وضع فيلم السفّاح الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية
المشاهدين في اختلاف كبير في تقييمه، خصوصاً انه مأخوذ عن قصة حقيقية، حيث
اعتمد
البعض في التعليق على اداء الممثلين، والبعض الاخر ذهب الى طريقة تناول
المخرج
لاحداث الواقعة واخرون وجدوا ان هذه النوعية من الافلام والتي
توضع في خانة افلام (الاكشن)
لم تفلح في صناعتها السينما المصرية الى الان على الرغم من المحاولات
الكثيرة من قبل صناع السينما هناك. وتدور احداث الفيلم وهو من اخراج سعد
هنداوي
وبطولة هاني سلامة ونيكول سابا ونبيل الحلفاوي وخالد الصاوي،
حول شاب ينتمي الى
عائلة مرموقة اجتماعياً ويسودها التفكك الاسري ما يؤدي الى ذهاب هذا الشاب
الى
البحث عن اثبات ذاته، ويتجه الى اسلوب القتل معتبراً اياه من متع الحياة،
ويتحول
الى شخص دموي لا يستمتع الا بمشاهدة الدم ينزف من ضحيته، ويكبر
هذا الشاب وتوحشه
ويشتهر وسط المجتمع الاجرامي الذي يستعين به في عمليات تهريب الاسلحة
وعمليات
اغتيال القادة السياسيين، الى ان يلتقي بفتاة تشعره بمشاعر الحب التي لم
يألفها
قلبه، فيقرر ان يغير حياته لاجلها لكن القانون هذه المرة يكون له بالمرصاد
فيقبض
عليه ويحكم عليه بالموت شنقاً.
الفيلم الذي حصل على نسبة راوحت بين صفر الى
خمس درجات أثنى مشاهدوه على تميز الفنانين نبيل الحلفاوي وخالد
الصاوي.
فيلم ممل
لم ينكر محمد محمد (مصري) ان ما
جعله يأتي لحضور «السفاح» هو انه «مبني على قصة حقيقية»، وقال عن ذلك «للاسف
كان من
الممكن أن تكون صناعة الفيلم أهم من ذلك بكثير، فقد تجاوز الفيلم القصة
والسيناريو
الى اسلوب ممل في تطبيقه لم يكن على قدر حقيقة وواقع احداث
القصة»، مانحاً الفيلم
خمس درجات.
وبدوره قال ياسين الريان (سوري): «لم اشاهد هذا العام فيلماً
مملاً كالسفاح» واضاف «الرتم بطيء ولا يتلاءم مع مجريات الاحداث، ناهيك عن
التمثيل
الممل جدا وهاني سلامة الذي لا يريد ان يتطور وقد حفظنا جميعاً ردود فعله
وحركات
وجهه»، مؤكداً «للاسف استغل فريق العمل واقعية قصة الفيلم لجذب
المشاهد الى فيلم لا
يستحق حتى ثمن التذكرة التي دفعت لاجله»، مانحا اياه علامة صفر.
اما خالد
اسماعيل (فلسطيني) فقال «الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية حول المصري احمد
المسيري الذي
قام بارتكاب مجزرة شهيرة بحي المهندسين عرف بعدها باسم «سفاح
المهندسين»، وأضاف «كان
من الممكن ان تنفذ هذه القصة بطريقة اهم بكثير من الطريقة المملة التي
اعتمدها
المخرج، الذي كان عليه ان يستغل وجود ممثلين مهمين في الفيلم على رأسهم
نبيل
الحلفاوي وسوسن بدر وخالد الصاوي ليقدم وقائع في قمة الجمال
الاخراجي»، مانحا
الفيلم ثلاث درجات.
تميّز الصاوي
وتساءلت فاطمة حسن (مصرية) «اين التمثيل في الفيلم؟» وقالت
«للاسف ان مستوى (السفاح) لم يرتقِ لطموحي
كمشاهدة، فقد مللت سلامة ومللت طريقة ادائه الواحدة في جميع
ادواره» متأسفة على
وجود الصاوي الذي وصفته «بالمبدع الحقيقي والمختلف الى جانب سلامة
المبتدئ»، مانحة
الفيلم ثلاث درجات.
ورأى مهند النيادي (إماراتي) ان اداء الممثلين باستثناء
الحلفاوي والصاوي كان مدعاة للحزن «سلامة لم يفعل شيئا يذكر
الا استفزازي كما شهد
من بدائيته، ونيكول سابا من الواضح انهم اتوا بها لجذب المشاهدين فهي لم
تشعرنا
بأنها تؤدي دوراً مهنياً بقدر ما كان عرضاً جسدياً وجنسياً»، مشيراً الى ان
«الصاوي
الذي ادى دوره باللهجة اللبنانية كان الاكثر واقعية وصدقاً في
طريقة تمثيله، اما
الحلفاوي فقامته وتاريخه لم يتغير فهو المبدع دائما» مانحاً الفيلم خمس
درجات.
حنين يغمور (فلسطينية) قالت إنها سئمت من نمطية هاني سلامة واعتقدت
انه لو ظهر مع مخرج مختلف عن يوسف شاهين وخالد يوسف ستظهر لديه
قدرات تمثيلية اخرى»
فتبريقة عيونه وقطب جبينه والايحاء الذي لا يوضح اذا ما كان سعيداً او
حزينا اصبحت
علامات فارقة في ادائه وفي جميع الافلام التي شارك فيها»، مؤكدة ان «الفيلم
من دونه
كان من الممكن ان يكون افضل» مانحة اياه اربع درجات ومثنية على
الاداء الراقي حسب
تعبيرها للحلفاوي والصاوي.
خالد احمد (اردني) الذي لفت انتباهه اداء الصاوي
المتميز حسب تعبيره قال «للاسف كان الفيلم سيكون اجمل بكثير» مفسراً «سلامة
يجب ان
يقصد معاهد متخصصة ليتدرب على التمثيل مرة اخرى، فوجوده كفيل بفشل اي عمل
سينمائي»
مستغرباً «حرص الكثير من المخرجين على
ارسال السيناريوهات له»، مانحاً الفيلم علامة
صفر.
مطاردات مضحكة
سهيل الباز (اماراتي) لم يخفِ
استهزاءه من المطاردات التي وصفها بالمضحكة التي اعتمدها المخرج في الفيلم
«اريد ان
اتوجه الى جميع المخرجين في مصر ان يبتعدوا عن صناعة افلام (الاكشن)
لانهم لن
يحققوا من خلالها إلا منح الضحك للمشاهدين»، مؤكداً «أي مخرج متدرب سيستطيع
ان
يعتمد اسلوب الهنداوي في اخراجه للفيلم»، مانحا اياه علامة صفر.
وقد وصفت
سلاف نصر (سورية) «ان القصة كانت تستحق اخراجاً سينمائياً اهم بكثير من
الذي قدمه
مخرج العمل»، موضحة «المطاردات مضحكة، وعنصر الاثارة والتشويق
كان بارداً، والسذاجة
في الاداء وافتراض السذاجة للمشاهد اكثر ما ضايقني»، مانحة الفيلم
درجتين.
سهم الرميثي (إماراتي) اكد «ان على السينما المصرية التركيز على
صناعة الافلام الكوميدية فقط وان لا تتجاوز ذلك الى صناعة
الافلام الحركية لانها
ستظهر بشكل مضحك للغاية»، وقال «اصبح واضحاً ان بعض المخرجين المصريين
يعتقدون انهم
هوليووديون، وهذا ليس صحيحا»، مانحا الفيلم علامة صفر.
أسرة السفّاح الحقيقية تلجأ إلى القضاء
حضرت أسرة السفّاح المصري الشهير (أحمد حلمي المسيري) من ألمانيا
وأوروبا بعد أن قام البعض بإبلاغهم بأن فيلم السفاح الذي يقوم
ببطولته هاني سلامة
ونيكول سابا وخالد الصاوي يتناول قصة حياة السفاح الشهير الذي خرج من كنف
العائلة،
وهو ما أثار انزعاجهم.
واكدوا أن الفيلم يسيء إلى العائلة العريقة فحضروا
خصيصاً لإقامة دعاوى قضائية لوقف عرض الفيلم وبشكل فوري وهو ما دفع الشركة
المنتجة
للإسراع بعقد مجموعة من اللقاءات معهم حضر بعضها هاني سلامة ومؤلف الفيلم
خالد
الصاوي أكدوا لهم فيها أن العمل ليس له أي علاقة من قريب أو من
بعيد بابنهم
السفاح.
إيلاف في
02/08/2009 |