سلسلة الأجزاء تُصنع عادة في الخارج باتفاقيات مسبقة.. أي ان هناك خطط عمل
في صناعة الفيلم تتوقع عدم اشباع المشاهد من الحدوتة خاصة اذا كانت محملة
بتقنيات فنية عالية الجودة وبالتالي ضامنة للجذب والاقبال.. من هنا تجيء
حتمية تقطيع الفيلم إلي عدة أجزاء تنافس بعضها بعضا.. أما عندنا فتحكمنا
"الصدفة" وقانون "السمك لبن تمر هندي"!!
وفيلم "عمر وسلمي 2" للمخرج أحمد البدري ما هو الا محاولة لاستثمار المغني
في الأساس. قبل استثمار الحدوتة أو غيرها.. لأن الطريقة التي يؤدي بها دوره
سواء في الجزء الأول أو الثاني لا تختلف كثيرا عن أسلوبه حتي في الغناء..
ولا بالهيصة والزمبليطة التي تصاحب تواجده علي مسرح الحفلات.. من أول
الهزار المستمر. وحتي التحرش والشجار الذي يحدث بين جمهوره من الشباب والذي
ينتهي عادة اما في سيارات الاسعاف أو في أقسام البوليس!!
من هنا يجيء الاستغلال من قبل المنتجين باستثمار الورقة الرابحة أو
التركيبة الرايجة. بدلا من بذل مجهود الابتكار أو البحث عن أفكار جديدة
تغير من جلد تامر حسني علي الشاشة.. ولم المحاولة اذن وضمان النجاح مضمون
علي طريقة "اللي تغلب به تلعب به" والنص التفصيلي يمكن معالجته باستمرارية
الحدوتة ولكن بعد فترة زمنية اخري من الحكاية السابقة.. والكل حايدخل ويضحك
شوية ويهيس مع كلمات الممثلين الغريبة والشاذة. بما فيها ما يجيء علي لسان
الأطفال وهو أخطر ما في الموضوع!!
اننا مع عمر "تامر حسني" بعدما تزوج من ست الحسن سلمي "مي عزالدين" في
نهاية الجزء الأول بالمخرج أكرم فريد الذي انسحب في لحظة افاقة غير معهودة
لأهمية الصناعة وحتمية دور كل واحد فيها! يفاجئنا المخرج الثاني للجزء
الثاني أحمد البدري بعمل موقف طريف ومختصر لحمل وانجاب الزوجة مرتين. وعلي
عجلة البضاعة الخاصة بالهيبرات حيث يجيئها طلق الولادة. ومن العجلة إلي
غرفة العمليات عدل ليصبح عمر أبا لبنتين جميلتين "ليلي وملك أحمد زاهر".
وبعد عدة سنوات نري هذا الأب غير مسئول. ويريد أن يمارس انفلاته الذي اعتاد
عليه قبل الزواج حتي مع جاراته وزميلاته في العمل.. فطبيعي ان يحدث تشقق في
حياته الزوجية!
كان يمكن للمؤلف أحمد عبدالفتاح استغلال هذه المواقف بشكل أفضل كأن يناقش
مثلا مشكلة الزهق أو الملل الذي يصيب الحياة الزوجية بعد فترة من الزواج..
وبالتالي يصبح للعمل قيمة تستطيع ان تصمد مع الزمن.. ولكن هيهات ان يفعل
ذلك والفودفيل بشكله "التهيس" الجديد يسيطر علي فكر الجميع.. حيث يتم تجنب
الجدية التي تصنع الكوميديا أيضا.. لكي يتكالب الجميع علي الرقص
والمونولوجات والأكروبات والتنكيت الرديء والمتواصل حتي النهاية!!
وليس أدل علي ذلك من صورة الأب الهزيلة ليست في تامر فقط ولكن أبوه هو أيضا
"عزت أبوعوب" الذي بدوره تزوج من فتاة حسناء. لترتكز مشاكله في صعوبة أداء
دوره الجنسي معها وكأن هذه هي مشاكلهم العويصة وحدها.. وما بين خيبة الابن
وخيبة الأب ياقلبي لا تحزن!!
الغريب في هذا الفيلم "المايع" ان تجد مجهودا من مخرج يأخذ المسألة جد في
عمله. ويبذل أقصي جهده وخبرته في تقديم صورة سينمائية تمتليء بالحيوية
والنشاط.. ولكنه فعل مثل الذي يبني هرما موازيا للهرم الأكبر ولكن من
كارتون.. وقد لفت نظري وجود طفل جديد اسمه "يوسف عطية" موهوب بالفطرة
ويستطيع ان يستغل في نصوص أفضل.!!
أما أطرف ما في الفيلم ان تامر حسني يري نفسه في مشهد علي شاشة التليفزيون
فيسخر من نفسه. حتي من تصرفاته وكثافة شعره وغيرها.. والله صدقت يا تامر!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
11/06/2009 |