منذ زمن
ومسلسلات السير الذاتية أضحت الأكثر جذباً للمشاهدين بعد ما حققته
المسلسلات، التي أنتجت من قبل عن شخصيات سياسية وفنية، من نجاح جماهيري
كبير مما دفع العديد من شركات الإنتاج إلى وضعها على رأس أجنداتها
الإنتاجية عاماً بعد آخر. ولكن في الوقت نفسه من الواضح الإعلان عن إنتاج
عمل فني جديد يتناول السيرة الذاتية لأحد المشاهير كفيل بإثارة المشاكل
وتبادل الاتهامات بين الورثة وصناع العمل.
وأكثر هذه
المشكلات ينحصر بين اعتراض الورثة على إنتاج العمل من دون موافقتهم، أو
الاعتراض كلياً على الفكرة. بينما يرى صناع العمل أن الشخصية العامة ملك
للجميع، ولا يجوز لأحد حتى العائلة الاعتراض على تناولها. أما إذا تم
المراد، وتمت الموافقة فيطل الاعتراض برأسه مرة أخرى من جانب الورثة إما
على أحداث بعينها أو مطالبتهم بمبالغ باهظة مقابل موافقتهم. آخر هذه
المشاكل كانت حول مسلسل يتناول حياة الفنانة الراحلة ليلى مراد إذ تقدم
محامٍ عن المخرج زكي فطين عبدالوهاب، نجل الفنانة الراحلة، ببلاغ إلى قسم
شرطة العجوزة في القاهرة ضد المنتج إسماعيل عبدالقادر كتكت، يتهمه فيه بنشر
خبر في عدد من الصحف المصرية بالبدء في تصوير مسلسل تلفزيوني عن حياة
والدته من دون موافقة الأسرة، قائلاً أنه لا يوجد أي تصريح كتابي من الورثة
لإنتاج أعمال فنية تتناول حياة ليلى مراد. وقد تداول العديد من الصحف
المصرية في الأيام القليلة الماضية أن المؤلف مجدي صابر انتهى من كتابة 10
حلقات من قصة حياة ليلى مراد المأخوذة عن قصة للأديب الراحل صالح مرسي، ومن
إنتاج إسماعيل كتكت، على أن يعرض المسلسل في شهر رمضان المقبل. كما تردد أن
المخرج السوري الليث حجو حضر إلى القاهرة ووقع عقد العمل والتصوير في بداية
نيسان (أبريل) المقبل بعد كتابة كل الحلقات، وستصور الأحداث ما بين القاهرة
وباريس وسورية.
من جهته،
أكد مجدي صابر أن العمل لا يتناول قصة حياة الفنانة ليلى مراد فقط بل يؤرخ
لأهم التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفنية التي عاصرتها خلال
سنوات التوهج واللمعان، قبل أن تنسحب عنها الأضواء. وأصر صابر على أن
الفنان ملك جمهوره، والقانون يعطي الحق في تناول قصة حياة أي شخصية عامة
طالما أن الكاتب لا يحيد عن الحقائق التاريخية، وإذا كانت لديه وجهة نظر
فيجب ألا تكون هذه الوجهة من خلال الأحداث لضرورة وجود ضوابط وعدم التشويه.
وختم صابر
بأن قصة حياة ليلى مراد تم تحويلها إلى مسلسل إذاعي، فلماذا الاعتراض على
المسلسل التلفزيوني؟! كما أضاف أن العمل بكامله مبني على مذكرات الراحلة
التي روتها للكاتب صالح مرسي، ومسجلة على 20 شريط كاسيت. كما أكد أن
المسلسل ما هو إلا تمجيد للفنانة الراحلة، ولا يسيء إليها بأي شكل من
الأشكال، مشيراً إلى أنه تم الحصول على موافقة رسمية من الجهات الرقابية
خصوصاً أن الإرث هو إرث معنوي وليس مادياً.
الحياة اللندنية
12/02/2009 |