصورة , وهي بطبيعتها تأنف من التصريح والمباشرة والتقريرية
العقيمة, اما عن صورة باريس في الفيلم فانها لاتحضر كروح او ذات او كائن في
خلفية الفيلم, وتشي في الخفاء, وبالهمس , عن حضورها , بل تتحول علي يد
ايناس الي مجرد ترسانة من بطاقات المعايدة اللامعة البراقة الجميلة لبرج
ايفل والمعالم الاثرية في العاصمة, التي تبدو كرتونية وبلا روح, وكل موقف
ينطلق في الفيلم بعد ان تظهر صورة لامعة لأحد المعالم, للتذكير باننا في
مدينة النور, يافرحتي . ولاتصدقوا كل مايكتب عن الافلام في منشورات الدعاية
المصاحبة, التي تمنح الفيلم قيمة غير موجودة فيه, مثل قيمة الحرية المفقودة
في أوطاننا, فالحرية ليست أبدا حياة العبث و الفوضوية, حياة الدعارة والعبث
والعبودية في مكاتب الصحافة العربية المهاجرة ورجالاتها, التي يدعي الفيلم
انه يناقشها, بل هي توظيف لقدرات الانسان في ظل شروط مجتمع معين , مفتوح
ومتقدم , للنهل من معارفه وتجاربه ومدارسه وصحفه وجامعاته والامكانيات
الهائلة المتاحة لنا في اطار هذا المجتمع, لتنمية مداركنا وتطوير وعينا
بمجتمعاتنا الاصلية والمشاركة بمجهوداتنا ومعارفنا في تطويرها الي الاحسن,اما
ان تصبح باريس كما ظهرت في الفيلم مجرد " ماخور " وبيت دعارة فقط ورصيف
للرقص في وسط الشارع في الليل, مع التشدق بكلام اجوف, فهذه هي الحرية في
باريس او حرية باريس كما تراها ايناس فقط ومؤلفة الرواية وبطلات الفيلم .لاتصدقوا
اذن مايمكن ان يقال( من خارج الفيلم وليس نابعا من داخله) عن جرأة الفيلم
واقتحامه للمسكوت عنه في عالمنا العربي من ضرب واهانات للنسوان, ثم الهروب
الي باريس والبحث عن الحرية هناك, فلا شييء من هذا في هذا الفيلم الكرتوني
العقيم الاصطناعي الأجوف, الذي لم يعجبنا, ولا نعتبره فيلما, بل كومة
النفايات والوسخ التي تدعو الي القييء لشخصيات مريضة لانتعاطف ابدا معها,
ولانعلم ماهو القصد من اظهارنا نحن العرب لبنانيين ومغربيين ومصريين علي يد
ايناس الدغيدي بهذه الصورة المقرفة,( احادية النظرة والتكريس والتهليل
للسلبيات) ولمصلحة من ؟ , وماهي القيمة الاساسية التي يدعو اليها هذا
الفيلم, و نعتبره كله فضائح و إهانات في حق نساء العرب , وقذف لكل من عاش
في باريس, عربي او اجنبي , من قرأ ودرس وتعلم وعاش في مدينة النور , ثم عاد
الي بلاده اولم يعد , وحقق معني لوجوده وحياته, ..حتي هذه السيدة الفرنسية
التي شاهدت الفيلم في صحبتنا, خرجت وهي تلعن ايناس والفيلم , واعتبرته
اهانة لا لنساء العرب و لباريس وفرنسا فحسب , بل اهانة ايضا لكل نساء
العالم .
"الباحثات عن الحرية" فيلم عنصري ؟
لاشيء هنا في الفيلم عن تلك المدينة التي وصفها الاديب
الامريكي الكبير ارنست هيمنجواي بانها " عيد دائم " وتخرج في جامعاتها
الكبري , مثل " السوربون" عميد الادب العربي طه حسين , وعاش فيها وليام
فولكنر, وبيكاسو, ودوس باسوس, وتوفيق الحكيم ولويس عوض ومحمد مندور وجوزفين
بيكر وجيمس جويس, لاشييء سوي بطاقات بريدية لامعة, ونسوة معذبات ضائعات
يندبن حظهن في انهن ولدن عربيات وعشن في مجتمعات سلطوية وقمعية, قبل ان
يسقطن في باريس في احضان الرذيلة,ويتفوهن في فيلم ايناس باتعس واتفه كلام
. فيلم " الباحثات عن الحرية " او بالاحري " الباحثات عن المتعة واللذة "
بدا لنا مقرفا ومملا ويفتقد المصداقية, وبه الكثير من الادعاء, بل انه يكاد
ان يكون فيلما عنصريا, حين يصور العرب بهذه الطريقة البشعة ويظهرهم
كحيوانات جنسية, وسوف تفرح بالفيلم بالطبع كل المنظمات العنصرية في فرنسا
مثل حزب " الجبهة القومية " بزعامة الجزار لو بن المناهضة للعرب في البلاد,
وتعتبرهم مسئولين عن كل سوءات وموبقات المجتمع الفرنسي, وتشارك بالفيلم في
مظاهراتها ضد العرب وتطالب بتطهير البلاد منهم , ولذلك ربما كان " الباحثات
عن الحرية " أسوأ افلام ايناس الدغيدي قاطبة. فيلم سوف تهزه , فلايسقط منه
شيئا, لاشييء البتة سوي مشاهد الاغراء والعري المثيرة تلك التي يسيل لها
لعاب المتفرج السينمائي المسكين الغلبان في بلادنا , وتسعي مثل الافلام كما
في هذا الفيلم- ولا علاقة لها بفن السينما اطلاقا كما نحبه ونفهمه ونتذوقه-
تسعي الي استدراجه وتغييبه وتضليله, ذلك لأن كل مافيها في رأينا تافه
وسوقي وزائل. فيلم يستحق المشاهدة عن جدارة لأنه يمنحنا فكرة عن نوعية
الافلام الرديئة البذيئة التي لايجب ان تصنع او تري النور ولأنه أسوأ فيلم
عربي شاهدناه في المهرجان ولحد الآن. ولناوقفة مع افلام واعمال الحدث
السينمائي العربي الاول في رسالة قادمة..
|
المشاركة المصرية.. الفن والجمهور
المشاركة المصرية في مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي المقام
حاليا تثير على الدوام اشكالات عدة، فالمشاركة الأولى اختارت المخرجة المصرية
إيناس الدغيدي لفيلمها الذي
يشارك في المسابقة الرسمية عنوان (الباحثات عن
الحرية) ويتناول قصص ثلاث فتيات عربيات يلتمسن الحرية في
فرنسا لكن الفيلم
كما وصفته ناقدة لا يعبر عن أغلبية المغتربات العربيات.
يبدأ الفيلم المأخوذ
عن قصة للسورية هدى الزين عام ٩٨٩١ بكاميرا فيديو تصور بها أمل الصحفية
اللبنانية
برنامجا تلفزيونيا مع مغتربين عرب في باريس بينهم المغربية سعاد التي
قالت إنها
هربت من قهر أشقائها الذين كانوا يعاملونها بقسوة. وفي
باريس حقق لها العمل
كسبا ماديا تساعد أهلها منه.
ويلفت وجه سناء بصدق تعبيره انتباه فنانة تشكيلية
مصرية هي عايدة التي
قامت بدورها الممثلة المصرية داليا البحيري فتطلب من
صديقتها أمل استدعاءها لرسم بورتريه لها فتكتشف أنها تعمل في
فرنسا لدى مغترب
عربي كمديرة أعمال وخادمة وعشيقة.
قالت سعاد التي أدت دورها الفنانة
المغربية سناء موزيان إن الرجل الذي يعاني
طوال الفيلم عجزا جنسيا يحرمها من
كل شيء بما في ذلك الحرية التي تريدها مقابل المسكن والمال والأمان
الشخصي.
أمل التي أدت دورها الممثلة اللبنانية نيكول بردويل هاربة من الحرب
الأهلية في بلادها إلى باريس لتفاجأ بأن الحرب مستمرة إذ
تعيش تحت تهديد الزعيم
بشارة. وقالت إنه وراء نصف جرائم الحرب الأهلية اللبنانية كما أنه يتاجر في
السلاح والمخدرات.
وتعمل أمل صحفية بجريدة اسمها (الوعي)
تصدر في باريس
وأمام الإلحاح الذي تتعرض له من رئيس التحرير بالذهاب إلى الزعيم بشارة
الذي
يرغبها بصراحة تكتشف أنه
يمول الصحيفة ويعلق زميلها الصحفي المصري
كمال »يعني
الجورنال بقى مؤسسة دعارة«.
ويظل كابوس الحرب الأهلية يطارد أمل
حتى في اللحظات الحميمة حتى أنها تمارس الجنس بمزيج من السادية والمازوكية
معا
حيث تبادل الطرف الآخر عنفا بعنف تسيل فيه الدماء.
أما عايدة المصرية التي
عانت وصاية زوجها وتجاهله لموهبتها فاختارت بعثة إلى باريس بحثا عن تحقيق
الذات.
الثقة التي تمتعت بها الصديقتان اللبنانية والمصرية انتقلت إلى
المغربية التي تحب الغناء وأدت عددا من أغناني
أم كلثوم وفيروز وأسمهان. وحين
ضحت بعلاقتها بالرجل العاجز عملت في ملهى ليلي
مؤدية الأغاني التي يريدها
رواده الباحثون عن المتعة الحسية وبعضهم من العرب كما
يظهر في زيهم
المحلي.
وحين يفشل الزعيم بشارة في أن ينال أمل
يطلق عليها النار
ويتوعدها عقب خروجها من المستشفى فتذهب إليه وتقتله في غرفة النوم وتعود
إلى
بلادها مباشرة.
الفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار رفيق الصبان يقع
فيما يبدو في
ارتباك في الرؤية حيث تخلت (الباحثات عن الحرية)
عن المبدأ
الذي اغتربن من أجله وضحين بالأهل والوطن ورضين بالعيش في مدينة قالت عنها
عايدة لسعاد »كل حاجة في البلد دي بقت وسخة« في إشارة إلى عجز السلطات عن
حماية أمل من بشارة.
وقالت الكاتبة السورية هدى الزين في الندوة عقب عرض
الفيلم إنه عن قصص واقعية
»حكيت عن حالات عايشتها. الحرية موجودة بداخلنا ولكن
مجتمعاتنا (العربية)
لا تسمح لنا بالتعبير عنها«.
ويشدد الفيلم منذ المشهد
الأول على أن باريس منحت بطلات الفيلم تحقيق الذات فضلا عن الحرية التي
قالوا
إنها لا تتاح لهن في العالم العربي بدليل احتفاظ اللبنانية بشرفها وانتقامها
ممن حاول اغتصابها كما نجحت المصرية قبل عودتها إلى بلادها
وتزوجت المغربية شابا
فرنسيا مناسبا.
ولكن رسالة الفيلم أو رؤيته تقع فيما يبدو في
تناقض بين
قيمة الحرية التي تؤمن بها الفتيات وبين السلوك الذي يدين الفتاة والفيلم معا
حيث تطلب عايدة المصرية من سعاد المغربية أن تحصل من الرجل
الذي تكرهه ويصفها
بأنها »مومس« مقابلا ماديا. وحين تحصل منه سعاد على شيك بمبلغ كبير تلين
بين يديه.
وعلقت ناقدة على هذا المشهد بأنه »بيع للجسد
يتناقض مع رسالة
الفيلم وهي البحث عن الحرية «.
والفيلم المصري الذي تتكلم فيه كل بنت
لهجتها المحلية قالت عنه مخرجته في
الندوة نفسها إنه يناقش الوضع العربي وليس
حرية المرأة فقط »هو
فيلم عن التوتر العربي. كلنا متوترون«.
وقالت الناقدة
السينمائية ماجدة موريس لرويترز إن الفيلم يشبه معظم أفلام إيناس الدغيدي
مشددة
على أن النماذج التي قدمها الفيلم »لا تمثل أغلبية السيدات (العربيات) في
باريس أو غيرها.
الفن يعبر عن القاعدة لا الاستثناءات«.
وأضافت أن
الفيلم كان يمكن أن يكتسب مصداقية أكثر »خارج هذه الزاوية الضيقة«
في
إشارة إلى التركيز على الجانب الحسي.
وافتتحت الدورة الثامنة والعشرون
لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
مساء الثلاثاء وتستمر حتى العاشر من الشهر
الجاري بمشاركة ٠٧١ فيلما من ٩٤ دولة.
# # # #
»أنت عمري« يخلو من
الحب
أما فيلم »أنت عمري« للمخرج الشاب خالد يوسف الذي يمثل مصر
في المسابقة الرسمية فقد قال عنه النقاد أنه
»تم نسج خطوطه الدرامية وشخصياته
دون حب وتم اصطناع مسار الاحداث«.
ورأت الناقدة في مجلة »الاهرام العربي«
الاسبوعية علا الشافعي
أن »المخرج والكاتب محمد رفعت لم يحبا شخصيات عملهما
المشترك«.
وقالت إن الكاتب »كان ينظر الى الشخصيات التي
كتبها من الخارج
وكذلك فعل المخرج الذي لم يحب شخصياته ولم
يذهب الى أعماقها بعكس أستاذه
المخرج يوسف شاهين.. الذي يقدم شخصياته بحب حقيقي«.
وأضافت علا الشافعي »لم
استطع ان اتعاطف أو اشعر بأزمة هاني سلامة فلا
يجوز دراميا ان تعبر عن
ازمتك بان تمضي اكثر من نصف ساعة في حالة بكاء بالمعنى الدرامي
«.
وأوضحت
أنه ليس من المنطقي أيضا أن »حالة حب عميقة تربط بين الزوجين ويكذب الزوج
كما
شهدناه في بداية الفيلم على زوجته في
المرض ويهرب منها حتى لا يؤلمها وابنه
وابيه .. ثم يقع في حب عميق وسريع وكبير مع مريضة أيضا بالسرطان مثله خلال
شهر من ابتعاده عن عائلته«.
وقالت إن ذلك جعل المشاهد يفقد تعاطفه معه لان
»الموقف
تم فبركته لخلق حالة جمالية ودرامية لم
يوفق فيهما« باستثناء الحالة
الجمالية من خلال تقديم الاستعرضات والرقصات التي
ادتها الفنانة نيللي كريم
التي »اثبتت رغم ثغرات الفيلم انها ممثلة وراقصة جيدة«.
وقال قال الناقد
أسامة عبد الفتاح »كأن كل ذلك لا يكفي
بل لم نر مريضا واحدا في
المستشفى..ولم نر الطبيب مهتما بأحد غيرهما«.
فاحدث الفيلم تدور حول
مهندس شاب يعيش حياة زوجية سعيدة مع زوجته منة شلبي وابيه عبد الرحمن ابو زهرة
وابنه الا انه يكشتف انه مصاب بمرض السرطان فيغادر عائلته في
مدينة الغردقة
مدعيا انه ذاهب الى باريس في حين انه
يذهب الى القاهرة ليموت وحيدا.
وتطور في القاهرة علاقة حب بينه وبين نيللي كريم ولكن سرعان ما
يموت بعد
ان شاهد حبيبته وهي تحقق حلمها باداء دور بالمشاركة مع فرقة البولشوي
اشهر فرق
الباليه في العالم.
ورغم ذلك فان علا الشافعي ترى أن الصورة في الفيلم
معبرة بجمال متناهي
وان مدير التصوير سمير بهزان حقق جماليات كانت فعلا لها
روعتها في الفيلم غير أن الموسيقى التصويرية لم تأت في
مكانها الصحيح وتتفاعل
مع الحدث الدرامي.
|
نجــــــوم إيطاليا ضــــيوف الشـــرف في أعمــال
المهـــــرجان
هناء نجيب
كانت السينما الإيطالية هي ضيف الشرف بحق لمهرجان هذا العام, وظهر هذا في
حفل الافتتاح وبرامج المهرجان المتعددة, وفي الحضور المهم لنجوم ومخرجين
إيطاليين, وقد أصدر المهرجان كتابا بعنوان أضواء علي السينما الإيطالية
كتبه الدكتور أنور خورشيد استعرض فيه تاريخ السينما الإيطالية علي مدي100
سنة, وأهم الاتجاهات بها, وأشهر نجومها ومخرجيها ومنتجيها مع تحليل
لبعض الأفلام.
وقد التقت صفحة السينما ببعض المكرمين والمخرجين الإيطاليين, وكان الحوار
حول مشاركتهم وعن المهرجان.
* كارلو فوسكاني رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي والسينما الإيطالية
ورئيس لجنة التحكيم قال: إنه سعيد باختياره رئيسا للجنة التحكيم, وإن
إيطاليا تعرض45 فيلما ولها فيلمان بالمسابقة, خاصة أن الأفلام مترجمة
مما أعطي فرصة كبيرة للنقاد أو للجهمور لمعرفة طبيعة السينما الإيطالية,
فهناك25 فيلما من الإنتاج الحديث, وكان حضور الممثلات اللاتي لعبن
بطولة الأفلام يمثل إضافة حيث حضرت نيكوليتا دومانوف بطلة فيلم الافتتاح
اذكروني, كما حضرت آنا جالينا النجمة المعروفة التي كرمها المهرجان,
وشارك فيلمها حراس السحاب في أفلام المسابقة, وكذلك النجمة جوليا داسيو
بطلة فيلم أضواء خافتة الذي يعرض خارج المسابقة, وهناك قسم بالمهرجان
للأفلام الكلاسيكية.
ويضيف أن عرض الأفلام الإيطالية يعطي فرصة كبيرة لدخول الفيلم الإيطالي إلي
مصر, خاصة أن العلاقات بين الشعبين الإيطالي والمصري قديمة, وهناك
مصريون كثيرون في إيطاليا.
* أما النجمة الإيطالية آنا جالينا التي كرمها المهرجان فقالت:
أشترك في المسابقة بفيلم حراس السحاب, وعن السينما الإيطالية أضافت:
لقد مرت بفترات حرجة في تاريخها لكنها بدأت من جديد تتخطي الصعاب لأنها مثل
أي سينما في العالم تواجه الهيمنة الأمريكية علي التوزيع والإنتاج, كما
أن التمويل يواجه صعوبات مالية لأن الحكومة الجديدة لا تعطي اهتماما
للسينما, وقد قدمت حتي الآن67 فيلما بأربع لغات, وقد شاهدت معظم
أفلام يوسف شاهين وأعجبت بها كثيرا, وأعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك
إنتاج مشترك بين إيطاليا ومصر نظرا لوجود ارتباطات وعلاقات قوية, ليس فقط
علاقات صداقة, بل تمتد إلي النسب والقرابة.
* أما النجمة جوليا داسيو وهي من المكرمين أيضا فقالت: إنها حضرت
منذ8 سنوات لمهرجان القاهرة, وهي ممنونة بوجود فيلمها أضواء خافتة في
خارج القسم الرسمي, وإنها شاهدت إقبالا جماهيريا واستحسانا من النقاد
والجمهور مما أسعدها كثيرا, وقالت: إنها لم تشهد أفلاما مصرية لكنها
تتوق لمشاهدتها. وتضيف أن تاريخها الفني يرجع إلي25 سنة قدمت خلاله30
فيلما, وتأمل أن يكون هناك فيلم مصري ـ إيطالي مشترك, وهذا ليس بالسهل
لأنه يعتمد علي اختيار القصة التي تجمع بين البلدين.
* أما الممثل العالمي بد سبنسر الذي حضر المهرجان وحظي بتصفيق كبير
في حفل الافتتاح, فهو صاحب شعبية في مصر من خلال أفلامه مع ترانس هيل,
ويقول: إنه سعيد بوجوده في القاهرة وحضوره المهرجان, وإنه سبق أن أتي
إلي القاهرة مرات عديدة من قبل واشترك بأفلامه مرتين في مهرجان القاهرة,
وانه يعشق مصر وشعبها.
|