موضة
الأجزاء انتقلت من الدراما إلى السينما فهناك أكثر من فيلم قرر أصحابه
تقديم جزء آخر منه “عمر وسلمى” لتامر حسني و”رمضان مبروك أبو العلمين
حمودة” لمحمد هنيدي و”نمس بوند” لهاني رمزي، بينما كانت هناك مشاريع أخرى
تراجعت لأسباب مختلفة. وكما قابل النقاد والجمهور معظم مسلسلات الأجزاء
بالتساؤلات، يحدث ذلك مع هذه الأفلام، وأول هذه التساؤلات هل الجزء الثاني
يسعى لاستثمار النجاح؟ وهل يضمن تحقيق النجاح الذي حققه الجزء الأول أم
يسحب منه؟
في ليلة
العرض الخاص لفيلم “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” أعلن محمد هنيدي أن
هناك جزءا ثانيا من الفيلم يكتبه يوسف معاطي حاليا بعنوان “رمضان في
الشانزلزيه”، وعن رؤيته لهذا الامر يقول هنيدي: وجود جزء ثان من الفيلم ليس
استثماراً للنجاح، وأكبر دليل على ذلك أننا أعلنا عنه قبل نجاح الفيلم
جماهيريا، إذ كان هناك اتفاق بيني وبين يوسف معاطي والمخرج وائل إحسان
والمنتج عماد الدين أديب على تقديم جزء ثان لأننا شعرنا بأن أحداث الفيلم
وطبيعة شخصية رمضان مبروك تسمحان بذلك، وبالتأكيد سيكون الجزء الثاني
مختلفا تماما في كل تفاصيله وأحداثه، لأننا لا يمكن أن نكرر أنفسنا.
ويضيف:
النجاح الذي حققه الفيلم زاد خوفنا على الجزء الثاني، والذي لا يعرفه
كثيرون أنني رفضت من قبل تقديم أجزاء ثانية من بعض أفلامي لأنني لم أشعر
بأنها تحتمل ذلك، ورفضت فكرة استغلال النجاح، لكن هذه المرة شخصية رمضان
يمكن استثمارها فنيا بتقديم كوميديا راقية ومن خلال أحداث وشخصيات مختلفة.
الفنان
هاني رمزي الذي اتفق بالفعل مع المؤلف طارق عبدالجليل على كتابة جزء ثانٍ
من فيلم “نمس بوند” يقول: شخصية نمس بوند يمكن تقديم أجزاء كثيرة منها، لأن
طبيعة الشخصية ضابط يوقعه تهوره في مشاكل كوميدية وإن كنا بالطبع لا نقصد
عمل سلسلة نمس بوند عربية، وأظن أننا سنكتفي بجزء ثانٍ فقط. وأثق بالمؤلف
طارق عبدالجليل وبقدرته على تقديم أحداث جديدة مختلفة تماما وليس شرطا أن
يكون الجزءان متتاليين، فمن الممكن أن أقدم فيلما آخر ثم أعود إلى” نمس
بوند”.
ويؤكد أن
الأبطال في الجزء الثاني سيختلفون لأن الشخصيات الجديدة تحتاج إلى ممثلين
مختلفين عن الذين ظهروا معه في الجزء الأول وستتحدد اسماؤهم عندما يكتمل
السيناريو.
تامر حسني
سيقدم أيضا جزءا ثانيا من “عمر وسلمى” بدأ يحضر له حاليا وتشاركه فيه مي عز
الدين مثل الجزء الأول، كما سينضم له نجوم جدد منهم ميريهان نجمة ستار
أكاديمي ومطرب شاب. تامر يؤكد أنه عندما كان يصور الفيلم لم يكن في ذهنه أن
يقدم جزءا آخر منه لكن النجاح الكبير الذي حققه العمل والنهاية المفتوحة له
وتعلق الجمهور بحكاية الحب بين عمر وسلمى كلها أشياء حمسته لفكرة تقديم جزء
ثانٍ خاصة بعد أن يصبح أبا وتصبح مي عز الدين أماً في احداث الفيلم. ولا
يخفي تامر خوفه على نجاح الجزء الأول ولذلك يدقق كثيرا في كل التفاصيل
المتعلقة بالجزء الثاني ولن يبدأ التصوير إلا بعد أن يطمئن على توافر كل
عناصر النجاح.
هناك
أفلام أخرى تردد انه جار التحضير لجزء ثان منها، لكن أصحابها لم يحسموا
الأمر بعد، خاصة ان منهم من انشغل بأعمال أخرى، ومن هذه الأفلام “الجزيرة”
لأحمد السقا الذي تردد وجود جزء منه لكن السقا انشغل بفيلمين آخرين هما
“ابراهيم الأبيض” و”الديلر” وتأجل تماما مشروع تقديم جزء ثان من “الجزيرة”.
وكان هناك أيضاً فيلم “55 اسعاف” الذي قدمه كل من محمد سعد وأحمد حلمي في
بداياتهما وبعدها أعلن عن جزء ثان منه بعنوان “66 مطافي” إلا أن تقديمه
أصبح مستحيلاً الآن بعد أن شق كل من حلمي وسعد طريقهما نحو النجومية. أيضا
تردد أن فيلم “الشياطين” الذي لعب بطولته شريف مني وجومانا مراد سيقدم جزء
جديد منه، لكن شريف منير تراجع عن الفكرة خاصة أن الفيلم لم يحقق نجاحاً
جماهيرياً. ويتردد أن فيلم “الفرح” الذي يصور حالياً هو جزء ثان من فيلم
“كباريه”، وعن ذلك يقول مؤلف الفيلمين أحمد عبدالله: سبب الظن ان “الفرح”
جزء ثان من “كباريه” وجود نفس النجوم مع تغيير بسيط، لكن هذا غير حقيقي،
رغم انني كنت أفكر في تقديم جزء آخر من “كباريه” بعد النجاح الكبير
والنهاية المفتوحة له التي تسمح باستمرار أحداث أخرى منه لكنني تراجعت.
ويضيف: كمؤلف، لست ضد فكرة أفلام الأجزاء، لكنها بالطبع مغامرة، لأن النجاح
الكبير لأي فيلم ليس ضماناً لنجاح جزء ثان منه، والتجارب القليلة جداً
لأفلام الأجزاء لم تحقق نجاحاً يغري بتكرار الأمر، خاصة أن السينما مختلفة
عن الدراما التي تسمح طبيعتها أكثر بتقديم أجزاء من المسلسل.
التجارب
القليلة لتقديم أفلام الأجزاء اشترك في احداها المخرج نادر جلال عندما قدم
مع عادل إمام والمؤلف لينين الرملي ثلاثة أجزاء من “بخيت وعديلة”، إلا أن
تلك الأجزاء الثلاثة تعرضت لانتقادات واعتبرها البعض من بين أفلام عادل
امام الضعيفة. يقول نادر جلال: سينما الأجزاء ليست عيباً، ولا يمكن أن
نعتبرها موضة أو نوعاً من استغلال النجاح، لأنها تتوقف على طبيعة كل فيلم
على حدة بدليل ان هناك أفلاماً تحقق نجاحاً ضخماً لكن لا تسمح أبداً بتقديم
جزء جديد منها. وأفلام الأجزاء موجودة في أمريكا وتحقق نجاحاً كبيراً
وأجزاء “بخيت وعديلة” نجحت؛ لأن شخصيتي البطلين سمحتا بوجود أحداث مختلفة
والدليل أن تلك الأفلام حققت ايرادات عالية رغم انها تعرضت لبعض
الانتقادات.
الخليج الإماراتية في
24
يناير 2009 |