هل كان من
الممكن وصول أول رئيس من أصل أفريقى أسود إلى البيت الأبيض عام ٢٠٠٨ لو لم
تقع كارثة ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى أمريكا، أليس هذا دليلاً جديداً على صحة مقولة
ماركس بأن التاريخ يتقدم، ولكن عبر منحنيات قذرة.
«الحلم الأمريكى» الذى تبلور بعد الحرب الأهلية وتأسيس الدولة
منذ ما يزيد على مائتى عام ليس حلم الثروة والبحث عن الذهب فى الأرض
«الجديدة»، وليس حلم الإعلاء من شأن الفرد والتفاعل والتوازن بينه وبين
المجتمع، وإنما هو أساساً حلم التعايش بين الأعراق والديانات والثقافات،
والذى تجسد على نحو غير مسبوق بانتخاب باراك أوباما،
ولنضع ألف
خط تحت كلمة انتخاب، أى أنه اختيار حر للأغلبية من أبناء الشعب الأمريكى،
والتعايش هو حلم الإنسانية الأكبر والأعظم، وكما يعلمنا الله سبحانه وتعالى
فى القرآن الكريم أنه لو شاء لخلق الناس أمة واحدة، ولكنه خلقهم شعوباً
وقبائل ليتعارفوا، أى ليتعايشوا رغم اختلاف أعراقهم، وما الحروب إلا نتائج
للفشل فى التعارف والتعايش.
فى عام
٢٠٠٢ تم إنتاج فيلم من ١١ فصلاً كل فصل ١١ دقيقة عن أحداث ١١ سبتمبر
(استغرق سقوط برجى مركز التجارة فى نيويورك ١١ دقيقة)، وقام ١١ مخرجاً من
١١ دولة يمثلون ثقافات متعددة بإخراج فصل من فصول الفيلم، وكان الأمريكى
بينهم هو فنان السينما المخرج والممثل المعروف بمواقفه السياسية الإنسانية
الشجاعة شون بين.
فى هذا
الفيلم القصير رجل بلغ من العمر عتياً يعيش وحيداً فى حجرة صغيرة فى بناية
من بنايات نيويورك، وعلى أحد جدران الحجرة صورة فوتوغرافية لابنه الشاب
يرتدى ملابس عسكرية، ولا نسمع فى الحجرة، طوال الفيلم، غير الأصوات الصادرة
من التليفزيون، وصوت الرجل وهو يتحدث مع نفسه أحياناً، ويتطلع إلى آنية
زهور تذوى على حافة النافذة، ينام الرجل، ويترك التليفزيون مفتوحاً من دون
صوت،
ونرى نحن
كمتفرجين انهيار مركز التجارة فى الصباح، ويؤدى الانهيار إلى دخول أشعة
الشمس إلى الحجرة ووصولها إلى الأزهار، وعندما يستيقظ الرجل يرى الأزهار
وقد تفتحت فتغمره السعادة، ويشعر بأن معجزة ما قد وقعت وجاءت بالشمس.
الفيلم
نموذج فذ للتعبير بلغة السينما الخالصة، ويعبر عن رؤية فنان يمثل ضمير
الشعب الأمريكى فى مواجهة كارثة ١١ سبتمبر، فهى كارثة عنف، ولم يكن هناك
مفر من أن تواجه بالعنف، ولكن الأمل أن تكون لحظة تنوير فى نفس الوقت، وقد
جاءت لحظة التنوير بانتخاب الشعب الأمريكى باراك أوباما.
المصري اليوم في
26
يناير 2009
اليوم..
يبدأ عام شاهين فى مركز الفنون بمكتبة
الإسكندرية
بقلم
سمير فريد
اليوم فى
الذكرى الأولى لميلاده بعد وفاته، يبدأ عام يوسف شاهين فى مركز الفنون
بمكتبة الإسكندرية، حيث يتم عرض الأفلام الثلاثة الأولى من أفلام الفنان
المصرى العالمى وهى «بابا أمين» ١٩٥٠ اليوم، و«ابن النيل» ١٩٥١ غداً،
و«المهرج الكبير» ١٩٥٢ بعد غد.
وفى ملتقى
الأفلام القصيرة يوم أول فبراير تعرض مختارات من أفلام يوسف شاهين القصيرة.
ومن ٢٦
إلى ٣٠ أبريل مختارات من الأفلام الطويلة: «نساء بلا رجال» ١٩٥٣، و«صراع فى
الوادى» ١٩٥٤، و«صراع فى الميناء» ١٩٥٥، و«نداء العشاق» ١٩٦٠.
ومن ١٤
إلى ١٧ يونيو يتم عرض رباعية الإسكندرية، أو السيرة الذاتية للفنان:
«إسكندرية.. ليه» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة «الدب الفضى» فى
مهرجان برلين عام ١٩٧٩، وهى الجائزة الوحيدة التى فاز بها فيلم مصرى فى
المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة لفن السينما (برلين وكان وفينسيا)،
و«حدوتة مصرية» ١٩٨٢، و«إسكندرية كمان وكمان» ١٩٩٠ ، و«إسكندرية.. نيويورك»
٢٠٠٤.
ومن ٧ إلى
١٠ سبتمبر فى إطار البرنامج السنوى «حوار الشرق والغرب» يتم عرض الأفلام
التاريخية الأربعة التى أخرجها فنان السينما الكبير، وهى «الناصر صلاح
الدين» ١٩٦٣، و«الوداع يا بونابرت» ١٩٨٥، و«المهاجر» ١٩٩٤، و«المصير» ١٩٩٧.
وفى إطار
البرنامج السنوى «السينما العربية» تعرض من ١٨ إلى ٢٢ أكتوبر مختارات أخرى،
وهى «فجر يوم جديد» ١٩٦٥، و«النيل والحياة» ١٩٦٨، وهو النسخة الأولى من
«الناس والنيل»، و«الأرض» ١٩٦٩، و«العصفور» ١٩٧٢، و«اليوم السادس» ١٩٨٦.
ويخصص
برنامج «السينما والفنون»، الذى يقام أيضاً ضمن الخطة السنوية لبرامج
السينما فى المكتبة، لأفلام يوسف شاهين الموسيقية، وتعرض من ١٥ إلى ١٩
نوفمبر، وهى «سيدة القطار» ١٩٥٢ (ليلى مراد)، و«ودعت حبك» ١٩٥٦، و«أنت
حبيبى» ١٩٥٧ (فريد الأطرش وشادية)، و«عودة الابن الضال» ١٩٧٦ (ماجدة الرومى)،
ثم «سكوت ح نصور» ٢٠٠١ (لطيفة).
وتعرض كل
الأفلام فى نسخ جديدة تعرض لأول مرة بالتعاون مع «مؤسسة يوسف شاهين»، ويتم
توثيق المعلومات الكاملة المحققة عن كل فيلم فى نشرات برامج السينما
الشهرية.
المصري اليوم في
25
يناير 2009
اليوم:
شاهين فى معرض الكتاب وافتتاح معرض فيللينى فى
هوليوود
بقلم
سمير فريد
عشية عيد
ميلاده الأول بعد وفاته، ينظم معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ٤١، ابتداء من
اليوم ثلاث ندوات عن فنان السينما المصرى العالمى الكبير يوسف شاهين مع
ثلاثة من نجوم أفلامه، وهم عزت العلايلى الذى مثل دور الفلاح الشاب الثائر
عبدالهادى فى «الأرض» ١٩٦٩ ودورى البحار والمثقف فى «الاختيار» ١٩٧٠، ونور
الشريف الذى مثل دور يوسف شاهين فى الجزء الثانى من رباعية السيرة الذاتية
«حدوتة مصرية» ١٩٨٢، ومحمود حميدة الذى مثل دور يوسف شاهين فى الجزء الرابع
والأخير «إسكندرية.. نيويورك» ٢٠٠٤،
وكان معرض
باريس الثالث للسينما الذى بدأ يوم ١٧ يناير الحالى قد نظم ندوة عن يوسف
شاهين مع عرض عدد من أفلامه بحضور النجمة يسرا ومدير التصوير رمسيس مرزوق
وماريان خورى والناقد الفرنسى تيرى جوس من مجلة «كراسات السينما»، وأدارت
الندوة الناقدة والباحثة ماجدة واصف.
وفى
هوليوود، وبعد يومين من إعلان ترشيحات الأوسكار هذا العام، يفتتح معرض
فيللينى الذى تقيمه الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية التى
تنظم المسابقة الأشهر، وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبى للفيلم «الحياة
اللذيذة» الذى يعتبر من روائع فنان السينما الإيطالى الكبير، الذى فاز
بأوسكار الشرف قبل وفاته، وفاز بأوسكار أحسن فيلم أجنبى أربع مرات، كانت
أولاها عن «الحياة اللذيذة»، وتنظم الأكاديمية المعرض مع مؤسسة فيللينى
ومهرجان روما.
يستمر
معرض فيللينى فى هوليوود حتى ١٩ أبريل المقبل، ثم ينتقل إلى عدة مدن فى عدة
دول. ويتكون من ثمانية أقسام منها قسم يتضمن مائة رسم رسمها الفنان لمشاهد
من أفلامه قبل التصوير، ورسومات لشخصيات عرفها مثل بيكاسو ونجم أفلامه
الأثير مارشيليو ماسترويانى، وقسم الأحلام والأفلام، وقسم كل النساء، حيث
يبرز دور زوجته ونجمة العديد من أفلامه جوليينا ماسينا، وقسم يومياته من
١٩٦٠ إلى ١٩٩٠.
وكان
المعرض قد بدأ فى نوفمبر الماضى فى ريمينى الإيطالية مسقط رأس فيللينى
بحضور توليو كيزيش الكاتب الرسمى لسيرته الذاتية، وفنان السينما البرتغالى
مانويل دى أوليفيرا الذى احتفل بعيد ميلاده المائة عام ٢٠٠٨.
شهد
مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى معرضاً من مائة لوحة من الصور الفوتوغرافية
والملصقات وكتالوجات الأفلام عن يوسف شاهين أثناء انعقاد دورته الثانية فى
أكتوبر الماضى. وتم أثناء المعرض الإعلان عن تأسيس «مؤسسة يوسف شاهين»
للحفاظ على أفلامه ووثائق هذه الأفلام وتديرها ماريان خورى ومقرها شركة مصر
العالمية فى القاهرة.
المصري اليوم في
24
يناير 2009
اليوم.. تعلن ترشيحات الأوسكار ولا يوجد فيلم الأغلبية
المطلقة
بقلم
سمير فريد
فى بعض
السنوات يكون هناك فيلم يحصل على الأغلبية المطلقة من جوائز النقاد، ولا
يختلف عليه أعضاء الأكاديمية الأمريكية، الذين يصوتون لترشيحات وجوائز
الأوسكار، وفى سنوات أخرى لا يوجد فيلم الأغلبية، ويبدو أن هذا العام من
تلك السنوات.
الجمعية
الوحيدة من جمعيات النقاد التى تمنح جائزة لأحسن فيلم درامى وأخرى لأحسن
فيلم كوميدى أو موسيقى هى جمعية نقاد السينما الأجانب فى هوليوود التى تنظم
مسابقة «جولدن جلوب».. وقد فاز بجائزة أحسن فيلم كوميدى أو موسيقى «فيكى
كرستينا برشلونة» إخراج وودى آلان الذى عرض فى مهرجان «كان» خارج المسابقة.
ويلاحظ أن آلان احتج على هذا التصنيف لفيلمه، ومعه الحق.
ومن
مهرجان فينسيا يأتى «المصارع» إخراج دارين أنوفسكى وتمثيل ميكى رورك بعد
غياب طويل عن الشاشة.. وقد فاز الفيلم بالأسد الذهبى، ولكن فيم فيندرز رئيس
لجنة التحكيم احتج علناً على لائحة المهرجان الذى تحول دون فوز أى فيلم
بأكثر من جائزة، وقال إنه كان يود أن يفوز رورك بجائزة أحسن ممثل، وأنه
لذلك لن يشترك فى أى لجنة تحكيم بعد ذلك.
وفى
مسابقة جولدن جلوب فاز رورك بجائزة أحسن ممثل والمرجح أن يرشح للأوسكار فى
الترشيحات التى تعلن اليوم. ومن أفلام فينسيا التى ربما تحصل على ترشيح أو
أكثر «يحرق بعد القراءة» إخراج جويل وإيفان كوين، الذى عرض فى الافتتاح، و«راشيل
تتزوج» إخراج جوناثان ديمى.
وهناك
أربعة أفلام من المتوقع أن تكون من بين أفلام ترشيحات الأوسكار، ولم تعرض
فى أى مهرجان، وإنما عرضت تجارياً فى لوس أنجلوس فى نوفمبر لكى يكون لها
الحق فى التسابق على الأوسكار قبل نهاية العام. وهذه الأفلام هى «ميلك»
إخراج جوس فان سانت الذى فاز فى مسابقة نقاد نيويورك بجوائز أحسن فيلم
وأحسن ممثل (شون بين) وأحسن ممثل فى دور مساعد (جوش برولين)، وبجائزة أحسن
ممثل (شون بين) فى مسابقة الجمعية القومية لنقاد السينما الأمريكيين،
و«طريق
ثورى» إخراج سام مينديس الذى فاز بجائزة أحسن ممثلة (كيت وينسليت) فى
مسابقة «جولدن جلوب»، و«القارئة» إخراج ستيفن والدرى الذى فاز بجائزة أحسن
ممثلة فى دور مساعد (كيت وينسليت) فى مسابقة «جولدن جلوب» و«حالة بنيامين
بوتون الخاصة» إخراج دافيد فينشر.
وقد اختير
«القارئة» للعرض خارج المسابقة فى مهرجان برلين (٥ - ١٥ فبراير ٢٠٠٩).
المصري اليوم في
22
يناير 2009
أوسكار أحسن فيلم «أجنبى» أو البعد الدولى للمسابقة الأشهر
بقلم
سمير فريد
مسابقة
الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية المعروفة باسم الأوسكار
والتمثال الذهبى رمز جوائزها، هى الأشهر فى عالم السينما والأعرق والأهم
بحكم قوة السينما الأمريكية التى تهيمن على السينما فى كل الأسواق ربما ما
عدا الصين والهند ومصر، وهى الأسواق الكبيرة التى تحدد عدد الأفلام
الأمريكية وعدد النسخ المعروضة منها.
والمسابقة
هى فى الأصل للأفلام الأمريكية، ثم توسعت للأفلام الناطقة بالإنجليزية
لتشمل الأفلام البريطانية والأسترالية والأجزاء الناطقة منها فى دول أخرى
مثل كندا، وما ينطق بالإنجليزية من أى أفلام فى كل دول العالم. وأوسكار
أحسن فيلم أجنبى يقصد به الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، أى أن «الأجنبى»
هنا ليس جهة الإنتاج، وإنما اللغة التى تنطق بها الأفلام.
وحسب نظام
المسابقة فلكل دولة الحق فى التقدم بفيلم واحد للاشتراك فى مسابقة أوسكار
أحسن فيلم أجنبى شرط أن يتم اختياره من لجنة شعبية غير حكومية. وقد تجاوز
العدد هذا العام ٦٠ فيلماً من ٦٠ دولة من دول العالم التى تقترب من مائتين
حسب عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع ملاحظة أن أغلب دول القارات
الثلاث (آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية) وبعض دول أوروبا الصغيرة إنتاجها
محدود للغاية، كما أن ٦ فقط من دول الجامعة العربية الـ٢٢ تنتج الأفلام
بانتظام.
ولكن لأن
ترشيحات الأوسكار وجوائزه تقوم على التصويت المباشر لأعضاء الأكاديمية،
يمكن أن يحصل ممثل أو مصور مثلاً على الترشيح لأوسكار أحسن ممثل أو أحسن
مصور، وبالتالى يمكن أن يفوز، فى فيلم من الأفلام المتقدمة لأوسكار أحسن
فيلم أجنبى، فالأمر يتوقف على نتائج التصويت مثل أى انتخابات، ولكن هذا هو
الاستثناء الذى يثبت القاعدة. ولا أدرى كيف توافق الأكاديمية الأمريكية على
اختيارات اللجنة المصرية وهى لجنة حكومية، والأرجح أننا نخدعهم، وهم لا
يهتمون بخداعنا لهم.
كما لا
أدرى كيف اختارت تلك اللجنة فيلم «الجزيرة» إخراج شريف عرفة، فهو فيلم
تجارى جيد، ولكنه غير مناسب للمسابقات الدولية خارج مصر، والأدهى أنه يتأثر
بوضوح بثلاثية كوبولا «الأب الروحى»، ومن يشاهده فى أمريكا يقول «هذه
بضاعتنا ردت إلينا»، ولكن لا يعطيه صوته.
لم يخرج
أدب محفوظ إلى العالم لأن أحداثه تدور فى نيويورك أو طوكيو، وإنما فى حوارى
وأزقة القاهرة القديمة.
المصري اليوم في
21
يناير 2009
أحسن أفلام العالم فى سنة بين المهرجانات الدولية
والأوسكار
بقلم
سمير فريد
إذا كانت
المهرجانات الدولية الثلاثة الكبرى للسينما فى فرنسا وألمانيا وإيطاليا هى
التصفيات الرئيسية لأحسن أفلام العالم على مدار السنة، فإن تصفيات الأوسكار
مع بداية السنة التالية هى التصفيات النهائية، ولا يعنى هذا بالطبع أنه لا
توجد أفلام مهمة خارج برلين وكان وفينسيا والأوسكار، فهناك مثلاً فيلم
رايدلى سكوت «كتلة من الأكاذيب» الذى لم يعرض فى أى من المهرجانات الثلاثة،
ومن المرجح ألا يذكر فى ترشيحات الأوسكار التى تعلن غداً، ويعرض الآن فى
مصر، ومع ذلك فهو من تحف سينما ٢٠٠٨ فى العالم.
فى أوسكار
٢٠٠٨ لأفلام ٢٠٠٧ حصلت ٦ أفلام على الترشيحات العشرة لأحسن فيلم وأحسن
إخراج، كان منها ٢ من كان و٢ من فينسيا وفيلم من برلين وفيلم من روما، وكان
من بين الأفلام الخمسة المرشحة لأوسكار أحسن فيلم أجنبى ٣ من برلين وفيلم
من فينسيا،
ولكن يبدو
أن الأمر يختلف فى أوسكار ٢٠٠٩ لأفلام ٢٠٠٨، فالفيلم البريطانى الأمريكى
«المليونير العشوائى» إخراج دانى بويل الذى فاز بأحسن فيلم فى مسابقة «جولدن
جلوب» الأسبوع الماضى، وكذلك أحسن إخراج وأحسن سيناريو وأحسن موسيقى،
وبجائزة نقاد نيويورك لأحسن تصوير، كان عرضه الأول فى مهرجان تيليرويد
الأمريكى، ومن المتوقع أن يحصل على أكثر من ترشيح فى الأوسكار.
ومن
الأفلام المتوقعة أيضاً «فروست - نيكسون» إخراج رون هوارد الذى عرض فى ختام
مهرجان سالونيك باليونان، و«شك» إخراج جون باتريك شانلى الذى عرض فى افتتاح
مهرجان لوس انجيلوس، و«نهر يتجمد» إخراج كورتناى هونت الذى فاز بالجائزة
الكبرى فى مهرجان صاندانس، وجائزة أحسن فيلم أول لمخرجه فى مسابقة نقاد
نيويورك.
كان
الفيلم البريطانى «خالى البال يعيش سعيداً» إخراج مايك لى أحسن أفلام
مهرجان برلين فى تقديرى، ومع ذلك لم يفز بالدب الذهبى، وإن فاز بجائزة أحسن
ممثلة (سالى هوكنيز) عن جدارة، وفى نهاية العام فازت هوكنيز بنفس الجائزة
فى جولدن جلوب وفى مسابقة الجمعية القومية لنقاد السينما الأمريكيين
ومسابقة نقاد نيويورك، وفاز الفيلم بجائزة أحسن مخرج فى نفس هاتين
المسابقتين، وأحسن سيناريو لمخرجه وأحسن ممثل فى دور مساعد (إيدى مارسان)
فى مسابقة الجمعية القومية.
وكما لم
تقدر لجنة تحكيم برلين تحفة مايك لى، لم تقدر لجنة تحكيم كان تحفة كلينت
إيستوود «الاستبدال» والذى كان أحسن أفلام المهرجان فى تقديرى، ولكن بينما
يتوقع حصول الفيلم الأول على أكثر من ترشيح للأوسكار، يبدو أن «الاستبدال»
سيكون خارج هذه الترشيحات أيضاً.
المصري اليوم في
20
يناير 2009
إجراءات عملية عادية: أهم فيلم تسجيلى فى سينما
٢٠٠٨
بقلم
سمير فريد
لم يعد من
الغريب أن تشمل مسابقة الأفلام الطويلة فى مهرجانات السينما الدولية الكبرى
(برلين وكان وفينسيا حسب مواعيد إقامتها كل سنة) فيلماً أو أكثر من الأفلام
التسجيلية وأفلام التحريك. وفى عام ٢٠٠٨ عرض برلين الفيلم التسجيلى
الأمريكى «إجراءات عملية عادية» إخراج إيرول موريس، الذى فاز بالدب الفضى
لأحسن فيلم، وشهد مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى عرضه الأول فى العالم
العربى،
ومن
المتوقع أن يكون من بين الأفلام التى ترشح لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل
من بين الترشيحات التى تعلن الخميس القادم لمسابقة الأكاديمية الأمريكية
للفنون والعلوم السينمائية الـ ٨١.
ويتناول
الفيلم فضيحة تعذيب القوات الأمريكية للمعتقلين فى سجن أبوغريب فى بغداد،
ومحاكمة الجنود الذين قاموا بالتعذيب وأدين بعضهم، بينما تمت تبرئة البعض
الآخر. وعندما يحكم بالبراءة فإن التعبير القانونى الذى يستخدم هو أن ما
حدث كان «إجراءات عملية عادية»، وكلمة «عادية» هنا تعود إلى الإجراءات،
وليس إلى العملية.
ومن
الأفلام التسجيلية الطويلة المهمة فى سينما ٢٠٠٨ فى العالم البريطانى «رجل
على الحبل» إخراج جيمس مارش عن رجل سار على حبل بين برجى مركز التجارة
العالمى فى نيويورك فى السبعينيات.
وقد فاز
الفيلم بجائزة أحسن فيلم تسجيلى فى مهرجان صاندانس فى يناير، وفاز بجائزة
أحسن فيلم تسجيلى فى ديسمبر فى مسابقة الجمعية القومية لنقاد السينما
الأمريكيين، ومسابقة جمعية نقاد السينما فى نيويورك، وكان العرض العربى
الأول للفيلم فى مسابقة مهرجان الشرق الأوسط فى أبوظبى أيضاً،
وشهد
صاندانس كذلك «متاعب المياه» إخراج تيا ليسين وكارل ديل عن أرض كاترينا فى
أمريكا، والذى فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان السينما المستقلة الشهير،
والذى يعتبر أهم مهرجانات هذه السينما. ومن الأفلام التى لفتت الأنظار فى
الأسابيع الأخيرة من العام الذى مضى «أى أوه يو إس إيه» إخراج باتريك
سريادون عن الأزمة الاقتصادية التى تطبق على العالم.
ومن
المؤسف حقاً فى عالمنا العربى أن إنتاج أفلام التحريك الطويلة غائب تماماً
(فيلم واحد فى كل تاريخ السينما العربية وهو الفيلم السورى «خيط الحياة»
إخراج رزام حجازى)، وإنتاج الأفلام التسجيلية الطويلة لا يتجاوز فيلماً كل
سنة أو كل سنتين فى كل الدول العربية.
المصري اليوم في
19
يناير 2009
عشرة مليارات دولار إيرادات شاشات أمريكا عام
٢٠٠٨
بقلم
سمير فريد
نحو عشرة
مليارات دولار كانت إيرادات شاشات السينما فى الولايات المتحدة الأمريكية
عام ٢٠٠٨، والتى يزيد عددها على ٣٧ ألف شاشة، ورغم انخفاض الإقبال بنسبة
تتراوح بين ٤ و٥ فى المائة، على مدار العام، وزيادة متوسط أسعار التذاكر،
حوالى دولار من ٦ إلى ٧ للتذكرة الواحدة حقق «الفارس الأسود»، إخراج
كريستوفر نولان، أعلى الإيرادات فى أمريكا والعالم، «ما يقرب من مليار
دولار فى ٢٠ أسبوعاً»،
وحقق فيلم
التحريك «وول - إى» إخراج أندرو ستانتون أكثر من نصف مليار دولار فى ٢٢
أسبوعاً، وفى موسم جوائز سينما ٢٠٠٨، والذى بدأ مطلع يناير، ويصل إلى ذروته
مع إعلان ترشيحات الأوسكار يوم الخميس القادم، لم يفز فيلم المليار فى خمسة
شهور، وهو رقم قياسى غير مسبوق، إلا بجائزة أحسن ممثل فى دور مساعد فى
مسابقة اتحاد نقاد السينما الأجانب فى هوليوود «جولدن جلوب»، والتى فاز بها
هيث ليدجر، وهى جائزة عاطفية بحتة لموت الممثل فى ذروة شبابه العام الماضى.
أما فيلم
«وول - إى» وهو اسم روبوت، أو إنسان آلى كما نطلق عليه، فقد فاز بجائزة
أحسن فيلم تحريك فى مسابقة «جولدن جلوب» وفى مسابقة جمعية نقاد السينما فى
نيويورك، كما فاز ولأول مرة على الإطلاق بجائزة أحسن فيلم فى مسابقة جمعية
نقاد لوس أنجلوس، فلم يسبق أن فاز فيلم تحريك بجائزة أحسن فيلم فى أىٍ من
مسابقات النقاد فى أمريكا، وربما فى العالم،
وموضوع
الفيلم روبوت يبحث عن الحب بعد نهاية العالم، ومن الجدير بالذكر أن الفيلم
من إنتاج شركة «بيكسار» التى بدأت بإنتاج «قصة لعبة»، أول فيلم تحريك صنع
بالكامل بواسطة الكمبيوتر، والتى تجاوز مجموع إيرادات أفلامها ٤ ونصف مليار
دولار، بمتوسط ٢٠٠ مليون لكل فيلم، وقامت شركة ديزنى بشرائها عام ٢٠٠٦
بأكثر من ٧ مليارات دولار.
ولأول مرة
أيضاً منحت الجمعية القومية لنقاد السينما الأمريكيين جائزة أحسن فيلم إلى
فيلم تحريك أجنبى الفيلم الإسرائيلى «رقص مع بشير» إخراج آرى فولمان، والذى
فاز فى الوقت نفسه بجائزة أحسن فيلم أجنبى فى مسابقة اتحاد نقاد السينما
الأجانب فى هوليوود «جولدن جلوب».
وبينما
يضم الاتحاد ٨٣ عضواً، تضم الجمعية القومية ٦٣ عضواً من مختلف المدن
والولايات، ومن أهم أفلام التحريك فى سينما ٢٠٠٨ فى العالم أيضاً «كينج فو
باندا» و«بلوت» من أمريكا والفيلم اليابانى «بونيو عند منحدر البحر» إخراج
هاياو ميازاكى.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
18
يناير 2009 |