تنطلق
الأربعاء الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان روتردام السينمائي الدولي،
أحد أكبر المهرجانات في العالم وأكثرها دقة وتنظيما وتنوعا.
يفتتح
المهرجان بالفيلم الأمريكي "الأشباح الجائعة"
The Hungry
Ghosts
وهو الفيلم الأول الذي يخرجه مايكل إمبرويلي.. المخرج المسرحي والممثل
وكاتب السيناريو المعروف.
ويشارك
الفيلم أيضا في المسابقة الرسمية للمهرجان التي يتنافس فيها 14 فيلما
روائيا طويلا على جوائز "النمر" الشهيرة
Tiger Awards
التي تبلغ القيمة المالية لها 15 ألف يورو لكل جائزة من الجوائز الثلاث
بالتساوي وهي النمر الذهبي والنمر الفضي والنمر البرونزي.
وتخصص
المسابقة عادة للأفلام الأولى والثانية لمخرجيها وهو ما يساهم في اكتشاف
مواهب سينمائية جديدة وتسليط الأضواء عليها.
إلا أن
المهرجان يعرض في برامجه وأقسامه المختلفة أكثر من 280 فيلما طويلا وقصيرا
من بينها 43 فيلما تعرض للمرة الأولى عروضا عالمية أي لم يسبق عرضها في أي
مكان ولا حتى في دولة المنبع وتوفر بالتالي الفرصة للاكتشاف والإطلاع
الحقيقي على تطور السينما في العالم. ويشارك في تغطية المهرجان عادة مئات
الصحفيين والنقاد من شتى أنحاء العالم.
مسابقة
النمر
أفلام
المسابقة الـ 14 تشمل للمرة الأولى ثلاثة أفلام من تركيا واندونيسيا
ونيوزيلاندا، كما تشمل 8 أفلام تعرض للمرة الأولى في العالم.
تفتتح
عروض المسابقة بالفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجين هنري برناديت ونيريام
فيرو من مقاطعة كيبيك الكندية الناطقة بالفرنسية، وهو بعنوان "غرب بلوتو".
وجدير
بالذكر أن ستة من أفلام المسابقة من قارة آسيا، فمهرجان روتردام معروف
باهتمامه الكبير بالسينما الآسيوية خاصة سينما جنوب شرقي آسيا من كوريا
والصين وهونج كونج والفلبين واليابان وفيتنام.
يشارك في
المسابقة فيلم "على آخر نفس" من كوريا، وفيلم "الخنزير الأعمى يريد أن
يطير" من إندونيسيا، وفيلم "الميناء الشرير" من اليابان، و"الذاكرة
الطافية" من الصين، و"كن هادئا وعد إلى سبعة" من إيران، و"المسبحة الخطأ"
من تركيا، و"قوة الماء" من نيوزيلاندا.
ويعرض في
ختام المسابقة فيلم "سياح"
Tourists
لأليثيا تشرسون من تشيلي.
من بين
أفلام المسابقة 4 افلام حصلت على منح إنتاجية من مؤسسة هيوبرت بالس
الهولندية في إطار المسابقة بين مشاريع العمل التي ينظمها سنويا مهرجان
روتردام لدعم المشاريع السينمائية التي تظهر مواهب جديدة لمخرجيها.
أفلام
عربية
يعرض
المهرجان عددا من الأفلام الناطقة باللغة العربية أو التي أخرجها مخرجون من
العرب، سواء من الإنتاج العربي أو الأجنبي مثل فيلم "فرنسية" لسعاد الوحاتي
المخرجة المغربية التي تعيش في فرنسا، وفيلم "أريد أن أرى" إخراج المخرجين
اللبنانيين جوانا حاجي توماس وخليل جورجي (بطولة كاترين دينيف)، والفيلمان
من الإنتاج الفرنسي، والفيلم الفرنسي الإنتاج أيضا "داخل البلاد" للمخرج
الجزائري خالد تقية، وفيلم " المر والرمان" للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار
وهو من التمويل الفرنسي الألماني البريطاني المشترك.
وللمخرجين
اللبنانيين فيلم آخر وثائقي بعنوان "خيام 2000" (105 دقيقة) يروي قصة سجناء
سابقين في المعتقل الشهير في الجنوب اللبناني الذي كان خاضعا لجيش لبنان
الجنوبي الموالي لإسرائيل قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب في عام 2000.
وضمن قسم
بعنوان "مستقبل مشرق" يعرض المخرج الجزائري الفرنسي من أصل جزائري (مواليد
1976 في باريس) مبروك المشري فيلمه الروائي الطويل الثاني وهو بعنوان "ج.
س. ف. د" (من الانتاج المشترك بين فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج) بطولة الممثل
البلجيكي الشهير جان كلود فان دام، وهو من أفلام الإثارة والتشويق.
ويعرض
الفيلم الإسرائيلي "تقريبا" (59 دقيقة)
Almost
وهو غير روائي ويبدو عملا شخصيا لمخرجته الإسرائيلية ميكال كافرا.
الفيلم
الإسرائيلي الثاني خارج المسابقة هو أيضا فيلم تسجيلي شخصي يصور قصة مهاجر
يهودي من أمريكا يبدو عاجزا عن التأقلم مع الواقع في إسرائيل وهو بعنوان
"حليب خالي الدسم وشمع ناعم"
Skimmed Milk
&
Soft Wax
من
الأقسام البارزة في المهرجان قسم بعنوان "السينما الرومانية الجديدة"، وقسم
آخر بعنوان "السينما التركية الشابة" يشمل عرض 14 فيلما من الإنتاج التركي
من 1996 إلى 2008.
وكما هي
العادة في مهرجان روتردام يحتفي المهرجان كثيرا بالسينما الإيرانية التي
يعرض لها 7 أفلام منا 3 أفلام قصيرة، و4 أفلام طويلة هي فيلم "وسط السحب"
للمخرج روح الله حجازي، وفيلم "شيرين" لعباس كياروستامي، و"كن هادئا وعد
إلى سبعة" الذي يشارك في مسابقة المهرجان ويتنافس على جوائز النمر وهو
للمخرج رامتين رافافيبور، و"الأرض الصلبة" من إخراج المخرج الهندي كابور
هاغيغات بتمويل من إيران وفرنسا.
ويبلغ عدد
الافلام الطويلة والقصيرة في كل أقسام المهرجان 280 فيلما. وينظم المهرجان
سنويا سوقا دوليا لبيع وشراء الأفلام يلقى عادة إقبالا كبيرا من الموزعين،
ويبرز فيه بشكل خاص، قسم أفلام بي بي سي الوثائقية والروائية.
أشباح من
آسيا
وهناك قسم
خاص بعنوان "أشباح جائعة" تعرض خلاله مجموعة كبيرة من الأفلام من جنوب شرق
آسيا من تلك التي تدور حول الأشباح ولكن ليس بأسلوب أفلام الرعب بل هي عادة
أقرب إلى الإثارة بل والكوميديا المثيرة أيضا. وتشتهر بهذا النوع من
الأفلام كوريا الجنوبية وهونج كونج بوجه خاص، وعادة ما تلقى إقبالا
جماهيريا كبيرا في الأسواق العالمية.
ينظم
المهرجان احتفاء خاصا بالمخرج البولندي الكبير يرزي سكوليموفسكي (70 عاما)
بعرض مجموعة من أفلامه من أشهرها فيلم "فرعون" التاريخي الذي عمل فيه
مساعدا لسكوليموفسكي المخرج المصري المعروف خيري بشارة وقتما كان يدرس
السينما في معهد لودز الشهير في بولندا الذي تخرج منه معظم مخرجي السينما
البولندية الحديثة وأشهرهم رومان بولانسكي.
"الحجم
مهم"
وفي تجربة
مثيرة وتعد الاولى من نوعها في تاريخ العروض السينمائية في العالم على حد
ما نعرف، وتحت عنوان "الحجم مهم" يقدم مهرجان روتردام ثلاثة أفلام كُلف
ثلاثة من المخرجين السينمائيين الذين ارتبط صعودهم بمهرجان روتردام تحديدا
وتوثقت علاقتهم به عبر السنين، بإخراج ثلاثة أفلام خصيصا للعرض على شاشات
الكترونية عملاقة يتم تركيبها على واجهات أكبر ثلاثة مبان إدارية مرتفعة في
مدينة روتردام .
المخرجون
الثلاثة هم المخرجة الهولندية نانوك ليوبولد، وجي مادين (كندا)، وكارلوس
ريجاداس (المكسيك).
"المسبحة الخطأ" من بين 7 أفلام إيرانية في المهرجان
وربما
يكون أشهرهم وأقربهم إلى الأذهان كارلوس ريجاداس
Regadas
صاحب التحفة السينمائية "الضوء الصامت"
Silent Light
الذي عرض في دورة العام الأخير بعد حصوله على جائزة رئيسية في مهرجان كان
العام الماضي.
والأفلام
الثلاثة التي أنتجتها شركة إليومنيشن في لندن ستعرض في ليلة الافتتاح
باستهدام آلات عرض رقمية حديثة تستطيع تكبير الصورة وإسقاطها على أكبر ثلاث
بنايات في المدينة، وإن كان التساؤل المنطقي هنا: كيف سيتحمل الجمهور
الوقوف لمشاهدة تلك الأفلام في درجة حرارة قد تهبط إلى ما دون الصفر. أغلب
الظن أنها ستكون أفاما قصيرة للغاية، فإغواء التجربة هو الأساس هنا، وهو
الذي سيجذب المشاهدين، وهم بعشرات الآلاف في روتردام عادة.
يقول مدير
المهرجان إن شاشات العرض أصبحت موجودة في حياتنا بدرجة بارزة سواء في
المكاتب أو المنازل أم الشوارع، من خلال التليفزيون والسينما والكومبيوتر
وشاشات الدعاية والإعلان وأجهزة الهاتف المحمولة وغير ذلك، لذا فهو يرغب في
تسليط الأضواء على هذا الدور المتزايد، وفحص تأثيره على صناعة الأفلام وعلى
رؤية السينمائيين وعلى شكل الفيلم نفسه.
يصاحب هذه
العروض المتميزة معرض للأعمال الفنية والصور التي تعبر عن بروز دور الشاشات
العريضة في حياتنا من الكومبيوتر إلى التليفزيون إلى السينما.
ستكون لنا
وقفات عند أحداث وأفلام المهرجان، في موقعنا هذا على شبكة الانترنت بي بي
سي أرابيك دوت كوم فكونوا معنا.
الـ
BBC العربية في
20
يناير 2009 |