تتلبسه شخصيتان في
آن واحد، الأولى صباحا مع 'محمد علي' والي مصر، والثانية مساء مع مسرحية
الملك 'لير' شخصية الفارس التي أبدعها 'شكسبير'.
وقد استعان 'الفخراني' من أجل 'محمد
علي' بماكيير' إيراني استطاع أن يستنسخ منه 'محمد علي' صورة
طبق الأصل ليعود بهذا
الفيلم الى السينما التي غاب عنها عشرة أعوام منذ فيلم 'مبروك وبلبل' وهو
الذي هجر
مهنة الطب من أجل التمثيل الذي أخلص له على مدار عقود ثلاث فأخلص له حتى
أصبح أهم
نجوم الدراما الرمضانية بالإضافة الى إخلاصه مع المسرح فقد اختار شخصية
'الملك لير'
المركبة بتعاملها مع بناته الثلاث في المسرحية، ليتغير لون الأداء من مرحلة
إلى
مرحلة، فبينما يقرب اثنتين منهما أول العرض ويقصي الثالثة، تنفجر أحاسيسه
ليقرب
التي أقصاها وهو في حالة من الندم والانهيار على ما أخطأ فيه.
سألته:
·
كيف
تستطيع أن تجمع بين 'محمد علي' و'الملك لير' في وقت واحد؟
الملك 'لير' قام
بتسخيني من أجل 'محمد علي'.
·
لماذا رفضت المشاركة بالملك
'لير' في مسابقة
المهرجان القومي المصري للمسرح؟
لم أرفض، لكن لم تعرض عليّ أصلا المشاركة في
المهرجان.
·
أليس المسرح القومي أكثر ملائمة
للملك 'لير' من مسرح 'ميامي'؟
بالطبع، وهناك مشهد حذفته من عرض مسرح ميامي لأنه لا يليق مع العرض
على
خشبته، وهو المشهد الذي يحمل فيه الملك 'لير' ابنته 'كورديليا' ميتة وهو
يصرخ
باكيا، ولكن للأسف احترق المسرحي القومي، وكانت مأساة بالنسبة
لي إذ شعرت بالمرارة
لما أصاب المكان الذي ارتبطت به على مدار عقود متتالية عاطفيا منذ أن كنت
طالبا في
الجامعة، ففيه اكتشفت دنيا المسرح الجميلة.
·
هل ستقدم مسلسلا خلال رمضان
القادم؟
لا أعتقد.. فالوقت ليس كافيا، بالكاد أنتهي من تصوير الفيلم.
·
هل
تتوقع لفيلم محمد علي النجاح وهو عمل تاريخي يختلف عن السائد
الجماهيري
الآن؟
أنا متفائل، فأنا دائما أراهن على ما هو سائد ولا يهمني أن يعجب
الفيلم
أكبر عدد من الجمهور بل يهمني من يفهم ويقدر الفن الصحيح والحقيقي، وما
يشجعني على
تجربة 'محمد علي' تجربة 'الملك لير' فقد تخيلت أن العرض سيستمر بالكثير
شهرين فقط
وفوجئت به يستمر سبع سنوات كاملة، كما أن شخصية محمد علي
مغرية، وأملك أدوات
التوصيل التي تجعلها ناجحة.
·
هل من أسباب خاصة غير فنية وراء
إعادة إظهار تاريخ
الأسرة العلوية في مصر؟
هو فقط حنين للتاريخ، وتاريخ الاسرة العلوية به الكثير
من الجماليات التي تم التعتيم عليها في مرحلة الثورة، كما ان هذا جزء لا
يتجزأ من
تاريخ مصر لا يمكننا أن نتنصل منه.
·
لماذا نجاحك في السينما أقل من
نجاحك في
الدراما؟
أنا لم أخطط للابتعاد عن السينما أو الاقتراب من الدراما التلفزيونية
أو المسرح، فبالفعل تركت السينما منذ وقت طويل لكن هذا لا يعني أني خططت
له، لكني
لم أقرأ سيناريو يساعدني على العودة الى السينما، وأقبل
الدراما التلفزيونية لأني
وجدتها فيما عرض عليّ أكثر عمقا، حتى جاءني من لميس فكرة تقديم 'محمد علي'
والي مصر
للسينما وهي الفكرة التي وجدت هوى في نفس المنتج 'عماد أديب' رغم ما يتكلفه
هذا
الفيلم من مبالغ ضخمة، فالمسألة ليس لها علاقة بالجمهور فإذا
جاءني سيناريو للسينما
لا يوجد ما يمنعني لتقديمه.
القدس العربي في
19/02/2009 |