سمعت عن الفيلم
ومخرجه الكثير، وذلك أثناء زيارة لألمانيا قمت بها، بعد مضي بضعة أشهر علي
انتهاء فعاليات مهرجان
»كان« ٨٠٠٢، وقرأت عنهما أكثر في العديد من دوريات
السينما المتخصصة، وذلك بمناسبة عرضه الأول في دور السينما ببريطانيا،
وأمريكا
الشمالية.
والحق أن كل ما سمعته وقرأته كان من نوع الإطراء الشديد للفيلم،
واسمه »عشيقتان«،
ولصاحبه »جيمس جراي« ذلك المخرج الأمريكي الذي اختار
الإقامة في فرنسا، لاسيما باريس بعيداً عن هوليوود حيث الأحلام التي كانت إلي
عهد قريب تصنع فيها، أخذت في التحول إلي كوابيس من نوع فيلم »المتحولون..
انتقام الأشرار«،
وعلاوة علي ذلك، فمما يعرف عنه أن رصيده من الأفلام جد
قليل.
وأن ثلاثة من أفلامه، وآخرها »الليل ملكنا« الذي كان من بين أفلام
المسابقة الرسمية لمهرجان »كان« ٧٠٠٢،
قد أكسبته مريدين خاصة في فرنسا،
وذلك لأسلوبه السينمائي الفريد.
وأن »يواخين فونيكس«
نجمه المفضل، وآية
ذلك اختياره لأداء أكثر من دور رئيسي في بعض ما أخرجه من أفلام.
ثم وقوع
الاختيار عليه أخيراً لأداء الدور الرئيسي في فيلم »العشيقتان«.
وبداية
فيلمه هذا، كان من بين الأفلام المتنافسة علي جائزة مهرجان »كان«
الكبري »السعفة الذهبية«
٨٠٠٢.
وذلك يعني أنه كان متنافساً مع مخرجين كبار مثل
»اتوم
ايجويان« و»كلنت ايستوود«
و»ستيفن سودربرج«
و»ڤيم ڤندر« وغيرهم
كثيرين.
وعلي كل، ففرصة مشاهدته لم تتح لي إلا قبل بضعة أيام.
وفي
اعتقادي أن فكرته قد استوحاها المخرج مع شريكه في كتابة السيناريو »ريتشارد
مينيللو« من رواية »الليالي البيضاء«
لصاحبها »فيدور دستيفسكي«
الأديب
الروسي ذائع الصيت.
ومع ذلك، فأحداث الفيلم لا تدور في روسيا، وتحديداً
»بيترسبورج«
مدينة الليالي البيضاء،
كما جاء في رواية الأديب الكبير..
وإنما
تدور في نيويورك، مدينة المال والأعمال.
والشخوص الرئيسية في الفيلم ثلاثة
هم »ليونارد« الذي تبدأ به الأحداث محاولاً
الانتحار،
ويؤدي دوره بجدارة »يواخين
فونيكس« و»ميشيل« و»ساندرا« المرأتان اللتان أوقعته الأقدار في
حبهما معاً، وتؤدي دورهما كل من »جينيث بالترو«
و»ڤينسا شو«.
والأولي
أي »بالترو« قد سبق لها الفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة رئيسية عن أدائها
في
فيلم »شكسبير عاشقاً«
٨٩٩١.
وكما سبق القول، فالأحداث تبدأ بـ»ليونارد«
ملقياً بنفسه في النهر سعياً للانتحار.
وما أن يتم إنقاذه ويعود إلي
الشقة التي يقيم بها مبللاً، حتي نكتشف أنه يسكن مع أبيه وأمه-
تؤدي دورها (ايزابيلا روسيلليني)
ابنة النجمة انجريد برجمان من زوجها الإيطالي (روبرتو
روسيلليني)
رائد الواقعية الجديدة-
فضلاً عن أنه يعاني من أزمة عاطفية سببها
انتهاء علاقته بخطيبته،
التي آثرت ألا يتزوجا بعد أن تبين من الفحص الطبي
أنهما
نتيجة لعيب وراثي، يمتنع عليهما الإنجاب.
وبحثا عن خطيب آخر مستوف للشروط،
تركته في العراء وحيداً.
ومن أجل إنقاذ ابنهما الوحيد من هاجس الانتحار،
هيأ له والداه فرصة الالتقاء بـ»ساندرا«
ابنة أسرة صديقة،
بأمل أن يتحابا،
وينتهي الأمر إلي زواج.
غير أنه في هذه الأثناء، يلتقي »ليونارد« صدفة
بالجارة الجديدة، الحسناء، الشقراء، فيقع في حبها.
وسرعان ما يخيب
أمله، عندما يعرف منها أنها تحب محامياً ثرياً،
لا يعيبه سوي أنه
متزوج.
وتتعقد الأمور أكثر وأكثر، عندما يلتقي بناء علي طلبها،
بحبيبها،
وفي حضورها بأحد المطاعم.
وعندما تستنجد به، ليرافقها إلي المستشفي لإجراء
عملية إجهاض.
وعندما تزداد الضغوط عليه من والديه كي يتزوج من »ساندرا«
التي أخذ يبادلها حباً
بحب.
وتزداد حيرته، مع كل هذه التعقيدات، أما
كيف انتهت حيرته، وكيف اختار..
فذلك ما يحكيه سيناريو
غني بالتفاصيل أشد
عناية.
هذا.. ولا يفوتني أن أشير إلي أن الأداء الرائع في الفيلم كان يعتمد
في التعبير، لا علي الكلام،
بل علي ملامح الوجه، لون النظرة.
باختصار
علي قدرة الجسم علي التعبير!!
Moustafa@Sarwat.De
أخبار النجوم المصرية في
25/07/2009 |