ضربت موجة العمليات الانتحارية والهجمات المتصاعدة التي تشهدها باكستان
حاليا صناعة السينما الباكستانية وعاصمتها لاهور المعروفة بـ"لوليوود"
والأنشطة الفنية والثقافية في مختلف أرجاء البلاد.
وفي حديث خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" قال المحلل الفني والثقافي الباكستاني
خالد فارشوري إن العنف المتصاعد والذي استهدف دور سينما ومسارح على مدى
الشهور الماضية والتهديدات التي يتعرض لها الممثلون والمنتجون من حركة
"طالبان باكستان" وعزوف الجمهور عن ارتياد السينمات والمسارح أجبرت عددا من
الممثلين على تغيير مهنتهم، وأثرت على حجم إنتاج الأعمال السينمائية.
وأضاف قائلا: "الكثيرون من العاملين في المجال الفني والسينمائي أخبروني
بأنهم يفكرون في الالتحاق بوظائف أخرى للتكسب".
عاصمة السينما
ولفت فارشوري إلى أن مدينة لاهور المعروفة باسم "لوليوود" أو "عاصمة
السينما الباكستانية" هي أكثر المناطق التي تأثرت سلبا بالهجمات التي
شهدتها باكستان على مدى الشهور الأخيرة الماضية، مشيرا إلى أن إنتاج
الأفلام انخفض كثيرا في لاهور.
وفي السياق ذاته ذكر فارشوري أن "الهجمات التى شهدتها مدينة لاهور مؤخرا
تسببت في انهيار عدد من دور السينما والمسرح، مثل مركز (الحمرا) الفني
والثقافي الذى يعد أكبر البيوت الفنية بوسط لاهور".
تلك الأوضاع السيئة بالإضافة إلى تهديدات "طالبان باكستان" –كما يقول
المحلل الباكستاني- أجبرت عددا من الممثلين على تغيير مهنتهم، مشيرا إلى أن
الممثل الكوميدي الباشتوني علم مجاهد من بين هؤلاء.
ومن جهته قال ساردار خان الشاعر الغنائي والصديق المقرب لمجاهد إن:
"طالبان احتجزت صديقه لمدة 20 يوما، ولم يفرجوا عنه إلا بعد أن تعهد لهم
بأنه سيترك التمثيل".
وبنبرة حزينة أضاف خان: "لقد كان مجاهد ممثلا قديرا أسعد المشاهدين على مدى
عشر سنوات بأدائه المتميز.. لكنه ترك التمثيل وتوجه إلى التدريس بمدينة
بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالي الغربي".
ومجاهد الملقب بـ"ملك الكوميديا" ليس الوحيد الذي ترك التمثيل –بحسب خان-
ولكن ثمانية ممثلين آخرين بحثوا عن وظائف أخرى بسبب تهديدات طالبان.
وأردف قائلا: "الكثيرون فروا بأنفسهم إلى إسلام أباد أو مناطق أخرى خوفا من
تهديدات طالبان".
وعلى الصعيد ذاته، لفت خان الذي عمل في مجال السينما لأكثر من 32 عاما وألف
أغاني 32 فيلما وعددا من ألبومات الأغاني إلى أنه اضطر أيضا إلى ترك
المجال.
وبرر قراره قائلا: "لم أرد أن أعصي والدتي التي حثتني على ترك صناعة
السينما تماما".
عزوف المشاهدين
ولم تتوقف المشكلة عند الممثلين والمنتجين، فقد هجر الكثيرون من المشاهدين
دور السينما والمسارح خوفا من هجمات وتهديدات القاعدة، وهو ما يؤثر على
إيرادات الأعمال الفنية ويضع الممثلين والمنتجين في مشكلات مالية صعبة،
بحسب المحلل الفني فاشوري.
وقد بدأت صناعة السينما في لاهور عام 1929، وهي حاليا أشهر مراكز إنتاج
الأفلام الباكستانية.
ولاهور هي عاصمة إقليم البنجاب أكثر أقاليم باكستان رخاء وسكانا، كما أنها
ثاني أكبر مدينة بالبلاد بعد العاصمة إسلام أباد، وينحدر منها عادة كبار
المسئولين في الحكومة وقادة الجيش.
وشهدت لاهور الشهر الماضي انفجارا ضخما عندما اقتحم مهاجم يقود سيارة
ملغومة مركزا للشرطة؛ مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا وإصابة 250
آخرين ووقوع خسائر مادية كبيرة.
كما شهدت لاهور في شهر مارس الماضي هجوما بالقنابل والأسلحة النارية شنه
مسلحون على مركز للتدريب تابع للشرطة، وبعد ثماني ساعات من المواجهات
المسلحة استعادت القوات الباكستانية السيطرة على المركز الذي اقتحمه
المسلحون واحتجزوا فيه مجموعة من المجندين كرهائن.
وفي الشهر نفسه فتح مسلحون نيران أسلحتهم الرشاشة على حافلة تقل لاعبين في
المنتخب السريلانكي للكريكيت بينما كانوا في طريقهم إلى الملعب المخصص
للمشاركة في مباراة دولية، ما أدى إلى إصابة ثمانية من لاعبي المنتخب وستة
من عناصر الشرطة الباكستانية ومقتل سائق الحافلة.
إسلام أنلاين في
20/06/2009 |