بمناسبة اختيار مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام.. والمحافل
الفنية والثقافية عامة والسينمائية خاصة تحتفل بالسينما الفلسطينية وأيضا
بمناسبة مرور ستين عاما علي القضية الفلسطينية سواء للاعتداءات الاسرائيلية
أو سقوط القدس في يد الاحتلال الصهيوني وما أحدثته من دمار وخراب.. وطوال
هذه السنوات والسينما الفلسطينية تصور بطولاتها ومآسيها وشأنها علي الشاشة
منذ فيلم يد آلهية للمخرج أيليا سليمان ومرورا بأفلام تذكرة إلي القدس
ونشيد الحجر ـ وعرس الجليل وزواج رنا وعرضها بالمهرجانات العربية
والعالمية.
وقد اختارت أدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بدورته الخامسة
والعشرين والتي ستعقد أوائل أغسطس القادم السينما الفلسطينية كضيف شرف وعرض
تسعة أفلام للسينما الفلسطينية ودعوة رموزها وعقد ندوة رئيسية بعنوان
السينما الفلسطينية.. الوطن والغربة ومن الأفلام التي ستعرض عيد ميلاد
ليلي وصيفا ـ ليش صابرين ـ إلي أبي ـ ملح هذا البحر إخراج آن ماري جاسر
وقام مهرجان دبي السينمائي الأخير بعرض سبعة أفلام في برنامج بعنوان ليالي
عربية ومنها المر والرمان للمخرجة نجوي النجار وملح هذا البحر وفيلم
فلسطيني دانماركي مشترك بعنوان بعثة فضاء إخراج لاريسا منصور.
ويتوالي الاحتفال بالسينما الفلسطينية بعرض فيلم يد الهية بمهرجان ساندانس
السينمائي الأخير.. وفي مهرجان تارومينا الايطالي بدورته الخامسة
والخمسين لأفلام دول البحر المتوسط وعرض قضاياها الأجتماعية وحصول فيلم
للمخرجة شيرين دعبس علي جائزة النقاد فيبرس ومؤخرا قام المتحف السينمائي
الأمريكي الذي يعرض نوعية الأفلام ذات الشأن الاجتماعي والتاريخي وتحت
عنوان حفل عيد ميلاد فلسطينية تم عرض فيلم عيد ميلاد ليلي, بطولة محمد
بكري وإخراج رشيد مشهراوي. وهذه الأفلام توضح هموم المواطن الفلسطيني
وصعوبة حياته الاجتماعية بوطنه الذي يشهد الانهيار الداخلي أيضا هناك فيلم
من دم ولحم تأليف واخراج عزة شعبان.
ومن الأفلام التي توضح هذا الانهيار والمعاناة للشعب الفلسطيني خلال الحصار
الاسرائيلي ذاكرة الصبار اخراج حنا مصلح وفيلم إلي أبي إخراج عبدالسلام
شحادة وهي تعبر عن معاناة هذا الشعب.. ومؤخرا افتتح بمدينة البندقية
البينالي الدولي الـ53 لهذا العام وتحت عنوان صناعة وعوالم للأعمال
الفنية للشباب بدول العالم تم عرض ثلاثة أفلام رسوم متحركة ببرنامج الفيديو
والأفلام للمخرج شادي حبيب الله وبعنوان حسنا أضرب لكي لاتدب.
وحاليا يتم الأستعداد لانتاج فيلم فلسطيني فرنسي مشترك يخرجه سمير عبدالله
الفرنسي ومن أصول مصرية ولم يحدد عنوانه للآن ولكنه يسلط الضوء علي معاناة
شعب غزة خلال الغزو الاسرائيلي الذي استمر22 يوما ونفس المخرج قام باخراج
فيلم الحصار من قبل والذي يوضح معاناة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
عندما حاصرته القوات الأسرائلية بمدينة رام الله لمدة ثلاث سنوات وهكذا
تتوالي أفلام المعاناة الفلسطينية سواء روائية أو تسجيلية أو وثائقية
وعرضها بمهرجانات العالم سواء عربية أو أجنبية والتي شدت انتباه
السينمائيين بكل دول العالم
الأهرام اليومي في
01/07/2009
أزمة السينما
كتب-علاء
سالم
في الوقت الذي تؤكد فيه مؤشرات الأزمة الاقتصادية إفلاس العديد من الكيانات
الاقتصادية العملاقة والبنوك تراجعت حركة الانتاج السينمائي في مصر بسبب
إحجام المحطات الفضائية عن شراء الافلام أو المشاركة في الانتاج كما كان
يحدث من قبل الأمر الذي يهدد صناعة السينما حاليا نظرا لاعتماد الإنتاج
لدينا علي القطاع الخاص وعليه يجب التحرك سريعا لإيجاد حل ينقذ السينما من
الانهيار وتحول المنتجين الي الاستثمار في قطاعات اخري ولعل معظمنا لا يعرف
دورة عجلة الانتاج في السينما المصرية حيث يبلغ متوسط ميزانية الفيلم
المصري نحو3,5 مليون جنيه يكاد المنتج يسترجعها بالعافية, لأن
الإيرادات لا يحصل عيها المنتج فقط بل انه لايحصل إلا علي25% والباقي
يذهب للموزع ودار العرض حيث يحصل صاحب دار العرض وحده علي60% وهذا يؤكد
حقيقة مهمة جدا هي ان المنتج المصري يحتاج الي دعم ورعاية الدولة حتي
لايهرب بعيدا عن السينما والحقيقة أن هناك العديد من المنتجين يلاقوا خسائر
فادحة رغم ما تحققه افلامهم من ايرادات, بالإضافة إلي حقيقة مهمة وهي
سيطرة مجموعة واحدة حاليا علي دور العرض الامر الذي كان بمثابة اصدار حكم
الاعدام علي صغار المنتجين الذين انسحبوا خوفا من مواجهة مع اتحاد اصحاب
دور العرض, لأنه من الممكن عدم عرض افلامهم مما يترتب عليه خسائر كبيرة
واعتقد أن هناك العديد من المنتجين المغامرين الذين تجرأوا وجازفوا بالدخول
الي التجربة وبقيت افلامهم حبيسة لا تجد منفذا للعرض إلا القنوات الفضائية
ومازال الفيلم المصري يعاني مشكلات التوزيع الخارجي والجري وراء المحطات
الفضائية وبالطبع انتظار ارباح التوزيع الداخلي الواهية, وبالتأكيد ان
المستثمر الذي تحمل تكلفة انشاء دار العرض يجب ان يسترجع استثماراته, لكن
أيضا يجب ان يكون هناك حل مثلا ان يزيد عدد دور العرض في مصر الي الضعف مع
العلم ان هناك محافظات بالكامل ليس بها دار عرض سينمائي واحدة.. دعونا
نفكر في حلول حقيقية.
الأهرام اليومي في
01/07/2009 |