أعترف
للقارئ بأن الكتابة النقدية عن الأفلام ليست دائما بنفس القدر من التدفق
والسهولة، فكثيرا ما يواجه الناقد فيلما يقف أمامه مترددا فى الإمساك
بالقلم، متسائلا من أين أبدأ وإلى أين أنتهي؟! مثلما هو الحال الآن وأنا
أتناول الفيلم الإسرائيلى "رقصة الفالس مع بشير"، الذى عرض فى مهرجانات
عالمية وحصل على العديد من الجوائز واستقبله النقاد فى أنحاء العالم
بالاحتفاء، حتى أنه ظهر ضمن أفضل عشرة أفلام عرضت فى أمريكا فى عام 2008 فى
قوائم تسعة عشر ناقدا أمريكيا مهما (وأرجو أن تنسى الشائعة غير الصحيحة
بالمرة عن أمر مماثل حدث لفيلم يسرى نصر الله "باب الشمس")، كما أن الفيلم
الإسرائيلى مرشح بقوة للفوز بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبى.
شاهدت
الفيلم مرتين، وتوقفت كثيرا عند بعض مشاهده وجمل حواره، وقرأت العديد من
المقالات النقدية الأمريكية التى أشادت جميعها بالفيلم، لكننى لم أجده
يستحق هذه الضجة التى وصلت بأحد النقاد إلى اعتباره أفضل أفلام نمط الفيلم
الحربى على الإطلاق، ولا أدرى أين ذهبت أفلام مثل "خزانة مدفع مليئة
بالطلقات" لستانلى كوبريك، أو "يوم القيامة الآن" لكوبولا، أو "الخط الأحمر
الرفيع" لتيرانس ماليك؟!!
كان
التردد فى الكتابة مبعثه هو أنه من السهل على أى قارئ أن يوجه لكاتب هذه
السطور تهمة التحيز المسبق أمام فيلم إسرائيلى يراه البعض عملا فنيا رفيعا،
بينما أراه (بعد مشاهدته بالفعل وليس قبلها) عملية سرقة ونصب على مستوى
الشكل والمضمون، وبرغم أن اتخاذ موقف مع أو ضد أى فيلم هو من حق أى ناقد،
فإننى أرجو هنا أن نتناول الفيلم بروح وعقل منفتحين، وسوف أحاول يا قارئى
العزيز خلال هذه السطور أن أشاهد الفيلم معك مرة أخرى، كما أرجو بحق أن
أفهم أو أتفهم السبب وراء كل هذه الحفاوة النقدية من نقاد أمريكيين أحترم
رؤيتهم فى أغلب ما قرأت لهم من مقالات.
يبدأ
الفيلم بموسيقى كابوسية بينما تنزل التترات الصفراء على أرضية سوداء، وبهذه
الافتتاحية يؤسس الفيلم لجوه العام، فهو يتناول تلك الأعماق الخفية من اللا
وعى التى تنطلق منها الأحلام والكوابيس التى سوف تعاود الظهور فى الفيلم،
كما يكاد اللونان الأصفر والأسود يطغيان على الصورة تأكيدا لهذا الجو
الكابوسى أحيانا، السيريالى أحيانا أخرى، حتى لو كان هذا المشهد أو ذاك
يتعلق بحدث شديد الواقعية. فجأة تنطلق موسيقى "روك" عالية جدا كأنها صدمة
غير متوقعة، والفيلم مليء بالفعل بهذه الصدمات التى تهز كيان المتلقى وتبعث
فيه الاضطراب، أما على الشاشة فهناك قطيع من الكلاب المتوحشة يقطع شوارع
المدينة (ربما تل أبيب)، ويمضى القطيع فى الليل يطيح بكل ما يعترض طريقه،
لتقف الكلاب تحت منزل وتحاصره لتمثل تهديدا لرجل يظهر فى النافذة وهو ينظر
لها فى خوف. لقد كان المشهد كابوسا ينتاب بين الحين والآخر ذلك الرجل الذى
يحمل اسم بوعاز، وها هو فى حانة مع صديقه مخرج الفيلم آرى فولمان، يريد أن
يجد معه تفسيرا لذلك الحلم المفزع، ويعزوه إلى تجربة له منذ ما يزيد على
عشرين عاما عندما كان مجندا، وذهب مع فرقة عسكرية إسرائيلية إلى لبنان
ليدخلوا قرية يتعقبون فيها "الإرهابيين" الفلسطينيين، ولأن كلاب القرية
كانت تنبح لشعورها بوجود أغراب فقد اضطر بوعاز لقتلها جميعا. (حاشية: لماذا
يعبر الفيلم على أنهم كانوا يطأوا أرضا ليست لهم؟ وهل يتذكر الجندى
الإسرائيلى الكلاب التى قتلها بينما لا يتذكر آلاف الأبرياء من البشر الذين
قتلهم؟!!). يطلب بوعاز من صديقه المخرج أن يبحث له عن طريقة يتخلص بها من
الكابوس، فيقترح فولمان العلاج النفسى، وهنا يسأله بوعاز السؤال الذى يشكل
بؤرة الفيلم: "ألا يمكن أن تكون الأفلام علاجا نفسيا؟".
أتوقف معك
هنا قليلا لنتأمل بعض الحقائق عن الفيلم وصانعه، فلقد كان المخرج آرى
فولمان من الجنود الذين اشتركوا فى اجتياح لبنان وحصار بيروت فى عام 1982،
هذا الحصار الذى تضمن مجزرة صابرا وشاتيلا، واضطر المقاتلون الفلسطينيون
على إثره للنزوح (ولعلها كانت _ عكس ما كنت أتوقع أنا شخصيا _ بداية الطريق
لدى العديد منهم للتفكير فى التخلى عن فكرة المقاومة)، وبعد خروج فولمان من
الجيش عمل فى مجال السينما التسجيلية، واستخدام السينما فى العلاج النفسى،
لذلك فإن الفيلم يعتبر نوعا من "السيرة الذاتية"، غير أن المخرج تفتق ذهنه
عن فكرة جمالية يضع فيها هذه التجربة السياسية، فبدلا من أن يصنع فيلما
تسجيليا بالمعنى الحرفى للكلمة عن تلك الكوابيس قرر أن "يقتبس" (هل نقول
"يسرق"؟) الأسلوب الذى استخدمه المخرج الأمريكى ريتشارد لينكليتر منذ سنوات
فى فيلمه "حياة اليقظة" (2001) الذى يدور عن النوم والأحلام، فكل المادة
التسجيلية التى تم تصويرها بالكاميرا تتحول إلكترونيا (عن طريق الروتوسكوب)
أو يدويا (عن طريق فرشاة الرسم) إلى أسلوب التحريك الذى نطلق عليه الرسوم
المتحركة، ترتعش فيها الخطوط المحددة للأشياء والشخصيات فتوجد عالما هو جسر
مهتز بين الحقيقة والحلم، وهذا الأسلوب "المسروق" يمثل _ للأسف الشديد _
جانبا من إعجاب النقاد بالفيلم!!
لكن بوعاز
وكابوس كلابه لن يكون هو البؤرة الدرامية للفيلم، بل الشرارة التى جعلت
المخرج فولمان يدرك أن ذاكرته قد أسقطت تماما _ فيما عدا بعض الصور الشبحية
_ تجربة اشتراكه شخصيا فى حصار بيروت، ومشاهدته لنتائج مذبحة صابرا
وشاتيلا، وهكذا يتحول الفيلم إلى أن يكون رحلة المخرج ذاته بحثا عن هذه
الذاكرة المفقودة، التى لم يتبق منها إلا صورته وهو يخرج مع بعض رفاق
كتيبته عرايا من البحر فى الليل كأنهم أشباح خرجوا من القبور، يرتدون
ملابسهم فى صمت ويجهزون أسلحتهم ويدخلون المدينة دون أن يعترض طريقهم أحد
من اللبنانيين العابرين (!)، وسوف تعود هذه الصورة مرارا فى الفيلم كأنها "لايتموتيف"
أو لحن دال. لكن يبقى السؤال لدى فولمان: لماذا ضاعت من ذاكرته بقية أحداث
الحصار والمذبحة؟ إنه يلجأ فى الصباح الباكر (لنفهم أنه لم يذق طعم النوم)
إلى صديقه المعالج النفسى أورى سيفان، الذى يخبره أن الذاكرة تختار ما
تحتفظ بها أو تحذفه، أو أنها تضيف أحيانا صورا لم يكن لها وجود أبدا، وينصح
أورى صديقه المخرج بأن يبحث عن زملائه القدامى لعل لقاءه بهم يعيد إليه
ذاكرته المفقودة.
لا أخفى
عليك يا قارئى العزيز أننى شعرت هنا بالكثير من الاصطناع، فإذا كان بوعاز
يبحث عن علاج ليتخلص من كابوس كلابه، فما الذى يدفع المخرج فولمان إلى أن
"يتذكر" مذبحة صابرا وشاتيلا، خاصة أنها ذكرى مؤلمة بالنسبة له كما يزعم؟!
لكنها حيلة درامية مفتعلة لكى يمضى فى رحلته خلال هذا الفيلم التسجيلى
الكابوسى، غير أنها أيضا ليست رحلة طرح الأسئلة بصدق، وإنما تقديم الإجابة
الجاهزة سلفا: أن يغسل أيدى "كل" الجنود الإسرائيليين من المذبحة ليلقيها
على آرييل شارون وحده، كما أن هذه الحيلة تخدم هدفا أكثر عمقا، فهى تحول
"الذاكرة الصهيونية" إلى ذاكرة نفسية فردية، فالذاكرة الصهيونية التى تجمع
الإسرائيليين جميعا دون استثناء هى ذاكرة انتقائية، تختار من التاريخ
والأساطير وتضيف إليها ما تشاء لكى تصنع فكرا عنصريا يبيح لها سفك دماء
الآخرين واستلاب أراضيهم، لكنها تتحول فى الفيلم إلى ذاكرة خاصة وشخصية،
وعندما يتم "علاج" هذا الشخص فإن المشكلة تنتهى، ولتنس عندئذ أن الذاكرة
الصهيونية لا علاج لها!
سوف ينتقل
المخرج آرى فولمان جيئة وذهابا بين بعض الأصدقاء وزملاء الجندية القدامى،
مثل كارمى كنعان الذى انتهى اليوم فى هولندا ثريا كسب الملايين من بيع "الفلافل"،
أو رونى داياج الطبيب الذى كان يعمل خلال تجنيده فى فرق الإسعاف وإنقاذ
زملائه الجرحى، أو فرينكل الذى كان يضع دائما عطرا خاصا مميزا ليعرف زملاؤه
مكانه وسط الظلام، وهو الآن قد أصبح مدربا لفنون القتال الآسيوية، أو
المعلق التليفزيونى رون بين يشاى الذى شهد بعض وقائع المذبحة وأدرك أن
شارون كان شريكا فيها بالتواطؤ، أو درور هارازى الذى كان قريبا من المخيم
الفلسطينى ليلة المذبحة، وشهد هجوم ميليشيا الكتائب عليه ليرتكبوا المذبحة
انتقاما لاغتيال قائدهم بشير الجميل بعد أيام من انتخابه رئيسا للجمهورية.
وبأسلوب تسجيلى سوف يعاود فولمان اللقاء بهؤلاء "الشهود"، لتتجمع لديه (أو
هكذا يصور لنا) شيئا فشيئا بعض قطع صور اللغز الممزقة، ويتنهى الفيلم
بالانتقال المفاجئ من أسلوب التحريك والرسوم إلى لقطات "حية" لجثث "ميتة"
للضحايا الفلسطينيين من النساء والأطفال فى المذبحة المروعة.
لم تكن
المفارقة مريرة فقط فى أننى شاهدت الفيلم بعد أيام قليلة من المجزرة
الرهيبة الأخيرة التى قام بها فى قطاع غزة الجيش الإسرائيلى (الذى يضم
بالتأكيد جنودا من أمثال آرى فولمان وأقرانه، ولعل من بينهم من سوف يصبح
مخرجا سينمائيا يحدثنا يوما ما عن "عذابه" فى المذبحة!!)، لكن المفارقة
الأكبر تأتى من أن مثل هذا الفيلم يحول _ وببساطة متناهية _ الجلاد إلى
ضحية، فباستخدام استراتيجيات السرد يقف المتفرج دون أن يشعر مع "عذاب"
الجندى الإسرائيلى، عذاب من نوع حلم كارمى أن تأتى إليه من البحر حورية
عارية لتأخذه بعيدا عن المعركة والموت، أو ذكريات رونى _ لكى يهرب من
الحاضر _ عن مساعدته لأمه فى المطبخ خلال طفولته، أو حكاية تحكيها
الإخصائية النفسية البروفسيرة زاهافا سولومون عن جندى لم يحتفظ فى ذاكرته
إلا بصور جياد عربية (وليس مهما الشعوب العربية!!) رآها ذبيحة فى أعقاب
معركة، أو مرارة المخرج فولمان فى عودته من إجازة قصيرة ليجد الشعب
الإسرائيلى يلهو، أو ذلك المشهد الذى أخذ الفيلم منه اسمه (دون سبب فنى
واضح إلا التحذلق الذى أعجب النقاد) عندما كانت فرقة الجنود الإسرائيليين
محاصرة بوابل من طلقات "الأعداء"، فانتزع فرينكل بندقية آلية من أحد
زملائه، ليرقص وهو يطلق الطلقات عشوائيا فى ميدان لُصقت على حوائط المبانى
فيه صور بشير الجميل، بينما تنبعث على شريط الصوت موسيقى أحد فالسات شوبان!
كنت أتمنى
ألا أضع كل علامات التعجب تلك فى نهاية الفقرات السابقة، لكننى لم أجد لها
بديلا لأننى لم أصدق كل هذا الادعاء والاصطناع المتعمدين، وليس هناك من شك
فى أن ذلك التعمد يخفى براعة هائلة فى الفكر والمعالجة والأسلوب، وإذا كانت
البوفيسورة سولومون قد قالت: إنه يكفى لكى لا تشعر بألم الحقيقة أن تتفرج
عليها كأنها فيلم سينمائى، فهذا هو ما فعله تماما فيلم "رقصة الفالس مع
بشير"، لقد تحولت الدماء التى أُريقت والأرواح التى أُزهقت إلى "تجربة
جمالية"، يكفيك فيها الفرجة بدلا من المشاركة، والتأمل بدلا من الفعل،
والماضى بدلا من الحاضر، والحيرة بدلا من اليقين، وأخيرا فإنك تقف مع
"الأنا" الإسرائيلى فى عذابه، فهو يعيش دائما فى خطر، وعندما يطلق النار
على "الآخرين" فإنك تلتمس له العذر لأنه يدافع عن "وجوده"!
إن شئت
الحقيقة فإن الفيلم يكرس "وجود" إسرائيل ذاتها، فنحن فى الفيلم أمام الجيل
الثانى من الإسرائيليين (بعد جيل الصابرا الذى أسس الكيان الصهيوني)، لذلك
فإن المتلقى ينظر إلى وجود هذا الجيل باعتباره حقيقة واقعة، وإذا كان
النقاد فى الغرب قد وجدوا فى الفيلم عملا فنيا مبهرا فلأنه حقق لهم بالفعل
نوعا من "العلاج النفسي"، الذى يبدأ بالنسيان ويمر بالذاكرة لينتهى إلى
النسيان مرة اخرى، وعندما يشير الفيلم إلى أن بعض صور ضحايا صابرا وشاتيلا
تعيد إلى الذهن معتقل أوشفيتز والهولوكوست فهو يعطى مبررا أقوى لوجود
الدولة الصهيونية. وإننى لا أستطيع أن ألوم الإسرائيليين على أنهم يدافعون
عن أفكارهم بارتكاب المذابح وصنع الأفلام معا (بالمناسبة آخر لوحة فى
التترات تشير إلى صندوق دعم السينما الإسرائيلى، فهل سألنا أنفسنا عن أى
دعم نقدمه للسينما عندنا؟)، كما لا ألوم الغرب الذى صنع الكيان الصهيونى
لأنه يريد اعتبار الدولة "اليهودية" كما يسميها واقعا لا سبيل لتغييره، لكن
اللوم يقع علينا لأن أفكارنا وأفعالنا ليست على أى قدر من الوضوح أو
الفاعلية. مازلنا حتى اليوم نخلط بن اليهودية كدين والصهيونية كفكر سياسى،
ويجب أن يكون واضحا لأنفسنا وللعالم كله أن معركتنا ليست صراع أديان، وإنما
صراع ضد فكرة عنصرية هى فى جوهرها ضد الإنسان والإنسانية، ومثل هذا الصراع
لا يحب أن يقف أبدا على أرض عنصرية أو دينية وإلا أصبحنا نقف على نفس الأرض
الصهيونية. من الجانب الآخر فإن معركتنا الأولى بجب أن تكون ضد "التآكل"
الذى حدث لموقف العديد منا تجاه وجود إسرائيل، تآكل كان السبب الأول فيه
سلطة جعلت الشعب المصرى كله يجرى لاهثا فى كل لحظة من أجل لقمة عيشه، أو
حولته إلى حالم بثروة تهبط عليه بالحظ أو المقامرة، وعندما لا تأتيه فإنه
يحمل "بلطة" يقتل بها أهله ونفسه، وكل منا أصبح يحمل نوعا من هذه البلطة
التى نوجهها لبعضنا البعض!! يجب أن نتذكر دائما أن من المستحيل أن نقبل
وجود إسرائيل الآن أو غدا وإلى الأبد، وإلا تحولنا إلى هنود حمر لم يعد
مطروحا لديهم استعادة أرضهم المستلبة، وإذا كان حكامنا اليوم من الضعف بحيث
أنهم لا يستطيعون أو لا يريدون مواجهة هذا الكيان، فإنه يجب علينا ألا نقبل
مقولتهم الهزلية المتخاذلة بأن "السلام هو خيارنا الاستراتيجي"، فحربنا
المزدوجة هى من أجل "وطن" أكثر قوة وعدلا، وحرب ضد إسرائيل هى فى الحقيقة
حرب من أجل الإنسانية، لا فرق بين إنسان وآخر بسبب اللون أو العرق أو
الدين.
«أدهم
الشرقاوي»
فى مسلسل لإحياء روح المقاومة!
يحسم
السيناريست محمد الغيطى الجدل الدائر حول شخصة «أدهم الشرقاوي» فى المسلسل
الذى يتناول حياته ويقوم بتصويره حالياً المخرج السورى باسل الخطيب صاحب
مسلسل «ناصر» فى رمضان الماضى ويقوم ببطولة المسلسل الجديد محمد رجب الذى
يقدم شخصية أدهم ومعه دوللى شاهين وأحمد ماهر وأحمد هارون وهادى الجيار
ونسرين إمام.
محمد
الغيطى يؤكد فى مسلسله الجديد أن أدهم الشرقاوى الذى تم الاختلاف عليه بين
كونه مناضلا وطنيا أو نصابا وقاطع طريق هو فى الحقيقة شخص عادى كانت له
ظروف خاصة حولته الى مناضل حقيقى ضد الاقطاع وضد الاحتلال الانجليزى فى
بداية القرن العشرين.
فعندما تم
القبض على أدهم الشرقاوى لم يكن هناك سوى صحفى وحيد وثق القضية وكان يعمل
فى جريدة اسمها «المقطم» وكانت مداهنة للاحتلال ولفقوا له تهم النصب وصنفوه
على انه قاطع طريق وقاتل وهذا شيء طبيعى أن يفعل الاحتلال ذلك لأنه كان
ضدهم وأنا شخصياً ضد فكرة تقديس الشخصيات الانسانية ولا أقدم أدهم الشرقاوى
على انه أسطورة خارقة كما قدمته قصص وحكايات كثيرة لكنى أعيد صياغة
الأسطورة بشكل واقعى وحقيقى وأقدم أدهم كنموذج للمناضل الوطنى الذى صنعت
منه الظروف مقاوما ضد الظلم وضد الاحتلال.
أما
المخرج باسل الخطيب فقد تحمس كما يقول لتقديم مسلسل أدهم الشرقاوى باعتباره
نموذجا للمناضل الوطنى فى عصره الذى يمثل جيلا من المقاومين ضد الظلم
والقهر والاحتلال بكل صوره ويقول باسل الخطيب انه تحمس لهذا الموضوع فور ان
عرضه عليه المؤلف محمد الغيطى وكان مازال مشغولا بتصوير مسلسل «ناصر» الذى
قدمه العام الماضى.
ويقدم
الفنان الشاب محمد رجب شخصية أدهم الشرقاوى الذى نشأ فى قرية زبيدة لأسرة
كبيرة ورباه والده على مناصرة الضعيف ورفض الظلم لكنه عانى من ظلم ودخل
السجن وأقنع مجموعة من رفقاء السجن أن يقودهم للنضال ضد الاقطاع وضد
الاحتلال وقام بعمليات كبيرة ومؤثرة.
ويقدم
الفنان أحمد ماهر خلال أحداث المسلسل شخصية عمه العمدة «سباعي» أما «مهجة»
التى تلعب شخصيتها الفنانة دوللى شاهين فى أول تجربة تليفزيونية لها فهى
تحب أدهم الشرقاوى وتنحاز له ضد والدها وتسانده فى نضاله ضد الاقطاع وضد
الاحتلال.
ويلعب
الفنان هادى الجيار شخصية «صلاح» والد أدهم الشرقاوى ويلعب الفنان غسان مطر
شخصية الباشا الاقطاعى الظالم وله ابنة تسعى لاستدراج أدهم وإغرائه بكل
الطرق للإيقاع به لكنها تفشل وتلعب الفنانة الشابة نسرين إمام شخصية «صفية»
وهى ممرضة من أصل انجليزى تميل الى أدهم وتحبه لكن ظروفه تحول دون
ارتباطهما ومن الشخصيات المهمة فى الأحداث شخصية «بدران» الذى يلعبه الفنان
أحمد هارون وهو رفيق رحلة نضال أدهم الشرقاوى وتلعب الفنانة الشابة ميار
الغيطى شخصية «صابحة» وهى فتاة من نفس القرية التى نشأ فيها أدهم ومن
الشخصيات المهمة فى العمل ايضا شخصية «رستم» تاجر الدقيق ويقدمها فى
المسلسل الفنان سمير صبرى كذلك يشارك الفنان سامى مغاورى بدور «هزاع» وهو
من الأدوار المهمة فى العمل.
العربي المصرية
03/02/2009 |