أثار
الفيلم الوثائقي "الارض بتتكلم عربي" للمخرجة الفرنسية الفلسطينية الأصل
ماريز غرغور مشاعر الكثيرين وهو يعود بهم إلى ما شهدته الأراضي الفلسطينية
قبل عام 1948 خلال عرضه ليل الاثنين في المركز الثقافي الفرنسي الألماني في
رام الله.
ويتناول
الفيلم على مدار 16 دقيقة التاريخ الفلسطيني قبل العام 1948 وحياة من كان
يسكن هذه الأرض من فلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهود قبل نشوء الحركة
الصهيونية في ظل الانتداب البريطاني عبر شهادات حية ووثائق تاريخية وصور
أرشيفية وأراء الباحث نور مصالحة.
وقال
فيليب بولوني، مدير المركز الثقافي الفرنسي الالماني في رام الله، في
تقديمه للفيلم الذي عرض للمرة الأولى في الأراضي الفلسطينية منذ أن أنتج في
العام 2007 "يتميز هذا الفيلم بالمحتوى المهم والتوثيق الخاص بفلسطين.
ويقدم
الفيلم رواية كل الأطراف من خلال كتابات رواد الحركة الصهيونية وأراء قادة
مخططاتهم لانشاء وطن قومي لهم قائم على ترحيل الفلسطينيين من أرضهم
بالإضافة إلى اعطاء مجال لعدد من الفلسطينيين الذين عاشوا تلك المرحلة
للادلاء بشهادتهم مع استحضار العديد من صور الرسائل المتبادلة بين حكومة
الانتداب والفلسطينيين واليهود في الفترة التي امتدت من 1917 إلى 1948 .
وربط
المحامي رجا شحادة الفائز بجائزة أوريل البريطانية لعام 2008 عن كتابه "سرحات
فلسطينية" الذي يتحدث فيه عن تغير المعالم الجغرافية للأرض الفلسطينية بسبب
الاستيطان بين ما يجري اليوم من محاولات اسرائيلية لمصادرة المزيد من
الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وما يعرضه الفيلم عن كيفية السيطرة
على الأرض عام 1948 .
وقال
شحادة، بعد مشاهدته الفيلم الذي ينتهي عند سيطرة اسرائيل على الاراضي
الفلسطينية عام 1948 وقيام "اسرائيل": "المؤثر في الفيلم أن التاريخ يعيد
نفسه.. تصرف المستوطنين وعملية الاستيطان لاكمال العملية التي تمت 48.. ما
يجري اليوم هو الفصل الثاني من الفيلم في المنطقة المحتلة."
وأضاف
"ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن أهمية وجود اسرائيل بالنسبة إلى أوروبا
كدولة تقطع الامتداد العربي على ضفتي السويس لم يعد قائما. والسؤال اليوم
هل يصمت العالم على ما تقوم به اسرائيل في ظل ما يبدو من استعداد اسرائيل
لارتكاب أي شيء."
ويرى
شحادة أن العالم تغير اليوم "ولن يصمت كما صمت عام 48 على ما قامت به
اسرائيل ضد الفلسطينيين." وقال "التجربة من ردة الفعل اتجاه ما جرى في غزة
من قتل ودمار كان كبيرا. هذا يعكس أن الظروف تغيرت وأعمال مثل هذه لن تمر
دون ضجة."
وأضاف
"الفيلم يقدم ذاكرة حية من خلال الشهادات الشفوية لأناس عاشوا تلك المرحلة
بشكل متوازن بطريقة تخلو من العاطفة الزائدة إضافة إلى ما يقدمه الباحث نور
مصالحة والمادة الأرشيفية التي جمعت سواء الصور أو الوثائق."
ويعرض
الفيلم مشاهد حية لقصف الطائرات للقرى الفلسطينية وتقارير عن عمليات
التفجير التي كانت تشهدها مدن يافا وحيفا والقدس وروايات عن عمليات القتل
للنساء والرجال في القرى الفلسطينية.
وبدت
الشابة لينا صوفان الأمريكية الفلسطينية الأصل والتي قدمت الى رام الله
لتعلم العربية منفعلة جدا مع ما يقدمه الفيلم. وهي تقول: "الصورة لدى
العالم أن الفلسطينيين هم الارهابيون ولكن ما يقدمه هذا الفيلم يوضح لنا من
الأرهابي.. من الذي فجر الفنادق وطرد الناس من أرضهم"، مشيرة إلى مشاهد
تفجير فندق الملك داود وسميراميس بأيدي أناس قيل إنهم من العصابات
الصهيونية.
وأضافت
"يجب عرض هذا الفيلم في كل مكان في العالم حتى تكون لديه صورة عما جرى
للفلسطينيين."
وسبق
للفيلم "الارض بتتكلم عربي" أن عرض في مقر جامعة الدول العربية وفي فرنسا
وغيرها.
العرب أنلاين
10/02/2009 |