حتى أيام قليلة مضت، كانت التقارير المنشورة عن مسلسل «مداح القمر»، تأليف
محمد الرفاعي وإخراج مجدي أحمد علي، تؤكّد استمرار الصعوبات التي تواجه
المشروع منذ ثلاث سنوات تقريباً. إذ إنّ «مدينة الإنتاج الإعلامي» تدخل
مغامرة تقديم شخصيّة الملحن الشهير بليغ حمدي من دون شركاء، ووسط مخاوف من
مشكلات في التسويق. وفيما تتردّد أنباء عن عدم بدء التحضير الفعلي للمسلسل
بعد، يؤكّد المؤلّف محمد الرفاعي لـ«الأخبار»، أنّ التصوير سيبدأ قبل نهاية
الشهر الحالي على أبعد تقدير، كاشفاً أنّ المخرج يحضر يومياً في «استوديو
الأهرام» لمتابعة عملية تنفيذ الديكور واستكمال اختيار فريق العمل بعدما
استُقرّ على 90 في المئة من طاقم الممثلين.
أمّا الأدوار المختارة حتى الآن فرست على أسماء شابّة وأخرى عريقة، نمنها
محمد نجاتي الذي سيقوم بدور بليغ حمدي، ونادية رشاد التي ستجسّد شخصية
والدة حمدي، بينما الأب هو حسن مصطفى والجدة مريم فخر الدين في عودة
للممثلة الكبيرة إلى الشاشة بعد غياب. وتلعب دنيا دور شقيقته المقرّبة، كما
تجسد الممثلة منة فضالي شخصية الزوجة الأولى وتقدّم فدوى، الوجه التمثيلي
الجديد، شخصيّة الحبّ الأول في حياة حمدي. أما شخصيات الوسط الفني، فقد
اختيرت وفاء مكي لأداء شخصية أم كلثوم ووعد البحري لشخصية ميادة الحناوي في
أولى تجاربها كممثلة بعد الشهرة التي حققتها في أغنيات مسلسل «أسمهان».
وستعيد وعد غناء بعض ألحان حمدي الشهيرة في المسلسل. وتشارك الممثلة
اللبنانية تاتيانا في تأدية شخصية صباح، وأحمد صيام في شخصية الموسيقار
محمد عبد الوهاب، ومحمد متولي لدور الكاتب عبد الرحمن الخميسي. كما تظهر
الممثلة التونسية إيناس النجار في شخصية غادة السمان، والتونسية سناء يوسف
كوردة الجزائرية.
من جهته، أكّد الرفاعي أنه ليست هناك أي اعتراضات قانونية على الشخصيات
التي ستظهر في العمل، وخصوصاً بعد موافقة أسرة حمدي على إعطاء المؤلّف
والمخرج الحرية الكاملة في تقديم بليغ الإنسان كما كان في حياته. ويكمل
الرفاعي أنّ الشاعر محمد حمزة سيكون حاضراً من خلال الممثل أحمد وفيق، كما
سيحضر أيضاً الرئيس المصري الراحل أنور السادات من خلال الشاعر إبراهيم عبد
الفتاح، فيما يجري حالياً اختيار الممثلين الذين سيقدمون أدوار فايزة أحمد
وعبد الرحمن الأبنودي وفريد الأطرش.
المسلسل يتألّف من 30 حلقة، وفيما لا يزال الوقت مبكراً لإعلان القنوات
التي ستعرض العمل، بات مؤكداًَ بثّه من خلال التلفزيون المصري، لأنه مموَّل
من «مدينة الإنتاج الإعلامي».
براءة
مسلسل «مداح القمر» سيصوّر بحلقاته الثلاثين بين القاهرة وبيروت وباريس،
وهي المدن الثلاث التي كوّنت مسيرة بليغ حمدي الفنية والشخصية. يذكر أنّ
الملحن الشهير قد عاش لسنوات في أوروبا بسبب حكم قضائي حكم عليه بالسجن بعد
مقتل المطربة المغمورة سميرة مليان في منزله. وكان حمدي قد أكّد مراراً أن
منزله كان متاحاً للجميع وأنه ليس متورّطاً بالجريمة بأي شكل من الأشكال.
وهذا ما سيحاول المسلسل تأكيده من خلال الإشارة بوضوح إلى الحياة البوهيمية
التي عاشها بليغ حمدي.
ليلى علوي نجمة رمضان 2009
محمد عبد الرحمن
بعد غياب طويل، قرّرت الممثلة ليلى علوي أن تعود إلى الشاشة بمفاجأة
تعتبرها محاولةً جادّة لتطوير الدراما المصرية، من خلال الجمع بين السمة
الأساسية لمسلسلات القرن العشرين، والتكنيك السينمائي الذي يشجّع الجمهور
على المتابعة من المشهد الأوّل إلى الأخير.
مسلسل ليلى علوي الجديد ـــــ يحمل اسماً موقتاً هو «امرأة في حكايتين»
ـــــ يمتدّ على ثلاثين حلقة مثل كل مسلسلات السنوات الأخيرة. غير أنّ
القصة مجزّأة إلى حكايتَين، وتُقدّم كل حكاية في 15 حلقة، بفريق عمل مختلف
وتفاصيل درامية لا تتكرر. وحدها علوي تجمع بين العملَين اللذين يطرحان
قضايا تتعلّق بالمرأة والأسرة المصرية في المرحلة الحالية.
حتى الآن ترفض الممثلة الإفصاح عن تفاصيل الحكايتين أو أسماء الأبطال، لأنّ
ذلك لا يزال قيد الدراسة والتحضير، على أن يعلن القيّمون عن هذه المعلومات
رسمياً هذا الأسبوع. لكن علوي تؤكد لـ«الأخبار» أنّ الدراما المصرية باتت
في حاجة ملحّة إلى التطوير حتى لو كان ذلك من خلال العودة لتقديم المسلسلات
في 15 حلقة فقط، كما كان يحدث في الماضي قبل أن يفرض موسم العرض الرمضاني
تقديم كل المسلسلات فور ظهور الهلال حتى إعلان قدوم العيد. أما التكنيك
السينمائي فسيكون حاضراً بقوة، سواء في طريقة الكتابة والتصوير، أو من خلال
فريق العمل. إذ اختارت علوي مع تكتّل شركات الإنتاج الذي يدعم هذا المشروع،
المخرج السينمائي محمد علي لإخراج القصة الثانية التي كتبها محمد رفعت،
والمخرجة مريم عزت أبو عوف لإخراج القصة الأولى التي كتبها حازم الحديدي،
والأربعة يعملون في الدراما للمرة الأولى بعد سنوات من العمل السينمائي.
وتشير علوي إلى ثقتها بالمنتجين عمرو عرفة وعمرو قورة ويحيى شنب بعد التقاء
وجهات نظر الجميع على ضرورة عودتها إلى التلفزيون بمشروع مختلف يستحقّ
المغامرة. علماً بأنّها اعتذرت عن مسلسلات عدّة خلال الأشهر الماضية بحثاً
عن الفكرة المميّزة التي تقول إنّها وجدتها في «امرأة في حكايتَين».
وكانت علوي قد غابت عن الدراما منذ مسلسلها الأخير «نور الصباح» واكتفت
بالحضور السينمائي من خلال «ألوان السما السابعة» و«ليلة البيبي دول»
وكلاهما عُرِض في الصيف الماضي. غير أنّه يبدو أنها قرّرت تخصيص عام 2009
للدراما التلفزيونية.
ورغم تخييم الأزمة المالية على القطاع الفضائي العربي، يؤكّد مصدر في
الشركة المنتجة لـ«الأخبار» ثقته في حصول المسلسل على فرص توزيع جيدة، لأنّ
الفضائيات ستركّز في المرحلة الحالية على شراء أعمال النجوم الكبار،
وخصوصاً تلك التي تحمل مضامين مميزة، وهو ما يتوافر في تجربة ليلى علوي
الجديدة. وما قد يزيد من فرص نجاح هذا المسلسل هو إمكان غياب كل من يسرا
وإلهام شاهين في رمضان المقبل.
«ابن الرّيس» وحش الشاشة المصرية
محمد عبد الرحمن
الرئيس يعود مرّتين إلى السينما المصرية هذا العام من بوابة الكوميديا. وهي
البوابة الطبيعية لظهور شخصيّته، لأنّ الضحك المكتوب بعناية لن يغضب
الكبار. لكن طبعاً التناول يختلف بين الفيلم الأول «ابن الريس» والثاني «مامبوزيا».
«ابن الريّس» كتبه يوسف معاطي، وهو المؤلّف الأكثر تصالحاً مع الرقابة في
السنوات الأخيرة. إذ سمح له الرقيب المصري، لأوّل مرة، بتقديم شخصية رئيس
الجمهورية، من خلال الممثّل خالد زكي، في فيلم «طباخ الرّيس». وتدور القصة
حول الرئيس الذي يحاول معرفة حقيقة حياة الشعب، لكنّ المقربين منه يمنعونه
من ذلك. بطولة الفيلم كانت للطبّاخ أي طلعت زكريا لأنّه الشخصية الأكثر
حضوراً. حقّق العمل نجاحاً متوسطاً أرضى معظم النقاد لكنه لم يعجب المحللين
السياسيين بسبب التركيز على صورة الرئيس الذي لا يعرف ماذا يجري في بلاده
رغم أنّه يريد الخير للشعب!
في عمله الجديد، يركز معاطي على شخصية «ابن الريّس» ويقوم بدوره محمد عادل
إمام (الصورة) الذي يريد معرفة أحوال الشعب فيتعرّف على نموذج من المصريين
البسطاء ـــــ يجسده محمد رمضان ـــــ ويحاولان سوياً النزول إلى الشارع
لعلّ الابن ينقل الصورة الحقيقية للأب (محمود ياسين).
ويرى بعضهم أنّ السماح بتجسيد الرئيس سينمائياً هو محاولة لتأكيد
الديموقراطية من خلال الشاشة. لكن هناك وجهة نظر أخرى ترى في هذه الأفلام
رغبةً في التنفيس فقط. وهو ما قد ينطبق على فيلم «ابن الريس» الذي سيواجه
بتهمة محاولة تجميل صورة ابن الرئيس أي جمال مبارك.
رغم ذلك، يبقى الحكم على الفيلم سابقاً لأوانه، فالتصوير لم يبدأ بعد،
وفريق العمل يمتنع عن التصريح نهائياً بأوامر المخرج عمرو عرفة. غير أنّ ما
حدث سابقاً، وخصوصاً فيلم «ظاظا»، يؤكّد أن الرقابة لن تسمح بفيلم ينتقد
النظام السياسي علناً. إذ منعت الرقابة أي دليل يظهر أنّ أحداث الشريط تدور
في مصر. وأظهر الفيلم الرئيس المهزوم في الانتخابات (كمال الشناوي) والفائز
سعيد ظاظا كاريكاتورياً بنسبة كبيرة، وحوصر الفيلم فضائياً لمدة ثلاث سنوات
فلم يبدأ عرضه إلا الشهر الماضي.
في هذا الإطار، يأتي فيلم «مامبوزيا» أول بطولة مطلقة لخالد سرحان أمام
مايا نصري مع المخرج إيهاب لمعي الذي يعاني حالياً من مقص الرقيب الذي يحذف
أي مشهد يحوي إسقاطاً على الواقع المصري. رغم أنّ الفيلم يدور في دولة
خيالية ويقدم فيها سرحان أيضاً شخصية ابن الرئيس.
الأخبار اللبنانية في
17/03/2009 |