صناع الدراما السورية يثمنون وجود فضائية درامية، ويؤكدون
عدم كفايتها لتسويق الأعمال الدرامية السورية.
يبدي عدد
من صنّاع
الدراما السورية اهتماماً كبيراً بانطلاق فضائية تعنى بالدراما السورية مع
بداية
العام الحالي، فيما يؤكد بعضهم أنها لن تكون كافية لتسويق جميع الأعمال
الدرامية
السورية التي تفوق 60 عملاً في العام.
ويؤكد
مدير القناة أنس أزرق أنها ستستفيد من كونها "الأقرب جغرافياً إلى الدراما
السورية" لترصد واقعها وتحاول تسويقها إعلامياً، مشيراً إلى
أنها ستعرض المسلسلات
السورية والعربية ذات الإنتاج المشترك، بالإضافة إلى بعض البرامج التي
ستدخل إلى
المطبخ الدرامي، وبعض البرامج الثقافية والمنوعة.
ويضيف
"سوف نكون مع الدراما السورية منذ ولادة الفكرة وكتابة السيناريو مروراً
بمواقع تصوير المسلسلات ومن ثم عرضها على الفضائيات، وانتهاء
برصد أثر هذه
المسلسلات على المشاهد السوري والعربي".
ويشير
أزرق إلى أن نسبة البث الكبيرة للقناة ستخصص للدراما بمعناها الواسع "أي
أننا سنعرض - إضافة إلى المسلسلات التلفزيونية - جزءاً من
المسرح والسينما السورية
إضافة إلى الفلكلور والغناء السوري، وعدداً من السهرات التلفزيونية".
ويقول
أزرق إن القناة ستلقي الضوء على التجارب السينمائية الشابة في سوريا، "وقد
تقوم باحتضان هذه التجارب ودعمها وتقديم بعض المستلزمات
الإنتاجية لها، لأننا نعتقد
أنها رافد أساسي للدراما السورية".
ويضيف
"ستكتفي في المرحلة الأولى بعرض المسلسلات التلفزيونية وإنتاج بعض السهرات
والبرامج التلفزيونية، إضافة إلى بعض الأفلام الوثائقية
والتسجيلية الخاصة بالشباب،
لكننا سنساهم لاحقا بإنتاج عدد من المسلسلات التلفزيونية".
وتؤكد
الفنانة ليلى عوض أن فكرة وجود قناة خاصة بالدراما السورية هو أمر مهم
جداً، و"لكن المشكلة تكمن في التنفيذ، أي أن هذه القناة يجب أن
تقدم شيء مختلف كليا
عن
قنوات التلفزيون السوري، كما أنها يجب أن تحتوي على برامج خاصة بالدراما
وليس
فقط ندوات تنظيرية".
وتضيف "لم
تكن هناك فترة تحضير كافية للقناة، وعندما كانوا في إطار التحضير دعوا
بعض الفنانين والمنتجين والمخرجين السوريين، وكان من المجدي
أكثر أن تتم دعوة أغلب
صناع الدراما السورية أو أن يتم إجراء استبيان لمعرفة رأي الجمهور وفكرته
عن هذه
القناة التي ستتوجه له بالدرجة الأولى".
من جانبها
تقول المخرجة واحة الراهب إن القناة تأخرت كثيراً، و"لكن أن تصل
متأخرا خير من ألا تصل"، مشيرة إلى أنها من المفترض أن تعبّر
عن طموح الجمهور
والفنانين على السواء، "وأن تعبّر عن الدراما الحقيقية بلا حذف وبلا رقابة،
وإذا
أرادت أن تسير على خطى التلفزيون الرسمي بحذف مشاهد من الأعمال
الدرامية، فالأفضل
أن
تتوقف، ويكتفي القائمون عليها بمشاهدة التلفزيون السوري".
وتضيف
"الدراما السورية اكتسبت نجاحها ومصداقيتها من صدقها في التّعبير عن هموم
المواطن السوري والعربي وطموحاته ومشاكله، وإذا أردت أن تقصّ
هذه الهموم والأحلام،
فأنت تُجهض مصداقية الدراما السورية".
وتؤكد
الراهب أن وجود قناة درامية واحدة لا يكفي لتسويق جميع الأعمال السورية،
لأن "الأعمال السورية أكبر بكثير وقد حققت كماً ونوعاً ضخماً
ومتميزاً بحيث أنه لا
تكفي فضائية واحدة لعرضها، ومن المفروض أن يُمنح هامش لوجود عدد من القنوات
الفضائية الأخرى الخاصة وليس فقط العامة، لأن الخاص معني بالربح أكثر،
وبالتالي
يهمه أن يقدم مصداقية أكثر من القطاع العام وفيه هامش حرية
أكبر، وهو يحاول أن يجذب
أكبر عدد من الجمهور والمعلنين".
وتضيف "هي
في النهاية عملية تسويق سلعة، والقطاع الخاص معني أكثر بتسويقها ولذلك
فهو مُجبر على عرض العمل الدرامي كما هو (دون حذف) وتقديمه
بأهم شكل من أجل كسب
المزيد من الإعلانات، بينما القطاع العام ليس معنيا بتسويق السلعة، وأنا
قدمت عدة
أعمال للتلفزيون السوري، لكن لم يتم الإعلان عنها وعُرضت في وقت غير جيد
رغم أنها
من إنتاج التلفزيون السوري، ولكن هذا الأخير لا يُعنى بقضية
الربح والخسارة".
ويشير
الكاتب غسان زكريا أن القناة بحد ذاتها هي مشروع جيد "في حال سارت بشكل
جيد، وهي مشروع كبير يحتاج لإمكانيات كبيرة، وهي هامة لكونها
ستساهم في حماية
الدراما السورية من السقوط"، مشيراً إلى أن وجود مثل هذه القناة قد يساهم
في وجود
سوق محلي للدراما السورية، من خلال شرائها لبعض الأعمال
الدرامية والإعلان عن بعضها
الآخر.
ويضيف
"رغم أنها خطوة جيدة لكنها غير كافية والأمر يحتاج لعدة قنوات أخرى، ولكن
أشير هنا إلى أنها يجب أن تُقدم أسعار جيدة للأعمال الدرامية،
لأنها لو أرادت
المساهمة في وجود سوق محلية وكسر احتكار الفضائيات العربية، فيجب أن لا
تفعل
كالتلفزيون السوري الذي لا يدفع سوى 5 إلى 10 بالمئة من تكلفة العمل".
من جانبها
تدعو المخرجة إيناس حقي إلى وجود عدد كبير من الفضائيات السورية
الرسمية والخاصة التي تعني بالدراما السورية، مشيرة إلى أن
وجود فضائية درامية في
سوريا هو فكرة نبيلة، "ولكن يجب أن يكون التنفيذ أيضا نبيلا، فالمهم كيفية
تنفيذ
هذه الفكرة على أرض الواقع".
وتقول إنه
يتوجب على هذه القناة أن تدعم التجارب الجديدة في سوريا، وأن تتخلص من
البيروقراطية والرقابة الموجودة في التلفزيون السوري.
وتضيف
"يجب أن تبحث عن الإنتاج الجيد كي لا تساهم في تسويق الأعمال السيئة، كما
أنها يجب أن تقدم عددا من البرامج الدرامية الهامة التي تساهم
في تطوير الدراما
السورية، وتساهم في شراء الأعمال السورية بسعر جيد ينافس الفضائيات العربية
الأخرى
ويكسر احتكارها، لأن هناك عددا كبيرا من شركات الإنتاج السورية ترغب بعرض
أعمالها
على الفضائيات السورية بالدرجة الأولى".
ميدل إيست أنلاين
02/02/2009 |