الملاحظة الأولى المستنتجة من الترشيحات الرسمية لجائزة أفضل ممثل
رجالي هي أن أربعة من هؤلاء الممثلين كان عليهم الانتقال كلّياً إلى شخصيات
أخرى في درجة عليا من الانصهار.
بداية، هناك الممثل ميكي رورك الذي تمكّن من حرفتين في فيلم (المصارع)
الأولى هي التمثيل والثانية هي المصارعة الفعلية. وإذا كانت القصص التي
سمعناها عنه صحيحة، فهو مارس المصارعة في السنوات الأخيرة لا تحضيراً لهذا
الفيلم، بل إمعاناً في درجة من الدمار الذاتي له كممثل. وهو يعترف قبل
أيام، بعد عرض فيلمه في مهرجان برلين قائلاً: (أضعت خمس عشرة سنة من حياتي
كممثل والآن أقف على قدمي من جديد).
وهناك أيضاً براد بت، الذي حتّم عليه دوره في (قضية بنجامين باتون
المثيرة للفضول) التحوّل إلى مراحل شتّى من حياة شخصية واحدة مثيرة للغرابة
(أكثر من الفضول) إذ وُلدت طفلاً بسن كبيرة وأخذت تعود عمراً إلى الوراء
كلما كبرت حجماً. حين أصبح قادراً على المشي من دون عكّازات، كان يدخل
الستينات بالمقلوب. وحين أصبح في الخمسين كان بحّاراً قبل العودة إلى
الوراء شابّاً ثم طفلاً من جديد. طبعاً النقلة هنا هي ميتافيزيقية وليست
فقط فيزيقية. أي لها علاقة بالأبعاد والرموز القائمة مثل قوس قزح حول
الحياة والموت ومعنى الأول وقدرية الثاني، أكثر من مجرّد قصّة غرائبية غير
قابلة للتصديق. بالتالي، ليس مطلوباً من براد بت أن يركب دراجة ولادية
بثلاث عجلات ليبرهن عن مرحلة حياته، بل كان عليه أن يتواصل والخيط الرفيع
الكامن بين كل تلك المراحل على نسق واحد من الأداء.
انصهار
شون بن شهد نوعاً آخر من الانتقال.. إنه ممثل مستقيم لكنه ممثل
أوّلاً. وفي فيلم (ميلك) يعمد إلى ممارسة شغفه بالتمثيل وجرأته في قبول
الأدوار لدرجة أنه لا يجد نشوزاً في لعب دور لواطي وهو ليس كذلك. ليس فقط
أداؤه عبر الغمز واللمز، بل عبر مشاهد تصوّر مضاجعات وقُبَل وانخراط في
العملية الشاذّة ولو من دون الدخول في تفاصيل أو تصرّفات تحوّل الفيلم إلى
مشاهد من العري وسوء السلوك.
هذا التحوّل من الوضع المستقيم إلى الوضع الشاذ فقط لأجل القيام بدور
يؤمن به، ليس الانتقال الوحيد الذي مارسه الممثل. هو أيضاً، وبقيامه بتأدية
شخصية أول شاذ في تاريخ الولايات المتحدة يستلم منصباً حكومياً (إذ كان
محافظاً لمدينة سان فرانسيسكو في السبعينات وقُتل اغتيالاً) إنما جسّد
شخصية واقعية. كذلك الحال مع فرانك لانجيلا الذي جسّد شخصية الرئيس
الأميركي رتشارد نيكسون في (فروست/ نيكسون) بعدما شاهد كل ما وصلت إليه
يديه من أفلام تسجيلية حول نيكسون ودمج نفسه في شخصيّته إلى درجة بعيدة.
الوحيد الذي لم يتسن له الانصهار إلى شخصية واقعية أو غرائبية أو
تتطلب الانتقال إلى صورة متناقضة مع المألوف هو الممثل رتشارد جنكينز في
فيلم (الزائر).
لكن هذا لا يعني أنه لم يؤد الدور الذي تضطلع به أداء يستحق عليه
الأوسكار.
في الجانب النسوي فإن الممثلات المرشّحات وجدن أنفسهن أمام حالة
مختلفة: كل الشخصيات التي ظهرن بها هي شخصيات متحررة من الأصول الصلبة ولا
تتطلّب انصهاراً وحركة تحوّل ذاتي عميق- حتى الدور الذي لعبته أنجيلينا
جولي في (تبديل) والمسنود إلى شخصية ووقائع حقيقية لعبته بتحرر من ملكية
الشخصية الحقيقية كون تقمّص تلك الشخصية غير ممكن (لعدم وجود ما يمكن
الارتكاز عليه للمحاكاة) وغير ضروري.
الممثلات الأخريات في هذه المسابقة هن: آن هاذاواي عن (راتشل تتزوّج)
وميليسا ليو عن (نهر متجمّد) وميريل ستريب عن (ريب) وكايت ونسلت عن
(القارئ).
أمام هذا التنصيف ما هي الحظوظ والفرص المتاحة لهؤلاء الممثلين
جميعاً؟ لماذا المنافسة قويّة بين ممثل وآخر وليست قويّة بين اثنين آخرين؟
ولماذا كايت ونسلت معتبرة ممثلة صف أول عند الأوسكار، بينما اعتبرت ممثلة
مساندة -عن نفس الفيلم- في جوائز الغولدن غلوب والبافتا؟
التالي محاولة للإجابة بالانتقال بين المرشّحين العشرة في هاتين
المسابقتين.
رتشارد جنكنز
من هو؟ ممثل مخضرم يمثل دور البطولة أوّل مرة في فيلم (الزائر) لاعباً
شخصية بروفسور ماتت زوجته ويجد الفرصة مناسبة لإعادة بناء حياته.
احتمالات فوزه: هو بنفسه لا يتوقّع أن يفوز. وقد حدث سابقاً أن تم
تقديم ممثلين لعبوا أدوار البطولة لأول مرّة بعدما تجاوزوا الخمسين ولم
يفوزوا.
شون بن
من هو؟ يقف شون بن مخرجاً وممثلاً في عداد سينمائيي الصف الأول. في
(ميلك) لم يمثل الشخصية بالشيفرات المتعارف عليها، بل اتقن تلك الشيفرات
مما جعله يفوز بعدد من الجوائز أهمها جائزة نقابة الممثلين.
احتمالات فوزه: سيحصد أصواتا كثيرة بلا شك، لكن من الممكن جدّاً أن لا
تكون بالحجم الذي يؤدي به إلى الفوز بالأوسكار الذي سبق وأن فاز به من قبل.
فرانك لانجيلا
من هو؟ عاصر الممثل التمثيل منذ أن كان ولداً صغيراً وارتاح لأدوار
بطولية قليلة قبل أن ينتقل إلى أدوار مساندة في معظم مراحله. إنه ممثل جيّد
ومهضوم الحق سينمائياً. فاز بجائزة (توني) الموازية للأوسكار مسرحياً عن
دوره في (فروست/ نيكسون) نفسه.
احتمالات فوزه: بالنظر إلى قوّة الممثلين المنافسين براد بت وميكي
رورك، فهي محدودة.
براد بت
من هو؟ في الأربعينات من حياته، بذلك هو أصغر المرشّحين، ومن نجوم
السينما ولذلك يتمتّع بتحبيذ شعبي لا بأس به. يستحق الأوسكار عن دوره الصعب
في (بنجامين باتون) ولا يبدو أن أحداً قادراً على منعه من ذلك الا....
.... ميكي رورك
من هو؟ ممثل بدأ قويّاً ولافتاً في الثمانينات ثم انضوى والآن يرتفع
في سماء المهنة على حين غرّة. فاز ببافتا قبل أيام قليلة وبالغولدن غلوب
قبله.
احتمالات فوزه: يبدو أنه الممثل الصعب من حيث إنه الفرس الأسود في
السباق لكنه فرس قوي. دوره رائع وشخصيّته مطابقة لحياته المهنية وأداؤه
قوي. أعضاء الأكاديمية قد يختارونه إذا لم يستوعبوا أبعاد براد بت أو كرهوا
مشاهدة شون بن وهو يمثل ذلك الدور بصرف النظر عن قيمته.
آن هاذاواي
من هي؟ ممثلة شابّة وجديرة بالاهتمام تلعب في (راشل تتزوّج) دور فتاة
مرّت بتجربة إدمان وتحاول وضع أولويّاتها من جديد ضمن مخاطر أن تسقط خلال
المحاولة.
احتمالات فوزها: في السابق كانت الممثلات الشابّات يصلن إلى مرحلة
الترشيحات ليس أكثر كما لو أن المصوّتين في الأكاديمية يقولون: لا زلت
شابّة وأمامك سنوات طويلة.
أنجلينا جولي
من هي؟ الممثلة المرشّحة لجانب زوجها براد بت في عام واحد. جيّدة حين
تجد الشخصية الصحيحة لكنها هنا في فيلم كلينت ايستوود (تبديل) ليست أفضل
عناصر الفيلم.
احتمالات فوزها: تشابه احتمالات فوز فرانك لانجيلا أو شون بن: جيّدة
لكنها ليست كبيرة.
مليسا ليو
من هي؟ ممثلة غير معروفة تلعب بطولة فيلم (نهر متجمّد) حول امرأة
تشترك في عمليات تهريب عبر الحدود الكندية لكي تعيل نفسها وابنها.
احتمالات الفوز: دورها جيّد وهي جيّدة لكن ما قيل في آن هاذاواي يُقال
(وربما أكثر منه) فيها هي من حيث إنها صغيرة على الجائزة. بالتالي الاحتمال
ضعيف.
ميريل ستريب
من هي؟ من أفضل الممثلات الأميركيات وتاريخها يؤكد ذلك. في فيلم (ريب)
تقوم بأداء شخصية ناظرة مدرسة شديدة الرأي ومتمسّكة بالتقاليد تدفع راهباً
للاستقالة لأنها ترتاب في تصرّفاته مع التلاميذ.
احتمالات الفوز: من الصعب أن تدخل ممثلات أخريات المنافسة مع ميريل
ستريب. رُشحت عدة مرات من قبل وفازت في عدد منها وهي تستحق الفوز هنا لكنّ
هناك احتمالاً كبيراً في أن الجائزة ستذهب إلى....
.... كيت وينسلت
من هي؟ الممثلة البريطانية هي من أفضل المواهب النسائية في التمثيل
اليوم. تقتحم شخصيّاتها وتترك انطباعاً قوياً وحضوراً أكثر من لافت. في
(القارئ) تؤدي شخصية هي صعبة التعامل: من ناحية تريد إدانتها ومن ناحية
أخرى تشفق عليها.
احتمالات فوزها: جيّدة فالعام عامها بعدما حصدت عدّة جوائز عن دورها
في هذا الفيلم كما دورها في فيلمها الثاني (طريق ثوري). لكن المفاجآت قد
تقع في أية لحظة.
التمثيل المساند
على صعيد الممثلين والممثلات في الأدوار المساندة فإن القائمة
الرجالية مؤلّفة من جوش برولين لكن ليس عن دوره لاعباً شخصية الرئيس جورج
بوش بل عن دوره في (ميلك). وتم تجاوز جيمس فرانكو عن نفس الفيلم الذي حبّذه
النقاد أكثر كممثل مساند. في السباق ذاته هناك روبرت داوني عن (رعد
استيوائى) لكن الفيلم رديء والأداء مفبرك ولن يرى الممثل الموهوب الأوسكار
عن هذا الفيلم أبداً.
أيضاً فيليب سيمور هوفمان الذي يقف أمام ميريل ستريب في بطولة (ريب):
رائع في حضوره ويستحق الجائزة بالفعل لجانب مايكل شانون عن دوره القوي في
(طريق الثورة) كرجل لا يخفي ما في صدره ولو كان دوره أطول لانتزع لنفسه
وجوداً في جائزة أفضل تمثيل أول.
أخيراً هناك هيث لدجر عن دوره المساند في (الفارس الداكن)، لكن رغم
أدائه الحسن إلا أن ترشيحه (واحتمال فوزه) يتضمن تقديراً عاطفياً كونه مات
بعد هذا الفيلم.
الممثلات المرشّحات لأوسكار أفضل ممثلة مساندة هي آمي أدامز عن دورها
الجيّد في (ريب) وهي في أحيان تخطف الكاميرا من ميريل ستريب. وبينيلوبي
كروز عن (فيكي كرستينا برشلونة) ولو أني لا أرى الدور يستحق التهليل، ثم
فيولا ديفيز عن (ريب) أيضاً (المرأة الأفروأميركية في الفيلم) لكن الدور مع
كل ما فيه من إجادة صغير جدّاً.
المنافسة الحامية هي بين ماريسا توماي عن دورها في (المصارع) وهي
ممثلة جيّدة إنما بحظوظ عادة ضعيفة وتاراجي هنسون التي من الصعب تجاوزها إذ
تؤدي دور المرأة التي تتبنّى براد بت صغيراً في (بنجامين باتون)
شاشة عالمية
Caroline
النوع: أنيماشن ولاّدي مع رسالة تصلح للكبار أيضاً.
إخراج: هنري سوليك
أصوات: داكوتا فانينغ، تيري هاتشر، دون فرنش، جنيفر سوندرز.
نبذة: الفتاة الصغيرة كارولين تكتشف منفذاً لعالم مواز للعالم الذي
نعيش فيه فتدخله. في البداية تجده أكثر رفاهية من عالمها الحقيقي، لكنها
سريعاً ما تدرك أنها وقعت في مأزق خطر وأن حياتها مهددة.
رأي الناقد: تقنياً جيّد وبالأبعاد الثلاثة النافرة، لكن الفيلم يمضي
بارداً كما لو أنه تنفيذ آلي. قصّته سريعاً ما تخبو تحت وطأة من تكرار
المواقف.
معلومات: المخرج هنري سوليك هو الذي سبق له وأن صنع فيلم (الكابوس قبل
الكريسماس) الذي حمل اسم المخرج المعروف تيم بيرتون مخرجاً.
2-
Pink Panther
*
النوع: كوميديا هي جزء ثان من ذات الموديل
إخراج: هارولد زوارت
تمثيل: ستيف مارتن، جان رينو، ألفرد مولينا، رميلي مورتيمر.
نبذة: المفتش الفرنسي جاك كلوزو في مغامرة جديدة كناية عن قيامه
بالبحث عن اللصوص الذين سرقوا مجموعة من أكبر كنوز العالم.
رأي الناقد: الممثل ستيف مارتن لديه أغنية صغيرة جميلة عزفها وغنّاها
في حلقة من برنامج ديفيد ليترمان المعروف. يبدو أن موهبته قد تقلّصت إلى
هذا الحد فعلاً. هذا أسوأ من (بينك بانثر) الأول وذلك كان فيلماً رديئاً.
رأي آخر: حين يضرب الممثل جون كليز في مطلع الفيلم جدار مكتبه في مطلع
الفيلم ضجراً ويأساً، كان يعبّر عما كنت أشعر به تماماً.
*Boston Globe
وسلي موريس في صحيفة.
Push **
النوع: خيال علمي تشويقي
إخراج: بول مكويغن
تمثيل: كريس إيفنز، داكوتا فانينغ، جيمون هونسو.
نبذة: مجموعة من الشخصيات التي تم تطويرها في المستقبل بحيث صار
بإمكانها تحريك الأشياء بمجرد أن تفكّر بها او تقتل من دون أن تقترب من
ضحاياها. لكن بطل الفيلم سيضع حداً لها.
رأي الناقد: تمنيّت لو أن قدرة تحريك الأشياء بالتفكير بها تشمل أيضاً
تحريك عجلة هذا الفيلم في الدرب الصحيح. فكرة جيّدة وقصّة مختلفة، لكن هناك
فوضى (ولو مقصودة) في ترتيب الأحداث.
رأي آخر: هذا الفيلم عنيف ومتحفّز لكن المشاهد لن يرض أن يرى الممثلة
الصغيرة داكوتا فانينغ وهي تستخدم كلاماً بذئياً وتشترك في بعض ذلك العنف.
*USA Today:
كلوديا بويغ في صحيفة من (كارولاين)
يحدث الان
تحويل اتجاه
بدأ الممثل راف فاينس، الذي نراه حالياً في (القارئ) بين مجموعة أخرى
من الأفلام الجديدة مثل (الدوقة) و(برنارد ودوريس)، اتصالاته لجمع فريق
الممثلين الذين سيلعبون في فيلمه المقبل (كوريولانوس) المأخوذة عن إحدى
مسرحيات وليام شكسبير وتدور حول الفساد في السُلطة. من بين الممثلين الأول
الذين تم التعاقد معهم. انيسا ردغراف التي لا تزال تجد وهي في سبعينات
عمرها الأدوار المناسبة التي تشتهيها كل ممثلة أمضت حياتها في الميدان.
ترميناتور الرابع في الصيف
كما انتشر في الأخبار الواردة من هوليوود، فقد كرستيان بايل أعصابه
وصب جام غضبه وشتائمه على بعض العاملين في الفيلم حين تسببوا في عرقلة سير
العمل خلال تصوير (ترميناتور: الخلاص). لكن الإعلام في شكل عام لم يكترث
للسبب، ولماذا فارت أعصاب الممثل المعروف باداء شخصية باتمان، من بين أخرى،
بل اهتم فقط بالحديث عنها كما لو كانت بحد ذاتها حدثاً.
هي بالطبع مشكلة للممثل الذي كان قبل أقل من ثلاثة أشهر فقد أعصابه
أيضاً أمام والدته وشقيقته في لندن. وربما سماع الموسيقى الكلاسيكية او
رحلة صيد سمك في بحر الشمال قد يساعده على استعادة أعصابه الفارطة... لكن
ماذا عن الفيلم نفسه؟
الصورة إلى جانب الخبر فيها الجواب. ها هو كرستيان بايل وراء الهيكل
الحديدي الآتي من الفضاء في مهمّة أخرى لدمار الأرض (على أساس أن أهلها لا
يدمّرونها حالياً التدمير الصحيح). الفيلم سينطلق للعروض في صيف هذا العام.
وما لا تقرأه في أي مكان آخر هو التالي: موعد إطلاق هذا الفيلم الخيالي
العلمي المنتمي إلى سلسلة (ترميناتور) التي كان أرنولد شوارتزنيغر يقوم
ببطولتها هو الثاني والعشرين من أيار/مايو وهو ذات اليوم الذي سينطلق فيه
الجزء الثاني من مسلسل (ليلة في المتحف) بطولة بن ستيلر... وسيكون مثيراً
انتظار لمن تكون الغلبة هنا. لفيلم الأكشن أو لفيلم الكوميديا؟ مايكل كاين
إلى براون:
هناك ثلاثة أشياء تخص مايكل كاين وحده: إنه أكثر الممثلين البريطانيين
الذين تولّوا أدوار بطولة في شبابهم استمرارية إذ لا يزال الممثل الإنكليزي
المفضّل بالنسبة للعديد من المشاهدين ولا يزال يتلقى الكثير من العروض التي
تطلبه ممثلاً رئيسياً او ممثلاً مسانداً. الثاني إنه مناسب للشخصيات
الداكنة وكان ذلك منذ أيام ما كان يلعب أدواراً بوليسية في أفلام مثل (غت
كارتر) و(تحري) أو (جاهز للقتل) وصولاً إلى دوره المساند في سلسلة (باتمان
الحالية).
الثالث: إنه ممثل جيد وبرهان على أن الموهبة الجيّدة مثل الجوهرة لا
تذوب قيمتها بل ترتفع. للأسباب الثلاثة أعلاه لا بد من الإشارة إلى أن
مايكل كاين راجع في دور بوليسي قاتم عنوانه (هاري براون) الذي سيدخل تصويره
في الشهر المقبل. قصّة بحّار سابق يضطر للبحث عن قتله أعز أصدقائه علماً في
أنه لعب هذا الدور في (غت كارتر) حيث سعى للانتقام من قتلة شقيقه.
اللقطة الأولى
جحا والحمار
قبل سنوات تم عرض فيلم في كان بعنوان
Man of Iron للمخرج البولندي أندريه. ايدا. وجلس إلى جانبي خلال العرض صحافي
وناقد. وكلاهما يعرف الإنكليزية على قدر كاف. أي على نحو معرفة ما تعنيه كل
كلمة في العنوان على حدة وربما تبادل الكلمات دون الدخول في الدلالات
المعقدّة.
بعد العرض أخذ الاثنان يتجاذبان كلاماً غير ودّياً لا عن الفيلم، بل
عن عنوانه: أحدهما ترجم العنوان على حرفيته إلى (رجل من حديد) والثاني صلّح
له وقال (رجل حديدي) مؤكداً أن الفارق كبير. وفجأة ما علا صوتهما في حنق
شديد ولم أرهما معاً منذ ذلك الحين.
هذه لقطة. اللقطة الثانية هي حول فيلم ستيفن سبيلبرغ. لدى البعض
الترجمة الحقيقية هي (لائحة شيندلر). لدى فريق آخر (قائمة شيندلر). اللقطة
الثالثة حول فيلم (رقصات مع الذئب) لكَ.ن كوستنر إذ يأتيك من يصحح لك بهزة
رأس مع نهاية تصحيحه: (يرقص مع الذئاب).
وحالياً هناك ذلك الناقد الذي يبدأ مقالاته النقدية برصد الأخطاء الذي
ربما وقع فيها سواه (من وجهة نظره) فيصحح لكل واحد خطأه وينتهي إلى العبارة
التي يختارها هو.
هناك فرق أن تقول مثلاً ان العنوان الصحيح لفيلم براد بت الجديد هو
(القضية المثيرة للفضول لبنجامين زر) (او أن تكون شاهدت الفيلم) او على
الأقل قرأت عنه فتدرك أن كلمة
Button
في العنوان لا تعني هنا (زر) ولا خيط وأبرة، بل اسم عائلة الشخصية التي
يؤديها براد بت. هذا خطأ، لكن ليس خطأ - في اعتقاد هذا الناقد - إذا ما
كتبت (القضية المثيرة للفضول لبنجامين باتون) او (قضية بنجامين باتون
المثيرة للفضول) وذلك ترجمة للعنوان الكامل وهو
The Curious
Case of Benjamin Button لكن البعض يجعل منها قضية.
لا تعرف السبب. هل للبرهنة على صواب رأيه عبر القبض على الظواهر؟ ثم
الا تتقارب كلمتا (لائحة) و(قائمة) لدرجة كافية لتشير إلى المعنى المقصود؟
كذلك (رجل حديدي) او (رجل من حديد)... هل هناك فرق فعلاً؟ هل القضية
النقدية هي إذا ما أخطأ ناقد في الترجمة او حبّذ هذه الكلمة عوض تلك؟
إنها أمور لا تحدث الا في الجزء غير المنتج من العالم مثل عالمنا نحن
حيث يقل فيه الابتكار وتتكاثر فيه الظواهر السطحية وحيث يعتبر البعض أنهم
اكتشفوا الماء الساخن قبل سواهم. والمشكلة أن جزءاً من المقال يُصرف على
تصحيح الآخرين من دون أن يكون التصحيح صحيحاً او مختلفاً.
لقد بات النقد السينمائي مثل حكاية جحا وابنه وحماره. إذا ركب جحا
الحمار أتهم بأنه قاس على ابنه. إذا ركب الابن الحمار اتهم الابن بأنه قاس
على أبيه، وإذا ركبا الحمار معاً اتهما بأنهما قاسيان على الحمار، أما إذا
سارا بجانب الحمار فإن الناس ستضحك عليهما: معهما حمار ويفضلان المشي.
أفلام الاسبوع
1 (-)
He's Just Not that
into you* $ 27.785.487
درو باريمور وسكارلت جوهانسن في هذه الكوميديا
النسائية حول ما سيحل بكل منهما حين تكتشف أنها فهمت تصرّفات الرجل الذي
اعتقدت أنه يحبّها خطأ? الخطأ الأول بالطبع هو اختيار المخرج كن كوابيس
الذي لم يحقق في حياته عملاً استحق الاهتمام.
2 (1)
Taken***
$20.547.346
تشويق بوليسي جيّد حول جاسوس سابق (ليام نيسون)
يفاجأ ذات يوم بأن عصابة خطفت ابنته التي كانت تزور صديقة لها في باريس.
هذا هو منطلق مغامرة تصدي للعصابة الخاطفة. تمثيل نيسون سريعاً ما يجد بين
المشاهدين تأييداً لحربه الضروس.
3- ( - )
Caroline**
$16.849.646
كارولاين فتاة تعيش في عالمها الخاص مع والديها
المشغولين عنها. في أحد الأيام تدخل دهليزا وتكتشف عالماً موازياً تعتقد
أفضل فتتحمّس للعيش فيه على الرغم من تحذيرات القطّة وبعض من حولها في هذا
الأنيماشن الذي يمر رتيباً في معظمه.
4- ( - )
The Pink Panther - 2*
$11.588.150
يحاول التحري كلوزو (ستيف مارتن) حل معضلة من الذي
نجح في سرقة أكبر جواهر العالم في هذه الكوميديا المفتعلة انطلاقاً من
تمثيلها وانتهاءً برغبتها في إنجاز المركز الأول? وهي رغبة نعرف الآن كيف
انتهت? من الأفضل مشاهدة الفيلم الأصلي الذي قام ببطولته بيتر سلرز في
السبعينيات والثمانينيات.
5- (2)
Paul Blart: Mall Cop**
$f10,884,825
كوميديا موقف واحد يتطوّر بعد ذلك قليلاً ثم يكتسب
الروتين المعهود: قصّة موظف أمن في أحد المولات يتدخل حين تحتجز عصابة
جمهوراً من الناس مقابل فدية. الممثل الرئيس هو كيفن جيمس وهو كوميدي
تلفزيوني ناجح يجد هنا الفرصة التي ينتظرها.
6- (-)
Push**
$10.079.109
الفيلم الجديد الرابع هذا الأسبوع ليس أفضل من
سواه في قيمته العامّة. خيالي علمي خفيف حول تلك المجموعة من البشر الذي تم
تدجينهم ومنحهم قدرات خارقة والتي على بطل الفيلم كريس إيفنز وضع حد لها
قبل أن تنجح في أغراضها الإجرامية؟
7- (6)
Slumdog Millionaire****
$7.177.270
ميلودراما على الطريقة الهندية من المخرج
البريطاني داني بويل إنما مع حس إنساني مرتفع ومعالجة جيّدة معظم الوقت:
شاب يشترك في (مَن سيربح المليون) (النسخة الهندية) وهمّه ليس الربح بل
البحث عن الفتاة التي يحبها منذ الصغر.
8- (5)
Gran Torino***
$7.155.339
أن ينجز كلينت ايستوود السبعيناتي هذا النجاح
الكبير الذي يحققه حالياً (نحو مئة مليون دولار للآن) فإن هذا هو ما لم يكن
تتوقّعه هوليوود. قصّة محارب سابق عليه أن يتصالح ونفسه العنصرية حققت حتى
الآن نحو خمسين مليون دولار محليّاً وأبقت ايستوود نجماً.
9- (3)
The Uninvited***
$6.262.651
رعب جيّد التمثيل و - إلى حد - جيّد التنفيذ أيضاً
حول تلك المرأة المتّهمة بأنها ما زالت مجنونة بعدما خرجت من المصحّة لتجد
امرأة شريرة قد أغوت والدها. يزيد المشكلة تعقيداً أن روح أمها الميّتة
تتبدّى لها وهي التي تقودها لتخليص الأب من الخطر، قبل فوات الأوان.
10- (4)
Hotel For
Dogs* $5.711.229
فكرة سقيمة تم تحويلها إلى كوميديا من بطولة أولاد
وكلاب: مجموعة من الأولاد يقررون افتتاح فندق يعتني بالكلاب التي تأتي بها
العائلات إليه. ما الجديد؟ لا شيء. حتى اللهو الفاشل ذاته مكرر من آخر فيلم
عرض من بطولة كلاب.
الجزيرة السعودية في
13/02/2009 |