ربما لأن القضية حساسة وساخنة أخذت كل تلك المساحة من
الاهتمام عبر الصحافة ومواقع النت ولكنها لم تكن الوحيدة ولا الأولي ولا هي
حتي
بمفهوم الإثارة الأكثر إثارة..
أحدثكم عن الانتقاد الحاد الذي وجهه »عمرو
أديب«
للمنتخب القومي المصري في برنامجه
»القاهرة اليوم«
ووصمهم بفضيحة
أخلاقية تمس الشرف بعد هزيمتهم من أمريكا..
كان
»عمرو« مثل أغلب المصريين
والعرب قد شاهد المباراة ورأي مثلما رأينا الخيبة الثقيلة التي اعترت
المنتخب
ووقفوهم في حالة ثبات في الملعب بلا حركة ولا خطة فانطلقت كلماته التي حملت
ولاشك
تجاوزات..
باقي الحكاية معروفة وهي استقبال السيد
»جمال مبارك« للفريق القومي
بالمطار وتعضيده لهم ثم اعتذار يعلنه »عمرو«
علي الهواء.. ولكن هل أغلق
الملف؟ أنا أري أنه ينبغي أن يعاد فتح هذا الملف مرة أخري..
لا أقصد واقعة الفريق
القومي ولكن ملف مذيعي »التوك شو« حيث أنها باتت ظاهرة في البيوت المصرية
والعربية وربما لهذا السبب التقط »وحيد حامد«
شخصية مقدمة برنامج »توك شو«
لتصبح هي بطلة آخر أفلامه »احكي يا شهرزاد«
لأنها بالفعل صارت شخصية لها
حضورها شبه اليومي في بيوتنا..
كان »عمرو
أديب« هو صاحب أقدم برنامج »القاهرة
اليوم« وليس سرا أن برنامج »البيت بيتك«
تم افتتاحه قبل نحو خمس
سنوات وهو يضع علي قائمة أجندته أن يتحول إلي برنامج جماهيري يسرق الأضواء
من
»القاهرة
اليوم«..
وهكذا كان وزير الإعلام السابق
»د. ممدوح البلتاجي«
وراء الاستعانة بنفس مهندس الديكور الذي صار بعد ذلك منتجا للبرنامج »محمود
بركة« وبركة هو مهندس الديكور للقاهرة اليوم وكان »حسين الإمام«
يقدم فقرة
ناجحة في »القاهرة اليوم«
فتم الاتفاق معه علي قتديم نفس الفقرة في
»البيت
بيتك«.. بل إن »نيرفانا إدريس«
عندما اختلفت مع إدارة قناة
»أوربت« أصبحت
هي مذيعة »البيت بيتك« بعد انتقالها من »القاهرة اليوم«..
ليس سرا أن
البرنامج المصري وضع أمامه هدفا واحدا وهو الاستحواذ علي
الجمهور وفي هذا السياق
نستطيع أن نري مثلا أن الاستعانة بمقدم برامج له حس جماهيري لاينكر »محمود سعد«
كان الهدف من ورائه تقديم مذيع نجم في »البيت بيتك«
يواجه مذيع نجم »عمرو
أديب« في »القاهرة اليوم«..
وفجأة انتشرت التنويعات علي نفس التيمة أقصد
برامج مشابهة.. الكل يبحث عن برنامج »توك شو«
وكانت القناة الخاصة
»دريم«
هي الأسبق ببرنامج »العاشرة مساء« مع »مني الشاذلي« ومني مذيعة في قناة
ART
لها مشوار عشر سنوات مذيعة ناجحة قبل
»العاشرة مساء« لكنها كانت مثل
قناة
ART
مذيعة »مشفرة«
أي لايعرفها الجمهور المصري وفجأة حققت سخونة
وحميمية عند الناس وظهر بعد ذلك »٠٩
دقيقة«
مع »معتز الدمراش« و »مي
الشربيني« وكان الاتجاه هو أن يسبق بنصف ساعة »العاشرة مساء«
ليستحوذ علي
الجمهور وقد لفت البرنامج الانظار إليه عندما فجر القضية المعروفة ببنات »البيتزا
والتي كان يتناول فيها حلقة قدمتها الاعلامية الكبيرة »هالة سرحان«
عبر »روتانا«
عن فتيات الليل في مصر..
منذ ذلك التاريخ والبرنامج يسعي لكي يحصل
علي مساحة وبدلا من أن يسبق »العاشرة مساء«
بنصف ساعة صار الآن يسبقه بنحو ساعة
كاملة.. وتعددت البرامج عبر الفضائيات الكل يقدم نفس الفكرة الفارق فقط في
التناول الكل يحاول أن يستحوذ علي قسط أكبر من
»تورتة« الأخبار وشاهدنا الصراع
بينهم وحتي آخر نفس..
قناة
O.T.V،
قناة »الحياة«
لها برنامجين في نفس
التوقيت، »الساعة«، »البغدادية« هذه المحطات وغيرها قدمت برامج تتشابه مع
فكرة »القاهرة اليوم«..
الكل يسعي إلي إثارة نفس القضية التي يعتقد أنها تشغل
بال الجمهور المصري ومن ثم الجمهور العربي...
نسيت أن ذكر لكم برنامج جمال عنايت »علي الهواء
«الذي كان هو الأسبق عندما كان يقدمه »عماد الدين أديب وهو أسبق
من »القاهرة اليوم«
بل إنه هو الأب الشرعي للقاهرة اليوم وبالتالي لكل البرامج
الأخري التي ولدت من رحم »القاهرة اليوم«
إلا أنه يظل خارج هذا السباق فهو لديه
تركيبته الفنية الخاصة علي مستوي الشكل والمضمون يتبع أسلوب
مغاير فهو بمثابة الزب
ولهذا لايدخل في منافسة مع أبنائه!!
يجب أن نعترف أن هناك زحام أدي إلي زيادة
التنافس وإلي استخدام كل الأسلحة للاستحواذ علي الجمهور..
الكل لديه نفس الحدث
ويبقي فقط الاختلاف الوحيد هو أسلوب المعالجة..
ومثلما يحدث في عالم الصحافة
رأينا الإثارة في اختيار العناوين وفي تناولها لنفس الخبر حدث ذلك في كل
برامج
»التوك
شو«
فقط مع اختلاف الدرجة لأنه بمقدار اقتراب مقدمي برامج
»التوك
شو« من الجمهور صار الناس أيضا ينتظرون من مقدم البرنامج أن يعبر عنهم
وغالبا
المطلوب منه أن يشفي غليلهم مما يشاهدوه في الحياة من قضايا وأحداث..
ليس كل
مذيع مؤهل لكي يدلي بدلوه
في القضايا السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية
والفنية والرياضية بالاضافة إلي علوم الذرة وعلوم الفلك..
هذه هي الحقيقة بالطبع
ولكن جمهور المشاهدين لايعنيه هذا المنطق إنه ينتظر أن يري مذيعه المفضل
وهوي قول
له رأي حول كل المشكلات التي يعيشها..
لاشك أن المصريين والعرب حتي الذين ليس لهم
علاقة بكرة القدم شعروا بالغضب تجاه الفريق القومي وهذا ما شكل لدي »عمرو
أديب«
حافز مضاعف لكي يفرغ شحنة الغضب في الشارع وهكذا حدث التجاوز لأنه نعت
لاعبي
الفريق بألفاظ لاتليق ولكننا ينبغي ألا ننسي أن هناك من اتهم
القضاء علنا عبر شاشة
التليفزيون الرسمي بألفاظ لا تليق والقضاء في كل دول العالم يظل مساحة لها
قدسيتها
لايمكن السخرية منها وانتهاكها ولكن هذا هو ما حدث..
أيضا شاهدت في أحد البرامج
في قناة خاصة رجل يصف ابنه بأنه ابن حرام وزوجته التي هي لاتزال علي ذمته
بأنها
زانية ولم يكن التشهير في حلقة واحدة ولكن أمتد ثلاث حلقات
متتالية بحجة أن الجمهور
كان شغوفا بالمتابعة..
رأيت اثنان من كبار الصحفيين كل منهما يصف الآخر بأنه ابن ».....«
التجاوزات نري بعضها من مقدمي برامج »التوك شو«
وبعضها أيضا من
ضيوفهم!!
الكل ينتهك حرمة البيت المصري والعربي بألفاظ وأفعال تخدش الحياء
والقيم والمباديء.. أنا لا أطالب بتقييد الحريات الإعلامية ولا أثق كثيرا
في
نوايا ميثاق الشرف الاعلامي الذي نسعي أكثر من حكومة عربية
لإقراره..
لا أريد كل
ذلك ولكن ينبغي أن يعاد الانضباط إلي مقدمي برامج »التوك شو« ويعترف كل
منهم
وبلا استثناء أنه لايعرف كل شيء عن كل شيء ولايدلي بدلوه إلا فقط في تلك
القضايا
التي يلم بكل تفاصيلها وألا يستهويهم تصفيق جمهور المشاهدين
لأن الجمهور قد يعتبرها
جرأة يثاب عليها المذيع بالتصفيق مرة ولكنه قد يستهجنها عشر مرات لو شعر
بأن هناك
تجاوز.. نعم انها »التورتة« التي يسعي كل منهم لكي يحصل منها علي قضمة أكبر
من المذيع الآخر..
نعم من حق مقدمي برامج
»التوك شو« أن يتناولوا ما يجري في
حياتنا علي مختلف الأصعدة علي شرط ألا يصبحوا هم أيضا فقرات »توك شو«!!
أخبار النجوم المصرية في
02/07/2009 |