فيلم
«إصابة قاتلة» الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، مكرس
للقتلة والقتل، وله أن يتخذ من أفلام شبيهة كثيرة ما يدفع به لأن يكون
مشوقاً في
وفاء لأعرافها وتقاليدها، ومؤسساً تماماً على ما له أن يكون
مبدأ لا تحيد عنه هكذا
أفلام يتمثل بعناد القاتل، بمسعاه الذي لا يكل ولا يمل إن وضع أحدهم على
قائمة
ضحاياه الطويلة، فإما أن يقتله أو يُقتل في مسعاه لإنجاز ذلك.
يكفي
لإنجاح
ذلك أن
نضع على الشاشة شخصية قاتلين يحتكمان على خصائص مميزة، كأن يكون القاتل مثل
ريتشي نيكس (جوزيف ليفيت) الذي لا يمتلك أدنى قيمة إنسانية، وغير مبال بأي
شيء، كما
أنه أخرق ومجنون وثرثار، وغير ذلك من صفات تجتمع في جسده
الضئيل، بينما نمضي في
مسار موازٍ خلف أرماند أو الطائر الأسود (ميكي رورك) القاتل الصامت
والمحترف، صاحب
الأعصاب الباردة والغارق تماماً في عالمه الخاص، والذي يفتتح به الفيلم عبر
مشاهد
عملية يقوم بها برفقة أخويه الاثنين، حيث يقتل عن طريق الخطأ
أخاه الصغير، وليحدث
كل
ذلك ونحن نستمع إلى صوت أرماند وهو يروي لنا أصول وقواعد القاتل
المؤجور.
خط درامي
ثالث يضاف إلى حياة القاتلين، ألا وهو وين (توماس جين)
وكارمن (دايان لين)، زوج وزوجة مع وقف التنفيذ، بمعنى أننا نقع عليهما وهما
في
طريقهما لأن ينفصلا، ولنشاهد أيضاً وين وقد طرد من عمله في البناء، بينما
تعمل
كارمن في مكتب للعقارات.
تلك هي
الشخصيات الرئيسة في الفيلم، والتي تنسج
منها خيوط الحكاية، حيث نرى أرماند - الشخصية الأكثر تميزاً في الفيلم -
يعود إلى
تنفيذ مهمة قتل أخيرة بعد أن نستنتج بأنه توقف عن ذلك بعد مقتل
أخيه على يده،
وإلقاء الشرطة القبض على أخيه الثاني والحكم عليه بالمؤبد، عملية أخيرة
تتمثل بقتل
أحد زعماء المافيا، والتي تجري بطريقة غريبة، إذ نرى أرماند يحاور ضحيته،
بحيث
يسأله أن يتيح له أن يغير ثيابه وأن يقتله في سريره، وليقوم
أرماند بقتل المرأة
التي كانت معه أيضاً، والتي لم يكن مطلوباً منه قتلها، إلا أنها رأت
وجهه.
بمسار
موازٍ نتعرف الى ريتشي نيكس ولنخرج بكل الصفات سابقة الذكر،
وحين يقوم بدخول بيت بغرض سرقته يكتشف أنه فارغ ومعروض للبيع فيقوم
بالاتصال بشركة
العقارات التي تمتلكه ويقوم بتهديد صاحبها بأنه سيخرب كل
البيوت التي يملكها كما
فعل في البيت الذي قصده، ما لم يعطه 20 ألف دولار.
يتعرف
ريتشي إلى أرماند
من
خلال قيام الأول باختطاف الثاني، لكن أن يختطف رجل مثل أرماند فإنه أمر
أقرب
للمستحيل إذ سرعان ما تنقلب الآية، ويمسي ريتشي المخطوف، وعليه تنشأ علاقة
صداقة
بينهما، كون أرماند يرى في ريتشي أخاه المقتول.
يوافق
أرماند على أن يمضي مع
ريتشي لمشاركته في الحصول على المال من صاحب شركة العقارات، وللمصادفة فإن
وين يكون
في
زيارة لزوجته كارمن كونها تعمل في تلك الشركة، ويعتقد ريتشي خطأ أن وين هو
صاحب
الشركة، ولينجح وين في التخلص منهم وضربهم ضرباً مبرحاً، وعليه
نمضي بقية الفيلم في
حل
معضلة رؤيتهما لوجه أرماند، وبالتالي ملاحقته وريتشي لهذين الزوجين بغرض
قتلهما.
كان من
المفترض أن يلعب دور أرماند روبرت دي نيرو، بينما يجسد
كونتين تارنتينو شخصية ريتشي العجيبة، كما أن الفيلم تعرض لمصاعب انتاجية
كثيرة حتى
خرج إلى الضوء، كما أن شخصية تظهر في مشهد أو مشهدين في الفيلم
وهي شخصية تم حذفها
في
الكامل بعدما كانت تحتل مكانة أعلى تتمثل بكونه محققاً خائناً سرعان ما يشي
بكارمن ووين، إلا أن المخرج جون مادين (صاحب أفلام مثل «شكسبير عاشقاً» و«ماندولين
الكابتن كورلي») قام بحذف كل مشاهده بعد الخروج بنتائج أبحاث
أجريت على عينة من
المشاهدين أشارت إلى عدم تعاطفهم مع هذه الشخصية.
الإمارات اليوم
11/02/2009 |