في اندفاع مثير للأحداث السياسية والاقتصادية عالمياً وإقليمياً
ومحلياً، نجد أنفسنا على فوهة بركان من الأزمات والانهيارات والتحديات،
وإذا كانت النهايات تأخذنا دائما إلى بدايات جديدة تثير الأمنيات والأحلام،
فهي تدفعنا أيضا إلى التأمل في واقعنا الفني.المسرح المصري خلا تقريبا من
العروض والجمهور في 2008 إلا فيما ندر من مسرحيات كانت لها قيمة ولكن
الخلافات المادية أنهتها مثل “زكي في الوزارة” ومسرحية “زي الفل”، وشهدت
عروض مهرجان المسرح التجريبي عروضاً جيدة بينما وصلت فرق “رضا” إلى حالة من
الاحتضار الفني فيما لا يزال “السيرك القومي المصري” يمتلك وهج الحضور رغم
ضعف ميزانيته وتدني أجور فنانيه.. ومن الطبيعي أن تبرز “السينما” في “كادر”
الأزمة المالية الطاحنة، لتضعنا أمام قراءة اقتصادية، وسياسية، وفنية
لملفها الساخن لنتساءل عن مستقبلها القريب وإن كان سيتأثر بالأزمة ويدخل
عهداً جديداً مغايراً لفورة الانتاج التي شهدتها السنوات القليلة الماضية.
سألنا سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج الإعلامي: هل تأثرت شركات الإنتاج
بالأزمة العالمية والأحداث الجارية وبالتالي تأثرت أجور الفنانين؟
أجاب نعم، فأسعار التصوير خارج مصر زادت وكذلك أسعار الاستوديوهات
وأدوات ومعدات التصوير والخامات ولكن هذا لا يعني تبرير تقديم أفلام
مقاولات هابطة.
أما الأجور، فالنية تتجه إلى تصعيد الوجوه الجديدة الشابة والتي نجحت
في حصد الإعجاب والتقدير وبالطبع أجورهم معقولة.
وعن الفضائيات قال: في هذا الوقت من العام كان من المعتاد أن يبدأ
التحضير لما لا يقل عن 15 مسلسلا، ولكن العمل لم يتضح إلا في أربعة فقط،
بعدما رفضت المحطات الفضائية المشاركة في إنتاج المسلسلات أو العرض الأول
بل يسعى بعضها لفكرة (العرض المتزامن) وبالتالي تنخفض التكلفة وسبب قرار
الفضائيات هو انخفاض الإيراد الإعلاني مؤخرا.
ورغم أن “شركة مصر للسينما” لرجلي الأعمال نجيب ساويرس وكامل أبوعلي
أعلنت أنها دخلت السوق بهدف تقديم فن مصري خالص غير خاضع لشروط الموزع
الخارجي، إلا أن كيانهما الإنتاجي الوليد تعرض لهزة عنيفة بسبب خسائر
ساويرس في البورصة داخل وخارج مصر، وبسبب سحب كامل أبوعلي جزءا ضخما من
السيولة لديه لبناء قرية سياحية جديدة في الغردقة في الوقت الذي تراجعت فيه
الحجوزات في القرى السياحية التي يمتلكها.
وللشركة أفلام لم تعرض بعد منها “دكان شحاته” لهيفاء وهبي و”احكي يا
شهرزاد” لمنى زكي، و”رسم على الجسد العاري” للمخرج أسامة فوزي، وأفلام جارٍ
تصويرها مثل “موت أميرة” الذي تعود به إيناس الدغيدي بعد غياب 4 سنوات
وتدخل كشريك مع “مصر للسينما” من خلال شركتها “فايف ستارز”، بجانب فيلم
“بمبوزيا” وهو أول بطولة لخالد سرحان.
والأفلام التي سيبدأ تصويرها في الأيام المقبلة للعرض في الصيف هي
(الغريق) لعمر وسعد وخالد يوسف وتأليف ناصر عبدالرحمن. و(رمضان زينجر)
بطولة سمية الخشاب والمرشح له أيضا خالد يوسف مخرجا، و(ستانلي) للمخرج محمد
خان، وبطولة خالد صالح، وتعود المخرجة (منال الصيفي) للتعاون مع محمد رجب
في فيلمها الجديد (يا قاتل يا مقتول).
“الكيانات الكبيرة قادت الممثلين للتمرد علينا
ومن كان أجره 400 ألف أصبح يطلب مليونا وهذا احتكار وهيمنة تخل بأبسط قواعد
المنافسة الرأسمالية”، هذا الكلام للمنتج جابي خوري، الذي أضاف: هذه
الشركات التي توجد بأفلامها وبقوة الفلوس في مهرجان “كان” السينمائي الدولي
والتي قدمت أفلاما بانتاجية غير مسبوقة.
في 2009 هناك اربعة افلام ضخمة ل”جودنيوز” منها “ابراهيم الأبيض”
لأحمد السقا وهند صبري وعمرو واكد واخراج مروان وحيد حامد، ومن المقرر
اشتراكه في دورته المقبلة وسيكون جاهزاً للعرض في الصيف.
محمد هنيدي الذي استرد نجوميته من خلال شباك الايرادات بعد فيلمه
الاخير (رمضان مبروك أبو العلمين) يعود بجزء ثان منه يحمل اسم “رمضان في
الشانزليزيه”.
وفي ثاني تناول سينمائي له لموضوع “اسرائيل” بعد فيلم (السفارة في
العمارة) الذي تعرض بسببه لنقد مراميه التطبيعية، حتي ان ظهر في صورة
الرافض والمعارض ل”إسرائيل” يدخل عادل امام الاستوديوهات لتصوير فيلم (فرقة
ناجي عطا لله) والذي رصدت له الشركة المنتجة ميزانية قاربت ال25 مليون
جنيه.
والفيلم سيخرجه رامي إمام وسيشترك فيه شقيقه محمد امام وسيكتبه يوسف
معاطي، أما البطولة النسائية فستتقاسمها يسرا ولبلبة. ومن الشباب المرشحين
أحمد السقا وكريم عبدالعزيز.
ويبدو ان “جود نيوز” ستقامر بمبلغ فلكي هذا الموسم يؤكد قدرتها على
مواجهة أعتى أزمة مالية في العالم، إذ رصدت 45 مليون جنيه لفيلم “محمد علي
باشا” الذي كتبته د. لميس جابر ويقوم ببطولته يحيى الفخراني ويخرجه السوري
حاتم علي الذي تعاون مع لميس في مسلسل “الملك فاروق”.
وتبدأ الشركة العربية للانتاج والتوزيع موسم العرض في 2009 بثلاثة
أفلام هي “بدون رقابة” للمنتج هاني جرجس فوزي وبطولة ماريا وأحمد فهمي. ثم
“ميكانو” لتيم الحسن ونور اللبنانية، ثم “فرح انجي” لأحمد فلوكس وأحمد
السعدني. وقالت الفنانة اسعاد يونس رئيسة الشركة ل”الخليج” مؤكد الازمة
المالية العالمية لها ظلال حتى على هوليوود نفسها لكن المشكلة عندنا هي
الكيانات الاحتكارية الكبيرة وسيطرة فكرة أن الأجر الكبير يضمن للممثل
النجومية ولكن في شركتنا سنلعب بكارت الوجوه الجديدة التي أكدت وجودها
الفني، ولدينا فيلم “رسايل بحر” للنجم الصاعد آسر ياسين في ثاني بطولة له
بعد “الوعد”، والفنانة الشابة بسمة، ولدينا أيضاً “عصافير النيل” الذي يجري
تصويره وهو من إخراج مجدي أحمد علي عن رواية لإبراهيم أصلان وهو انتاج
مشترك بيننا وبين وزارة الثقافة. وفي خطتنا ايضاً فيلم “بنتين من مصر”
بطولة زينة وصبا مبارك وتأليف واخراج محمد أمين، و”المخبر” لأحمد مكي تأليف
عمر طاهر، ولدينا فيلم خاص بالمطرب محمد حماقي اسمه “على جزيرة لوحدنا”
كتبه تامر حبيب وأخيراً فيلم “حفلة منتصف الليل” تأليف محمد عبدالخالق
وإخراج محمود كامل ومرشح له عدد كبير من الوجوه الجديدة.
تدخل شركة “مليودي بيكتشرز التي قادت نجاح ياسمين عبدالعزيز في فيلم
“الداده دودي” بفيلم لهاني رمزي اسمه “الرجل الغامض بسلامته” تأليف بلال
فضل واخراج محسن احمد.
والفيلم الثاني هو “الضحية” لمصطفى شعبان وزينة واخراج حسام الجوهري،
وتأليف أمنية خيري. وجديد الشركة في 2009 أنها ستراهن على نجم جديد هو
الفنان سامح حسين الذي لمع مع أشرف عبدالباقي في “راجل و6 ستات”.
ثلاثي الانتاج السينمائي (الماسة - اوسكار - النصر) يحضر فيلم أحمد عز
“وش تاني” للمخرج أحمد علاء والمؤلف محمد دياب والنجمة منة شلبي ويأتي
تعاون كريم عبدالعزيز والمخرج شريف عرفة ضمن مفاجآت الشركة في فيلم جديد
بعد لقائهما الشهير في “اضحك الصورة تطلع حلوة” بطولة الراحل أحمد زكي.
الخليج الإماراتية في
18/02/2009 |