حلّت الفنانة سميرة بارودي في موقع
النقيب لنقابة الفنانين المحترفين في لبنان بإجماع الأعضاء وذلك خلفاً
للفنان محمد إبراهيم الذي تمّ تعيينه مديراً
للإذاعة اللبنانية.
النقيبة الجديدة هي أول
إمرأة تتولى هذا الموقع على صعيد لبنان والدول العربية. سميرة بارودي صاحبة
الإطلالة الدافئة والساحرة وصاحبة الصوت الودود والواثق لا
تزال كفنانة محفورة في
الذاكرة. فهي كانت بين النجوم الأوائل على صعيد الوطن العربي لفترة زمنية
طويلة.
معها كان هذا الحوار عن طموحاتها التي ترغب في تحقيقها من خلال موقعها
الجديد لتكون النقيب السادس.
·
أن تكوني نقيبة بإجماع الأعضاء
فهل هذا
يحملك مسؤولية إضافية؟
يبدو أن الزملاء لاحظوا أني مع غيري من الزميلات في مجلس
النقابة ملتزمات بقوة بالمهام المسندة لنا. لأول مرة تتولى المرأة منصب
النقيب،
لكنها ليست المرة الأولى تكون في ميدان النشاط النقابي. هي فاعلة في مواقع
القرار.
كما لدينا في النقابة ما أطلقنا عليه 'الفنانة النقابية لدعم صندوق
التعاضد' وعددنا
حوالى الـ150 فنانة، جميعنا ينشط لدعم صندوق التعاضد مادياً، من خلال
لقاءات على
الترويقة أو العشاء. وأعتبر نفسي واحدة من الزميلات الناشطات
منذ تأسيس النقابة في
سنة 1993 ولا نزال.
ماذا على صعيد الأولويات في برنامج عملك؟
·
نحن بحاجة
للكثير من الحقوق التي تحمي الفنان. مشروعي ليس منفرداً.
والأولويات تبدأ من
صندوق التعاضد وقانون التنظيم المهني، وتنظيم العلاقة بين المنتجين
والفنانين،
وكذلك بين المخرجين والممثلين. وتنظيم مثل تلك العلاقات
وتأطيرها في قوانين واضحة
يعني أننا قطعنا شوطاً مهماً على الطريق الصحيح.
·
ألم يشعر الفنان بالأمان مع
إقرار قانون التنظيم المهني؟
هناك حدود لهذا الأمان وليس كلياً. القانون ينظم
العلاقات ويدعم صندوق التعاضد الذي يشعرنا ببعض الراحة النفسية. لكنه ليس
القانون
المثالي للفنان اللبناني. في سورية والاردن ومصر ثمة قانون مهني وليس قانون
تنظيم
المهنة. وهو قانون يشبه قانون المهن الطبية والهندسية والمحاماة. وحتى مع
وجود
قانون مهني في بعض الدول العربية فالنقابات تعاني من بعض
الخروقات التي يتسبب بها
فنانون يتنازلون من وراء ظهر النقابة. القوانين لا تحمي الشخص بل تحمي
مهنته. وإذا
لم نلتزم بالقانون فلن يحمينا.
·
وماذا عن تطوير العلاقات مع بقية
النقابات
العربية وبخاصة حيث يعمل الفنانون اللبنانيون؟
نحن بالأساس على علاقة جيدة جداً
وتواصل وتنسيق مع كل النقابات في الوطن العربي وبخاصة الأردن وسورية ومصر.
·
لماذا
أنت غائبة عن أي نشاط فني؟
هو غياب لبناني، عربياً أنا موجودة وإن بحدود. وفي
السنوات الماضية كان لي حوالى الأربعة أعمال درامية عربياً. لبنانياً قرأت
الكثير
من النصوص ورفضتها، وبعد الكثير من الإعتذارات أظنهم أصيبوا بالملل ولم
يكرروا طرق
بابي. لكن نيتي في العمل موجودة والدليل أني وافقت على العديد
من الأعمال العربية
التي قدمت لي فرصاً محترمة. أنا بالأساس ممثلة قبل أن أكون نقيبة ، وأحمل
طموحاً
لتحقيق ذاتي من خلال أعمال جيدة وأنا على جهوزية تامة لتقبلها.
·
وكيف تنظرين إلى
الدراما اللبنانية؟
الواقع لا يحقق طموحاتنا كفنانين، ودون شك لا يحقق طموحات كل
من قام بهذه الأعمال. لدينا الكثير من الكتاب الجيدين، لكني أتوقف عند
المخرجين
لأقول بأننا في هذه المرحلة بدأنا نرى محاولات نحترمها ونقدرها من جيل
الشباب. كما
لدينا مواهب مهمة جداً على صعيد الممثلين. لكننا نعاني من الإنتاج الضعيف.
الأقنية
التلفزيونية اللبنانية ترغب بتحقيق إنتاجات بأقل كلفة ممكنة.
والمبدعون الموجودون
على صعيد الدراما يفتقدون إلى الإمكانات التي يفترض أن تشبه الإنتاجات في
الوطن
العربي. العلة ليست في العنصر البشري فهو موجود بل في الإنتاج. ومن المهم
أن نقف
قبالة المرآة لإنتقاد ذاتنا بموضوعية. الحلقة التلفزيونية في
أية دولة عربية مجاورة
لنا تكلف في الحد الأدنى 25 ألف دولار. فكيف لنا تحقيق ذاتنا من خلال عمل
فقير
جداً؟ كيف لنا تأمين الملابس والديكورات؟ مازلنا حتى اللحظة نستجدي منازل
الناس
لنصور داخلها. في الوطن العربي لم يعد هذا موجوداً. يتم
إستئجار منازل ومكاتب وبناء
ديكورات كبيرة للتصوير داخل الإستديوهات. واقع الدراما عندنا لا يؤدي
إطلاقاً
لصناعة درامية.
·
مؤخراً إنتشرت في مصر موجة
الفنانات اللبنانيات اللواتي يؤدين
أدوار الإغراء فما رأيك؟
هل هم يتعاملون مع الفنانة اللبنانية أم مع الساقطة
اللبنانية؟ الفنانة الحقيقية نجحت في مصر وإستمرت وشرفتنا. وعندما يأخذون
للتمثيل
بعض عارضات الأزياء وملكات الجمال اللواتي يحشين وجوههن وصدورهن سيليكون
ويرفعن
مؤخراتهن، فهؤلاء لسن بفنانات ولا يمثلننا. الفنان الحقيقي
الذي عمل في مصر أو في
أية دولة عربية شرفنا ورفع رأسنا وكان على قدر من الأحترام وسجل الكثير من
النجاحات.
ولأن المطربين والمطربات من ضمن أعضاء نقابتكم فقد سمعنا مؤخراً أن
نقيب الموسيقيين في مصر منع أغنية 'بسبستللو' لرولا سعد لأنها
تتضمن ما يخدش الحياء
برأيه فما هو موقفكم؟ تسارع بارودي للقول: لم أسمع الأغنية وإن كانت تخدش
الحياء
فمن حق النقيب منعها. نحن في نقابتنا ضد هذا الفن الهابط.
·
عندما كنت نجمة ساطعة
في عالم التمثيل كانت النجمات بعدد أصابع اليد. فهل ضربك الغرور؟
يستحيل على
المغرور أن يستمر، وهو مقبرة لأي إنسان وليس للفنان فقط. الغرور غباء
وتخلف. وأنا
لا أصنف نفسي غبية.
·
هل تلمع الأدوار الكثيرة التي
لعبتها في مخيلتك؟
الحمدلله
كل ما حققته حمل صفة المحترم. منها حقق نجاحاً باهراً، ومنها العادي. أنا
كما جميع
الفنانات في أي مكان من العالم أقدم أعمالاً متفاوتة إنما جميعها مفيد.
·
ماذا
يعني لك أن لا تكوني بطلة في ظل التقدم في العمر؟
هذا ليس موجوداً في سورية
ولبنان. كما أني شخصياً ضد البطل والبطلة وأطلب نصاً بطلاً يحمل كافة
الممثلين إلى
مستوى البطولة، وبحيث يكون المخرج هو البطل الأول. أطلب الدور المؤثر في
الدراما
وأرضى به حتى وإن إقتصر على عشرة أو عشرين مشهداً.
·
هل تذكرين
بداياتك؟
إطلالتي الأولى كانت من الإذاعة اللبنانية في عمر السبع سنوات، ومن
بعدها في عمر الثماني سنوات كانت الإطلالة الأولى من تلفزيون
لبنان وكرت السبحة.
ومن تلفزيون لبنان إلى كل الوطن العربي. وفي عمري الفني المزدهر حققت
الكثير من
الأعمال في الأردن. دخلت الفن في عمر الطفولة وعندما إحترفته في الصبا لم
أجد
إعتراضاً من الأهل. بل هم كانوا فرحين بي حين أصبحت حقيقة فنية
موجودة يستحيل
إلغاءها.
·
ألم يعترض الأهل على دور العاشقة
الذي كان أساس الدراما؟
كان دور
العاشقة مقتصراً على الكلام. وفي مسلسل مسرح الحياة من إخراج جان فياض وعلى
شاشة
تلفزيون لبنان حققت أول قبلة تلفزيونية لكنها في الحقيقة كانت
خدعة.
·
لماذا كنت
ترفضين القبلة؟
طبيعة العمل كانت تفرض نوعاً من الحصانة على الممثلة. تلفزيون
لبنان كان يرفض مثل تلك المشاهد لأنه كان يهدف أولاً وأخيراً
لتسويقها إلى الدول
العربية. الحالة نفسها فرضت حصانة، إنما أنا شخصياً كنت أرفض القبلة في
الدراما ولا
أزال. كما رفضتها سينمائياً حتى مع زوجي إحسان صادق في الفيلم المغربي الذي
مثلناه
معاً وطلبت من المخرج إستبدالها. ربما أقبل أن يحدث ذلك حالياً في الدراما
اللبنانية شرط أن لا يكون خادشاً للحياء ومبتذل. دائماً أحرص
على عمل يدخل المنازل
ويشاهده الطفل والمراهق والبالغ أن يكون على قدر من المسؤولية. يمكن للمخرج
أن يوحي
بالحالة دون تحقيقها على الشاشة.
القدس العربي في
16/05/2009 |