صيف هوليوود قد بدأ، وفي هذا الصيف، كما هو المعتاد، لن تغيب هوليوود
بأفلامها الضخمة، التي تحصد فيها عوائد أكثر مما تحصده في أي موسم آخر. هي
اللاعب الأكبر في سوق السينما حول العالم. وهذا مما لا جدال فيه. لكن
هوليوود بكل عنفوانها لم تعد هوليوود نهاية التسعينات وبداية الألفية، فضلا
عن هوليوود نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، التي شهدت فجر سينما ما
يسمى «البلاك بستر» وسينما الإنتاج الضخم التجارية. فمنذ ثلاث سنوات
وهوليوود تعاني من مشاكل كثيرة، أهمها ودون شك، التدهور الذي تشهده حركة
التأليف السينمائي. ولا شك أن الإضراب الذي قام به كتاب السيناريو قبل
سنتين، ومن ثم تدهور الأوضاع الاقتصادية، أدى إلى تأثيرات سلبية بدأ أثرها
يظهر على السطح، سواء من خلال قلة عدد الأفلام أو ترشيد الأجور أو
الاستغناء عن بعض مؤلفي هوليوود ذوي الأجور العالية، وهذا ما أدى بالتالي
إلى اتخاذ طرق أخرى لتأكيد حضورها الدائم، وذلك بتكرارها لنفسها بشكل بائس.
فأفلام تجارية أصيلة كـ«حرب النجوم» أو «إنديانا جونز» أو «إي تي» لم يعد
لها حضور يذكر، وحتى أعمال أكثر حداثة مثل «المجالد» و«تقرير الأقلية»
و«هوية بورن»، مثل هذه الأعمال لم تعد حاليا بالصورة التي كانت عليه سابقا.
وعوضا عن ذلك أصبحت شركات الإنتاج واستوديوهات هوليوود تستثمر تلك النجاحات
في إنتاج أجزاء أخرى لا نهائية لتلك الأعمال. ولم يعد وجود علة درامية،
لإنتاج سلسلة من الأفلام، ضرورة، فكل ما يستدعيه الأمر هو أن يدعى الفيلم
بـ «البداية» أو «العودة» أو غيرها من الأسماء التي تفرض فرضا أجزاء جديدة
على الحكاية المنتهية أصلا أو التي لا تحتمل أكثر مما تحتمل.
قبل عدة أسابيع شهدت صالات السينما افتتاح فيلم
Fast and Furious
في جزئه الرابع، وحقق مبيعات عالية. هذا الشهر ولأسبوعين متتالين افتتح
فيلمان من هذه النوعية الأول
X men
الأسبوع الفائت، وهذا الأسبوع
Star Trek وكلاهما حقق مبيعات عالية، وحتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل
ستشهد صالات السينما أكثر من 11 فيلما من أضخم وأكبر أفلام الصيف، كلها
أجزاء لأفلام أخرى سابقة. بينها وليس حصرا
Ice Age 3 وTransformers 2
وNight At The Museum 2
وTerminator
4 على أن الأخير يمكن أن يكون أكثرها منطقية، لأن القصة ما زالت منذ أن
أنجز جيمس كاميرون الجزء الأول في الثمانينات وهو يسير نحو نهاية واحدة،
كما كان «حرب النجوم» كذلك. لكن ومهما يكن من أمر، ومهما كان الفيلم جيدا
ومصنوعا بشكل جيد ويقدم حكاية جيدة، إلا أن هذا التكرار الممل سينفر
الجمهور منه يوما ما. وهوليوود التي أمسكت بزمام الحركة السينمائية
الترفيهية التجارية منذ بداية السينما يبدو أنها ستفقدها. لكن المؤسف أن
البديل لكن يكون سهلا أيضا.
m_aldhahri@hotmail.com
الشرق الأوسط في
15/05/2009 |