«الفن وحده لا يكفي».. من خلال هذه المقولة، بدأ الفنانون الإماراتيون
بالتعاطي مع مهنتهم، إلا أن طريقتهم تختلف عن توجهات زملائهم في الأقطار
العربية الأخرى.
حيث فضلت الغالبية من أهل الفن في الإمارات الحصول على وظيفة، بدلاً من
الحصول على دور في مسلسل أو مسرحية، فالممثل والمخرج والكاتب مرعي الحليان
يضع همومه الفنية على طاولة الصحافة، من خلال عمله في صحيفة «البيان»، حيث
يكتب العمود اليومي منطلقاً من شؤون الناس وشجونهم، بينما يجسد ادواره من
واقع المجتمع المحلي وهمومه الحياتية وقضاياه الأخرى، وغالباً ما يكتب
ويخرج ويمثل، وفي النهاية يدفع من جيبه مصاريف أو ضريبة الفن.وتوجه الفنان
علي خميس إلى العمل في الإعلانات التلفزيونية، إلى جانب وظيفته في وزارة
الثقافة، حيث فضل «البيزنس» المدفوع مقدماً على الفن، الذي لا يسد الرمق،
مشيراً الى أن الوظيفة أضمن من الفن، وأن الالتزامات العائلية، لا يمكن أن
تسددها شهرة الممثل، الذي قد يضطر إلى الدفع من جيبه الخاص لإنجاح العمل.
من جهته، اختار المخرج هاني الشيباني الفن طريقاً له، ولكنه لا يهمل وظيفته
في شرطة دبي، حيث جمع بين الاثنين وهو على يقين من أن دخله من الفن، لا
يمكن الاعتماد عليه، لذا آثر الاستمرار في الوظيفة والالتزام بمواعيد
الدوام الرسمي، ووضع التفرغ للفن جانباً حتى إشعار آخر.
أدرك الفنان احمد عبدالرزاق مبكراً أهمية وظيفته في تلفزيون الشارقة،
معتبراً أن شهرته في الأعمال الفنية وأدواره المتنوعة في العديد من
المسلسلات على مدار العام الواحد، لا تستطيع الايفاء بالتزاماته، مهما كثرت
تلك الأعمال المعروفة سلفاً بأنها لا تتعدى الثلاثة سنوياً.
الفنان حسن رجب رئيس قسم المسرح في وزارة الثقافة اختار الوظيفة كما اختار
الفن يوماً ما، ولكنه وجد في الوظيفة الاستقرار المادي والدعم الكبير، لما
يقدمه من أعمال يتعدى الجهد المبذول فيها، الأجور التي تدفع في المقابل على
مراحل. وكأن الفن الاماراتي يسير عكس التيار، فبينما يحصل الفنانون
المصريون على ملايين الجنيهات مقابل عمل واحد، لا يحصل الفنان الإماراتي،
إلا على دراهم معدودة غالباً ما يصرفها على متطلبات الدور والتصوير، وغيرها
من الامور، التي اعتاد عليها الفنانون الاماراتيون.
نجوم مصر خارج دائرة الفن
في مصر، تعتبر مزاولة الفنان لمهنة أخرى غير عمله أمراً شائعاً ووارداً في
كل الحالات، فالممثل أحمد السقا أدرك أن الفن وحده، لا يكفي فاخترق عالم «البيزنس»
من أوسع أبوابه، إذ قرر امتلاك معرض للسيارات، منذ أكثر من سبع سنوات في
مصر الجديدة، ولكن نادراً ما تجده فيه فهو يكتفي بإدارته هاتفياً كرجال
الأعمال الكبار.
وتنضم الفنانة إنجى شرف إلى هذه القائمة، حيث تمتلك محل ملابس فى مصر
الجديدة، ويتعامل معها عدد كبير من أهل الوسط الفني، وهي تدير المحل بعد
انتهائها من الأعمال، وإذا كانت مرتبطة بأعمال فنية، تترك الأمر لشريكتها
هبة، ويشاركها في المجال ذاته الممثل وائل نور، فهو من هواة الموضة، حيث
يمتلك محل ملابس في «السراج مول»، وغالباً ما يراه الجمهور هناك، ويتعاملون
معه.
ومن جانب آخر، تمتلك الفنانة مادلين طبر شركة مقاولات كبيرة في لبنان،
لديها فرع في مصر، وعلى الرغم من ان شغل المقاولات بعيد عن الفن، إلا ان
مادلين تحب هذه الشركة جداً، وتتابع العمل فيها باستمرار ، لذا نراها دائمة
التنقل بين الشركتين، حيث تسافر أسبوعياً تقريباً لمتابعة العمل. أما
الفنانة سحر رامى فلديها مصنع خياطة.
وتقول ان حبها للمصنع، وليس لتأمين المستقبل، ولكنها تعشق صنع ملابسها بشكل
مختلف، وهو الأمر الذي دفعها الى تصميم أزيائها بنفسها. وعلى الرغم من
ابتعاده أخيراً عن الأعمال التلفزيونية، الا أن تواجد الفنان حمدي الوزير
في عالم «البيزنس» مستمر، وهو يمتلك مصنعاً للملابس، ويقول: إن هذا المصنع
أهم من الفن، لأنه يعطيك كما تعطيه، خلافاً للفن الذي لا يستطيع إعطاء
ممتهنه كل ما يريده منه.
من جانبه، خاض الفنان شريف منير في مجال مختلف عن سائر الممثلين والمغنين،
بما اختاره من مهن إلى جانب الفن، حيث يمتلك صالوناً للرجال في شارع أحمد
عرابي في حي المهندسين، ويحرص على الذهاب بين فترة وأخرى إلى هناك، حيث
يلتقط الصور مع المعجبين، وهو الأمر الذي يعتبر أفضل ترويج لصالونه الفخم.
أما الفنانة نهال عنبر وزوجها مجدي الحسيني فيملكان مطعماً كبيراً على طريق
القاهرة الإسكندرية، يقدم مأكولات بحرية، ويشتهر بالكافيار، ويشاركهم في
الميدان ذاته، الفنان مصطفى قمر الذي يملك مطعماً كبيراً في حي المهندسين
بالقرب من شارع جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة.
البيان
الإماراتية في
16/03/2009 |