جرأة كبيرة وثقة بالنفس لا حد لها..
هي التي جعلت راقصة
الباليه الصغيرة التي ظهرت في عدد من الأفلام الاستعراضية
الصغيرة في أوروبا ولفتت
إليها الأنظار أخيراً في فيلم »سنذهب إلي مونت كارلو«..
أن تستبدل اسمها
عندما جاءها العرض الكبير لتلعب دور البطولة في فيلم أمريكي ضخم
ليتحدث بشكل غير مباشر عن مغامرة كالحقيقة للأميرة مارجريت شقيقة ملكة
انجلترا..
أمام جريجوري بيك ويخرجه المخرج الكبير
ويليام وايلر باسم »اجازة في
روما«..
استبدلت الراقصة الصغيرة اسمها واختارت اسم
هيبورن..
وهو اسم واحدة من
أكبر نجمات هوليوود وأكثرهن موهبة،
وكانت في أوج تألقها وشهرتها،
ومكانتها التي
لم تتزعزع طوال حياتها الفنية الطويلة.
فهل تحتمل هوليوود.. نجمتان تحملان
الاسم نفسه.. أم أن أودري الصغيرة ستكون هذه الوردة الجميلة التي لن تستمر
أكثر
من ليلة واحدة تنثر عطرها ثم تذبل وتموت عند مجيء الفجر.
ولكن خابت التوقعات
كلها.. واستمرت أودري هيبورن نجمة متألقة لم يوقفها عن العطاء إلا المرض
والموت..
قادرة علي أن تقف باسمها في مواجهة
»غول« التمثيل الكبير وتثبت أنها
حتي لو كانت تحمل اسمها..
ولكنها تختلف عنها في كل شيء.
»اجازة في روما«
كان جواز السفر الذهبي الذي دخلت فيه أودري هيبورن إلي أضواء السينما
العالمية
واستطاعت منذ ظهورها الأمريكي الأول أن تسحر جمهورها بوجهها الطفولي
المعبر،
وجسدها الرشيق الذي يشبه جسد الغزال..
ونظرتها العميقة التي يختلط فيها الفضول
بالإثارة، وحركة جسمها الراقصة التي تجعلها تتحرك كالفراشة ناثرة حولها
عاصفة من
الجمال والأناقة والذوق المترف.
النجاح المذهل لـ»اجازة في روما«
فتح أمام
القادمة الجديدة أبواب هوليوود علي اتساعها العظيم بيلي وايلدر يعهد إليها
ببطولة
كوميديا رومانسية مليئة بالإمكانات التي تساعد علي صعود أي ممثلة تمتلك
الموهبة..
ووضعها مرة واحدة أمام عملاقين كبيرين هي همفري بوجارت ووليام
هولدن لعبت أمامها
أودري ابنة الطباخ التي يقع في هواها ابن المليونير الشاب، ويحاول أخاه أن
يوهمها
بحبه، كما تهجر أخيه الصغير ولكن يقع في حبها فعلاً..
دور مدهش لتلاقي خارق
للعادة.. أعطي هذا الفيلم نكهته وجماله الساحر الآخاذ.
ومن ويلر ووايلدر إلي
العملاق كنج تيدور الذي أعطاها بطولة فيلم »الحرب والسلام«
قصة تولستوي التي
نقلها ببراعة للسينما، ولعبت فيها هيبورن دور »ناتاشا«
أمام هنوي فوندا..
ثم جاء دور ستانلي دونين ليعطيها فرصة أول فيلم استعراضي لها
أمام فرند استير،
وليذكرنا بأن هيبورن قد ابتدأت حياتها الفنية كراقصة.
بعد لوجارت وبيل وهولدن
وفوندا.. جاء دور كاري كوبر في فيلم آخر لبيلي إيلور هو حب في الظهيرة،
الذي
اقتبسته سينمانا المصرية بفيلم لفاتن حمامة كما سبق لها أيضاً
أن اقتبست »سابرينا«
بفيلم للبني عبدالعزيز.
في »المراعي الخضراء«
وهو أقل أفلام
هيبورن قيمة في هذه الفترة من حياتها..
التقت أودري بالرجل الذي سيشاركها حياتها
طوال سنوات كثيرة »ميل فيرير« وهي قصة راهبة ارتدت أودري هيبورن ملابس
الراهبات
التي لم تستطع رغم قسوتها أن تخفي جمال الجسد الرشيق.
وفي »الغاضبون« لجون
هوستون.. جربت أودري هيبورن حظها في أفلام الغرب الأمريكي قبل أن تتألق بقوة
مدهشة في واحدة من أعظم أدوارها علي الإطلاق »أفكار في تيفاني«
المأخوذ عن قصة
شهيرة لترومان كابون لعبت فيه شخصية مدهشة تبدو وكأن الكاتب الكبير قد
رسمها
خصيصاً من أجلها.
ثم جاءت »ساعة الأطفال« مع دابلر الذي قدمها للمرة
الأولي في أمريكا..
في دور كوميدي ولكن هذه المرة يقدمها
في دور مقعد لمدرِّسة
تتهم بإقامة علاقة جنسية مع زميل لها بناء علي وشاية طفلة..
ولنا أن نتصور خطورة
المنافسة التي دخلتها هيبورن هذه المرة لأن الممثلة التي تلعب أمامها دور
المدرِّسة
العاشقة هي شيرلي ماكلين.
وعادت هيبورن بعد هذا الفيلم المأساوي لمخرجها
المفضل ستانلي دونين الذي جمعها مع جاري جرانت هذه المرة في فيلم بوليسي
شديد
التشويق حقق نجاحاً ساحقاً هو »شاراد«، ووضع هيبورن علي رأس قائمة جميلات
وممثلات هوليوود الكبار.
في »باريس عندما تتألق«
التقت هيبورن بمارلين
ديتريش في مشهد قصير أعقب ذلك صمت فني قصير..
عادت بعده هيبورن لتفوز بالدور الذي
تسابقت عليه نجمات هوليوود كلهن،
وفي دور البطولة في أوبريت
»سيدتي الجميلة«
الذي أخرجه جوج كيكور وواجهت فيه أودري هيبورن »ركسي هاريسون«
إنها البائعة
المبتذلة في سوق الخضار التي يراهن عليها عالم اللغات لكي يجعل منها سيدة
في صالون
إنجليزي ارستقراطي..
دور لعبته جولي اندروز علي المسرح أكثر من خمس سنوات..
ثم
خسرته عندما تحول إلي السينما،
وفازت به أودري التي رشحت من أجله لجائزة
أوسكار.. لم تنلها، وإنما نالتها غريمتها جولي أندروز التي أراد القدر أن
يعوضها عن خسارتها لهذا الدور.
بعد النجاح الكبير الذي حققته هيبورن في جميع
الأفلام التي لعبتها..
والقمة التي وصلت إليها في
(سيدتي الجميلة)
أكملت
هيبورن مسيرتها مع كبار ممثلي هوليوود، فظهرت مع بيتر اوتول في كوميديا
»كيف
تسرق مليوناً«، والبرت فيني في »اثنان علي الطرق«..
ثم لعبت دور فتاة عمياء
تعيش وحيدة في منزلها ويهاجمها لص سادي..
ولكنها تعرف رغم إعاقتها كيف
تقهره.
بعد هذا الفيلم ظهرت أودري هيبورن مع شين كونري في تنويعة مختلفة عن
شخصية روبن هود الذي تقدم في السن ويقابل ماريان المرأة التي
أحبها وقاتل من أجلها
كي يفوز بقلبها.
بدت أودري هيبورن في هذا الفيلم وقد رسم الزمن خطوطاً
قوية علي
وجهها الجميل، وهي رغم احتفاظها برشاقتها وجسد الغزال الذي تملكه.. إلا
أنها
كانت بعيدة تماماً عن »سابرينا« وعن بطلة »افكار في تيفاني«
التي أذابتنا
عشقاً فيها.
لعبة »روبن وماريان« ظهرت أودري هيبورن في ثلاثة أفلام
صغيرة لا قيمة لها مع مخرجين صغار يختلفون تماماً
عن العباقرة الكبار الذين عملت
معهم، لذلك آثرت الابتعاد عن الشاشة،
وأن تكرس حياتها لأعمال الخير والدفاع عن
الفقراء الأفارقة، والمهمشين في كل مكان.
واشتهر دورها الخيري والإنساني..
بشكل يعادل شهرتها الفنية الساحقة، ورغم النشاط السينمائي المكثف الذي ملأ حياة
أودري هيبورن، فإن المسرح احتل جزءاً من اهتماماتها..
حيث لعبت علي مسارح
برودواي في عدد من المسرحيات الاستعراضية أشهرها
»جيجي« و»اوفديف« و»سلطة
تترية« مؤكدة طاقتها البارزة في عالم التمثيل والاستعراض.
مسيرة أودري
هيبورن.. مسيرة متألقة.. ودرس له دلالته لكل فتاة جميلة تحلم بأن تكون
يوماً
ما نجمة كبيرة تتألق في سماء النجوم،
وتترك أثراً بارزاً علي خارطة
السينما في العالم.
أخبار النجوم المصرية في
30/07/2009 |