لا نعرف من هو الا من خلال مشاهد »الفلاش باك«
التي جاءت
بشكل عشوائي في الفيلم.
انه شاب من عائلة مرموقة في المجتمع لكنها مفككة..
أبيه وأمه مشغولين عنه منذ الصغر في تحقيق مصالحهمما الشخصية.. فنشأ وحيدا
يبحث
عن ذاته ويجد ضالته في عصيانة لأسرته وارتكابه للجريمة منذ نشأته، انه مراد »هاني سلامة«
السفاح.
ابوه وامه مطلقان.. وهو يعاني من مرض نفسي مما جعله
يستمتع بتعذيب الآخرين وهو مافعله مع زملاءه التلاميذ في المدرسة ويتم
ترحيله
لدار الأحداث.. وهي سجن صغار السن..
وهناك لا يصادق احدا ويفضل
العزلة.
ويخرج من السجن الصغير إلي السجن الكبير ليصبح أكثر نهما للقتل..
ويتذكر أمه التي ارادت ان تجدد شبابها بالزواج من شاب يصغرها
بكثير..
ويراها في
أوضاع مخله مع الزوج الثاني وهو لا يزال صغيرا ولا تخجل الام من ذلك بل
تؤنبه مما
يثير حقده علي الزوج الثاني..
كما يتذكر اباه الذي كان يضربه بالحزام ولا نعرف
السبب. ويكبر معه الاجرام والقتل ويتوحش..
وما اسهل أن يخرج المسدس ويطلق
النار.. ويباشر عملية القتل العشوائي.
في المشهد الاول نراه ينتحل شخصية
ضابط البوليس ليرتكب جريمة جماعية بقتل عائلة احد المليونيرات الفاسدين
وزوجته
وابنه.. دون أن يشعر برد فعله.
لقد انتزعت منه كل المشاعر الا حبه لعمته
التي تعيش في لندن..
ويسافر إلي لندن ليكمل دراسته هناك..
وبدلا من الدراسة
يعمل مع رجال ماڤيا تجارة الأسلحة..
ويعود ليتاجر في الأسلحة ويقتل اثنين منهم
لمجرد القتل للقتل ذاته.. وكلما مر الزمن تكبر معه قدراته الأجرامية.
ويقع
في حب امرأة جميلة »نيكول سابا« وهي امرأة متزوجة ولها طفلين..
وتتغير حياته
ويشعر لأول مرة بمعني الحب..
ومع ذلك يضربها ولا نعرف السبب.
ويحاول ان يحصل
علي الاموال لاقامة حياة جديد مع حبيبته..
فيقرر ان يرتكب آخر
جرائمه..
يكتشف طفلها الصغير خيانة أمه مع انسان
غريب..
كما اكتشف مراد من
قبل امه مع الزوج الثاني في أوضاع مشينه غير مبالية بابنها الذي تؤدبه اثر علقه
ساخنة مع زوج الام..
ويساق إلي نهايته حين يحكم عليه بالاعدام شنقا.
الفيلم
هو نفس تيمة فيلم »جعلوني مجرما«. الذي قدمه فريد شوقي مع اختلاف الزمن
والأحداث والمعالجة السينمائية..
وهو مأخوذ عن قصة حقيقية لقاتل اسموه
»سفاح
المهندسين« كتب له السيناريو خالد الصاوي وعطية درديري..
لكن الواقع شيء
والابداع شيء اخر.. ولم يتحقق الابداع..
فالفيلم عبارة عن خلطه من أفلام
الأثارة والحركة وقليل من الرومانسية مع بعض التوابل
الميلودرامية..
ويغلب عليه
التشتت والتشويه..
فهو عبارة عن مشاهد
غير مترابطة.. وبذلك افتقد عنصر
الدراما.
كل هذه اللقطات اوصلته لحبل المشنقة..
وحتي في هذا الموقف
الرهيب..
لم نر الاب أو الأم وكأنه كلب ومات!
الوحيد الذي كان موجودا معه هو
الضابط الذي تعاطف معه وهو صغير..
وحتي هذا لم يوصله للأسف للعلاج..
فلم يكن له
اي دور.
ايضا عمته الوحيدة التي أحبها وأحبته لم نرها مطلقا..
ولم نر حجم
هذا الحب حتي ماتت.
وكان يمكن أن يكون لها دور في اصلاحه..
خاصة وهي تعيش في
الخارج حيث العلاج النفسي هو أهم علاج حتي بالنسبة للانسان
العادي الذي يعاني من
سوء الحالة النفسية والاكتئاب..
لكن هذا ايضا لم يحدث.
والفيلم يغلب عليه
روح الكآبة والملل.
فالمشاهد متكررة ومتشابهة..
مشاهد القتل بدون
مبرر..
ثم لماذا ادخلت التواريخ حرب ايران للعراق..
وضرب أمريكا للعراق..
وحرب لبنان..
وفي رأيي أن هذه المشاهد كان يمكن ان تلغي
دون اضرار بالفيلم الذي
ينتمي للأفلام السيكلوچية. لكن يبدو ان المخرج اراد ان يعطيه بعدا سياسيا
لزيادة
جرعه الكآبة
>
يعتبر هذا هو ثالث فيلم للمخرج الشاب سعد هنداوي..
كان
فيلمه الأول »حالة حب«
والثاني هو »الوان السما السابعة«..
فهو مخرج موهوب
لكنه لم يحدد له اسلوبا مميزا به..
فقد كان التصوير هو البطل في فيلم
»السما
السابعة« ايضا هو غاوي تكرار المشاهد وهو ما شاهدناه في السما السابعة في
رقص
التنورة..
وفي هذا الفيلم ايضا مشاهد القتل المتشابهة الرتيبة..
انه كالمدرس
الذي يكرر الدرس مفترضا في تلاميذه الغباء.
>
هاني سلامة يستغل عينيه
دائماً في التمثيل.. وهو يؤدي ذلك منذ فيلم يوسف شاهين في فيلم »آدم
وحنان«..
ولانفهم ماذا يريد بنظراته هذه فهو يكرر
اداءه في كل فيلم فلا تحس
بالشخصية التي يؤديها ولكن تحس بهاني سلامة..
وربما تكون نظراته في هذا الفيلم
لها مبرر ولكنها نسخة من ادائه في كل الأدوار.
>
نيكول سابا في هذا
الفيلم تبدو شخصية باهته »فهي امرأة متزوجة«
ولها طفلين.. وبالرغم من خيانتها
لزوجها فلم يبدو عليها أي تعبير حينما شاهدها ابنها الصغير مع انسان غريب
في
الفراش سواء بالانزعاج او الخجل.
>
سوسن بدر التي أصبحت »الچوكر«
في
كل فيلم..
والتي تقوم بدور امرأة تريد ان تجدد شبابها
بزواج من شاب يصغرها..
كانت مقنعه لكنها لم تظهر سوي في مشهد أو اثنين.. فلم نشعر بوجودها..
وهذا
ايضا ينطبق علي سامي العدل..
اما خالد الصاوي فهو مؤثر متميز الأدوار في حدود
الدور.. وهو يمثل دور لبناني يتحدث باللبنانية..
وربما يكون هو الابتسامة
الوحيدة في الفيلم.
>
اما نبيل الحلفاوي الاستاذ فقد أدي شخصية الدكتور
حسن عالم الذره بهدوء مقنع ومؤثر ليعطي هذا السفاح درسا في
الانتماء..
والانتماء
الوطني.. ليتراجع عن قتله..
كما يعطي الممثلين درسا في التمثيل..
ان المشهد
الذي اداه نبيل الحلفاوي هو الوحيد الذي يظل عالقا بالذاكرة..
ولا أعرف لماذا لا
يلجأ إليه المخرجين في افلامهم..
ربما لان النجوم هم الذين يختارون..
ولأنهم
يعرفون حجمه..
وبالرغم من هدوءه فهو
غول في التمثيل.
عموما فيلم »السفاح«
يضاف إلي افلام النكد والقتل في هذا الموسم
المأسوي.
أخبار النجوم المصرية في
30/07/2009 |