مدريد-
العرب أونلاين: تعرض مؤسسة البيت العربي في مدريد، الخميس القادم، فيلم
المخرج التونسي عبد اللطيف قشيش، "الكسكسي بالسمك" قبل يوم من عرضه
جماهيريا في إسبانيا.
وسوف يعرض
الفيلم وهو انتاج فرنسي، عام 2007، في القاعة الرئيسية بالبيت العربي في
الساعة 19.30 بالتوقيت المحلي، ويعقب عرض الفيلم ندوة حول الفيلم.
جدير
بالذكر أن الفيلم عرض في عشر دول من قبل، في مهرجانات رسمية وحصل على
العديد من الجوائز الهامة.
يشار إلى
أن قشيش حصل عن ثلاثة أفلام أخرجها، على أربع جوائز سيزار، كما حصل فيلمه
الأخير "الكسكسي بالسمك"، على جائزة أفضل فيلم فرنسي لعام 2007 ، ونال ثلاث
جوائز في مهرجان البندقية الأخير، كما حصل على تغطية إعلامية واسعة وقوبل
بحفاوة بالغة من قبل النقاد.
عبد
اللطيف قشيش من عائلة تونسية مهاجرة، وصلت فرنسا حين كان في السادسة من
العمر، عمل الأب في البناء، وقد أهدى قشيش عمله الأخير إلى ذكرى والده.
ينطلق
الفيلم من واقع الحياة الاجتماعية في الضواحي الفرنسية مقدما أهلها من دون
تنميط، وعارضا واقع حياتهم بحلوه القليل ومرّه. سليمان عامل مهاجر يعمل في
ورش بناء وتصليح المراكب والسفن في مدينة ست قرب "مرسيليا"، يفصل من عمله
وهو الستيني لتراجع أداؤه كما يدعي رئيسه. لا يريد أن يستسلم أو أن يعود
إلى البلاد كما يقترح عليه ابنه الشاب، وكأن دوره في حياتهم قد انتهى.
يقرر
البدء من جديد وتحويل سفينة صدئة راسية في الميناء إلى مطعم لتقديم وجبة
فريدة "الكسكس بالسمك" اشتهرت بها طليقته التي حافظ على علاقة ودية معها،
ويشرك كل أسرته في مشروعه.
تبدأ رحلة
الإجراءات الإدارية بكل جزئياتها، وهنا التقاط ذكي لدقائق الروتين الفرنسي
حيث أن صعوبة نيل كم من الموافقات "القرض، المراقبة الصحية، المحافظة..."
قبل تحقيق أي مشروع قد تحبط عزيمة أي كان.
بيد أنه
يحاول تجاوز كل العوائق بمساعدة ريم ابنة صديقته التي يعتبرها كابنته
ويعتزم إقامة افتتاح أولي ودعوة كل الشخصيات المهمة ليبرهن لها عن جديته
ويكون الحفل هو ختام الفيلم ومركز ثقله.
ويعتبر
فوز فيلم "كسكسي بالسمك" "أو حسب عنوانه الفرنسي
La Graine
et
le mulet"
للمخرج التونسي المقيم في فرنسا عبد اللطيف قشيش بثلاث من جوائز سيزار
الفرنسية لأحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن ممثلة مساعدة، نقلة كبيرة بالنسبة
للسينما التي يصنعها المهاجرون العرب في أوروبا. و"سيزار" هي المسابقة
السنوية بين الأفلام الفرنسية على غرار جوائز الأوسكار الأمريكية.
فيلم "كسكسي
بالسمك" يؤكد على فكرة التمسك بالهوية، ولكن بدون الوقوع في النمطية
والقولبة رغم مشاهد طهي الطعام وصبه في الأواني الضخمة ثم نقله، ومشاهد
الغناء الجماعي وغيرها، فهذه المشاهد لا تبدو مقصودة في حد ذاتها، بل كجزء
عضوي من نسيج الفيلم نفسه، وهو ما يجعلها تفلت من مصيدة الفولكلور.
يحاول
مخرج الفيلم من خلال العمل أن يعيد "أنسنة" صورة المهاجرين العرب في فرنسا
أمام المتفرج الغربي عموما، فهم كما نراهم هنا، أناس لهم مشاكلهم وصراعاتهم
وتناقضاتهم وخياناتهم الصغيرة، بل إن لهم أيضا عالمهم الخاص بتفاصيله
الخاصة التي لا تنفصل كما يؤكد الفيلم في كل مشهد من مشاهده، عن مشاكل
المحيط الأكبر من حولهم، عن المجتمع الفرنسي عموما، وهو ما يجلهم بعيدين عن
الصورة المتكررة للضحية التي لا تملك مصائرها.
العرب أنلاين في
27
يناير 2009 |