شهرام عليدي مخرج كردي من كردستان إيران. أنجز العديد من الأفلام القصيرة
والوثائقية، وهو الآن بصدد إخراج أول فيلم طويل له بإسم "صوت الأنفال"، حيث
تم تصويره من قبل المصور الكردي المعروف تورج أسلاني في منطقة "رواندز" في
إقليم كردستان. وقد إنتهت مرحلة التصوير، والفيلم الآن في مرحلة المونتاج.
في لقاء خاص مع *"إيلاف"، تحدث المخرج شهرام عليدي عن أول فيلم سينمائي
طويل له.
إيلاف: من خلال فيلمك الجديد ماذا تريد أن تقول للمشاهد السينمائي. أتريد
أن تقول إن الكورد قد تم أنفلتهم ويجب أن يبقى ذلك في ذاكرتنا؟ أم هناك
شيئاً جديداً أو اضافة جديدة للموضوع في فيلمك هذا؟
الكورد يحبّون الحياة
-عليدي: سأوضح سؤالك قليلاً. أنا أريد ان أنتج هذا الفيلم للمُشاهد
الأجنبي، لا أريد أن أقول للكورد أننا قد اُنفلنا، بل أريد أن أقول للعالم
الخارجي كيف أن الكورد تعرضوا للإبادة الجماعية. هناك جملة قلتها وسوف
أرددها دائماً، وهي "أن الكورد تعرضوا الى عمليات إبادة جماعية".
عندما نأتي ونروي هذه القصة للمُشاهد الأجنبي، فإن قصص القتل والهموم ليست
مقبولة لديهم ولا في السينما العالمية. عندما تعطيهم شيئاً مرّا يجب في
الوقت نفسه أن تعطيهم شيئاً حلواً. أعتقد اذا لم أعمل هكذا فلن ينجح فيلمي
الجديد الذي يتحدث عن قصة الأنفال. كتبت سيناريو الفيلم 34 مرة، وحاولت عن
طريق هذا السيناريو أن أنقذ قصة الأنفال من طابعها المأساوي. فهكذا يمكن أن
يسمعه الآخرون. اللغة العالمية هي أن تتكلم بالصورة أكثر، يجب أن تقول
شيئاً يكون مشكلتهم أيضا،.الشاعر عمر الخيام يقول في إحدى رباعياته:" للأسف
فالحياة قصيرة..". أنا ككردي أضفت لهذة المقولة شيئا آخر وهو "للاسف أن
الحياة قصيرة، والمؤسف يكمن في أن يأتي أحد ليقصِّرها أكثر". الأطفال الذين
ماتوا في حملات الأنفال "قام بها نظام صدام حسين في السنوات 1988-1989 ضد
الشعب الكوردي" لو كانوا على قيد الحياة، فكم من كلام جميلٍ كانوا سيقولونه
اليوم؟ كم من أشجار كانوا سيزرعونها؟ جناح كم طائرجريح كانوا سيعالجونه؟
الآن ليس هناك وجود لهؤلاء الأطفال كي يقوموا بكل هذا، اذاً فهناك خلل حدث
على هذه الأرض. الكثير من الناس لم يعرفوا هذا، ومن المحتمل أن يحدث مرة
أخرى. الكورد يحبون الحياة، ولا يريدون الموت لأحد.
* إيلاف: ألا ترى بأن الأفلام التي أُنتجت عن عمليات الأنفال، لم تستطع أن
تروي قصتها للعالم الخارجي؟
- عليدي: لا أستطيع أن أقول هذا لأني لم أرَ تلك الأفلام. الأفلام التي
رأيتها هي أفلام وثائقية. رأيت بعضاً من الأفلام الوثائقية، وهو عبارة دخول
الكاميرا الى بيوت عائلات المؤنفلين وذلك كتغطية صحفية، ومن حيث الفنون
الأخرى فقد قدمت نتاجات فنية جميلة عن هذا الموضوع.
اللغة السينمائية
* إيلاف: برأيك هل المآسي التي عانى منها الشعب الكردي خدمت موضوعات
الأفلام الكردية أم أن السينما خدمت الشعب الكردي من خلال هذه الموضوعات؟
- عليدي: أنا أرى بأن العمل الجيد للسينما الكردية يجب أن يكون من الجهة
التكنيكية واللغة السينمائية، وليس من حيث إختيار الموضوعات. وفيما يتعلق
بسؤالك: الى أي مدى إستطاعت السينما الكردية أن تخدم القضية الكردية؟ فاقول
"نعم السينما الكردية إستطاعت ذلك". هم يرون كيف هي حياتنا وكيف سلبوا منا
حياتنا. هذا ليس بسبب أي إنتماء سياسي، ولكن فقط لأنك تنتمي لقومية تعيش
على أرضها. الفنان الكردي حاول من خلال فنه أن يقول نحن نحب الحياة ومن دون
أن نفعل شيئا يسلبون منا حريتنا وحياتنا.
مشاهِد تشكيلية
* إيلاف: قلتَ في حوارٍ صحفي أنك تريد أن تستغل تجربتك التشكيلية في فيلمك
"صوت الأنفال"، كيف سيكون ذلك؟
- عليدي: قبل أن أدرس السينما، درست الفن التشكيلي وهناك مشاهد تشكيلية في
فيلمي. ولولا تجربتي التشكيلية لما كنت أستطيع أن أصور أياً منها. ولولا
الألوان لما كانت هناك المشاهد التي أتحدث فيها عن مأساة الأنفال. باختصار
كلما ترى مشهداً لغروب الشمس وشروقها فكأنك ترى عملاً تشكيلياً.
* إيلاف: هل تريد لفيلمك أن يُعرض في المهرجانات العالمية وأن تنال منها
الجوائز؟
- عليدي: أنا مهتم بذلك كثيراً، ولكن إذا لم يكن لهذا الفيلم لما قلت ذلك.
من الصعب على الإنسان أن يقول بانني أتجه نحو الجوائز. أريد أن أعرض هذا
الفيلم كي يرى المشاهدون حالات اختناق مجموعة من الناس الذين لم يكن لهم أي
ذنب ولم يسيئوا لأحد، يجب أن يرى الناس هذا الشيء.
السيرة الذاتية والإبداعية لعليدي
شهرام عليدي من مواليد سنندج كردستان إيران عام 1971. نال شهادة
البكالوريوس في الفن التشكيلي بجامعة طهران وماجستير في السينما في الجامعة
ذاتها.
يشغل الآن منصب عضو لجنة العلاقات الدولية لمجلس السينمائيين الشباب في
إيران. لديه عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية نذكر منها: "ماملي" 1998، "شوت"
1999، "باب الجنة" وثائقي 2000، "شيركو بيكس" وثائقي، "آخر قرية لم يجرِ
فيها الاحصاء" 2002، "قرية الخيال" 2003، "تنفّس" وثائقي 2005، "جبال
طهران" وثائقي 2006، "رباعيات الماء" 2008.
نال فيلمه "آخر قرية لم يجرِ فيها الإحصاء" العديد من الجوائز أبرزها:
جائزة مهرجان (Sony) في طهران 2002، جائزة مهرجان ثووسان في كوريا الجنوبية 2003، جائزة
مهرجان ريوديجانيرو في البرازيل 2003، جائزة مهرجان دورنزي في فرنسا 2003،
جائزة مهرجان الفيلم الكردي في برلين 2003، جائزة مهرجان ميد فيلم "Med Film Festival 2003"،
جائزة مهرجان كلرمونت في فرنسا 2003، جائزة مهرجان طهران للأفلام القصيرة
في إيران 2003، جائزة أحسن سيناريو في مهرجان أروكا في البرتغال 2004،
جائزة مهرجان ئيماغو في البرتغال 2004، جائزة مهرجان أفلام السليمانية
2004، جائزة مهرجان هامبورغ 2004، جائزة مهرجان تورينتو في ايطاليا 2004.
Pasar82@yahoo.com
إيلاف في
04/05/2009 |