بالنسبة إلى مشاهد يتربع على أريكة في بيته، فإن مشهداً درامياً على
إيقاع زخات المطر، يبدو رائعاً ورومانسياً ويُشعر بالغبطة، إلا أن تنفيذ
المشهد عملياً له (نتائج) أخرى، خصوصاً إذا كان نص السيناريو، يقول إن
البطلة تطل عبر نافذتها لتراقب سقوط المطر. ربما يكون خير من يعرف النتائج
هذه، سامر الزيات مدير تصوير مسلسل (الدوامة)، الذي يخرجه المثنى صبح،
وطاقم العمل الذي طاله البلل بالكامل أثناء حضورنا اليوم (35) من الأيام ال(90)
المقررة لإنجازالعمل.
إلا أن كلمة (نعيماً) من المخرج المنفذ إياد نحاس للمصور سامر وفريق
معاونيه، لم تكن تعني خلاص فريق التصوير من حمام المياه الطوعي، إذ سرعان
ما يعود المخرج صبح ومدير الإضاءة أحمد الحموي، ليطلبا من بطلة المسلسل
اللبنانية دارين حمزة ومدير التصوير الزيات إعادة تصوير المشهد مرة ثانية،
وثالثة بسبب تفاصيل صغيرة، يرى المخرج إنها ضرورية، كما عندما ينبه صبح إلى
أن الشباك ليس مفتوحاً كفاية، أو أن هناك ظلالاً في كادر الصورة.
مع انتهاء المشهد، يبدأ منفذو الإنتاج بتجفيف المياه التي تسربت إلى
القاعة الرئيسية في بيت السباعي (واحد من البيوت الشهيرة في دمشق
القديمة)..بينما يتولى المخرج صبح شرح تفاصيل المكان الذي نفذه مهندس
الديكور طه الزعبي، وهو حسب المخرج صبح، (مكان دمشقي قديم، لكن تأثيثه
فرنسي، لأن صاحبته نادية نجمة (بطلة العمل) شخصية سورية من أم فرنسية)
مع المشهد الثاني، يتولى المخرج صبح بنفسه تصحيح اللهجة الشامية،
لبطلته اللبنانية دارين حمزة التي يجب أن تتكلم الفرنسية، بالإضافة إلى
اللهجتين اللبنانية والشامية. تعيد دارين المشهد ثلاث مرات، وفي كل مرة
تخطئ بالكلمة ذاتها (شوبكي)، ليضحك كل من في موقع التصويرعلى صراخ المخرج
صبح : (نعيد التصوير مرة تانية).
مسلسل (الدوامة) الذي كتبه الراحل ممدوح عدوان، حكاية سورية افتراضية
مفعمة بالحب والنضال السياسي.. تدور أحداثها خلال السنوات الأولى من
استقلال العالم العربي (1949-1951)، في محاولة لدراسة البنى الاجتماعية
والسياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع السوري خلال السنوات الأولى لفترة
ما بعد الاستقلال، وكشف المحاولات الخارجية للسيطرة على ثروات البلاد
العربية، وخاصة النفط، وتصدي الدول العربية مجتمعة لهذه المحاولات.
ويصر المخرج صبح على تذكيرنا بأن (حكاية المسلسل افتراضية) وذلك لأننا
(لا نريد توثيق مرحلة المسلسل الزمنية، بقدر ما نريد رواية الحكاية،
ومحاولة رصدها بصدق لكي تكون مقنعة، لذلك أضفنا خطوطاً كثيرة على العمل
لتثبيت فكرة افتراضية الحكاية).
ويضرب المثنى مثالاً على افتراضية حكايته بالقول: في الفترة الزمنية
التي اختارها ممدوح عدوان والتي لا تتعدى السنتين(1949-1951) يتولى
المسؤولية في البلاد سبعة رؤساء، لكن المسلسل كما رواية فواز حداد (الضغينة
والهوى) الذي أخذنا عنها المسلسل يختصران السبعة برئيس وزراء واحد.
المثنى صبح أرجع غياب الممثلة اللبنانية نادين الراسي عن العمل إلى
أسباب صحية ، بعد أن أعلن بداية انها ستقوم بدور البطولة، وأشاد بأداء
بطلته البديلة اللبنانية دارين حمزة وثقافتها الفنية، التي سهلت مهمته في
دمجها في أسلوب الفن التمثيل السوري.
في (الدوامة)، ينجح المثنى صبح في إعادة جمع الممثلين السوريين سلوم
حداد وأيمن زيدان في عمل واحد، بعد مرور فترة طويلة على عملهما معاً آخر
مرة، وإلى جانب استعانته بمخضرمي الدراما السورية ونجومها الشباب، اختار
المخرج صبح نحو ثلث فريقه التمثيلي من نجوم الدراما اللبنانية (دارين حمزة،
ويوسف الخال، وجهاد الأندري، وأيكلو داوود، وميشيل أبو خليل، وروجيه صقر)،
واستعان بخمسة وجوه شابة تقف للمرة الأولى أمام الكاميرا هم نجلا الخمري،
وميسون أسعد، ومهيار خضور،ورامي خلف،ولونا أبو درهمين.
ولا يخفي المثنى صبح حرصه على الوقوف على كافة تفاصيل العمل لإنجاحه،
مشيراً إلى المسؤولية التي تقع على عاتقه تجاه نص الراحل ممدوح عدوان، لذلك
هو لا يوفر جهداً ل(إنجاح العمل تقديراً واحتراماً لروح ممدوح أولاً).
وجوه من العمل : أيمن زيدان
ممثل سوري، اشتهر بمسلسلاته التلفزيونية وأفلامه السينمائية وأعماله
المسرحية، وهو ممثل ومخرج ومقدم برامج، من مواليد مدينة الرحيبة في 1
سبتمبر 1956. نشأ في أسرة محافظة، وكان جده الشيخ شكري زيدان مختار البلدة.
بيته هو البيت الذي مثل فيه مسلسل (حنين) ، عمل أيمن زيدان مقدماً لبرنامج
المسابقات (وزنك ذهب) لفترة من الزمن، كما كان مديرا لشركة (الشام الدولية
للإنتاج السينمائي والتلفزيوني) وكان عضواً في مجلس الشعب السوري.
سلوم حداد
ممثل سوري من مواليد حلب، ساهم في الكثير من الأدوار التاريخية
والاجتماعية منها. ومن أبرز الشخصيات التي جسدها شخصية الشاعر الكبير نزار
قباني في مسلسل يحمل اسم الشاعر. والزير سالم، وبعدها قدم حداد شخصيتي
المتنبي، وأبو زيد الهلالي. قدم حداد العديد من الأعمال في المسرح(نكون أو
لا نكون ، رسول من قرية نميرة ،في إنتظار أليسار)، وفي السينما:ألا (حادثة
النصف متر ، الترحال) ، ومن أبرز أعماله في التلفزيون: عز الدين القسام
،خان الحرير، حمام القيشاني، الموت القادم الى الشرق، الكواسر ، الفوارس
وغيرها.
البيان الإماراتية في
21/02/2009 |