أطلقت ماري ألن مارك على نفسها لقب "مصورة فوتوغرافية وثائقية" في إشارة
الى مسيرة أربعين عاماً في كواليس السينما. فقبل أن تصبح عملية تصوير
كواليس الافلام في فيلم موازٍ رائجة، كانت الكاميرا الفوتوغرافية هي
الوسيلة لتوثيق ما كان يجري هناك بعيداً من عدسات الكاميرا السينمائية.
وقبل ان يتحول التصوير الفوتوغرافي الى "فن المؤثرات" والفوتوشوب ويتراجع
دوره في الافلام تحديداً الى صور ترويجية للعمل، كانت مارك تلتقط بالاسود
والابيض لحظات موازية للسينما نفسها، تخترق الشخصيات الى عمقها الانساني.
في كتاب جديد يضاف الى كتبها السابقة التي تدور حول موضوعات مختلفة من
المصحات العقلية الى استكشاف فوتوغرافي للتوأم مروراً بصورها في بيوت الهوى
والاكروبات في الهند، تلخص مارك عملها السينمائي في صور بالابيض والاسود
التقطتها في كواليس أهم الافلام السينمائية ولأبرز الشخصيات السينمائية من
فيلليني وكوبولا وميلوش فورمن ومايك نيكولز وسيدني بولاك ومارلون براندو
الى سينمائيين معاصرين مثل تيم بورتن وباز لورمن ورون هاورد. ترافق الصور
تعليقات لمنتجين ومخرجين وممثلين...
في الكتاب المعنون "الرؤية خلف الكواليس: أربعون سنة من التصوير على
البلاتوه"
Seen Behind
the Scene: Forty Years of Photographing on Set، يتجاوز العمل الرحلة في مهنة مارك الى رحلة داخل السينما نفسها.
في عددها الأخير، قامت مجلة "أمباير" السينمائية بنشر مقابلة صغيرة مع
المصورة الفوتوغرافية التي اختارت بعض صورها السينمائية لتعلق هي عليها
ملخصة جوهر عملها بكلمات قليلة: "أردت ان اشعر بالمحيط، أن ألتقط مزاج
الفيلم. لم نعد نرى هذا اليوم. العمل بات كله ملمعاً ومجملاً. لم نعد نرى
شيئاً عن البشر. لهذا أردت اصدار الكتاب الآن لأنه يخبر عن زمن حيث كان
يمكن التقاط لحظات واقعية." هنا بعض من تلك الصور مرفقة بكلماتها عنها.
Apocalypse Now
"العمل على هذا الفيلم كان تجربة مذهلة. التقطت هذه الصورة لبراندو قبل يوم
واحد فقط من انتهاء عملي خلال جلسة تصوير. كنا نتجول ونلتقط الصور. في
اليوم السابق كنت قد التقطت صورة له مع حشرة على رأسه. كانت تلقائية تماماً
وما كان ليقبل بها لو لم تكن كذلك الا ان كانت فكرته. في هذه الصورة، وقف
للحظة فحط اليعسوب على إصبعه والتقطت الصورة. المثير في الامر انه في تقديم
فرانسيس (فورد كوبولا المخرج) لهذه الصورة في كتابي، تحدث عن هوس براندو
بالحشرات. لم أكن اعرف ذلك. كان براندو شخصية مثيرة للاهتمام. مزعجة
أحياناً. كانت تجربة مكثفة... أتوق الى تلك الايام عندما كان تصوير الافلام
والعمل عليها يستغرق وقتاً طويلاً..."
One Flew Over the Cuckoos
Nest
"لم تكن لقطة محضّرة بل كانت مجرد لحظة. أردت النقاط صورة جماعية...
البورتريه الجماعي موضة رائجة في أميركا اليوم. لا استطيع تحمل تلك
البورتريهات على غلافات المجلات. جميعها مجملة. هذه الصورة هي تماماً نقيض
تلك الموضة. لقطة واحدة سريعة. الكل كان يضحك عندما أطلق المخرج ميلوش
فورمن فكرة التقاط صورة جماعية. موقع التصوير كان جنونياً حيث كانوا يصورون
في مصح عقلي حقيقي. حتى ان ميلوش كان يستعين بالمرضى لمشاهد المجاميع. جاك؟
جاك خو جاك. لم أره منذ مدة طويلة ولكنني لا أظن انه تغير. يملك تلك
الشخصية الديناميكية القوية. كان دائماً طريفاً وحاداً."
Sleepy Hollow
جوني ديب رائع وعلي الاعتراف بأنه شديد الوسامة وبأنه ممثل مذهل.. لا يهمه
شيء سوى التمثيل وتحقيق المشهد كما يجب. الممثل الجيد يصنع صورته. من السهل
جداً العمل معه. التقاط صورة فوتوغرافية للمثل هي نقيض التمثيل لأنه يتجمد
امام العدسة بينما يبقى ممسكاً بالشخصية التي يلعبها. العمل مع تيم بورتن
(المخرج) تجربة رائعة ايضاً لأنه يعشق الصور الفوتوغرافية ويجمعها وهو نفسه
مصور رائع. يفهم اسلوب عملي. أحب كثيراً أن اعمل في الافلام. مازال في
امكاني تعلم الكثير...".
Tootsie
هل نعرف؟ داستن (هوفمن) شخصية خاصة في حد ذاته. في هذه اللقطة التي يتم
تحويله فيها الى امرأة، كان هادئاً تماماً. الواقع ان التجربة كانت طريفة
جداً وكذلك أجواء التصوير لأن سيدني (بولاك المخرج) كان ايضاً شخصية طريفة.
كان شديد الترحيب بعملي. من المهم جداً أن اشعر بالترحاب لأتمكن من الوصول
الى ما اريده. من السهل معرفة ان الآخر لا يريدك. المصور الفوتوغرافي
تحديداً قادر على الكشف عن أحاسيس الناس من حوله، فأنا آخذ شيئاً منهم.."
العرض القادم
The Taking of Pelham123
يشكل شريط
The Taking of Pelham123 تعاوناً جديداً بين الممثل دنزل واشنطن والمخرج
توني سكوت يُضاف الى أعمالهما المشتركة السابقة التي تصب جميعها في خانة
التشويق من (Crimson Tide1995)
الى (Déjà vu 2006)
مروراً بفيلم (Man on2004).
والشريط الحالي الذي تبدأ عروضه في الصالات المحلية في الحادي عشر من
حزيران/يونيو بالتزامن مع اطلاقه في الصالات الاميركية هو اعادة لفيلم سابق
واقتباس جديد للرواية التي تحمل الاسم نفسه. فرواية جون غودي اقتبست للشاشة
السينمائية في العام 1974 في فيلم أخرجه جوزيف سارجينت ولعب بطولته كل من
والتر ماتاو وروبرت شو. واقتبس مرة ثانية في العام 1998 انما للتلفزيون
بإدارة المخرج فيليكس انريكز ألكالا.
في الاقتباس الجديد الذي بدأه كاتب السيناريو دايفيد كويب، سلك الاخير
تحديث القصة من خلال إدخال عناصر عصرية مثل الهواتف المحمولة والحواسيب
الالكترونية وغيرها من التي لم تكن موجودة بعد ابان انتاج الفيلم الاصلي
وفي وقت صدور الرواية بطبيعة الحال. ثم جاء براين هيلجلاند ليدخل تعديلات
اضافية حتى أصبح السيناريو جاهزاً للتصوير في آذار/مارس من العام 2008. الى
جانب واشنطن، استطاع سكوت اقناع جون ترافولتا بالعودة الى أدوار الأكشن هو
الذي غاب عن هذه النوعية من الادوار منذ سنوات حيث كان آخر ما قدمه في هذا
المجال دوره في
The Punisher
عام 2004 وان كان دوره في
Face/Off
عام 1998 مع نيكولاس كايج هو الابقى في الذاكرة. في مطلق الاحوال، سيتشارك
واشنطن وترافولتا الشاشة على مدى أحداث الفيلم المشوقة. وفي الحكاية ان
واشنطن موظف الحماية في القطار النفقي في نيويورك يكتشف اختطاف أحد
القطارات على يد ترافولتا ومعاونيه مهددين بقتل راكب كل ساعة ما لم يتم دفع
الفدية المالية الكبرى التي طلبوها. من جهته يحاول واشنطن استغلال معرفته
بسرادب المحطة للتقدم خطوة على الخاطفين وان كان السؤال الذي يحيره: كيف
سيتمكن هؤلاء من الهرب مع الفدية؟
اللافت ان دنزل واشنطن بات متخصصاً في هذا النوع من الادوار التي تتضمن
مفاوضة ين والسارقين كما في
Inside Man وMan on Fire.
المستقبل اللبنانية في
22/05/2009 |