|
بعد مشاجرات وتراشق ومحاضر في أقسام الشرطة تم التصريح لفيلم' أزمة
شرف', عقب مشاهدة الرقابة له في سينما كوزموس صباح الأحد الماضي وانتهاء
جميع الأوراق الخاصة بالفيلم, وقد أصر المنتج والمخرج وليد التابعي علي
إقامة عرض خاص في نفس اليوم حتي يكسب بعض الوقت الذي أهدر كثير منه خلال
الأسبوع الماضي والذي اشتعلت خلاله أزمة حادة بين المنتج والمخرج وليد
التابعي من جهة وبين جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية من جهة أخري بسبب
عدم إعطاء تصريح بالعرض لفيلمه أزمة شرف, والذي يقوم ببطولته المطرب أحمد
فهمي وغادة عبدالرازق قصة وسيناريو وحوار طارق بركات وبرغم نزول أفيشات
الفيلم إلي الشوارع مكتوب عليها أن يوم الافتتاح هو28/1/2009, لكنه لم
ينزل إلي دور العرض, مما سبب أضرارا كثيرة لصناعه خصوصا أن موسم إجازة
نصف العام الدراسي ليس كبيرا نسبيا لعرض الأفلام وقد ضاع منه أسبوع كامل,
مما يؤثر علي الإيرادات التي كان متوقعا أن يحرزها الفيلم, وقد تباينت
ردود الأفعال بين الطرفين المنتج الذي يتهم الرقابة بوضع العراقيل أمام
الفيلم حتي لا ينزل إلي الأسواق لأسباب قد تكون شخصية وبين الرقابة التي
تتهم المنتج بأنه لا يقول الحقيقة, وأن فيلمه ليس جاهزا للعرض لكنه يريد
عمل فرقعة إعلامية حتي يكتسب تعاطفا إعلاميا عند نزول الفيلم.
وقد وصل الخلاف بين الطرفين إلي حد دخول المخرج وليد التابعي إلي مبني
الرقابة يوم الخميس قبل الماضي معلنا اعتصامه داخل الرقابة وهدد بعدم
الخروج منها بدون أخذ تصريح بالعرض بل وزاد الأمر إلي عمل محضر إثبات حالة
بأن جميع الأوراق جاهزة والرقابة تريد اضطهاده, في الوقت نفسه الذي ينفي
فيه أعضاء الرقابة كل هذا الكلام ويتهمون وليد التابعي باللعب بالكلمات حتي
يتم الضغط علي الرقابة لإعطائه تصريحا بالعرض لعمل لم يكتمل ولا توجد له
نسخة35 مللم الأهرام العربي استطلعت رأي كل طرف من طرفي النزاع في
التحقيق التالي.
في البداية قال منتج الفيلم وليد التابعي أن الرقابة تتعنت مع الفيلم
لأسباب لا أعرفها فقد عرضنا نسخة الفيلم علي الرقابة منذ أسبوعين وطلبت
تغيير جملة واحدة من الحوار فقمت بحذفها والفيلم ليس له علاقة بالسياسة من
قريب أو بعيد, ولا توجد به جمل حوارية تخدش الحياء فلماذا هذا التعنت؟
فقد تكبدنا أموالا كثيرة نتيجة الدعاية للفيلم حتي إن الأفيشات مكتوب عليها
ميعاد نزول الفيلم ثاني أيام إجازة نصف العام الدراسي حتي نستطيع الوجود من
بداية الموسم, لكن فوجئت بالرقابة تماطل في إعطاء التصريح وكل يوم أسمع
كلاما جديدا وعندما طلبت مقابلة مديرة الرقابة قيل لي إنها في إجازة حتي إن
ميعاد العرض قد فات ولم يعطوني التصريح ولدينا التزامات بحجز عدد من دور
عرض التي من المفترض أن يعرض بها الفيلم, فما كان مني إلا أن ذهبت لمبني
الرقابة وحررت لهم محضر إثبات حالة في قسم الشرطة, ومع ذلك تواعدنا علي
مشاهدة الفيلم في استوديو مصر يوم الجمعة30/1 ففوجئت بإدارة استوديو مصر
تتصل بي في نفس اليوم' الخميس', وتقول إن لجنة مشاهدة من الرقابة
موجودة في الاستوديو وتتصل بالشرطة لعمل محضر لعدم وجود الفيلم وعدم وجود
المخرج والمؤلف برغم أن الميعاد هو يوم الجمعة وليس الخميس وأنا طلبت العرض
في استوديو مصر نظرا لحداثة آلات العرض وقدم الآلات الموجودة في الرقابة
التي من الممكن أن تتلف نسخة الفيلم وكل يوم أسمع كلاما جديدا وحججا
أخري, وفي النهايه أنا الخاسر الوحيد, فحتي الآن مر أسبوع من الموسم
دون جديد مما يعرض الإنتاج والتوزيع للخسارة ولا أجد سببا واحدا لكل ما
يحدث.
واجهنا الرقيب علي أبوشادي بهذا الكلام فقال كل شخص ينتج فيلما يحدث
له أي شيء سواء في تأخير التصوير أم حتي عقبات إنتاجية يلقي باللوم علي
الرقابة, حتي يظهر أمام الإعلام بدور الضحية المغلوب علي أمره وأن
الرقابة هي السبب الرئيسي في تعطيله, وهذا غير صحيح شكلا وموضوعا والدليل
أن الرقابة في الفترة الأخيرة لم تعترض علي أي فيلم, فقط لنا ثوابت لا
نستطيع أن نتخطاها وبالنسبة لفيلم' أزمة شرف' فالوضع مختلف لأن المنتج
جاء بنسخة غير مكتملة وعرضها علينا فشاهدناها ولم نعترض علي أي شيء, فقط
طلبنا تغيير كلمة واحدة وهي علي لسان أحد الأبطال يقول فيها إنه عضو في
أمانة الحزب' فوافق المنتج علي ذلك لكن النسخة النهائية لم تكتمل وفوجئنا
به يصرح في الجرائد بأن الرقابة تقف عقبة أمام نزول الفيلم إلي دور
العرض, وزاد علي ذلك بأن جاء هو ومن معه إلي مبني الرقابة وعمل محضر
إثبات حالة في الوقت الذي لا يملك فيه نسخة الفيلم الأصلية ومع ذلك استجبنا
لطلبه بأن تذهب لجنة من الرقابة لاستوديو مصر في الساعة الثامنة مساء
الخميس29/1 لمشاهدة الفيلم هناك برغم أن الوقت الرسمي لانتهاء العمل يكون
في الساعة الخامسة مساء وذهبت اللجنة إلي استوديو مصر فلم تجد شيئا, بل
طلبنا من إدارة الاستوديو إفادتنا بحالة النسخة فجاء الورق الرسمي بأن
الفيلم لم ينته من طبع النسخة الأصلية منه, وأن هناك ثلاثة فصول من خمسة
لم تطبع من الأساس وسينتهي العمل منها مساء السبت, فذهب أعضاء الرقابة
إلي قسم الشرطة وقاموا بعمل محضر رسمي لإثبات حالة حتي لا يتهمنا المنتج
بأننا لم نذهب للمشاهدة وأننا نقف عقبة أمام فيلمه, بل زاد علي كل ما سبق
بأننا وجدنا أن قاعة العرض في استوديو مصر لم تكن محجوزة للمشاهدة في هذا
اليوم, فمن إذن الذي يسوف الكلام ويحاول أن يقلب الحقائق ؟ ثم إن المنتج
يحاول أن يصبغ الموضوع بصبغة شخصية لوجود خلاف بينه وبين ابنتي وصل إلي حد
اتخاذ إجراءات قانونية حتي تحفظ حقها ويسأل في ذلك جهاز السينما, ومع ذلك
فهذا الأمر بعيد تماما عن أزمة الفيلم لسبب بسيط أننا نتعامل مع أوراق
رسمية وإجراءات قانونية, لا نستطيع أن نتخطاها فمثلا في حالة انتهاء
النسخة الأصلية لفيلم لا نستطيع أن نمنحها تصريحا إلا بوجود أوراق رسمية
تفيد تسجيل الفيلم في المركز القومي للسينما, فأين إيصال الإيداع ؟ لذلك
كنت في الفترة الأخيرة لا أتعامل مع منتج الفيلم إنما أتعامل مع موزع
الفيلم وليد صبري لأنه المعني بكل هذه الأوراق ويعرف تماما مدي صحة هذا
الكلام, وكل يوم نسمع أن النسخة جاهزة ويتم تحديد ميعاد للمشاهدة ولم نجد
شيئا, والسؤال الأهم هو: أين النسخة الــ35 مللم؟ وأين إيصال الإيداع
في المركز القومي للسينما؟ هل سمع أحد من قبل عن محاكمة عن جريمة قتل دون
وجود جثة؟*
الأهرام العربي في
07/02/2009 |
