«قصف» إعلاني في الصحف وحوارات تلفزيونية مع نجوم الأفلام. شبّاك التذاكر
في مأزق، والدعاية لم تعد ترفاً. موسم السينما المصرية 2009 يشهد «حمّى»
ترويجيّة واهتماماً غير مسبوق بمختلف أنواع الدعاية، مبتكرةً كانت أو
تقليدية
من المتّفق عليه أنّ المعيار الوحيد لنجاح أي فيلم مصري، وخصوصاً في موسم
الصيف هو شبّاك التذاكر. ومن المتّفق عليه أيضاً أنّ النجوم يعرفون أن
الصحافة لن تغفر الإيرادات الضعيفة لأن الموسم قصير، وأنفلونزا الخنازير
تحوم حول صالات العرض التي يجافيها المصريون هذه الفترة. إضافةً إلى أنّ
زحمة الأفلام لم تعد تسمح للواثقين بجمهورهم، بانتظار الإقبال الكبير من
دون بذل أي مجهود كما اعتادوا في السنوات السابقة.
بناءً على كل ما سبق، يشهد الموسم الحالي إقبالاً كبيراً على الدعاية
بمختلف أنواعها. حتى إنّ هناك مَن لجأ مجدداً إلى الدعاية التقليدية لضمان
التأثير والوجود بقوة على الساحة الإعلامية، إما لدعم الإيرادات أو لتأكيد
النجاح، حتى لو لم يعترف بذلك شبّاك التذاكر.
الدعاية التقليدية للأفلام المصرية إذاً، التي خاصمها النجوم طويلاً، تعتمد
على كثافة إعلانية في الصحف وحوارات صحافية وتلفزيونية، بعيداً عن التعالي
الذي اتسمت به علاقة النجوم بالصحافة في السنوات الأخيرة.
هكذا قبلت منى زكي مثلاً دعوة خمس صحف مصرية وأربع قنوات تلفزيونية في
أسبوع واحد، للتأكيد على أن فيلمها «إحكي يا شهرزاد» لا يستحق الهجوم
الظالم ضده، وأنه فيلم مهم بعيداً عن أزمة الإعلان والقبلة التي حُذفت
لاحقاً.
ولعلّ هذا الهجوم على زكي كان سبباً في الترويج الكبير للفيلم «بعدما أصبح
في مقدمة اهتمامات الصحافة» كما أعلن منتج الشريط كامل أبو علي. وهذا
الأخير هو أيضاً منتج الفيلم الثاني المثير للجدل أي «دكّان شحاتة» لخالد
يوسف.
وطبعاً رحّبت الصحف والقنوات المصرية بظهور زكي مع فريق الفيلم، دون سؤالها
ـــــ ولو بشكل غير مباشر ـــــ عن إعلانها المتكرر مقاطعة الصحافة في
العامين الماضيين. وهذه المقاطعة كانت فعلية إذ ابتعدت الممثلة المصرية عن
كل الحوارات الإعلامية بسبب غضبها من الشائعات التي تحدّثت عن انفصالها عن
زوجها أحمد حلمي. أما فيلم «فرح» فاعتمد على طريقة دعائية جديدة في السينما
المصرية، وهي نجاح فيلم «كباريه». هكذا تصدّرت عبارة «صنّاع فيلم «كباريه»
يقدّمون الفرح» للمرة الأولى الإعلانات السينمائية المصرية. من جهة ثانية،
فإنّ التوفيق لم يحالف شركة «غودنيوز» في الترويج لأفلامها هذا الموسم. وقد
أدى العنف المبالغ فيه في فيلم «إبراهيم الأبيض» إلى عدم تحقيقه الإقبال
الجماهيري المتوقع، ليخرج محمود عبد العزيز وحده فائزاً في هذه التجربة،
رغم أنه لم يُجرِ أي حوار تلفزيوني. لكن إشادة النقّاد بعودته القوية طغت
على الحضور المكثّف لبطل الفيلم أحمد السقا في قنوات وحوارات صحافية عدة.
وقد تكرّر الأمر نفسه مع فيلم «بوبوس» لعادل إمام بسبب كثرة الانتقادات له،
وعدم تقديم الإعلان المناسب لقصة الفيلم. حتى إن الإعلان الإذاعي للعمل حمل
مقاطع صوتية لا يمكن فهمها إلا بمشاهدة الصورة. وما زاد الطين بلّة أنّ
الحوارات الصحافية مع «الزعيم» لم تحقّق التأثير المطلوب. غير أنّ صنّاع
فيلم «السفاح» ارتأوا الاستناد في الإعلان إلى عائلة السفّاح الحقيقي ـــــ
لكون القصة مقتبسة من وقائع حقيقية ـــــ إلى جانب إعلان تلفزيوني مميّز
لجذب الجمهور إلى الفيلم الذي بدأت عروضه أمس الأربعاء.
ورغم إيجابيات الدعاية التقليدية التي تساعد ـــــ في حال نجاحها ـــــ على
زيادة الإقبال على شبّاك التذاكر، فإن الطريقة التي أعلن بها أحمد حلمي عن
فيلمه الجديد «ألف مبروك» أكدت للجميع أن التفكير في الدعاية يجب أن يسبق
الفيلم نفسه. إذ طرح حلمي أولاً أربعة بوسترات تمهيدية وكلّها تمتعت بقدر
عالٍ من الجاذبية. تزامن ذلك مع أكثر من إعلان إذاعي بصوته لفت الانتباه
إلى الفيلم بقوة، قبل أن يعلن عن موقع خاص على الإنترنت يفتقد المعلومات
لكنه يتمتع بتميّز لم يحصل سابقاً مع أي فيلم مصري، علماً بأنه نادراً ما
يهتم المنتجون باستخدام الإنترنت في الدعاية لأفلامهم. ثم جاء الإعلان
التلفزيوني مختلفاً تماماً عن كل ما سبق، ليجعل الكلّ يترقب مضمون الشريط
الذي لم يظهر قطّ في الإعلانات، سواء كانت منشورة أو مسموعة أو مرئية. وفي
حال نجاح الفيلم كما هو متوقع بسبب ثقة الجمهور بأحمد حلمي، فالدعاية
الخاصة به ستفرض نفسها على الساحة في المستقبل القريب.
دعاية... سلبية
على عكس كل أفلام الصيف، سار فيلم «المشتبه» في طريق آخر، من خلال دعاية
سلبية زادت من أزمة الفيلم المليء بالثُّغَر الفنية. إذ أطلق عمرو واكد
تصريحات نارية فسّر فيها عدم حضوره العرض الأول للفيلم.
وأكّد أنّه امتنع عن الحضور لأن الشريط لم يخرج بالمستوى المطلوب والذي كان
يتوقّعه رغم أن السيناريو كان مميزاً.
لكنه طلب إعادة تصوير بعض المشاهد وتلقّى وعوداً لم تنفّذ. كما فوجئ بوضع
اسم بشرى قبل اسمه على التترات، وأنها كانت هي المنتج الفني للفيلم دون
علمه ما يفسر الانحياز لها في الدعاية.
وجاءت تصريحات واكد لتزيد من عزلة الفيلم، بعدما تبيّن خلال العرض الخاص،
عدم تحكم المخرج في أداء الممثلين، ما دفع الحاضرين إلى الضحك حتى في أكثر
المشاهد مأساويةً.
كلب «الدكتور بهيج»
لفتت الدعاية التمهيدية لفيلم أحمد
مكي (الصورة) الجديد «طير أنت» الانتباه
من خلال الاستعانة بكلب أبيض إلى جانب صورة للدكتور بهيج وهي الشخصية التي
يقدّمها مكي في الفيلم.
الأخبار اللبنانية في
02/07/2009 |