أفلام قليلة هى التى تستحق عناء الكتابة عنها فى هذا الزمن لأن
الكتابة عن فيلم ما تمنحه قيمة بلا شك وأكتب عن فيلم «بدون رقابة» الذى
يعرض فى موسم منتصف العام الدراسى ليس لقيمته «لأنه ليس بلا قيمة على
الإطلاق» ولكن لأؤكد وجهة النظر فى أهمية وجود الرقابة على الفن التى ينادى
كثيرون من رجالات الثقافة وصانعى السينما بضرورة الغائها لأنها عائق ضد
الحرية والابداع ولا أظن ان أحداً من هؤلاء يمكن أن يتجرأ على النداء بذلك
عندما يشاهد فيلما على شاكلة «بدون رقابة» للمنتج والمخرج هانى جرجس فوزى
يخطئ من يظن أن لفيلم «بدون رقابة» أى رسالة أو هدف سوى العرى والابتذال
والوقاحة فى عرض أجساد فنانات باحثات عن حضور زائف على الساحة بأى أدوار
وقد كان هانى جرجس فوزى موفقاً الى حد بعيد فى اختيار بطلات فيلمه وأول
هؤلاء علا غانم هذه الممثلة محدودة الموهبة وكثيرة الجرأة والتحرر التى
تسعى دائما للشهرة ولو على حساب الجسد وفى الفيلم تقدم شخصية فتاة جامعية
«مثلية» شاذة ولا تشعر بأنها مريضة أو تفعل شيئا مخالفاً للقيم وهى تؤدى
مشاهدها بكل جرأة فى العرى والألفاظ والممثلة الثانية هى دوللى شاهين
المعروفة بجرأتها أيضا سواء كممثلة أو مغنية منذ أتى بها المخرج الخالد
يوسف فى فيلم «ويجا» وهى تؤدى شخصية فتاة جامعية على علاقة صريحة وغير
مشروعة ومفتوحة الى أبعد حدود مع زميلها الثرى وتكاد تقيم معه فى شقته بشكل
دائم أما الممثلة الثالثة فهى هنا المغنية «ماريا» اللبنانية التى أتى بها
هانى جرجس فوزى لتشارك فى بطولة الفيلم من منطلق انها تضيف إليه جماهيرية
فهى معروفة بجرأتها فى العرى هى الأخرى ولكنها تؤدى فى الفيلم شخصية طالبة
ثانوى يقع فى حبها البطل أحمد فهمى ويصل إليها بصعوبة ورغم انها فتاة
متحفظة إلا ان هانى جرجس فوزى يقدمها على خلاف طبيعة الشخصية فى كثير من
مشاهد العرى ففى الوقت الذى ترفض فيه العلاقة يقدمها تشارك فهمى أغنية «ديو»
بالملابس العارية وتقدم معه مشاهد تخالف تركيبتها فى الفيلم والممثلة
الرابعة التى يستغل هانى جسدها فى الفيلم هى ريم هلال التى تقدم شخصية فتاة
تقيم علاقة شاذة مع علا غانم وتقدم فى الفيلم رقصة بملابس فاضحة ويستعرض
المخرج جسدها بكل تفاصيله ولم تنجح أى ممثلة فى إضافة أى شيء الى رصيدها
إلا مزيدا من التراجع وإذا كان الرهان على ماريا التى تصور المخرج أنها
أقوى أدواته الدعائية فى الفيلم فقد كانت رهاناً خاسراً بجدارة فقد كشف
الفيلم أنها لا تملك أى موهبة تمثيلية أو غنائية والكارثة انها ظهرت على
خلاف ما يتصور البعض فتاة محدودة الجمال ولديها عيوب خلقية واضحة أما
الممثلون فى الفيلم فيأتى فى مقدمتهم المطرب أحمد فهمى الذى كانت إطلالته
الأولى فى فيلم «خليج نعمة» مع غادة عادل مقبولة الى حد ما لكنه فى فيلم
«بدون رقابة» خسر الكثير والذى يؤسف عليه بحق هو الممثل الموهوب باسم
السمرة الذى يعد من أهم المواهب الحقيقية فى الجيل الجديد وينضم الى قائمة
المواهب التى تتخطى حاجز الشكل واذا كنا قد أحببنا طلة إدوارد اللطيفة
وأداءه الخفيف لكثير من الأدوار فى أفلام كثيرة فهو يخسر هنا أكثر مما يكسب
كذلك الفنان الشاب الموهوب نبيل عيسى الذى اجتهد كثيرا فى دوره وبكل حياد
مؤكد ان الجميع فى هذا الفيلم خاسرون!!
العربي المصرية في
17/02/2009 |