يذكرنا'
أستراليا' بكلاسيكيات هوليوود التي صنعت مجدها مثل' ذهب مع
الريح'و'سبارتاكوس'و'الفايكنج' و'العملاق' و'كليوباترا'.
هذا
المزيج التاريخي والرومانسي مع روح المغامرة والمتعة البصرية. ونجح
المخرج والمؤلف باز لوهرمان في إبداع هذه النوعية, فقدم قبل ذلك'
الطاحونة الحمراء'شديد الإبهار وكان أيضا بطولة مواطنته نيكول كيدمان.
فيلم
أستراليا من إنتاج أسترالي أمريكي مشترك وتعاون بين الثلاثي الأسترالي باز
لوهرمان والنجمين الفاتنة نيكول كيدمان والوسيم هيو جاكمان. ويشبه نوعية
الغرب الأمريكي لكن بطريقة متطورة.تدور الأحداث إبان الحرب العالمية
الثانية, ويروي الفيلم قصة ليدي سارة آشلي الأرستقراطية الإنجليزية التي
تعتقد أن زوجها يعيش حياة عابثة بعد أن طال غيابه منذ استقراره في النصف
الآخر من الكرة الأرضية, حيث يستثمر أمواله في تربية الأبقار, فتسافر
وعند وصولها تفاجأ بمقتل زوجها! وتبدأ في اكتشاف عالما مختلفا تماما,
وتدرك أن هناك مؤامرات متعلقة بالاستيلاء علي المزرعة, كل ذلك بفضل طفل
صغير من السكان الأصليين!هذا الطفل هو الراوي, وهو لا أسود ولا أبيض بل
هو ملون صاحب دماء مختلطة. وتتمكن من التصدي للأشرار بمساعدة راعي
البقر, ثم تنشأ بينهما قصة حب, ولكن كلما اعتقدنا أن الفيلم انتهي تظهر
مفاجأة جديدة تغير مسار الأحداث, وتثير شغفنا مرة أخري. تم التصوير في
الأماكن الطبيعية في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وأستوديوهات سيدني في
أستراليا. وبعد مرور ستة أسابيع علي عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية
جمع ما يزيد علي46 مليون دولارو كانت تكاليفه قد بلغت130 مليون
دولار.
و الجانب
المؤثر في هذا الفيلم هو الاعتراف بأحقية السكان الأصليين المعروفين باسم
أبوريجان في الأرض. والإشارة إلي كلمة كيفين رود رئيس الوزراء الأسترالي
في عام2008 التي تضمنت تقديم اعتذار للأمة, عما اقترفه الاستعمار
والاستيطان الأوروبي. كان عدد السكان ما بين500 ألف و750 ألفا عند
قدوم البريطانيين في عام.1788 أما الآن فعددهم ما يقرب من450 ألف نسمة
بعد ارتكاب جرائم للقتل جماعية أو تعمد الإهمال الصحي, مما أدي لتعرضهم
للإبادة. و كانت قناة فوكس موفيز قد أذاعت في بداية انطلاقها في العام
الماضي مسلسلا أستراليا بعنوان'جيسيكا' إنتاج2004 تتعرض أيضا
للمشكلات التي واجهها السكان الأصليون واضطهاد البيض لهم.
فيلم
أستراليا يعرض بموضوعية الفكر الغربي الاستعماري, فالأرض الجديدة هي
الجنة بالنسبة للأوروبيين, وعليهم استغلالها بكل الطرق, ولا يجب السماح
للسكان الأصليين بالحصول علي أية فرصة للحياة أو ربما السماح لهم بشروط
معينة!
ونجحت
كيدمان مرة أخري في إثبات موهبتها التمثيلية بجانب جمالها, وهذه المرة
تمت إضافة الحركة, بعدما تحولت لراعية بقر, وكادت تسقط مرة أثناء
التصوير من فوق الحصان, وفرصة جديدة لجاكمان ليحقق شهرة أكبر, وقد تألق
قبل ذلك في'فان-هيلسنج' وثلاثية' الرجال-إكس' و'الهيبة'.و
جمع فيلم الرسوم المتحركة' الأقدام السعيدة' إنتاج2006, من خلال
الأداء الصوتي بين كيدمان و جاكمان*
الأهرام العربي في
17
يناير 2009 |