زحمة تقنيات ومواضيع جديدة
لعقود كثيرة ترسخت في أذهان الصغار والشباب، لكثرة ما شاهدوا من أفلام
تحريك، صورة نمطية للبطل الايجابي الذي يتولى غالبا، بنفسه، محاربة الغرباء
الأشرار القادمين من خارج الأرض وينتصر عليهم . أما ان تحاربهم الوحوش
وتقوم هي بانقاذنا من خطرهم فهذه فكرة جديدة جاءت من ابداع شركة «دريمس
وركس» في فيلمها الجديد «الوحوش تقابل الغرباء» ومن اخراج روب روترمان
وكونراد فيرون.
يمتاز الفيلم بأكثر من جديد على مستوى التقنية الحديثة المعتمدة على
الحاسوب، أبرزها الحيوية والضخ المتناسق للحركة من دون ملاحظة آلية تحريكها
الالكتروني كما في فيلم «بولت» مثلا، متخلصين بذلك من عائق تقني، يعتبر
تجاوزه نجاحا في مجال صناعة الأفلام المتحركة الحديثة. ومن أجل نتيجة أفضل،
في عرض تقنياتها الجديدة، لجأت الى عرضه بنظام «3 دي» الثلاثي الأبعاد،
والذي يتطلب وضع نظارة خاصة أمام عيون المشاهدين داخل القاعة أثناء عرضه
لتوفير احساس أكبر بالحركة ومعايشة أقرب للمشهد. ولأنهم يعرفون ان هذه
الوسيلة غير متوفرة في كل صالات العرض في العالم، فقد راعت تكييفه مع
المشاهدة العادية. وبالفعل وفقت في ذلك فجمعت بين أعلى تقنية متوافرة
ومشاهدة تحقق الغرض ذاته. وعلى مستوى الموضوع عالج الشريط قضايا ومفاهيم
تتصل بحياتنا المعاصرة كالحرية والطمع المالي وأيضا دور السياسة وألاعيب
قادتها، من دون إفراط في تفاصيلها، مما يجعل منه فيلما عائليا بامتياز
يتصدر قائمة أهم الأفلام المتحركة التي أنتجت حتى الآن. تبدأ حكاية الفيلم
بمشهد عقد قران سوزان من فتى أحلامها في احدى الكنائس. وقبل ان تنطق بكلمة
«موافقة» تصاب بشظية نيزك يسقط على الأرض فجأة فتتحول الى عملاق يزيد طوله
عن 15 مترا. وبدلا من ذهابها الى باريس لقضاء شهر العسل تنتقل الى عالم
مجهول الوجهة، ومنذ هذه اللحظة، سيعتبرها خطيبها وحشا وليس بشرا من جنسه.
هناك، في مكان ما ستلتقي سوزان بوحوش مثلها لا يعرفون لماذا هم معزولون
فيه. وفيما هي تنسج صداقاتها الجديدة مع الوحوش أمثالها يخطط غرباء في كوكب
آخر بعيد للسيطرة على الأرض. حين تحط سفنهم الحربية العملاقة على سطح الأرض
يستقبلهم الرئيس الأميركي، كخصوم، يفترض مسبقاً انهم سيقبلون التفاوض معه.
لكن وبعد ان يعرف حجم خطرهم، ورفضهم مفاوضته، ينسحب راكضا، في مشهد من أحلى
مشاهد الفيلم وأكثرها تعبيرا عن غطرسة وقلة تقدير بعض قادة الدول الكبرى
لخصومهم. وبعد نشوب الحرب واستنفاد الجيش الأميركي كل قدراته، يستعد لاعلان
استسلامه، لولا كشف رئيس مخابراته، المفاجئ عن مشروع سري احتياطي وضعه
لمواجهة مثل هذه الحالات الخطرة. أما المشروع نفسه فهو فصيل الوحوش
المخبأة. بعد عرضه على الرئيس المذعور يوافق عليه مباشرة، فيستدعى الوحوش
لمقابلة الغرباء في مهمة لحماية الأرض. وبعد صراع بطولي طويل ينتصر في
نهايته الوحوش على الغرباء وتتم حماية الأرض من الدمار. وبدلا من التعامل
مع سوزان وبعد كل ما قدمته لهم، كابنة نجيبة لهم، يبقى أهل الأرض، وفي
مقدمهم خطيبها، يعاملونها كمسخ غير آدمي. وعليه تقرر سوزان وأصحابها ترك
خطيبها والأرض كلها والبحث عن أمكنة أخرى يقدمون فيها مساعدتهم لانقاذها من
المخاطر والشرور هرباً من أنانية البشر.
السينما العراقية في مهرجان «ريل عراق»
قيس
قاسم
تشترك السينما العراقية في مهرجان «ريل عراق»، الذي ينعقد في مدينة أدنبرة
في الرابع عشر من الشهر الحالي، بعدد من الأفلام الروائية والوثائقية
الطويلة منها: «زمان رجل القصب» للمخرج عامر علوان، «غير صالح للعرض» لعدي
رشيد، «أحلام» لمحمد الدراجي، «عبور الغبار» للعراقي الكردي شوكت أمين
كوركي، «السلاحف يمكن أن تطير» للإيراني الكردي بهمن قباذي. أما الأفلام
الوثائقية الطويلة فهي: «عدسات مفتوحة» للمخرجة العراقية، المُقيمة في
لندن، ميسون الباججي، «حياة ما بعد السقوط» لقاسم عبد، «إنْسَ بغداد»
لسمير، المُقيم في سويسرا، «العراق: أغاني الغائبين» لليث عبد الأمير.
ويشترك في المهرجان فيلمان غربيان يعالجان الحالة العراقية هما: «معركة
حديثة» لنيك بروم فيلد و«العراق في شظايا» للأميركي جيمس لونغلي. والى جانب
هذه الأفلام، التي اختارها المهرجان بالتعاون مع منظم المهرجانات العراقي
انتشال التميمي، سيتم عرض عدد من الأشرطة القصيرة من بينها: «أين العراق»
لباز شمعون البازي، وشريطا مي عبد الله الإمساك بالحرب ومدن مزدوجة الى
جانب علي العراقي للمخرج اللبناني فاتشي بولجوريان. ومن جهتها ستعرض شاشة
الأكاديمية الأسكتلندية أربعة أفلام وثائقية قصيرة أنجزها مخرجون عراقيون
درسوا في كلية السينما والتلفزيون المستقلة في بغداد: «شمعة لمقهى
الشاهبندر» لعماد علي، «دكتور نبيل» لأحمد جبار، «رحيل» لبهرام الزهيري،
و«عمر صديقي» لمناف شاكر. كما ستعرض أفلام ضمن خانة أفلام مقاومة، كـ«لقاء
المقاومة» لستيفي كونوز ومولي بنغهام، و«قعقعة حرب كاملة» لتوني غيربر
وجيسي موس.
يذكر ان المهرجان يضم في برنامجه الى جانب السينما العديد من الفعاليات
الأدبية والفنية، وسيحضر عدد من الأدباء والفنانيين العراقيين الى أدنبرة
لتقديم أمسياتهم وندواتهم أمام الجمهور الأسكتلندي.
الأسبوعية العراقية في
10/05/2009 |