عن هموم وطنه وأمته يكتب. من وطن العراقة في الخليج العربي يبرز أسمه. في 'حكاية بحرينية' أوضح للجيل الجديد أن للبحرين تاريخاً سياسياً ونضالاً طويلاً. في 'صلاة الليل'، الذي رُفِضَ إنجازه كفيلم، تسأل عن ثمن تضحيات المجتمع البحريني، ومفهوم الشهادة، والديمقراطية التي يُطمَح إليها. كما فعل في 'حكاية بحرينية' عندما ربط البحرين في العالم العربي كجزء من المنظومة القومية وأظهر تأثير نكسة عام 67 على مجتمعها، ربطها مرة ثانية في 'صلاة الليل' من خلال حرب أكتوبر التي اعتبر أن نصرها تحول إلى هزيمة بعد الاتفاقيات والمعاهدات مع العدو الصهيوني. هو الكاتب فريد رمضان الذي يرتبط اسمه بالسينما البحرينية كأحد أبرز كتاب السيناريو فيها. 'القدس العربي' تجاذبت معه أطراف الحديث حول مستقبل السينما في الخليج والبحرين، فكان معه هذا الحوار:

·         كيف ترى وتقيم تجربة الشباب في السينما البحرينية؟

تجربة الفيلم القصير في البحرين حققت انتعاشا، في الفترة الأخيرة، بسبب وجود ظاهرة المهرجانات في الخليج، وأهمها مهرجان أبو ظبي للأفلام القصيرة، ومهرجان الخليج السينمائي في دورتيه الأولى والثانية في دبي. اعتبر هذه المهرجانات منشطاً ومحفزاً للهواة الذين يعملون كـ Film maker في البحرين لإنتاج كمية كبيرة من الأعمال، بالرغم من أن القيمة الإبداعية تختلف من فيلم لأخر. هذا الاختلاف يُعتَبَرْ مسألة طبيعية في الوقت الحالي، لأن صناعة السينما بالنسبة للفيلم القصير عرفت تطوراً عن ما مضى، فالجيل الجديد توفرت له الأجهزة مما سهل عليه عملية الإنتاج. لكن طبعاً، ينقص هذا الجيل الوعي الحقيقي بالسينما. مع الوقت، سيسقط المخرج الضعيف ويبقى الصالح الذي يمكن أن يطور تجربته إلى الأفلام الروائية الطويلة. في الفترة الأخيرة، بدأت بعض الأسماء من الشباب تؤكد أو تعطي شعوراً بأنها تمتلك المسؤولية والوعي للذهاب في مشروعها لصناعة الفيلم الروائي الطويل، مثل محمد راشد أبو علي وبعض الأسماء الشابة الأخرى.

·         كيف يمكن التوفيق بين السينما كثقافة ومتعة وبين مشروعها التجاري؟

الهدف من أي فيلم في الأساس هو التسلية والمتعة. لكن كأي عمل إبداعي تنطوي الأفلام سواء شريط سينمائي، أو عمل روائي، أو حتى مسلسل درامي على خطاب معين. قيمة هذا الخطاب تؤكد القيمة الثقافية التي يمكن أن يحتويها العمل. في الوطن العربي والمجتمع الأوروبي يسعون إلى تقديم سينما تنطوي على خطاب ثقافي يناقش قضايا مجتمعاتهم. الشريط السينمائي يحاول أن يمسك العصا من الطرفين، لأن صناعة الفيلم تتطلب عملية إنتاجية مكلفة، والمنتج الذي يستثمر أمواله يريد أن يسترجعها. إذا أخذنا أمريكا كنموذج، يمكن أن نقسم فيها السينما إلى نوعين، واحدة تجارية بالدرجة الأولى، وأخرى مستقلة تسعى لتعويض مصاريفها الإنتاجية بالإضافة إلى تقديم خطابها الثقافي. مع ذلك، تجد أن ماكينة صناعة هوليوود التجارية تعتمد أساساً على تقديم شحنة من الترفيه، يعني إذا صح التعبير يمكن أن تخرج بعد مشاهدة الفيلم دون أن يعلق في ذهنك أي شيء. كل فيلم في الحقيقة هو تجاري، لكن البعض يحاول أن يطرح قضايا مجتمعه سواء كان في الهند، أو أمريكا، أو أي منطقة في العالم.

·         في رأيك ما هي الخطوات التي يمكن أن تتبع لتطوير السينما البحرينية أكثر؟

أهم خطوة كانت بالنسبة لنا في البحرين هي أن يكون لدينا شركة للإنتاج السينمائي. هذه الشركة تحققت وأنتجت فيلمين هما: 'حكاية بحرينية' و'أربعة بنات' والآن يعملون على إنتاج فيلم تاريخي ضخم، أتمنى أن يتم إنجازه. الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي هي الأساس بالنسبة لتوفير المال من أجل هذه الصناعة. بعد ذلك، تبقى قضية توفر العناصر التقنية والفنية لإكمال حلقة الصناعة السينمائية التي لا تكتمل إلا بتوفر جميع مكوناتها من مصور سينمائي، ومهندس صوت، وفنان إضاءة، وكاتب سيناريو. نحن بحاجة لتوفر كل هذه العناصر في البحرين لأنها ممكن أن تكون داعمة أيضا للتجارب الخليجية التي بدأت تتولد في المنطقة خاصة في دولة الإمارات، المهيأة للقيام بدور كبير في مجال هذا الفن. في الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي انبثقت ورش عمل جديدة لتأسيس العناصر السينمائية التي تكلمنا عنها. فهناك ورشة لإدارة الإنتاج التي يكمن ان يحضرها المخرجون ليروا كيفية إدارة عملية إنتاج أي فيلم وماذا تتطلب. لأن معظمهم مع الأسف يشرعون في تصوير الأفلام بدون أي خبرة علمية أو نظرية، فهذه الورشة ستكون مفيدة من هذه الناحية. الورشة الثانية وهي الأهم بمساعدة مؤسسة سينما تورينو من إيطاليا تهدف إلى تطوير نصوص الأعمال الروائية الطويلة من أجل وصولها إلى مهرجان دبي الدولي من ثم التصويت عليها لتصويرها.

·         كيف ترى تجارب الإنتاج المشترك، لاسيما أن بعضها يمكن استغلالها من أجل تشويه صورة العرب؟

على المستوى الشخصي أنا غير مستعد بتاتاً للتنازل عن مواقفي أو آرائي التي أريد أن أطرحها في تجاربي السينمائية التي أكتبها، بدليل أن هناك فيلما سينمائيا روائيا طويلا رفض في البحرين لأسباب الطرح السياسي الذي تناوله. مع ذلك، مازلت مصر على العمل. المنتج الأجنبي الذي أتعامل معه هو من يقتنع بالعمل الذي أكتبه والذي أرى أنه لا يسيء لبلدي أو الإنسان العربي، في نفس الوقت ينقل صورة العربي أو البحريني أو الخليجي للآخر من خلال وجهة نظرنا نحن أبناء المنطقة. مع الأسف، صورتنا مشوهة لأن الآخر هو من يقدمها بمزاجه. الأعمال التي أكتبها، هي أفكار أؤمن بها وتحفر في المناطق التي أريد أن أقدمها كصورة سينمائية مثل موضوع الهوية، هذا ما فعلناه في فيلم 'حكاية بحرينية' التي أظهرنا فيه أن البحرين مجتمع متنوع الهويات، بدليل أن هناك شخصية يهودية تعيش فيها بسلام. عندما طرحت موضوع الطوائف الإسلامية الموجودة عندنا في 'حكاية بحرينية' تساءل البعض كيف أطرح قضية حساسة مثل هذه، لكنها موجودة فلماذا نحاول إخفاءها، نحن بحاجة لمشاهدتها على الشاشة لكي نتقبلها. أعتقد أن الفيلم جاء في وقته عام 2006. ألان الوضع متأزم في البحرين ويؤكد الخطاب الحالي أنه لم يعد هناك أيديولوجية للوطن بل للدين والمذهب. أمور مثل هذا يجب أن نطرحها ونتكاشف بها كمجتمعات لأننا معنيين بها وأنا صراحة ليست عندي مشكلة بأن يراها الآخر، فهي جزء من مكنوناتنا ولا داعي لأن نخفيها.

عندما يأتي منتج أجنبي يريد أن يظهر ما يريده، ربما يجد بعض الكتاب أو المشتغلين في الفن السابع ممن سيعملون معه، هذه مسألة لا أستطيع أن أمنعها، لكن أستطيع أن أقدم تجارب تواجه هذه الأعمال. في رأي السينما العربية يجب أن تصنع بمفكرين وكتاب عرب لنقل صورتنا كما نراها نحن إلى الآخر. بالنسبة لي إذا لم يكن هناك تنازلات ويوجد احترام للآخر وهويته والقضايا المطروحة، فأهلاً وسهلاً بأي منتج أجنبي.

·         السينما دخلت إلى البحرين قبل أي دولة خليجية أخرى كدور للعرض، ما هي العوائق التي وقفت في وجه تطورها؟

للأسف عوائق السينما في البحرين مثلها مثل معظم العوائق في الدول العربية. لتأسيس السينما في أي بلد تحتاج إلى دعم رسمي من أجل خلق قاعدة سينمائية تنطلق فيما بعد بنفسها للاستمرار. عندما تقرأ تاريخ السينما في مصر، تجد أن القطاع العام هو الذي دعم تأسيسها. المؤسسة السورية للإنتاج السينمائي هي أيضاً جهة رسمية دعمت السينما السورية وقدمت أجمل الأفلام السورية. كذلك بالنسبة للمركز السينمائي المغربي الذي يدعم الأفلام. بسبب عدم توفر الصناعة السينمائية، المستثمر غير مستعد لوضع أمواله، والمغامرة بشيء ليس متأكداً من مردوده. أي بلد بحاجة إلى أن يقدم صورته، لأن السينما تنطوي على خطاب قوي جداً لإيصال اسم البلد إلى العالم من خلال الأفلام. مع الأسف، هذا غير متوفر كوعي عند السلطة العليا، وعند المسؤولين، ووزارات الثقافة والإعلام، مما أدى إلى عدم وجود سينما عربية بشكل عام، ما عدا بعض الدول التي عددتها وأضف إليهم تونس. السينما في هذه الدول بدأت بدعم رسمي حكومي. بقية الدول لم تتوفر على وعي بدور السينما كخطاب إعلامي هام. إضافة إلى ذلك، كان هناك دائماً من ينظر إلى السينما نظرة دونية في المجتمعات الخليجية، كون النهضة المدنية بدأت فيها متأخرة بعد اكتشاف النفط.

·         من الملاحظ أن هناك توجه عام نحو الأفلام القصيرة في الخليج، كيف تفسر ذلك؟

إن توفر التقنيات الحديثة من كاميرات وبرامج الحاسوب وعدم الحاجة للتحميض أو الطبع، سمح بظهور هذا الكم الهائل من الأفلام القصيرة. بالإضافة إلى وجود مهرجانين للأفلام القصيرة في أبو ظبي ودبي، وثِقْ أنه لو توقف هذان المهرجانان سوف تنتهي التجربة وستسمع عن فيلم أو أثنين من الخليج. هناك حقيقة ربما تكون مؤلمة لكنها واقع، وهي أن معظم الذين يعملون في صناعة الأفلام في البحرين، على الأقل الذين أعرفهم، يعملون وعينهم على هذين المهرجانين لأنهما أملهما الوحيد، طبعاً هذا خطأ لكنه الواقع. كما أن الكثير من هذه الأسماء ستسقط مع الوقت لأنهم يصنعون أفلاماً من باب التأثر بالأفلام الهوليوودية وأفلام الحركة بدون الاعتماد على الفكرة. بعد فترة من استمرار مهرجان الخليج السينمائي، الذي يطور نفسه وأدواته مع كل دورة، سيصبح أكثر حزماً في اختيار نوعية الأفلام مما سيؤدي إلى تحسنها.

الظروف الآن مؤاتية لإنتاج أفلام روائية في دول الخليج العربي. وجود المبدعين العراقيين في المهرجانات التي تقام سيساعد على ذلك لاسيما مع وجود مهرجان الخليج السينمائي للأفلام القصيرة بمفهومه الشامل من العراق إلى اليمن بعيدا عن إقليمية مجلس التعاون، لأننا ننتمي إلى الخريطة العربية من الشرق إلى الغرب. في رأيي، هذا مشروع جداً حضاري. كما سبق وذكرت الظروف مهيأة لإنتاج أفلام روائية طويلة بدليل أن هذا العام رأينا ستة أفلام من الخليج بغض النظر عن المستوى الفني وضعف الرؤية أو المستوى الثقافي للخطاب السينمائي المقدم في الفيلم. في المستقبل، ننتظر أن تقدم مشاريع أفضل تنطوي على خطاب سينمائي يعبر عن أبناء هذه المنطقة وينقل صورتهم إلى العالم.

·         لماذا لا يوجد مهرجان للسينما في البحرين؟

قبل مهرجان دبي الدولي أقمنا مهرجان الفيلم العربي في البحرين سنة 2000. كان مشروع مهرجان سنوي، الوزير في تلك الفترة كان متحمساً فوفر لنا الدعم للدورة الأولى. لكن عندما ذهب، انتهى المشروع. هذه مشكلة الأنظمة، ليس فقط في الخليج إنما في الوطن العربي كله، هناك أشخاص وليس مؤسسات، نحن لا نراكم تجارب، يأتي شخص يبدأ بمشروع، لكن عندما يذهب ينتهي المشروع. في حين أننا عندما ننظر إلى الأوروبيين كنموذج نجد تاريخا متواصلا، حيث يتحول عمل الأفراد إلى عمل مؤسساتي يستمر لأجيال.

·         ما هي أكثر المواضيع التي تعالجها في كتاباتك؟

أنا معني كثيراً بالقضايا الاجتماعية والسياسية على مستوى البحرين والأمة العربية. في 'حكاية بحرينية' طرحت تأثير البعد القومي العربي على المواطن البحريني الذي هو جزء من هذه المنظومة القومية. إضافة إلى همومه الاجتماعية الصغيرة وصراعه الداخلي مع السلطة من خلال مطالب شرعية مثل تأسيس إتحاد عمال أو تكوين الجهات السياسية التي تأسست في تلك الفترة. أسلط الضوء على هذه الأمور كجزء من ذاكرة الإنسان البحريني. في 'صلاة الليل' تناولت أيضاً المجتمع البحريني في فترة التسعينيات والعلاقة الملتبسة التي حدثت إثر تفجر الوضع الأمني في البلد، بعد تحول مطالب سلمية لعودة العمل بالدستور والديمقراطية إلى انفلات أمني بين السلطة والشعب، أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والقتلى من الطرفين. 'صلاة الليل' يطرح عدة أسئلة بعد مرور هذه السنوات، هل ما مررنا به يستحق هذه التضحيات؟ هل الديمقراطية المتوفرة ألان هي ما نطمح إليه؟ هل مفهوم الشهادة هي أن نضحي بشباب في مقتبل العمر بشكل مجاني؟ كما فعلت في 'حكاية بحرينية' عندما ربطها بنكسة 1967 ربط البحرين في 'صلاة الليل' بحرب أكتوبر. إضافة إلى الجانب الخاص للبحرين طرحت ماذا حققنا في حرب أكتوبر والانتصار، وتساءلت أين النتائج التي تحققت من هذه الحرب، في أي حرب هناك نتائج. الفيلم يقول وبشكل فيه قسوة أننا لم نربح حرب أكتوبر، بل خسرناها بدليل كل هذه المعاهدات والاتفاقيات مع العدو الصهيوني.

·         هل أنجز 'صلاة الليل'؟

كلا رفض، لكنه نشر في الصحافة، ويمكنك أن تقرأ النص في جريدة 'الوسط' البحرينية.

·         ماذا لديك الآن؟

أعمل ألان على مجموعة أعمال روائية تتحدث عن القضايا الاجتماعية ضمن عادات وطقوس المجتمع الخليجي وتعكس جزءاً من تنوع الهوية في البحرين. تعمدت أن تكون بسيطة لكي لا تخلق صداماً مع الحكومة من ناحية المنع أو الرفض.

·         المخرج عبد الله رشدان قال أن لديك فكرة جديدة يسعى لإخراجها، ما هي هذه الفكرة؟

عبد الله رشدان من المخرجين الشباب الذين نعول عليهم في تقديم أفكار وتجارب جيدة. الفيلم سيكون روائي قصير يتكلم عن قصة جندي بحريني استشهد في حرب تحرير الكويت، وهي قصة حقيقية.نريد أن نقول من خلال هذا الفيلم أن البحرين أيضاً قدمت شهداء من أجل تحرير الكويت. الفيلم يطرح مفهوم الطيور أو الملائكة التي يمكن أن تقدم تضحياتها من أجل الوطن، ويعتبر السياسي الذي يواجه السلطة ويُصنَّف كمعارض شهيداً لهذا الوطن، فالكل يبني الوطن انطلاقا من إيديولوجياته.

·         تعرّض فيلم 'الزائر' للنقد بأنه أضعف من أن يقدم فيلم رعب حقيقي، وتساءل البعض ما الذي دفعك إلى هذا السيناريو؟

سأوضح لك حكاية فيلم 'الزائر'. في عام 1997 كتبت قصة 'حكاية بحرينية' وكان الوضع السياسي متأزماً، والقتل منتشراً في البلاد، والانتفاضة الشعبية وصلت إلى مداها. كتبتها لأنني اكتشفت أن الشارع البحريني يجهل أن البحرين تنطوي على تاريخ سياسي طويل منذ أيام انتفاضة الغواصين عام 1920، فأعتقد الشباب الذي كان يخرج إلى الشوارع ويحرق عجلات السيارات أنه من يصنع تاريخ البحرين، بينما الإنسان البحريني كان يناضل منذ سنين من أجل حقوقه ومطالبه المشروعة والشرعية. كتبت الفيلم في عام 1997 لإيصال خطاب للجيل الجديد بأن هذا البلد يحتوي على تاريخ سياسي طويل. مع الأسف، منذ عام 1997 بقينا نبحث عن منتج لتمويله وبقي العمل عند بسام حتى 2006 عندما تم إنتاجه. في عام 2004 جاءت شركة البحرين للسينما التي عرضنا عليها المشروع، هم كانوا يريدون أن نقدم لهم فيلما كاختبار، فاقترحوا على بسام أن نقدم فيلم رعب كتجربة، لأن هذا النوع من الأفلام هو الذي يجذب الجمهور في الخليج والعالم كله. عندما أخبرني بسام بذلك قلت له أنني مستعد إذا كانت المسألة تتعلق بالأرواح والجن كونها مذكورة في القرآن الكريم ويمكن للمجتمع الخليجي أن يتقبلها لأنها من الموروث الديني. قال لي أنه كتب قصة حدثت في بيته وأراد أن يحولها إلى سيناريو. في غضون ثلاثة أسابيع كتبنا السيناريو وقدمناه للشركة التي دفعت لبسام مبالغ الإنتاج. إذا سألتني هل أنا شخصياً راضِ عن التجربة، سأقول لك كلا، أنا شاركت من أجل صديق درس السينما ويعمل بها. كنت دائماً أقول له أنني مستعد أن أقدم أي شيء من جانبي مجاناً من أجل أن يعمل، على هذا الأساس وافقت أن أعمل في فيلم 'الزائر' لاسيما أننا وعِدنا بأنه في حال نجاحه سنموَّل في إنتاج 'حكاية بحرينية'.

·         ماذا عن النقد السينمائي أين ترى دوره وكيف يؤثر في تطوير السينما البحرينية لاسيما في ظل وجود الناقد حسن حداد؟

شخصياً أعتقد أننا مازلنا نفتقر للنقد السينمائي في البحرين. ما يقوم به الزميل حسن حداد لا يتصل بكتابة النقد السينمائي بقدر كتابات انطباعية حول تجارب شباب بحرينيين أو عرب، على الأقل حتى الآن. شخصياً أنتظر منه الكثير وأتمنى أن يمتلك الأدوات النقدية التي تطور من تجربته، لأن النقد السينمائي مهم مع هذه الفورة التي تحدث الآن في كم الأفلام القصيرة التي تنتج من أجل المشاركة في المهرجانات، والتي يجب أن تواجه بنقد قاس ويمتلك الأدوات الصحيحة والعلمية ليفرز الجيد من الضعيف. كما أن الدور الذي يقوم به أمين صالح وعدد من الكتاب العرب من نقل الثقافة السينمائية إلى اللغة العربية، وخلق ثقافة سينمائية غير متوفرة، سيساعد الكثير من السينمائيين البحرينيين والخليجين وحتى العرب على الإطلاع على هذا الثقافة.

القدس العربي في

02/06/2009