"الحقيقة ان ما صنعناه انذآك كان رديئا للغاية" هكذا صرح هتشكوك بعد انتاجه
فيلم "الرقم 13" الذي أنتج في العام 1922، وكان عمره في الثالثة والعشرين،
غير ان الفنان الشاب بعد تجربة الفيلم الاول وجد نفسه بدون عمل، لكن
التحاقه بشركة سينمائية اسسها ف. سورفيل واسناد وظيفة مساعد مخرج، ثم وظيفة
كاتب سيناريو وحوار، وفي العام 1925 يصاب بدهشة كبيرة حين يقترح عليه
مايكل بالكون اخراج فيلم بنفسه.
بهذه الحياة المفعمة بالموهبة الكبيرة والنشاط يبدأ الفريد هتشكوك حياته
الفنية ، حسب كتاب صادر عن وزارة الثقافة بدمشق بعنوان "الفريد هتشكوك"
تأليف نويل سمسولو ترجمة ابراهيم العريس، والكتاب يقسم الى عشرة عناوين او
فصول رئيسية.
ولد هتشكوك في 31 اب 1899 في انكلترا ، عاش طفولة سعيدة، بسبب ثراء والده
الذي كان مولعا بالمسرح وسرعان ما انتقلت جرثومة هذا الحب الى الطفل
الصغير.
في عام 1914 اغرق اندلاع الحرب العالمية الاولى انكلترا في صراع دولي لكن
هتشكوك وبرغم تلك الأزمان المضطربة، تابع دراسته بهدوء وشجاعة وتفوق.
تحت شعار السفر والترحال بدأ حياته السينمائية، توجه الفنان الشاب الى
بافاريا ليحقق فيلمه "حديقة اللذة" في ستديوهات ميونخ، وخلال التصوير تعلق
هتشكوك بآلما ريفيل ملاحظة السيناريو التي سارع بالزواج منها، وهو، برغم
الصعوبات الإنتاجية تمكن من انجاز حديقة اللذة حيث تجتمع فيه كل خزعبلات
الميلودراما السيئة السائدة آنذاك (غيرة، انحرافات جنسية، عالم الاستعراض،
ماكيافيلية، اثارة..) وبعد هذين الفيلمين يعمل على اخراج فيلم "النزيل" ثم
"من الحلبة".. وفي العام 1929 حلت نهاية السينما الصامتة.
وفي استعراض لفصل انكلترا – السينما الناطقة يقول المؤلف انه لمن الصعب
مشاهدة اول فيلم ناطق حققه هتشكوك، وان العديد من افلامه تبدو عسيرة على
اثارة الاعجاب اليوم، بالرغم من ان بعضها يعد بين اجمل افلام هذا المخرج،
كما في "الرجل القط" الذي يبدو فيه المخرج اكثر اثارة للقلق حيث نرى كيت
التي ترمي بنفسها في الماء ونحن نرى ارتجاج المحيط، ثم ارتجاج المحبرة التي
يغط فيها المحامي ريشته، ان سحر الفراغ والكتابة يرتبطان هنا بالفعل الجنسي
ويعطي الفيلم توجها مختلفا عن التوجه الظاهر.
في العام 1934 سيكف هتشكوك من الان وصاعدا عن القبول بتحقيق افلام مبتذلة
بفضل الثقة التي منحه اياها مايكل مالكون المخرج ذا السمعة العالمية اذ كان
مالكون قد اسند اليه حرية كاملة في العمل.
وفي العام 1939 ركب هتشكوك سفينة قادته الى نيويورك واتجه منها الى هوليوود
التي كانت بالنسبة له منعطفا حقيقيا، وهتشكوك حين دخل ستديوهات كاليفورينا
دخلها وهو متمكن من القدرات التقنية التي اكتسبها خلال رحلته الانكليزية
وهو اذ جرب تقنيته خلال 32 فيلما بات يعتبر واحدا من افضل المخرجين في
العالم.
في فصل امريكا – المرحلة الاولى يحقق المخرج في " ريبيكا " الفيلم الحميم
الذي يتأرجح بين الرومانسية والحلم خصوصيته السينمائية ويحث التحول الجذري
للاستفادة من عناصر الطبيعة والديكورات كما يحقق نجاحا كبيرا (حاز على
الاوسكار) رغم اعتباره فيلما متشائما الى حد كبير .
وفي امريكا – المرحلة الثانية وفي العام 1953 خلال 36 يوما ينجز هتشكوك
عملا مقتبسا عن المسرح ليعرض على الشاشة المجسمة
D 3 ، وهذا الفيلم يؤكد كل الفرضيات التي كانت
سائدة حول جماليات هتشكوك.
وفي العام 1960 يحقق هتشكوك فيلما بالاسود والابيض سيكون عبارة عن مزيج من
عناصر ميزت الجزأين الاولين من ثلاثية " بسايكو " او " العصابي " لقد بلغت
نفقات الفيلم 800 الف دولار وحقق مداخيل تصل الى 13 مليون دولار وكان بهذا
اكبر نجاح تجاري حققه هتشكوك
المدى العراقية في
05/05/2009 |