وديعة
مثل القطط ومثلها أيضا مشاكسة..
أمتعتنا بوداعتها كثيراً
وأنعشت بمشاكستها
ذاكرتنا.. إنها الفارسة لويزا.
تعد نادية لطفي نموذجاً مثاليا للفنانة
الجادة التي احترمت موهبتها وجمهورها وأبت أن تنزلق إلي هاوية الأعمال
التجارية
والأدوار السطحية سعياً وراء المال أو تصميماً علي تواجد في غير موقعه أو
أوانه..
نادية لطفي ـ أو بولا شفيق وهذا هو إسمها
الحقيقي ـ بدأت مشوارها الفني
منذ نحو نصف قرن وانهته ـ بإحترام وفي هدوء شديدين ـ قبل قرابة ربع قرن
كامل مقتنعة
ومعترفة بمستجدات طرأت علي الحياة الفنية لاتنسجم معها، وتليق بها وراضية بتاريخ
غير طويل ولكنه مؤثر وصاحب علامات لاينساها تاريخ الفن العربي
مع قائمة مفرطة
الطول من الأعمال الجادة والهادفة وعشرات من البطولات المطلقة تنقلت فيها
بين كافة
الوان الشخصيات من الخادمة إلي الهانم ومن فتاة الليل إلي الراهبة وفي كل
مرة كانت
تنجح في إقناعنا أن هذا هو دورها الأوحد الذي لاتجيد غيره!..
دور الفارسة لويزا
كان واحد من أهم المحطات الفنية التي توقف فيها قطار نادية لطفي الفني
وجميعنا
عندما يتذكر فيلم الناصر صلاح الدين فلا يملك سوي أن يستدعي
علي الفور وردة السينما
المصرية النادية التي عثرت أيام زمان في أرشيفها مع مجموعة من الوثائق
المهمة
والمستندات النادرة التي أعطتنا الفرصة أن نتحدث عن سينما الزمن من خلال
مشاكسات..
نادية لطفي
طلب التعويض
لاخلاف علي أن فيلم »الناصر صلاح الدين«
هو أحد
أهم أعمال السينما المصرية وعلي الرغم من عدم نجاح الفيلم تجاريا وإلي
الدرجة التي
أدت إلي إفلاس منتجته الفنانة آسيا إلا أنه سيظل علامة بارزة لايمكن لأحد
أن
يتجاهلها أو ينكرها عند حديثه عن السينما المصرية وبداية
لمدرسة جديدة في تاريخ هذه
السينما وقد شارك في بطولة الفيلم عدد قياسي من النجوم الذين لايمكن تقديم
أحدهم
علي الأخر فحتي أصحاب الأدوار الثانوية والمساحات الصغيرة كانوا نجوماً
وأبطالاً
في أدائهم ونجاحهم في الصعود بأدوارهم الهامشية إلي القمة،
وقائمة الأسماء التي
شاركت في هذا العمل تثير الحيرة والعجب بعد أن القت الساحة الفنية المصرية
بخبرة
ابنائها إلي ساحة هذا الفيلم الرائد ويكفي أن نذكر أسماءً
مثل زكي طليمات وليلي
فوزي وأحمد مظهر وحسين رياض وأحمد لوكسر وبدر نوفل وعمر الحريري وحمدي غيث
وصلاح
ذوالفقار وغيرهم.. واحدة من نجمات الفيلم هي السيدة نادية لطفي التي دخلت
بعد
انتهاء تصوير الفيلم وعرضه في مشكلة مع الشركة المنتجة وهي
لوتس فيلم المملوكة
للقديرة الرائعة آسيا داغر ووصل الخلاف إلي درجة قيام نادية برفع دعوي
مدنية ضد
الشركة تطالب فيها بتعويض مادي يفوق في حجمه قيمة الأجر الذي حصلت عليه
لأنها رأت
أن العديد من الأضرار قد لحقت بها بسبب بعض النقاط التي حددتها في دعواها
وقد
سارع المدير الاداري للشركة بتنفيذ طلبات نادية وتفاصيل شكواها
وكافة النقاط التي
اعترضت عليها في شكل خطاب رقيق بعث به إلي محامي آسيا حتي يسهل عليه مهمة
كتابة
المذكرة القانونية.. والدفاع!
الرد
كانت نقطة الخلاف الأولي التي أثارتها
نادية هي إعتراضها علي زيادة عدد أيام التصوير الفعلية عن العدد الذي تم
تحديده في
العقد وكان رد الشركة علي ذلك ما يلي »تقول السيدة نادية لطفي في دعواها بأن
العقد نص علي الموعد الذي يتم خلاله تصوير الفيلم وهو مايو/
يونيو ٢٦ وأن مدة
التصوير سوف تستغرق أربعة أشهر وردنا علي ذلك أن عدد أيام التصوير التي
حضرتها هي
٩٤
يوما كما هو ثابت من دفتر العمل اليومي لإنتاج الفيلم أي أقل
من مدة الأربعة
أشهر المذكورة كما يلاحظ أنه ورد خطأ في عريضة الدعوي أن ابتداء التصوير في
مايو/
يونيو ٢٦ أي علي حد ما جاء بهذه العريضة يعتبر العقد ساري المفعول حتي
تاريخه
وصحة التاريخ مايو/
يونيو ٠٦«.
كان الإعتراض الثاني الذي أوردته نادية لطفي
هو أن أحد بنود العقد قد اصابها بأضرار مادية وهو ذلك البند الذي أشترط
عليها عدم
قيامها بأداء أي اعمال أخري أثناء تصوير الفيلم دون إذن مسبق وكان الرد علي
ذلك هو
»بالرجوع
إلي السادة المنتجين يتضح أن السيدة نادية لطفي قد خالفت هذا النص بأن
عملت في ١٢ فيلما وقد كان لإشتراكها في هذا العدد الكبير من الأفلام أسوأ
الأثر
في عدم محافظتها علي مواعيد العمل الأمر الذي سبب تعطيلنا
واوقع بنا أضرارا مادية
وأدبية ولم نشأ أن نحاسبها علي ذلك في حينه خشية وقوع خلاف قد يزيد من
تعطيل العمل
كما أن عملها في هذه الأفلام الكثيرة قد أثر في صحتها وكان سبباً في
ملازمتها
للفراش لمدة ثلاثة أسابيع اضطررنا خلالها إلي ايقاف التصوير لحين شفائها«.
كان
الاعتراضان السابقان هما أهم ما حاولت نادية من خلاله بناء دعواها وقد ردت
عليها
الشركة بما رأت أن كفيل بعدم دفع أي تعويض ولذلك انهت مذكرتها
قائلة »ومما تقدم
يتضح لسيادتكم أن السيدة نادية لطفي لايحق لها المطالبة بأي تعويض نتيجة
لطول مدة
تصوير الفيلم بل علي العكس من ذلك فإنه اذا اضطر الأمر سنطالبها نحن
بالتعويض
الأدبي والمادي نتيجة للتعطيل الذي أصابنا من جراء عدم حضورها
في المواعيد المقررة
من جهة وبقيامها بالعمل في أفلام أخري خلال فترة التعاقد المتفق عليها«.
..
وهكذا لم يكن أمام نادية لطفي بعد سماعها لرد الشركة في المحكمة سوي أن
تعيد
النظر!
أخبار النجوم المصرية في
02/07/2009 |