كلفة الفيلم الأمريكي تصل إلى 100 مليون دولار بينما حجم صناعة
السينما الهندية لا تتجاوز الملياري دولار سنوياً
يعرف ملايين من عشاق الأفلام السينمائية في الهند لافتات النيون في
ميدان تايمز بقدر معرفتهم بتاج محل بسبب الشعبية المتزايدة لأفلام بوليوود
التي يجري تصويرها في الولايات المتحدة خاصة في نيويورك.
ويمثل تصوير الأفلام في واحدة من أكثر مدن العالم غلاء مُجازفة مادية
كُبرى بالنسبة للمنتجين لكن يظل هناك دائما احتمال جني أرباح وفيرة نظرا
لولع الهند بالعالم الخارجي.
ويقول خبراء في شؤون بوليوود أن نيويورك رغم تكاليفها الباهظة تتيح
أكثر من أي مدينة خارج الهند سهولة الحصول على الموارد مثل مجموعات
الممثلين والراقصين الهنود المدربين وفرق الانتاج الهندية. وتبلغ قيمة
صناعة السينما الهندية ملياري دولار سنويا وهي معروفة بالأفلام التي تتميز
بالكثير من التفاصيل في الموسيقى والملابس ومواقع التصوير.
ويجمع اسم بوليوود بين بومباي عاصمة التجارة والسينما بالهند والتي
تغير اسمها الآن الى مومباي وبين هوليوود المركز العالمي لانتاج الأفلام
التجارية.
ومن حين لآخر يجري تصوير بعض الافلام الهندية في مدن مثل ميامي
وجوهانسبرج وسيدني، لكن تسعة من أفلام بوليوود البارزة صوِّرت في نيويورك
منذ عام 2003 ثمانية منها منذ عام 2006 . وسيجري تصوير فيلمين آخرين عما
قريب.
ويرى خبراء أن هذا عدد كبير نظرا الى أن السيناريوهات قائمة على قصص
كان من الممكن تصويرها في الهند بسهولة.
ويعرض هذا الشهر فيلم بعنوان نيويورك من انتاج واحدة من كبرى شركات
الانتاج الهندية. ويقول المخرج كبير خان إن الفيلم يستغل إدراك الجماهير
الهندية الفوري أن المدينة التي تظهر في الفيلم هي نيويورك. وقال مشهد
واحد لنيويورك وسيعرفون أنها نيويورك .
وتتكلف أفلام بوليوود ذات الميزانيات الكبيرة التي تستخدم خلفيات
مميزة مثل جسر بروكلين أو محطة قطارات جراند سنترال ما بين 12 و15 مليون
دولار. وهذه تكلفة باهظة بالمقاييس الهندية لكنها مجرد جزء من تكلفة انتاج
فيلم من افلام هوليوود حيث كثيرا ما تتجاوز 100 مليون دولار.
ويقول أتيت شاه من شركة بوليوود هوليوود للانتاج ومقرها نيوجيرزي إن
انتاج فيلم مماثل في الهند يتكلف نصف هذا المبلغ أو أقل. وتوفر هذه الشركة
طواقم تصوير ومعدات ومجموعات ممثلين واتفاقيات لبيع أفلام بوليوود التي يتم
تصويرها في الولايات المتحدة.
ويقول المخرج كاران جوهر أحد رواد أفلام بوليوود المصورة في نيويورك
إن فيلم غدا قد لا يأتي أبدا وهو واحد من أوائل الأفلام التي صوِّرت في
نيويورك تكلف نحو سبعة ملايين دولار. وحقق الفيلم إيرادات بلغت حوالي 13
مليون دولار.
وتحتوي أفلام بوليوود في الغالب على ستِ أغانٍ تقريبا وتقول بوجا
نارانج مؤسسة فرقة بوليوود أكسيون للرقص ومقرها نيويورك إن صناع الأفلام
يبحثون عن راقصين قوقاز وليسوا هنودا لتدعيم موقع التصوير الأجنبي.
وأضافت عادة يطلبون راقصين بيضا مدربين على أنواع مختلفة من الرقص
بما في ذلك الهندي .
وأفلام بوليوود المصورة في نيويورك كان يمكن من قبل تصويرها في أي
مكان آخر، لكن الأفلام الجديدة مثل ذلك الفيلم ذي الميزانية الضخمة الذي
يخرجه جوهر ويعرض في خريف هذا العام تجعل المدينة جزءا لا يتجزأ من
الأحداث.
وقال جوهر الاتجاه العام الآن يتمثل في تصوير أفلام في نيويورك لان
المدينة جزء لا يتجزأ من النص، الأمر مختلف عما كان عليه الحال عندما صورت
فيلمي السابقين .
الراية القطرية في
08/07/2009 |