يأخذنا كريم وعادل إلى قاع الدار البيضاء، حيث تتفاقم إحباطات جيل كامل
من الشباب المغربي المهمّش. عنف وكحول وجنس وجريمة... وحلم الهجرة
إيّاه. فيلم
CasaNegra
حقّق نجاحاً جماهيرياًَ ونقدياً، وبات ظاهرة اجتماعية مثيرة للنقاش
وصلت إلى الصحافة العالميّة. إنّها تجربة راديكاليّة تحمل بصمات
سينمائي كبير
يمثّل
المنحى السوسيولوجي لازمةً لا يخلو منها أيّ موسم في السينما المغاربية،
لكن قلّة هي الأفلام التي تتجاوز حدود «الواقعية التسجيلية» وتغوص في أعماق
المسكوت عنه، اجتماعياً وسياسياً، لترافع باسم المهمّشين والمسحوقين الذين
يناضلون لتحقيق مكان تحت الشمس. يتحول هذا النوع من الأفلام عادةً إلى
«ظواهر اجتماعية» قائمة بحد ذاتها، بدل أن تكتفي بتصوير الوقائع الاجتماعية
ورصدها. شهدنا ذلك مع «عمر قتلاتو» (مرزاق علواش/ الجزائر ــــ 1972)، و«حلفاوين،
عصفور السطح» (فريد بوغدير/ تونس ــــ 1991)، ثم «علي زاوا، أمير الشوارع»
(نبيل عيوش/ المغرب ــــ 2001)... وها هو السينمائي المغربي نور الدين
لخماري يخوض تجربة مماثلة، في فيلمه الروائي الثاني «كازانيغرا» (الدار
السوداء تضاد مع اسم العاصمة الاقتصاديّة المغربيّة: الدار البيضاء :
كازابلانكا). يصوّر لخماري المغامرات الليلية لشابين مغربيين في عوالم
المهمّشين، في الأحياء الفقيرة لمدينة الدار البيضاء. وإذا ببطلي الفيلم
كريم وعادل اللذين يتقلّبان بين السرقات الصغيرة والمُتع المحرّمة وأحلام
الهجرة، يتحوّلان إلى معادل رمزي لإحباطات جيل كامل من الشباب المغربي
المهمّش.
حقّق «كازانيغرا»
نجاحاً لم يقتصر على الإقبال الجماهيري الذي شهده في المغرب، ولا على
الحفاوة النقدية التي حظي بها (ثلاث جوائز في «مهرجان دبي السينمائي»،
وثلاث جوائز في «المهرجان الوطني المغربي للسينما» في طنجة). بل سرعان ما
تحوّل إلى ظاهرة ضجّت بها أندية الحوار على الإنترنت، وتصدّرت أغلفة الصحف
المغربية، بين معارض ومؤيد للنبرة الواقعية الفجّة التي اتّسم بها الشريط.
وخصّصت له صحف عالمية مثل «لوموند» و«نيويورك تايمز» مكانة تجاوزت صفحاتها
الفنية إلى الصفحات السياسية، بوصفه «ظاهرةً اجتماعيةً» تعكس انشغالات
وهموم الجيل الجديد من الشباب المغربي. وكان لا بدّ ــــ كي يكتمل المشهد
ــــ من دخول المتشددين الإسلاميين على الخط، للتنديد بـ«النبرة الوقحة»
التي ينطوي عليها هذا الفيلم «الخادش للحياء». زعيم «حزب العدالة والتنمية»
الإسلامي المغربي، عبد الإله بنكيران، انتقد ما وصفه بـ«عنف هذا الفيلم
وبذاءته»، معترفاً في الوقت ذاته بأنّه لم يشاهده بل سمع عنه! لكنّ ذلك لم
يمنعه من اتهام الفيلم بأنّه «يندرج ضمن سلسلة أعمال تشجّع على الخلاعة
و... الصهيونية»!
لكنّ نجاح
هذا الفيلم لا يمكن تفسيره فقط بما أثاره من ضجة اجتماعية أو جدل سياسي، بل
هو نجاح يستند أيضاً ــ وقبل أي شيء ــ إلى مقوّمات فنية قوية برهن من
خلالها نور الدين لخماري عن حرفية عالية وسمات أسلوبية مميزة تنبئ بميلاد
سينمائي كبير. هذا المخرج الشاب (44 سنة) الذي درس السينما في النرويج، لفت
الأنظار منذ فيلمه القصير الأول «الصراع الصامت»
The
Silent
Struggle
(جائزة أفضل فيلم قصير في النرويج ــــ 1993)، لكنّه انتظر أكثر من عقد كي
يحقّق فيلمه الروائي الأول «النظرة» ( 2005). رغم العروض الإنتاجية
المتعدّدة التي تلقّاها، وخصوصاً في فرنسا حيث لفت أنظار الوسط السينمائي
بفيلمه القصير الثالث
Né sans ski
aux pieds (1996)....
لكنّ المضمون الإشكالي لسيناريو «النظرة»، المتعلق بالجوانب المسكوت عنها
في بشاعات الاستعمار الفرنسي في المغرب، جعل خروج ذلك الفيلم إلى النور
يتأخر سنوات طويلة.
رغم نجاح
تجربته الأولى في السينما الروائيّة الطويلة، تردّد نور الدين لخماري
طويلاً، قبل أن يُقدِم على خوض تجربة
CasaNegra.
إذ تخوّف من ردّ فعل الجمهور على النبرة الواقعية الفجّة للغة الشريط: «إذا
كان الجمهور عندنا معتاداً تقبّل هذه النبرة الجريئة في أفلام باللغة
الفرنسية أو الإنكليزية، فإنّ الأمر يصبح أكثر حساسيةً حين يتعلق بفيلم
يتحدث العربية، بلهجة الشارع التي تسمّي الأشياء بمسمّياتها من دون أي
تورية أو مواربة».
لكن
لخماري كسب رهانه، فالفيلم لم يُثر أيّة ردود سلبية لدى الجمهور رغم نبرته
الواقعية التي تلقّفت لغة الشارع، بكل ما تحمله من قوة وشاعرية ورشاقة ومن
عنف وفجاجة أيضاً، لتسلّط الضوء بجرأة غير مسبوقة على الكثير من التابوهات
الاجتماعية، من العنف والكحول والإجرام إلى التمزق الأسري والمثلية
الجنسية.
لكن
الميزة الأساسية لهذا الفيلم، رغم المرافعة الاجتماعية والسياسية الجريئة
التي تضمّنها، تكمن في ابتعاده عن النبرة الخطابية المباشرة التي تُثقل
غالباً على السينما المغاربية. أطلق نور الدين لخماري العنان لمخيّلته
السينمائية الخصبة، مستلهماً عوالم فيلمه وشخوصه من مرجعيات سينمائية
تعدّدت بين الرومانسية الملحمية لـ«تايتانيك» في بعض مشاهد جولات بطلي
الفيلم كريم (عمر لطفي) وعادل (أنس الباز) في شوارع الدار البيضاء، على متن
دراجتهما النارية، وروح الفكاهة الباروكية الفاقعة التي تذكّر بعوالم
روبرتو بينيني. فيما تذكّر الشخصيات الغرائبية للمجرم دينامو ومساعده،
بأقنعتهما المضحكة وغبائهما المفرط، ببعض أعمال تيم بورتن والأخوين كوين.
أما زريريق (النجم الكوميدي محمد بنبراهيم) المجرم العدواني الذي لا تفارقه
مطرقته الكهربائية، فيكاد يخيّل للمشاهد أنّه خرج للتوّ من أحد أفلام
المافيا النيويوركية التي يشتهر بها مارتن سكورسيزي الذي يعتبره لخماري
مثله الأعلى في السينما.
«مكارثية
إسلامية» تكفّر السينما المغربية؟
لا تمثّل
الهجمات على فيلم «كازانيغرا» حالة معزولة أو استثنائية، إذ ينظر
السينمائيون المغاربة بقلق إلى حملة متفاقمة على الإبداع السينمائي، خصوصاً
في ظل النجاح الجماهيري المتزايد لبعض الأفلام ذات المنحى الاجتماعي الجريء
في السنوات الأخيرة (Marock،
«العيون الجافة»...). ويذهب بعضهم إلى التحذير من «مكارثية إسلامية» جديدة!
وقبل أن
يهدأ الجدل الذي رافق النجاح الجماهيري لفيلم «كازانيغرا»، ها هو فيلم
مغربي آخر يثير زوابع من الانتقادات من المتشدّدين الإسلاميين. وقد طاولت
تهم «الخلاعة والصهيونية» التي كالها زعيم حزب العدالة والتنمية، عبد الإله
بنكيران، ضدّ فيلم نور الدين لخماري، فيلماً مغربياً آخر هو «حجاب الحب».
وهذا الأخير باكورة المخرج عزيز السالمي ويروي قصة حب فتاة محجّبة تنتهي
بالحمل خارج إطار الزواج، بعدما غرّر بها حبيبها ووعدها بالارتباط.
بعد
الحفاوة التي استُقبل بها هذا الفيلم في «مهرجان السينما الوطنية المغربية»
في طنجة، حيث نال جائزة أفضل سيناريو، قاد الداعية المتشدد عبد الباري
الزمزمي ــــ وهو رئيس جمعية تطلق على نفسها تسمية «الجمعية المغربية
للدراسات والبحوث في فقه النوازل» (!) ــــ حملةً إعلامية تدعو إلى مقاطعة
هذا الفيلم ومنع عرضه في الصالات المغربية، بحجة أنّه «اختراق من الصهيونية
لتمييع مجتمعنا، بالطعن في كرامة كل أسرة مسلمة وعفّة كل فتاة ترتدي
الحجاب».
استغرب
المخرج عزيز السالمي هذه الحملة، قائلاً إنّ ما عكسه في الفيلم هو واقع
اجتماعي. فقد أراد تسليط الضوء على «ازدواجية ثقافية» يعاني منها المجتمع
المغربي. ولفت المخرج إلى أنّه استخدم الحجاب كرمز للدلالة على التناقض بين
ما هو «ظاهر» وما هو «خفي»، وازدواجية السلوك بين «الحياة السرية» و«الحياة
العلنية»، مضيفاً أنه «أراد تصوير الفتاة المحجّبة في صورة إنسانية، بوصفها
كائناً حيّاً لديه مشاعر وأحلام ورغبات جنسية ككل الناس»...
وعبّر
العديد من السينمائيين المغاربة عن قلقهم حيال هذه الحملات التي تتّخذ طابع
«ديكتاتورية فكرية تتعدّى دائرة النقد نحو المطالبة بالمنع وممارسة التخوين
والاتهام بالصهينة». والملفت وفقاً لما تناقلته الصحف المغربية، أنّ
الزمزمي، تماماً مثل بنكيران، لم يكلّف نفسه عناء مشاهدة الفيلم الذي يطالب
بمنعه، مكتفياً بالقول «ليس شرطاً مشاهدته (الفيلم) للتعليق عليه، لأن كل
من اتصلوا بي من إعلاميين سمعت منهم شورى واحدة، وهي أن الفيلم ركّز على
فتاة محجّبة تعلقت بشخص حملت منه بطريقة غير شرعية»!
الأخبار اللبنانية
09/02/2009
أوليفر
ستون بوش وعقدة أوديب
أحمد الزعتري
عندما
يقرّر مخرج ليبرالي مثل أوليفر ستون مناهض لسياسات العنف التي تتبعها
أميركا، إخراج شريط عن حياة الرئيس الأميركيّ الأسبق جورج بوش، نتوقّع أن
نشاهد شريطاً يمثّل هذا التوجّه الليبراليّ المعارض بكل المقاييس، على غرار
فيلميه
JFK
و«نيكسون» السياسيين... وحتى
Platoon
الذي صوّر فيه الحرب الأميركيّة في فيتنام. لكنّنا نفاجأ في
W
بشريط توثيقي يتابع مسيرة شاب أميركي عادي مدمن كحول من تكساس إلى رئيس
أعظم قوة في العالم.
ورغم أن
ستون صرّح أنّه «تخلّى عن كل آرائه السياسيّة» لرصد هذا التحوّل في شخصيّة
رجل «تركنا بثلاث حروب في العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب وتركنا
بتراث الضربة الاستباقيّة»، إلا أنّه سيسبغ على شخصيّة الرئيس (تمثيل جوش
برولين) صبغة كوميديّة أقرب إلى الكاريكاتوريّة، وبأسلوب تقصّي تقليديّ
لحياة سياسيّ مقترباً من أسلوب سرد فيلم
The Queen للبريطاني ستيفن فريرز.
يمر
الشريط على ثلاث مراحل مفصليّة في حياة بوش الابن: الأولى دراسته في جامعة
«يال» حيث يصوّر شاباً لا يفارق زجاجة الكحول، ويرى فيه والد الرئيس السابق
جورج بوش الأوّل شابّاً مستهتراً بعكس ابنه الثاني جيب. إذ إنّه لا يستقر
في عمل حتى يواجهه والده بالقول بعدما طُرد من عمل في بئر بترول: «من تظنّ
نفسك؟ من عائلة كينيدي؟ أنت من عائلة بوش. كُن واحداً منهم». المرحلة
الثانية: نراه إنساناً متديّناً منخرطاً في السياسة. وهنا بالضبط تظهر
شخصية ستون الليبراليّة من خلال تحميل شخصيّة «بوش» عقدة أوديبيّة: إذ إنّه
يريد أن ينتقم من والده بسبب مساندته لشقيقه جيب في ترشحه لمنصب عمدة ولاية
فلوريدا، فيقوم بترشيح نفسه عن ولاية تكساس. أما المرحلة الثالثة، فهي
بالطبع مرحلة الرئاسة، وتحديداً فترة ما بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر).
فيظهر بوش كرئيس مُسيَّر من نائبه ديك تشيني وكبير موظفي البيت الأبيض توبي
جونز الذي ينتمي إلى اليمين المحافظ.
الشريط
ممتع إلى حد ما لولا النزعة السرديّة. وقد أدى طاقم التمثيل أدواراً مميزة
فعلاً، وخصوصاً ريتشارد دريفوس الذي أدّى دور ديك تشيني.
الأخبار اللبنانية
09/02/2009
«حبيب
الروح» يتحدّى الشاشة الصغيرة
باسم الحكيم
تشهد
الدراما التلفزيونيّة تطوّراً ملحوظاً هذه الأيّام، في وقتٍ لا تجد الدراما
الإذاعيّة مَن يؤمن بجدواها. الإذاعات اللبنانيّة بمعظمها تنأى بنفسها عن
أي مشروع درامي، لمصلحة برامج المسابقات والألعاب والبرامج الحواريّة. في
غمرة ذلك، يحرص الكاتب فراس جبران على استكمال مسيرته مع المسلسلات
الإذاعيّة. بعد تقديم مجموعة مسلسلات إذاعيّة بينها «ورق الخريف» مع ميسم
نحاس ونقولا الأسطا، «جبران خليل جبران» مع غسان صليبا وباسكال صقر، «إنت
الماضي» مع جمال سليمان وعمّار شلق، إضافة إلى «رماد الأيّام» مع إلسي
فرنيني وحسام الشامي، ها هو يضع اللمسات الأخيرة على مونتاج وميكساج حلقات
«حبيب الروح» تمهيداً لبثّه اعتباراً من 16 الحالي عبر أثير «صوت
الموسيقى».
يجمع
العمل، في 11 حلقة، مصطفى مزهر (ستار أكاديمي) ومذيعة «روتانا» رانيا السبع
وملك جمال لبنان السابق وسام حنّا. وتدور أحداثه حول الطالب الجامعي رودي
(مزهر) الذي يعاني مشكلات اجتماعية في حياته. بعدما تطرده والدته من منزلها
ويقيم عند صديقه، يقرّر العمل في ملهى ليلي لتأمين مصاريفه، وتقف إلى جانبه
ريما (السبع) وهي أستاذته في الجامعة وهي المرأة المتزوجة من مروان (حنّا)
الرجل المتعجرف الذي يتعامل معها بقسوة ويضربها. ويعللّ السيناريو هذه
القسوة، بأنّ الزوجة لا تنجب، لكن سرعان ما تتكشف الحقائق وتظهر الأحداث
أنّ عدم إنجاب الزوجين هو بسبب عجز الزوج. ويشارك في العمل إلسا زغيب في
دور الحبيبة الثانية لرودي، وفادي عوّاد في دور الصديق ورنا مسلّم ونادين
كعدي. يؤمن جبران بضرورة تقديم المسلسل الإذاعي، وخصوصاً أنّه يحقّق مكاسب
مالية مقبولة للإذاعة. ويشرح عن اختياره مصطفى مزهر للبطولة «بصراحة،
اخترته لأنني لاحظت عفويته، ولأن الأحداث تحتاج إلى شاب يتمتع بصوت جميل،
لأنه سيعمل في ملهى ليلي لتأمين مصاريفه».
وبعيداً
عن الإذاعة، يطلّ جبران على جمهور
LBC
قريباً في مسلسل «جود» الذي أنهى كتابته وسلّم نصه للمخرج إيلي معلوف في
عشر حلقات، وستتولى تنفيذه شركة «فينيكس بيكتشر إنترناشونال» في ثانية
تجاربها مع الكاتب بعد مسلسل «دموع الندم» للمخرجة رندلى قديح. يفضل جبران
عدم الكشف عن أسماء الأبطال، لكنّه يشرح عن إطاره العام. «هي قصة صحافي
بارز وجريء، تلاحقه جماعة إرهابيّة وتحاول استمالته للانخراط في التنظيم،
وعندما يرفض الخضوع، يتهمونه بالجنون فيوضع في مستشفى للأمراض العقليّة».
زوربا اللبناني
الدراما
الإذاعيّة تغيب عن أثير الإذاعات في لبنان إلا نادراً. وإذا كان قانون
الإعلام، يفرض على وسائل الإعلام المسموعة تقديم عدد معيّن من ساعات
الدراما، يبدو أن الإذاعات ترى فيه نصاً قانونياً لا غير. ورغم ذلك، لم يغب
المسلسل الإذاعي عن هواء «إذاعة لبنان» منذ سنوات مع مجموعة ممثلين، بغض
النظر عن مستوى بعض النصوص التي تقدّمها. ولم تغب كذلك عن «صوت الموسيقى»،
كما انضمّت إليهما أخيراً «صوت لبنان» في عملين، الأول «زوربا اللبناني» مع
غسان أسطفان والثاني «بلدي يا بلدي» للكاتب أنطوان غندور (الصورة).
الأخبار اللبنانية
09/02/2009
مراسل
«المستقبل» يقاضي «بيت صدّام»
نيويورك ـ نزار عبود
الحلقة
الثالثة من المسلسل الذي يروي سيرة الرئيس العراقي الراحل، فتحت الباب على
معارك قضائية حامية، والصحافي فايز الطورة يتّهم الجهات المُنتجة بتعريض
حياته للخطر
House Of
Saddam المسلسل التلفزيوني (إنتاج
BBC
البريطانية و
HBO
الأميركية) تحوّل عنواناً إعلاميّاً مدوياً لمعركة تدور رحاها في القضاء
الأميركي. والغريب أنّ ارتدادات هذه الدعوى وصلت إلى فضائية «أخبار
المستقبل» عبر مراسلها في نيوريورك فايز الطورة، بالتزامن مع الدعوى التي
رفعها هذا الكاتب والصحافي الأردني على
BBC
و HBO
بتهمة نشر «معلومات غير دقيقة»، تبلّغ من المحطّة أنّها تبحث عن بديل له
بعد ثلاثة سنوات من العمل مراسلاً لها في نيويورك.
بدأت
القصّة عندما عكف مكتب «أوبريغان أسوشيتس» للمحاماة في نيويورك على إعداد
قضية يرفعها نايف الطورة على
BBC و
HBO
بتهمة تعريض حياته للخطر من خلال نشر معلومات يصفها بـ«غير دقيقة». إذ إنّ
House
of Saddam
الذي يرصد سيرة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين يتناول في إحدى حلقاته
قصة هروب حسين كامل المجيد، الصهر الأول لصدام حسين وأخيه صدام كامل من
الأردن والعودة إلى العراق ومقتلهما عام 1996.
ويعزو
المسلسل أسباب الاغتيال إلى مقابلة صحافية أجراها الطورة مع المجيد وتلكأ
في نشرها، يليها رفع الطورة دعوى على المجيد في عمّان بتهمة تهديده بالقتل.
وفي حديثٍ
مع «الأخبار»، قال الطورة إنّ المنتج لم يكن دقيقاً، وإنّه بمزاعمه يعرّض
حياته للخطر من عشيرة المجيد العراقية التي يقيم الكثير من أفرادها في
الولايات المتحدة». ويضيف أنّ «تأخر نشر اللقاء الصحافي الذي أجراه مع حسين
المجيد في عمّان أدى إلى نشوب مشادّة هاتفية بيننا، فسجّلتها واحتفظت بها
وثيقةً قانونية للدفاع عن نفسي في حال تعرضي لملاحقة قضائية في الأردن».
وأكّد أن المجيد وجّه إليه تهديدات خلال المكالمة واستخدم عبارات نابية في
مخاطبته».
وفي
الحلقة الثالثة من «بيت صدّام»، ورد أنّ المجيد هدّد الطورة بالقتل، فرفع
هذا الأخير دعوى عليه في المحاكم الأردنية، أدرك على أثرها المجيد أنّه لم
يعد محمياً كفايةً في الأردن، فعاد إلى العراق.
إلى جانب
عمله في «أخبار المستقبل»، فايز الطورة هو لاجئ سياسي يقيم في ولاية
نيوجيرسي، وقد تحوّل أخيراً إلى مادة مثيرة في الولايات المتحدة وخارجها،
وخصوصاً بعد إنتاج قناة «العراق» الرسمية مسلسلاً وثائقياً من تسع حلقات
بعنوان «قصة حسين كامل المجيد: صعوده وانشقاقه ومقتله». وبحسب الوثائقي
فإنّ القضية التي رفعها الطورة على المجيد كانت سبباً لعودته وشقيقه كامل
للعراق ليُقتلا على يد نجل الرئيس العراقي السابق عدي صدام حسين.
الأخبار اللبنانية
09/02/2009
سكوت،
حنصوّر «بوبوس»
محمد عبد الرحمن
برسالة
سياسية قصيرة واستعراض لأسماء الأبطال، أعلن عادل إمام انطلاق تصوير فيلمه
الجديد «بوبوس» غداً. المؤتمر الصحافي تزامن موعده مع مباراة مهمّة
لـ«النادي الأهلي» المصري يوم الجمعة الذي يعدّ إمام أحد عشّاقه ما دفع إلى
الواجهة بشائعة تأجيله إلّا أنّ شركة «غود نيوز» المنتجة للفيلم أكدت
انعقاده في موعده. ولأنَّ السياسة نالت كثيراً من شعبية «الزعيم» على
المستوى العربي أخيراً، بدأ عادل إمام مؤتمره بعبارة قصيرة وجّه فيها تحيةً
إلى مصر التي كثيراً ما احتضنت المواهب والعقول العربية، معتبراً «أنها
تتعرض الآن للشتيمة»، وذلك قبل أن يبدأ المؤلف يوسف معاطي بتقديم أبطال
فيلم «بوبوس» من دون الإفصاح عن تفاصيل القصة باستثناء كونه يدور حول رجل
أعمال تعرّض لأزمة مالية تزامنت مع الأزمة العالمية.
ويكشف
الفيلم العديد من أشكال الفساد في السوق المصرفي المصري. أما المفاجأة،
فكانت أنَّ «بوبوس» لن يكون عادل إمام بل ابن شقيقته ـــ طفل صغير هو عادل
مصطفى متولي، نجل الفنان الراحل مصطفى متولي ـــ ما جعله محل اهتمام كل مَن
في الحفلة الذين تندّروا بالمثل المصري «يا بخت من كان الوزير خاله».
ويعيد
الفيلم تكرار تجربة «عمارة يعقوبيان» حيث أُسندت كل الأدوار لممثلين
معروفين مهما كانت مساحة الدور، وتعود يسرا للتعاون مع الزعيم بعد غياب
ثلاث سنوات، في دور سيدة أعمال، بينما يعود أشرف عبد الباقي بعد غياب 15
عاماً، إذ شارك عادل إمام في بداية التسعينيات بطولة فيلم «الإرهاب
والكباب». ورغم أن حسن حسني شارك إمام بطولة فيلم «بخيت وعديلة الجزء
الأول» فإنّها المرة الأولى التي يقف فيها أمام الزعيم بعد انتشاره
سينمائياً في السنوات العشر الأخيرة.
ومن
المشاركين أيضاً حسن مصطفى، عزت أبو عوف، رجاء الجداوي، مي كساب، يوسف
فوزي، ضياء الميرغني، يوسف داوود، ميسرة، نهير أمين، سامح حسين، عبد الرحيم
التنير وهناء عبد الفتاح.
الفيلم من
إخراج وائل إحسان في أول تعاون له مع عادل إمام، فيما كان لافتاً غياب أحمد
راتب للفيلم الثالث على التوالي رغم أنّه الممثل الوحيد الذي شارك عادل
إمام بطولة ما يقرب من 30 فيلماً. ورغم الاحتفال الكبير والمكلف ببدء
التصوير الذي لم يسمح فيه كالعادة للصحافيين بإلقاء الأسئلة على المنصة،
تردد بقوة أن «غود نيوز» بصدد تأجيل تصوير فيلم «محمد علي» بسبب الأزمة
المالية العالمية التي ستغيّر تغييراً كبيراً خطط الشركة للعام الحالي.
الأخبار اللبنانية
09/02/2009 |