نظرة
فابتسامة فموعد فلقاء وكان الهيام وكان الغرام.
قال له
صديق لم كل ذلك؟ هناك رسائل الموبايل، وهناك الرسائل الالكترونية، فأعاد
الصياغة.
قال لها:
بحبك في قربك واحبك في بعدك. وقالت له يا دنيا يا غرامي.
الحياة
حلوة. والورد جميل. وسنين ومرت.
لم تنجح
تفاهمات نيسان في تقريب وجهات النظر بينهما.
لم يعد
يقول لها نار يا حبيبي نار.
توقف عن
وعوده بقضاء العمر على شواطئ السرور وإحضار لبن العصفور.
غنت «طلعت
فوق السطوح أدور على طيري. لقيت طيري بيشرب في قنا غيري».
قال لها
انه مازال على العهد وانه لم يشرب في أي قناة أخرى.
استمعت
إلى أغنية «يا ظالمني» وقالت لنفسها أن الحياة فصول وربما كان هناك ربيع
آخر.
تحولت
القنوات إلى فضائيات، وزاحمها في الصورة روبي وأنوشكا وهيفاء وهبي.
وقبلت ان
تدخل المنافسة.
قال لها
ان المرحلة صعبة وان الشدائد كثيرة.
وقامت
بعملية شد للبطن لتبدو مثل شاكيرا.
قال لها
ان الأوضاع تغيرت وان الشاشات استبدلت رومانسية عبد الحليم بمذابح قانا
وغزة.
قال لها
انه يشعر بالخيبة لأنه غير قادر على فعل شيء.
قالت له
ان العالم رغم المذابح لا يتوقف عن الحب.
قال لها
انه فقد براءته مرتين.
مرة عند
الغياب.
ومرة عند
الحضور.
غياب شموس
البنفسج والياسمين.
وحضور
أمواج القهر من بحور الظلام.
لم تصدق
واتهمته بالهروب.
نصحتها
صديقة بان تنفخ في روحه الأمل لعلها تطرد غبار الإهمال والنسيان.
قال لها
انه كان يحبها أكثر قبل النفخ.
وقال لها
انه يحتاج إلى عمليه شفط لروحه ربما تطهرت من الاجتياح.
اجتمعت
قوى آذار وقوى شباط.
وتنازعت
في روحها كل فصائل المقاومة.
قال لها
ان العطار لن يصلح ما افسده الدهر.
قال لها
انه يشعر بالانهيار وبالدمار.
قال لها
انه لن ينجح مهزوم في معركة الحب.
والحب
سماء زرقاء.
قال لها
ان صراخ الطفلة المغتصبة تحت الانقاض.
ودماء
الزهرة المسحوقة بفعل الموت الأسود.
جرحوا
القلب الساكن خوفا في أيام العمر الضائع.
قالت له:
انك مسكون بالأوهام.
قالت له
ان ضمير الدنيا سرعان ما يتجمل.
قالت له
ان «الغمة» لن تبقى
وان
«القمة» ستعيد اليه شبابه.
وان القمة
ستعيد إليه القوة
لملم
أشلاء القلب الميت
وبقايا
الدمع المتحجر من أيام الفرح الأولى.
وقرر ان
يمضي.
لم تفهم
ماذا يعني
عجز الروح الوثابة.
وناشدته
البقاء.
القبس الكويتية في
25
يناير 2009 |