يحقق الفنان فاروق الفيشاوي نجاحا دائما باعماله التي يشارك بها سواء السينمائية او التلفزيونية ورغم انه قليل الكلام لكنه يتمتع بثقافة جيدة ويعلق على كافة الاحداث باسلوب متمكن على مستويات الحوار والصراحة والدقة في المعلومات

يشعر الفيشاوي بحالة غضب لما يحدث في غزة وبدأ كلامه معنا معبرا عن حالته وحالة زملائه الفنانين.
قال فاروق الفيشاوي: ما يحدث في غزة مجزرة وحرب قذرة غير متكافئة واعلن الزملاء غضبهم الشديد واتمنى عودة الهدوء مرة اخرى الى هذه المنطقة التي حرمت من كل انواع الحياة الكريمة خلال الحرب المبيدة للبشر ولم تفرق بين صغير وكبير، والمشاهد تؤذي النفوس، واتمنى مشاركة النجوم في عمل وطني يناقش القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة.

·     تعاملت مع عدد كبير من المخرجين لكن نرى ان المخرج محمد فاضل له مكانة خاصة عندك وعندما يطلبك في عمل لا تتأخر عنه ابدا، كيف يختلف محمد فاضل عن باقي المخرجين الذين تعاملت معهم؟

تعاملت مع المخرج محمد فاضل في اخر اعمالي مسلسل 'الثعالب' وهو من اهم مخرجي الدراما آلية في العالم ومن اهم ما يميزه اهتمامه الزائد بالتفاصيل والايقاع والتي بدورها تصنع دراما جيدة ومن جهه اخرى يبرع المخرج محمد فاضل في اعمال الدراما الاجتماعية.

·         النصاب الظريف من الادوار الشقية التي احبها الجمهور لماذا لم تقدمها مرة اخرى؟

دوري في مسلسل 'الثعالب' قريب من هذه النوعية من الادوار فانا اقدم دور رجل اعمال يعمل في المافيا وغسيل الاموال ويتاجر في السلاح وهذا الشكل به حركة وتشويق واحداث عديدة ويمكن ان يخرج منها مسلسلات كثيرة يتابعها الجمهور كما فعل في 'الثعالب' الذي يعرض حتى الان على العديد من القنوات الفضائية.

·         هل يتطلب من كل نجم الا يقدم سوى عمل واحد خلال السنة حتى يتم عرضه في رمضان؟

انا اقدم عملاً واحداً في السنة مضطر لذلك بسبب كثرة الاعمال الدرامية المقدمة وفي ظل هذه المنافسة فلو قدمت عملين سيكون هناك مفاضلة بين الاعمال ولكن لو يتم توزيع الاعمال خلال اشهر العام فانا مستعد ان أقدم اكثر من عمل واحد في السنة ولكن في ظل هذه الظروف الان لا استطيع ان اقدم اكثر من عمل ومعظم النجوم يفعلون ذلك وحتى نركز اكثر في العمل ويظهر بافضل مستوى على الشاشة خاصة في ظل التنافس الكبير الذي نراه بين الدراما المصرية والسورية والخليجية.

·         هل كثرة الفضائيات تدمر الدراما المصرية؟ وتعيد دراما المقاولات بدلا من اثراء الدراما بالمواهب الجديدة وكثرة النصوص الجيدة؟

من المفترض ان تكون كثرة الفضائيات مع الدراما وتثريها ولكن ما يحدث الان هو ان الكم يغلب الكيف وبدلا من ظهور المواهب الجيدة ظهرت لنا انصاف المواهب من الممثلين والمخرجين والكتاب وهؤلاء الذين يسيئون للدراما، فلابد ان تحفزنا الفضائيات على عرض وتقديم الافضل لأنه كلما زادت الفضائيات لابد ان يحرص الناس على ما تقدمه فبدلا من ان كان يراك 15 مليون مشاهد اصبح الان يشاهدك 300 مليون مشاهد.

·         الم تفكر في خوض تجربة الانتاج للاعمال الدرامية؟

قدمت تجربة الانتاج بالفعل ولكن الانتاج السينمائي حيث انتجت فيلمين وقد اتجهت للانتاج في فترة انتشار افلام المقاولات وكان هدفي من انتاج هذه الاعمال ان هذه الافلام هي التي احب ان اقدمها.

على الرغم من انني كنت اقدم هذه الفترة اكثر من 8 اعمال خلال السنة الواحدة.

·         هل الممثل الذي يؤدي الشخصية التاريخية اذا نجح فيها لا يستطيع ان ينجح في غيرها؟

نعم فللاسف هذه لعنة تصيب بعض الفنانين وربما لتشبعه بالشخصية التاريخية يراه الناس دائما فيها ولا يتقبل منه شيئاً اخر.

·         اتخشى من تقديم شخصية تاريخية لها حجم كبير؟

بالعكس.. انا اتمنى ان اقدم شخصية تاريخية ولكن بشروط ان تكون الشخصية لها وزنها وتاريخها وان تكون مثلاً اعلى نحب ان نقدمه ونعلمه لأولادنا واتمنى ان اقدم شخصية عزيز باشا المصري فهو مثل اعلى حقيقي وقد قام بتدريس الحربية في انكلترا والمانيا داخل الاكاديمية الحربية.

اضاف: وايضا شخصية الدكتور مصطفى كيره فهو من اعظم 50 وطنياً في العالم وكان عضواً ضمن جماعة اليد السوداء وهو طالب في كلية الطب كان يقوم بتصنيع القنابل داخل معامل الكلية ليستخدمها اعضاء جماعة اليد السوداء ضد الاحتلال الانكليزي.

واذا بحثت في التاريخ سوف تجد الكثير من الشخصيات العظيمة ولكننا نواجه احيانا بعض المشاكل مع الورثة فهناك من يرفضون تجسيد هؤلاء الابطال في الاعمال الدرامية

او اننا نقوم بتجسيد الجانب الجميل في الشخصية ولابد ان تظهر ملاكا وفي هذه الحالة يفشل العمل كما حدث في مسلسل 'حليم' و'سندريلا'.

·         ما رأيك في السينما الحالية واتجاهاتها؟ وما سبب عدم ظهور الاجيال السابقة مع الشباب في عمل واحد؟

انا مازلت متفائل لانه لا يصح الا الصحيح والسينما سوف تعود قوية مرة اخرى سواء جاء ذلك بعد عام او بعد مائة عام فهذا هو حال السينما المصرية دائما، فمنذ فترة سابقة كنا نعاني من افلام المقاولات وانتشارها ثم سرعان ما ذهبت هذه الموجة وعادت السينما قوية مرة اخرى.

والان ايضا يوجد تقدم جميل في السينما فاصبحنا نقدم اكثر من 40 فيلما في السنة في اشكال متنوعة ومختلفة وهذا مؤشر جيد جدا، فاصبحنا نرى كل انواع الدراما من البطولات الجماعية للشباب الصغار وهم يناقشون فيها مواضيع هامة والاكشن الذي يكون متماشياً مع الاحداث والموضوع والفيلم الاجتماعي الرومانسي مثل فيلم 'الوان السما السابعة' والافلام الغارقة في العشوائيات ومشاكل مصر مثل 'حين ميسرة' وفيلم 'هي فوضى' كلها الوان مختلفة وناجحة دليل على عودة ازدهار السينما في الفترة المقبلة.

ولقد انفتحت نفسي كثيرا على السينما بعد فيلم 'الوان السما السبعة' واستعد لفيلم جديد عن رواية 'عتبات البهجة' للكاتب ابراهيم عبد المجيد.

عن شهادة التقدير التي نالها عن فيلمه الاخير 'الوان السما السبعة' قال الفيشاوي:

هي بمثابة جائزة كبيرة تدل على انه الفيلم لا يمكن وضعه داخل المنافسة لقوته وكذلك نال الفيلم نفس التقدير في اكثر من 10 مهرجانات مختلفة.

·     صادف الفنان احمد الفيشاوي سوء حظ في بعض الاعمال التي قدمها مثل 'الحاسة السابعة' و'45 يوم' كيف كان دورك في دفعه وتحفيزه للافضل؟

هذا الامر ليس حقيقي ولا يوجد سوء حظ فهو توقيت العرض ليس الا.

فيلم '45 يوم' هو من احد اهم الافلام الذي عرضت في عام 2007 وهذا رأي النقاد والجمهور احب الفيلم جدا واشاد به النقاد وهذه معادلة صعبة جدا ان يحققها فيلم حيث يرضي جميع الاطراف.

القدس العربي في 29 يناير 2009