منذ أيام قليلة أصبح «ممدوح الليثى» رئيسا لاتحاد النقابات الفنية، ذلك
المنصب الذى ظللنا نحاول طوال السنوات الماضية الإمساك بمفاتيحه لمعرفة
ماهية هذا الدور الذى لم يكن يظهر سوى فى الاعتصامات والاحتفالات والبيانات
الحماسية، ولكن عندما وصلت الخلافات بين أعضاء نقابة الموسيقيين إلى ساحات
القضاء، وعندما أصدر نقيب المهن التمثيلية د.أشرف زكى قرارا خطيرا يمس، ليس
فقط العلاقات الفنية، بل أيضا الاقتصادية بين مصر والدول العربية لم تكن
لهذا المنصب ملامح واضحة.
حاولنا مواجهة الرئيس الجديد بما سبق .. وتهرب هو بذكاء من بعض الأسئلة،
وعندما ظللنا نسأله عن تقييمه لماهية هذا المنصب فيما سبق .. أخذ يقول:
«دعونا ننسى الماضى».. ولكن ربما لم ينتبه هو إلى أن هذه الجملة تحمل موقفا
ضمنيا واضحا ضد هذا الماضى ! «رئيس اتحاد النقابات الفنية».. ما الدور الذى
من المفترض أن يلعبه من يحصل على هذا اللقب؟ - دعنى أقر حقيقة مهمة فى
البداية فيما يتعلق بالنقابات الفنية الثلاث: «الموسيقية، السينمائية،
والتمثيلية»...أنا أرى أنها أقوى 3 نقابات فنية فى الشرق الأوسط، وبالتالى
عندما يجمعها اتحاد واحد سيقوم بتفعيل الدور المشترك بين الـ3 نقابات..
وأعتقد أن هذا لم يكن يحدث فيما سبق..لا أتصور أنه كان يتم فيما مضى. ولكن
كيف سيثمر هذا التعاون المشترك؟ - أولا: سيسفر هذا التعاون المشترك عن نهضة
حقيقية للفن فى مصر، فعندما تخطط النقابات الثلاث سويا أتصور أن صناعة الفن
عندنا سترتقى بشكل واضح وقوى سواء كان على صعيد السينما أم المسرح أم
التليفزيون.
ثانيا: سنسعى للحصول على حقوق أعضاء النقابات الثلاث لدى الغير، الناس تسمع
عن أرقام فلكية يحصل عليها النجوم مثل أن فلانا حصل على 4 ملايين أو أن
فلانة حصلت على 5 ملايين، وبالتالى يحكمون على الوسط الفنى من هذا المنطلق
رغم أن كمال الشيخ، وسعاد حسنى ومحمود مرسى مثلا ماتوا مفلسين، مثلما يرون
صورة لفنانة عربية مثلا شبه عارية فيتصورون أن الفن كله عرايا رغم أن الوسط
الفنى نصفه الآن من المحجبات. أول قرار اتخذته بعد تولى مهام منصبك؟ - ذهبت
أنا ود.أشرف زكى إلى مجلس الشعب، وبالتحديد إلى لجنة الشكاوى للمطالبة
بحقوقنا المادية التى نص عليها القانون، ولكنها لم تكن تفعل .. فالقانون
يقول إنه من حقنا الحصول على واحد بالمائة من حصيلة بيع أى منتج فنى، حصيلة
هذا الإيراد من الممكن أن توزع على النقابات الثلاث، وبالتحديد على
العاملين الذين لا يحصلون على حقوق مادية مرضية. تحدثت عن أن التعاون
المشترك بين النقابات الثلاث سيسهم فى نهضة واقع الفن المصرى الآن .. ما
الذى تقصده بذلك ؟
- إن ما يقدم الآن بعيد كل البعد عما كنا نقدمه فى الستينيات مثلا.. عندما
كانت هناك 3 شركات حكومية «فيلمنتاج، والقاهرة، وكوبرو فيلم» جميعها تابعة
لمؤسسة السينما التى يشرف عليها عبدالحميد جودة السحار، بالإضافة إلى 10 أو
15 منتجا يتنافسون فى تقديم أعمال إحسان عبدالقدوس، ونجيب محفوظ، ويوسف
السباعى ويوسف إدريس، أما ما تراه فى2009 فهو مهزلة بكل المقاييس، ثم تسمع
حديثا ما عن تكتلات سينمائية .. عن أى تكتلات يتحدثون ؟ لن نقبل هذا التحول
الردىء، لن نقبل أن يصبح من يتحدث عن الفن فى بلدى موظفة تدعى ليالى بإحدى
القنوات الخليجية، عقدت جلسة مع موظف بشركة إنتاج كويتية يريد شراء أعمال
مصرية ثم خرجوا يعلنون علينا نتائج اجتماعهم حول سبل تخطيط الفن فى مصر.
وكيف ستواجه ذلك؟.. وما الذى ستفعله النقابات الفنية حيال ذلك؟ - قبل أن
أجيبك دعنى أتساءل: أين الرأسمالية الوطنية مما يحدث؟ ما تراه الآن هو أن
معظم صناع السينما فى مصر «واقفين عشان يبيعوا أعمالهم لأصحاب المحطات
العربية، أعتقد أن علينا أن نخاطب هؤلاء المنتجين من خلال غرفة صناعة
السينما والاتحاد لنحثهم على التخطيط سويا من أجل النهضة بصناعة السينما فى
مصر بدلا من أن نظل فى انتظار الثرى العربى الذى سيقوم بالإنتاج بدلا منا.
بمناسبة هذا التدخل العربى فى الفن المصرى .. ماذا سيكون موقفك من القرار
الذى أصدره نقيب الممثلين فيما يتعلق بالفنانين العرب؟ د.أشرف أصبح رئيس
اتحاد الفنانين العرب، وبالتالى نحن نرحب بالفنانين العرب، وبالنسبة لنقابة
السينمائيين مثلا لا أذكر أننى وضعت قيدا من قبل على أى مخرج عربى، بالعكس
ساوينا بينه وبين المخرج المصرى من حيث الرسوم النسبية. ولكنك بذلك تظلم
المخرج المصرى .. أليس كذلك؟ - من قال هذا؟! أنت تتحدث عن حوالى50 فيلما
مثلا فى السنة يقوم بإخراج 5 أو 3 منها مخرجون عرب.
ولكن عملا مثل «ليلى مراد» مخرجه غير مصرى وكذلك بطلته ؟ - أنت تتحدث عن
عمل واحد، ثم إن هذا العمل إنتاج مشترك بين مدينة الإنتاج الإعلامى وبين
المنتج إسماعيل كتكت. طالبتنى فى بداية الحديث أن ننسى الماضى.. ولكن هذا
الماضى شمل نزاعات فى نقابة الموسيقيين وصلت إلى حد السب والقذف .. ما
رأيك؟ - لن تسمع عن أى شقاق من أى نوع خلال الفترة المقبلة، سواء بين
النقابات أو داخل النقابة الواحدة. ولكن قبل أن ننسى الماضى نواجهه.. أليس
كذلك ؟ - إن الواقعة التى تستشهد بها مجرد خلاف نشب بين النقيب وبعض
الأشخاص الذين كانوا مرشحين ضده وانتهت. بالمناسبة هل تعتقد أن المنتجين
المصريين سيتعاونون مع الاتحاد ونقاباته فى ظل وضعها الراهن؟
- أتصور أنهم لو وجدوا النقابات قوية بما يكفى سيساندونها ويتعاونون معها،
أما إذا وجدوا الاتحاد ضعيفا فلا أتصور أن هذا سيحدث.
روز اليوسف المصرية في
30/05/2009 |