على الرغم من أن الممثلة الشابة مي نور الشريف تحاول أن تبعد عن نفسها تهمة
فرض والدها لها في أعماله وكانت تستعد بالفعل لعمل بعيدا عنه، لم تستطع أن
ترفض ترشيحه لها لتشارك في بطولة مسلسلة الجديد “ما تخافوش”، كما حدث في
مسلسل “الدالي”. وفي هذا الحوار تتكلم عن حكايتها مع هذا المسلسل والتحذير
الذي توجهه لكثير من البنات من خلال شخصيتها في المسلسل والعمل الذي يجمع
أسرتها على خشبة المسرح وخطوة السينما التي ستبعدها عن والدها و”الريجيم”
الذي نجحت فيه.
·
“ما تخافوش” ثاني أعمالك التلفزيونية بعد “الدالي” مع والدك، ألا تخشين أن
يتجدد الاتهام بأنه يفرضك على أعماله؟
عندما شاركت في “الدالي” كنت متأكدة تماما أن كثيرين سيقولون إن والدي
يفرضني كممثلة، وكان التحدي الذي وضعته لنفسي أن أجعل هؤلاء أنفسهم يقولون
إنني كنت أستحق الفرصة التي منحها لي. لم يتحقق هذا في الجزء الأول من
“الدالي” لأن دوري كان صغيرا، لكنه تحقق في الجزء الثاني عندما تطورت
الشخصية وأشاد الكثيرون بأدائي لها. وبعد نجاحي لم يعد يشغلني هذا الاتهام،
ولذلك وافقت على أن أعمل مع والدي مرة أخرى في “ما تخافوش”.
·
تقولين إن دورك في الجزء الثاني
من “الدالي” قدمك بشكل أفضل، لكن هناك من قال إن هذا أيضا كان بطلب من
والدك فما ردك؟
والدي لم يطلب زيادة مساحة دوري وإنما المؤلف وليد يوسف منح معظم الشخصيات
في الجزء الثاني مساحات أكبر منها في الأول، وهو ما فرضته الأحداث، فكل
الشخصيات التي لعبها النجوم الشباب كانت مساحتها في الجزء الثاني أكبر،
فوالدي لم يجاملني، بل كان يقسو عليّ أحيانا وكنت أعلم أنه يفعل هذا
لصالحي، فهو يريد أن يخرج مني أفضل ما عندي، وكانت عندي الرغبة في أن أثبت
نفسي حتى يتأكد الجميع أنه منحني فرصة أستحقها.
·
هل يقدمك مسلسل “ما تخافوش” بشكل
مختلف عن شخصيتك في “الدالي”؟
فيروز التي ألعب دورها بعيدة تماما عن نشوى التي قدمتها في “الدالي” فهي
فتاة تتخرج في كلية الحقوق وتعاني من فراغ وتمزق خاصة مع اختلاف تصرفات
والدها الطبيب ووالدتها التي تعمل في إحدى الصحف. ولذلك تقضي فترات طويلة
على الإنترنت وتتعرف من خلاله الى شاب وتجد نفسها متورطة في علاقة غريبة
معه وأنا شعرت بأن الشخصية واقعية لهذا سعدت بها لأنها تعبر عما يحدث في
حياة كثيرات ومن خلالها نطلق تحذير للبنات من إقامة علاقات مع الشباب من
خلال الإنترنت.
·
قبل ترشيحك لمسلسل “ما تخافوش”
كنت تحضرين لفيلم بعيدا عن والدك، لماذا تأجل؟
هناك بالفعل فيلم جديد أشارك في بطولته مع مجموعة من النجوم الشباب وسيكون
أول عمل لي بعيدا عن والدي وهي خطوة لا بد منها فلن أظل أعمل مع والدي فقط،
والفيلم ما زال في مرحلة التحضير ولم يتأجل.
·
بدايتك كانت تلفزيونية، فهل
تحلمين بنجومية السينما؟
أتمنى أن تكون بدايتي في السينما طيبة، والحكاية ليست نجومية التلفزيون أو
السينما، فالنجومية بالنسبة لي أن أقدم أدوارا جيدة في أي مجال، وهناك الآن
نجمات سينما يعملن في التلفزيون والعكس فتصنيف الفنان على أنه تلفزيوني أو
سينمائي لم يعد موجوداً.
·
نجاحك في إنقاص وزنك بشكل كبير
جعل البعض يشيع أنك أجريت جراحة تخسيس، هل هذا صحيح؟
أخشى جدا مثل هذه الجراحات، وإنقاص وزني حدث بريجيم قاسٍ جدا التزمت فيه
ببرنامج غذائي مع ممارسة الرياضة وابتعدت تماما عن الأكل الذي يمكن أن يزيد
الوزن خاصة الحلويات، وكان انقاص وزني أول طلب من والدي لي وأنا سعيدة أنني
نجحت في ذلك لأن وزني كان يمكن أن يمنعني عن أدوار كثيرة والآن أصبح في
إمكاني أن ألعب كل الأدوار والشخصيات.
·
هناك من يرى أن ملامحك أيضا
تحصرك في نوعية الأدوار الرومانسية فقط فكيف ستتخلصين من هذه المشكلة؟
أعترف بأن ملامحي هي الأخرى مشكلة لأن البعض يرى أنها ترشحني للنجاح أكثر
في الأدوار الرومانسية وأنا أريد أن أتمرد عليها وعلى هذا التصنيف. ورغم
حبي للأدوار الرومانسية، لا أريد أن تكون سكتي الوحيدة في التمثيل، ولذلك
سأنتهز كل فرصة، ولو في مشهد صغير، لأؤكد أنني أستطيع أداء كل الأدوار،
ومثلي الأعلى في ذلك والدتي الفنانة بوسي، فملامحها كانت رومانسية ولكنها
قدمت أدوارا مختلفة ونجحت فيها كلها بما في ذلك بعض أدوار الشر.
·
والدتك قدمت بعض الأدوار المثيرة
في السينما في أعمال مثل “قط على نار” و”مرزوقة” وغيرها فهل يمكن أن تقدمي
أدوارا مشابهة؟
والدتي لعبت هذه الأدوار بشكل راقٍ جدا من دون أي عري أو ابتذال، وإذا
وجدت أدوار إغراء يمكن تقديمها بشكل محترم لن أمانع، فما دمت اخترت طريق
التمثيل لابد أن أقدم شخصيات مختلفة، والإغراء يمكن أن يكون بكلمة أو نظرة
عين.
·
عندما قررت الاتجاه للتمثيل هل
توقعت أن يقارن أحد بين أدائك وأداء والدتك؟
نعم، لأنها مقارنة يجد كل أبناء الفنانين أنفسهم فيها، لكن بمرور الوقت
ينسى الناس تلك المقارنة ويقيّمون أدائي بشكل خاص بي، وأعتبر والدتي مثلاً
أعلى لي وأتمنى أن أحقق النجاح الذي حققته، وكان بإمكانها أن تحقق ما هو
أكبر منه بكثير لكنها كانت تهتم ببيتها وبنا وكانت تحاول أن توازن بين
مسؤولياتها كزوجة وأم وبين عملها، حققت المعادلة الصعبة بين النجاح في الفن
وفي البيت.
·
وهل تفكرين أنت أيضا في تحقيق
تلك المعادلة الصعبة؟
بالتأكيد أنا مثل أي فتاة أحلم بالحب والزواج وببيت وأطفال، فلن أبيع
حياتي كلها للفن.
·
ألم تكن لك أنت وشقيقتك سارة أي
محاولات لإعادة الحياة الزوجية بين والديكما؟
لم نتدخل، لأن هذه حياتهما وقرارهما يخصهما وأنا وسارة كبرنا بما فيه
الكفاية لتفهم الأمر ونتعامل معه والمهم أن هناك صداقة قوية بين والدي
ووالدتي.
·
هل صحيح أن هناك عملا سيجمعك أنت
ووالديك وشقيقتك سارة؟
بالفعل سارة تحضر حاليا لعمل مسرحي من تأليفها وإخراجها وسأشارك فيه
بالتمثيل مع والدي لكن موقف والدتي من المشاركة فيه لم يتضح حتى الآن وإن
كنت أتمنى أن تكون معنا لأن هذا سيعطي العمل طعما آخر.
·
ما آخر أخبار الجزء الثالث من
“الدالي”؟
لم تنته كتابته ولذلك تأجل إلى رمضان بعد المقبل، وأنتظره بشغف لأن شخصيتي
فيه ستكون أكبر وستشهد صراعا مع سعد الدالي وسيكون فرصة أخرى لي لأظهر
قدراتي كممثلة.
الخليج الإماراتية في
03/03/2009 |