اليهود يسيطرون علي صناعة السينما والتلفزيون  اللوبي الصهيوني في أمريكا يوجه الإعلام لصالح إسرائيل مؤامرة محكمة لتشويه صورة العربي والمسلم في السينما الأمريكية منذ سنوات وسنوات ونحن نسمع ونردد هذه الأقوال كمسلمات وحقائق لا تقبل النقاش ونستكين ونستريح لأن وجود هذه المؤامرة الكونية المحكمة يعفينا من القيام بأي جهد عقلي سواء في البحث عن حجم هذه الحقائق أو في العمل المطلوب للتصدي لها فشماعة نظرية المؤامرة قادرة علي حمل كل كسلنا العقلي والعملي.. ولعل العدوان الغاشم الأخير علي غزة كان الحدث الأكثر تجسيداً لهذه القضية قضية الدور العربي - غير البكاء والعويل - في إيصال بشاعة العدوان وحجم الكارثة التي لحقت بغزة فمما لا شك فيه ان العدد الأكبر من الشبكات التلفزيونية الأمريكية قد انحازت بشكل أو بآخر إلي الجانب الاسرائيلي وسلطت الأضواء علي صواريخ حماس الهزيلة علي إسرائيل وخسائرها المحدودة والتي لا تتعدي الفزع في معظم الأحوال وقد ساعد علي ذلك بلا شك نجاح إسرائيل في منع الإعلاميين من الدخول إلي القطاع بعد تفجر الأحداث لكن الدقة العلمية والرغبة الجادة في معرفة الحقيقة تستدعي بحثا دقيقا في كل أو معظم ما أذيع ونشر وبث عن الهجمة الهمجية فرغم غلبة التحيز علي الموضوعية في معظم المحطات إلا ان هذا لم يمنع بعض القنوات الغربية مثل تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية B.B.C وبعض اللحظات من التغطية الاخبارية لقناة C.N.N وغيرها من كشف جانب من الحقيقة.. ومن بين هذه اللحظات النادرة أيضاً تلك التصريحات المنسوبة لعدد من نجوم السينما الكبار التي تدين إسرائيل والتي يجب تسليط الأضواء عليها عالمياً.. والحقيقة ان مشكلة ما ينشر من هذه التصريحات علي المواقع المتفرقة علي شبكة الإنترنت ونسبة بعضها إلي وكالات انباء مجهولة أو صحف بعينها انها مثل البيانات التي تصل إلي المحطات التلفزيونية من بعض المنظمات فتقوم ببثها مع تعليق يقول  لم يتسن التأكد من صحتها من مصادر محايدة  ونحتاج بالتالي إلي بعض الدقة والمجهود للوصول إلي حقيقة التصريحات سواء المؤيدة للحق العربي أو تلك المتحيزة ضدنا حتي لا نبالغ في الحماس وأحلام اليقظة ولا في الركون إلي نظرية المؤامرة فبعض التصريحات التي نشرت أخيرا يبدو متفقا مع مواقف معروفة لنجوم كبار مثل قول جورج كلوني  ان بوش وشارون وبلير ورايس اسماء سوف يتبرأ منها التاريخ  لكن التصريح يبدو من نصه انه قديم ولا علاقة له بغزة والهجوم عليها والبعض الآخر يبدو مناقضا لما هو معروف عن بعض النجوم مثل قول داستن هوفمان  ان البشرية تعاني الامرين منذ نشوء إسرائيل  كما ان بعض الاقوال لا تبدو مؤيدة للحق العربي بقدر انطلاقها من مواقف عنصرية متطرفة ضد اليهود مثل قول ميل جيبسون صاحب فيلم  آلام المسيح   ان الصهيونية فيروس خطير يهدد العالم وهي سبب كل مصائب البشر ويجب التخلص منها وكم كنت اتمني لو شاركت العرب في حربهم ضدها  فمن المعروف ان ميل جيبسون ينتمي إلي طائفة مسيحية أصولية تقوم تعاليمها علي كراهية ومعاداة اليهود.. وبشكل عام وفي محاولة متعجلة للبحث عن مصدر هذه التصريحات التي نقلتها كل الصحف والمواقع عن جريدة  البديل  القاهرية لم اعثر علي مصدر موثوق حقيقي باستثناء نسبة بعضها بجريدة الجاردين البريطانية التي نشرت بالفعل أقوال عدد من الفنانين المناصرة للفلسطينيين والتي تدين الهجمة الوحشية علي غزة لكن قائمة الفنانين الذين اصدروا هذه التصريحات لا تمت بصلة لقائمة المشاهير التي نشرت التصريحات في المنطقة العربية علي لسانها.

الراية القطرية في 22 يناير 2009