هل إنزلق فيلم "آلام
المسيح"
من الروحانية إلى خانة الرعب المجاني؟
أنطون الخوري
المشهد ليلي هادئ... ضوء القمر ازرق فضي ينساب
ويختلط بالضباب حول اطراف حقل الزيتون حيث يناجي السيد المسيح ربه. المشهد
يتفوق على بعض اللوحات الزيتية, يشوبه صمت مطبق وترقب وتوتر يتسرب من الشاشة
الى صفوف الحضور الى درجة انك تكاد تسمع دقات قلوبهم... لا يقطع الصمت إلا
كلمات بالآرامية ينطق بها جيم كازافيل الذي يلعب دور المسيح, راكعاً
ومناجياً. لكن الشيطان المتربص في المشهد يحاول تجربته... صمت الشاشة يتمزق
فجأة وبعنف, إذ يدوس المسيح الافعى بقوة مزلزلة تترجمها اللقطة القريبة لرأس
الافعى وقدم الممثل والصوت المجسم في ارجاء قاعة السينما. صرخات الصدمة
والشهقات التي ارتفعت تجعلك تتوتر مع بداية المشهد الاول من فيلم "آلام
المسيح" لميل غيبسون. ويشكل هذا النقل المفاجئ من الصمت الروحاني الى الضجيج
المفاجئ العنيف والذي يلامس الذعر, تكتيكاً مميزاً للفيلم, يستمر من خلال
مشاهد العنف الجسدي والتعذيب التي تستحوذ على ثلاثة ارباع الشريط.
"آلام المسيح" فيلم ميل غيبسون الذي انتظره النقاد
لاكثر من سنتين, اقام الدنيا ولم يقعدها بعد. فهو قسم صفوف محبي الفن السابع
والمشاهدين العاديين على حد سواء. وطرح العديد من التساؤلات حول توقيت انتاج
الفيلم وعرضه بخاصة في الولايات المتحدة التي ارتمت في حضن اليمين المسيحي
المحافظ. كما ان محبي نظرية المؤامرة تحدثوا عن جهات خفية تقف وراء غيـبسون,
وذهبوا الى ابعد من ذلك في اقحام الفاتيكان في القضية. والنقاش يدور حول نقاط
عدة, ابرزها رسالة الفيلم والرؤيا السينمائية الجريئة للاثنتي عشرة ساعة
الاخيرة من حياة السيد المسيح على الارض طبقاً للاناجيل الاربعة. كما ان
العنف المصور, بتفاصيل مخيفة تصدم اي مشاهد, يطرح الفيلم تحت المجهر بحجة انه
انزلق من مرتبة الافلام الروحانية ذات الرسالة الى مرتبة افلام الرعب والعنف.
اما مقولة انه معاد للسامية ومحاربة جماعات يهودية له فهذا امر آخر, يُجمع
كثيرون على انه مبالغة لا اساس لها, لم تضر بالفيلم بالقدر الذي ساهمت في نشر
الدعاية له! نظرية المؤامرة هنا تطرح تساؤلاً حول حقيقة إدانة بعض الجماعات
اليهودية للفيلم!!!
الرؤيا السينمائية
ميل غيبسون لم يحضر العرض الخاص للفيلم الذي اقيم
في لندن ليل الاثنين الفائت ليجيب على التساؤلات الكثيرة واللغط القائم, بل
اكتفى بتوزيع كتيب, دعائي اكثر مما هو توضيحي, لا يرد بأي شكل من الاشكال على
التساؤلات. لماذا اقتصرت رؤيا الفيلم على الساعات الاثنتي عشرة الاخيرة من
حياة المسيح؟ لماذا لم يوضح اسباب عداوة الفريسيين له ومطاردته واضطهاده
وصولاً الى قتله؟ لماذا اكتفى غيبسون بعدد ضئيل جداً من المشاهد الارتجاعية
(فلاش باك) عن سيرة المسيح؟ ولماذا استخدمها اساساً إذا اراد ان يقتصر فيلمه
على الساعات الاخيرة فقط؟ ويبدو ان الممثل والمخرج والمنتج الاسترالي يصر على
ان رؤية فيلمه ليست معنية بسيرة المسيح ولا بتفاصيل رسالته, كما في سلسلة
الافلام التي انتجت عنه, إنما يريد ان يظهر للعالم حجم التضحية والمعاناة من
اجل رسالته من خلال اسلوب الصدمة! ويعتبر غيبسون ان من يريد التعرف على
تفاصيل رسالة المسيح وسيرته الذاتية فما عليه إلا ان يقرأ الانجيل.
رؤيا
The Passion of The Christ واضحة سينمائياً وهي كما يشير العنوان تتعرض الى مرحلة الآلام كما
وردت في الاناجيل الاربعة. وقد اعاد غيبسون صياغتها لتخدم السرد الدرامي مع
تركيز مفرط على مشاهد التعذيب.
إذاً: البداية في حقل الزيتون بعد العشاء الاخير, مناجاة المسيح لربه,
التجربة وخيانة يهوذا الاسخريوطي الذي رافق الجنود الفريسيين وكهنة المعبد
وعرّف بهوية يسوع الناصري الثائر بعد طبع قبلة الخيانة على خده. ثم ينتقل
الفيلم الى تصوير المحاكمة في المعبد اليهودي معطياً, دوراً كبيراً لكهنة
اليهود, وتخبط الكهنة الآخرين وانقسامهم حول معاقبة المسيح او اطلاق سراحه,
وصولاً الى اتهامه بالزندقة ومطالبة بيلاطس البنطي باعدامه. ثم ينقل لنا
الفيلم بعمق حيرة الحاكم الروماني الذي حاول التنصل من اعدام المسيح فحكم
المسيح بالجلد. وهنا مشاهد تقشعر لها الابدان من هول التفاصيل والعذاب الذي
تلقاه المسيح على ايدي الجنود الرومان. وصولاً الى اصرار الكهنة اليهود على
الاعدام وتهرب بيلاطس البنطي من الامر بغسل يديه تاركاً الحكم للحضور الصارخ!
درب الجلجلة او مرحلة الآلام ترتفع عن عاطفية
وتهذيب الافلام السابقة لتظهر, بتفاصيل مرعبة, ما هو اساس ايمان المسيحيين
بتضحيات المسيح وعذاباته وصولاً الى نهايته المروعة ثم القيامة!
هل العنف الدموي مبرر؟
استغرَبَ كثر من الناس الخلط الواضح بين ما هو
متوقع من فيلم يرتكز اساساً على رسالة دينية روحانية وبين ما انجزه غيبسون من
تصوير مشاهد عنف مريعة تثير مشاعر متباينة من الذعر والهلع والغضب وصولاً الى
التقزز والقرف. فالمسيح في هذه المشاهد يتعرض الى أقسى واشد انواع العذابات
الجسدية التي عرفها انسان تلك الفترة: من الضرب والتعذيب وصولاً الى البصق في
وجهه. وتصدمك هنا دقة تفاصيل عملية الجلد بالسياط وادوات التعذيب التي تفنن
الرومان في صناعتها لتعذيب من اعتبروهم مجرمين, وإن دلت هذه الادوات عن شيء
فإنما تدل على روح الوحشية والسادية: سلاسل حديد في اطرافها مسامير وشفرات
وقطع حادة اشبه بالسكاكين تـُستخدم في ضرب المسيح بعد فترة من الجلد بالسياط
التي مزقت ظهره! ضربات وحشية وسط قهقهة الجلادين تنغرس في جسد المسيح لتقـتلع
اجزاء من جلده وتنغرس في لحمه واحشائه فتشوه اكثر واكثر جسمه المغطى بالدم.
ثم يأتي اللكم بالايدي والارجل... والبصق عليه!
هل يعتقد ميل غيبسون حقاً ان هذه المشاهد ستكرس
ايمان المسيحي بدينه من خلال الخوف؟ هل يعتقد انها ستشرح رسالة التضحية
والمحبة التي يرتكز عليها الدين المسيحي؟ ما العبرة من صدمة المشاهد لحد
البكاء والنحيب والرعب والقرف والتقزز؟ اليس العنف لمجرد العنف يختلف في
الجوهر مع بعض التعاليم المسيحية؟
يجمع الكثيرون ان لهذه المشاهد الرهيبة رد فعل
عكسياً تماماً ربما لم يقدّر غيبسون وقعه على الناس العاديين, خصوصاً عندما
تسمع ان سيدة ماتت اثر نوبة قلبية اثناء مشاهدة الفيلم, واخرى نقلت الى
المستشفى في حالة هستيرية وعن خروج عدد من المشاهدين من قاعات السينما لعدم
قدرتهم على احتمال المناظر! وهنا سقوط ونجاح في آن واحد: سقوط ذريع لمفهوم
غيبسون القائل بتصوير مرحلة الآلام في هذا الشكل لأنه اساساً مفهوم شخصي جداً
يذهب الى حد النرجسية والتسلط ولا يشاطره فيه عدد كبير من الناس لاسباب مدنية
وشخصية. ويتحدث بعض النقاد بفصاحة عن خلفية غيبسون السينمائية الآتية من
افلام عنف حقيقية مثل سلسلتي
Mad Max -Lethal Weapon ويعتبرون ان ليس بمقدوره التخلي عن هذا التاريخ
لأنه متأصل فيه وعليه الا يحاول لانه يتحول الى اضحوكة! اما نجاح غيبسون فهو
عائد الى انه حقق ما اراده وهو الصدمة. وهنا تأكيد آخر على ان الفيلم انزلق
من دون شك من مرتبة الافلام الروحانية الى مرتبة افلام الرعب الدموية.
معاداة السامية
يرافق عرض الفيلم حملة مناهضة له عبر الولايات
المتحدة واستراليا وربما تتكرر لاحقاً في اوروبا (حيث سيعرض بعد اسبوعين) من
قبل جماعات يهودية واخرى تدعي انها تناهض التشهير. والسبب ادعاء هؤلاء ان
الفيلم معاد لما يسمونه السامية (بدل معاد لليهودية) لأنه يركز على دور
كافيوس (قيافا) كبير كهنة اليهود الذي قاد حملة اضطهاد المسيح ورسالته وصولاً
الى الالحاح على اعدامه بحجة الزندقة! ويتخوف هؤلاء من ارتفاع موجات الحقد
على اليهود وربما الاقتصاص منهم لما يصور من مسؤولية الكهنة اليهود في قتل
المسيح. لذا طالبوا غيبسون بحذف عدد معين من المشاهد وتحديداً مشهد الحوار
بين بيلاطس البنطي ورئيس الكهنة اليهود وجملته التي لا يعلوها اي شك: "دمه
علينا وعلى اولادنا" والتي نـُقِلت من المادة الانجيلية. واعتبر غيبسون في
مقابلة تلفزيونية انه إذا حذف المشهد فسيكون ذلك بمثابة الاعتراف ان فيلمه
معاد للسامية وان الخلل يشوبه وهذا ليس صحيحاً. وأكد ان العمل يهدف اساساً
الى تصوير عظمة التضحية وليس توجيه اصبع الاتهام.
لكن الواضح من سياق الفيلم انه يُظهر وبوضوح
الصراع الداخلي بين الكهنة اليهود وانقسامهم الى مجموعات, بعضها اعترف
بالمسيح على مضض, بعضها الآخر اراد اطلاق سراحه واعتباره معتوهاً, فيما اصر
آخرون على عقابه بالموت. وواضح ايضاً دور بعض الكهنة في الاصرار على المطالبة
بالقتل لكن عدم تنفيذ الاعدام بايديهم لأن ذلك يتعارض مع شرائعهم كما يقول
قيافا في الفيلم, وترك الامر لجنود الاحتلال الروماني. وهذا امر تحكيه
الاناجيل بدقة ولا يخترعه غيبسون. ومن هنا فإن الهجوم اليهودي على الفيلم هو
هجوم مقنّع, بحسب الكثيرين, على فحوى الاناجيل ومحاولة لطمس ما جاء فيها كما
فعلت هوليوود وبنجاح في الافلام الماضية التي تناولت سيرة المسيح, خصوصاً بعد
الحرب العالمية الثانية ونحو عقدة اضطهاد اليهود في المانيا النازية!
وبحسب بعض المحللين, فان الحركات الصهيونية خائفة
تماماً من المشاهد التي يمكن أن تقيم تشابهاً أو توازياً بين تعذيب المسيح
المشرقي بتحريض يهودي, ومشاهد تعذيب الفلسطينيين على ايدي جنود الاحتلال
الاسرائيلي, خصوصاً في الولايات المتحدة التي نأت بنفسها عن نقل الصورة
الكاملة لما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة, وفضلت ترويج صورة
الاسرائيلي على انه محب للسلام بينما الفلسطيني (بغض النظر عن اسلامه او
مسيحيته) فهو ارهابي حقود...
غيبسون كرر انه لا يريد الدخول في متاهات
الاتهامات هذه ويصر على انه نقل "الحقيقة كما وردت في الانجيل" ولهذا ليس
لديه ما يضيفه!
والحقيقة ان هذه التظاهرات الصغيرة حجماً خارج دور
العرض, والهجمات المريبة لبعض الصحافيين الغربيين على الفيلم حتمت على الناس
مشاهدته والحكم عليه بانفسهم. وهذه دعاية مجانية لفيلم اعتبرته هوليوود "ضرب
جنون" حتى قبل ان يـُنتج, وها هو يُثبت العكس تماماً ويسحب بساط اعلى
الايرادات من تحت فيلم الاوسكارات المتعددة "سيد الخواتم - عودة الملك".
الآرامية ومشرقية المسيح
العمل ليس ملحمياً بمفهوم الافلام الهوليوودية.
ويحاكي الى حد كبير شريطاً وثائقياً إعتمد على اعادة تركيب مشهدية دراماتيكية
دقيقة لحقبة من الزمن. وتطغى عليه الرمزية والروح المسرحية بصورة عالية. اما
اختيار اللغتين الآرامية واللاتينية للحوار فجاء ليعزز اعادة التركيب هذه
ويحقق رغبة اخرى لغيبسون وهي الالتصاق قدر الامكان بحقيقة وحرفية النص روحاً
ولغة. وهنا اعادة زرع الحدث في مكانه الاصلي, على الاقل لغوياً! وإعادة لغوية
للمسيح الى مشرقيته.
فالافلام التي عالجت حياة المسيح وآلامه كانت في
مجملها بالانكليزية والايطالية الحديثة, في تجاوب واضح مع مبادئ تجارة
السينما وجني الايرادات التي تتطلب لغة شعبية مفهومة ومقبولة. من يستمع الى
الحوار يلاحظ انه غير كثيف, جمله قصيرة متقطعة, حتى ان البعض اعتبر انه يمكن
حذف الحوار ليكون الفيلم صامتاً بما انه يعتمد اكثر على المؤثرات المرئية!
ومن يستمع من المشاهدين العرب الى الحوار يكتشف مدى تقارب اللغتين العربية
والآرامية من حيث اللفظ وتركيب الجمل والمفردات.
وعلى عكس الممثل جفري هنتر الذي قام بدور المسيح
في فيلم ملك الملوك (نيكولاس راي 1961), وروبرت باول في "يسوع الناصري"
(فرانكو زيفيريلي 1977) وويليام دافو في تجربة المسيح الاخيرة (مارتن
سكورسيزي 1988) فإن جيم كافازيل لم يحتفظ من ملامحه الآرية الشقراء سوى
بالقليل... فهذا الممثل الذي يوصف في اميركا بانه غريب الاطوار لأنه يجاهر
بكاثوليكيته علناً في وقت يتهرب نجوم هوليوود من الحديث في موضوع الدين, تحول
بفضل تقنية ماكياج وتصوير عاليتين الى مشرقي اسمر السحنة اسود الشعر وعسلي
العينين, وأبعَدَ صورة المسيح الاشقر التي روجتها هوليوود والسينما الاوروبية,
التي تأثرت على الارجح بفنون القرون الوسطى النابعة من اوروبا المسيحية في
القرون الوسطى وعصر النهضة. وهنا عودة اخرى الى مشرقية السيد المسيح شكلاً.
ويبتعد جيم كافازيل عن عذوبة الآداء والعاطفية
والهدوء التي صاغت الافلام السابقة, ويرتفع عنها الى ما هو اعمق احساساً ودقة
في نقل المشاعر على اختلافها. اما قدرته على الامساك بالمشهد وفرض نفسه كنقطة
ثقل مركزية تصفع كل منتقديه من ان وسامته تمنعه من تأدية الادوار المعقدة,
وتحديداً تصفع احد منتجي هوليوود (يرفض كافازيل الافصاح عن اسمه) الذي حاول
تحطيم طموحه بقوله إنه صالح فقط ليكون عارضاً للملابس الداخلية لدى كالفين
كلاين!
كما ان محاولة اعادة الشخصيات الاساسية الى منبعها
الشكلي نجحت في شكل لا جدل فيه: الممثلة الايطالية مونيكا بلوتشي لعبت
بواقعية شفافة دور مريم المجدلية التي انقذها السيد المسيح من عبودية الدعارة
واعاد اليها اعتبارها كانسان. اما لدور مريم العذراء فقد اختار غيبسون
الممثلة البلغارية اليهودية مايا مورغنشترن لتعبر عن وجهة نظر ومشاعر الام
(اليهودية) التي يعذب ابنها امامها ويقتل من دون ان يكون لها القدرة حتى على
ملامسته سوى في لحظات نزاعه الاخيرة. أداء مورغنشترن يلفه ثقل قوي وتعبير
فائض وواضح عن مشاعر التمزق والاسى والحزن العميق, لكنه يتسم ايضاً ببرودة
تـُترجِم تقبّل الامر الواقع بالدموع فقط, من دون ان تنتحب او ترفع صوتها
(على عكس بلوتشي تماماً التي يأسر نحيبها المشاهد).
الرؤيا الفريدة لهذا الشريط تحققت من خلال مؤثرات
بصرية وسمعية. ابرزها إدارة التصوير من قبل كالب دوشانيل ("انّا والملك"
"القيامة الآن") الذي سحر المشاهد باضاءة متناهية الدقة حققت رغبة غيبسون بأن
تشبه بعض المشاهد لوحات رسام عصر النهضة كارافاجيو.
بمباركة الكنيستين الكاثوليكية والأنجيلية, اصبح
فيلم "آلام المسيح" انتصاراً شخصياً لميل غيبسون الكاثوليكي المؤمن وتحقيقاً
لحلم راوده لاكثر من خمسة عشر عاماً, على رغم سقوطه في خانة الرعب المجاني
باعتراف معظم نقاد السينما. ويبدو انه سيعود عليه بربح مالي يعتقد انه قد
يرتفع الى ثلاثمئة مليون دولار فقط!
الفيلم انتصار شخصي ايضاً لجيم كافازيل الذي حذره
غيبسون من ان الفيلم قد يكون نهاية حياته المهنية, لكن يبدو ان العكس صحيح,
خصوصاً بعد تخبط مسيرته الفنية لعقد كامل من دون ان يصل إلا الى الادوار
المساندة او الثانوية, تحقيراً من هوليوود لما يمثله كافازيل من خروج عن بيت
الطاعة الهوليوودية المليء بالاباحية والمادية.
|